Monday, December 23, 2019

السفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية الفقرة الثالثة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية الفقرة الثالثة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية الفقرة الثالثة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

16 - The Wisdom of Compassion in the Word of Solomon

الفقرة الثالثة عشر:
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :   ( وأما علمه فقوله تعالى «ففهمناها سليمان» مع نقيض الحكم، وكلا آتاه الله حكما وعلما.
فكان علم داود علما مؤتى آتاه الله، وعلم سليمان علم الله في المسألة إذ كان الحاكم بلا واسطة. فكان سليمان ترجمان حق في مقعد صدق.
كما أن المجتهد المصيب لحكم الله الذي يحكم به الله في المسألة لو تولاها بنفسه أو بما يوحي به لرسوله له أجران، والمخطئ لهذا الحكم المعين له أجر مع كونه علما وحكما. )
قال رضي الله عنه :  ( وأمّا علمه فقوله تعالى :فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ مع نقيض الحكم وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً[ الأنبياء : 79 ] . فكان علم داود علما مؤتى آتاه اللّه ، وعلم سليمان علم اللّه في المسألة إذ كان هو الحاكم بلا واسطة . فكان سليمان ترجمان حقّ في مقعد صدق . كما أنّ المجتهد المصيب لحكم اللّه الّذي يحكم به اللّه في المسألة أو تولّاها بنفسه أو بما يوحى به لرسوله له أجران ، والمخطيء لهذا الحكم له أجر مع كونه علما وحكما . )

قال رضي الله عنه :  (وأما علمه) ، أي سليمان عليه السلام فقوله ، أي اللّه (تعالى "فَفَهَّمْناها")، أي الحكومة في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم أي الزرع الذي أكلته غنم الغير ("سُلَيْمانَ") عليه السلام ، فحكم أن صاحب الزرع يأكل من لبن الغنم حتى ينبت زرعه كما كان ، ثم يرد الغنم على أهله (مع نقيض الحكم) من أبيه داود عليه السلام وهو حكمه بالغنم ملكا لصاحب الزرع وَكُلًّا، أي كل واحد منهما آتاه اللّه تعالى حُكْماً، وهو سليمان عليه السلام وَعِلْماً وهو داود عليه السلام بقوله سبحانه :وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً[ الأنبياء : 79 ] .

فكان علم داود عليه السلام الذي آتاه اللّه تعالى له علما يؤتى ، أي يؤتيه اللّه تعالى لمن شاء وهو العلم الحادث .
وعلم سليمان عليه السلام هو علم اللّه تعالى القديم في هذه المسألة ، وهو العلم اللدني الذي قال اللّه تعالى في الخضر عليه السلام آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا[ الكهف : 65 ] وهو الوجود الذي قام به وكشف عنه وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً[ الكهف : 65 ] .

أي علما من عندنا ، وهو علم اللّه تعالى القائم بذلك الوجود المطلق عين الوجود المطلق ، فالخضر لموسى عليه السلام كسليمان لداود عليه السلام ، فالخضر على علم علمه اللّه تعالى لا يعلمه موسى عليه السلام ، وموسى عليه السلام على علم لا يعلمه الخضر عليه السلام كما ورد ذلك عن الخضر في الخبر الصحيح .
ومع ذلك فما علم الخضر وعلم موسى عليهما السلام في علم اللّه تعالى إلا كما أخذ العصفور بفمه من ماء البحر.
كما قال الخضر ذلك لموسى عليه السلام كما ورد به الحديث الصحيح .
 لأن علم الخضر عليه السلام في كل مسألة عين علم اللّه تعالى بها ، وعلمه تعالى بمسألة عين علمه لكل مسألة إلى ما لا نهاية له ، ولكن لما قوبل بعلم موسى عليه السلام الذي آتاه اللّه تعالى له على حسب استعداده واستعداد المكلفين به ، انقسم ذلك ، فانتسب إلى المطلق بما أخذ العصفور من ماء البحر . وكذلك علم سليمان مع داود عليهما السلام .
 
ولما كان سليمان هبة لداود عليهما السلام لم يعترض عليه داود كما اعترض موسى على الخضر عليهما السلام ؛ ولهذا قال له :إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً[ الكهف : 67 ] ، وتقدير الكلام ، لأن علمك من علمه ، نزل لك على حسب استعدادك واستعداد قومك ، وعلمي عين علمه صعدت إليه أنا بالفناء عني وعن كل ما سواه لا هو نزل إليّ .
وصرح له بذلك فقال : "وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ".
وهو علم اللّه تعالى ، وهما الملكان :
أحدهما النازل
والآخر الصاعد كما ورد في الحديث .
فالنازل يقول موسى أعلم من الخضر .
والصاعد يقول الخضر أعلم من موسى
إذ ، أي لأنه كان ، أي سليمان عليه السلام هو الحاكم الحق بلا واسطة نفس منه واللّه يحكم لا معقب لحكمه .
وكان سليمان عليه السلام ترجمان حق لحكم الحق تعالى بلسانه فيما حكم بهفِي مَقْعَدِ صِدْقٍ[ القمر : 55 ] ، وهو حضرة الثبوت العلمي مكشوفا عنه بالوجود الحقيقي .

قال رضي الله عنه :  (كما أن المجتهد) في شريعتنا في مسألة من المسائل (المصيب لحكم اللّه) تعالى (الذي يحكم به اللّه) سبحانه في تلك المسألة لو تولاها ، أي تلك المسألة فحكم بها اللّه تعالى بنفسه من غير واسطة أحد وبما يوحى به من الشريعة لرسول من رسله عليهم السلام كان له ، أي لذلك المجتهد على حكمه المذكور
في تلك المسألة أجران :
أجر على اجتهاده
وأجر على إصابته الحق
والمخطىء في اجتهاده لهذا الحكم المعين الذي يحكم به اللّه لو حكم بلا واسطة ويحكم به رسوله بالوحي عنه له أجر واحد على اجتهاده فقط .

كما ورد في الحديث : « من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد » مع كونه ، أي مما حكم به المجتهد في الصواب والخطأ علما وحكما فهو في الصواب حكم وفي الخطأ علم ، وإن لم يشعر بذلك لاستعماله العقل والفكر في اجتهاده ، فهو على غير بصيرة ، وإن أعطاه اللّه تعالى الأجر فليسوا من ورثة الأنبياء إلا من حيث كونهم حاملين لعلوم العقل من الكتاب والسنة ، لا من حيث علومهم التي استنبطوها ، وإن أقرهم عليها الشارع .

لأن علوم الأنبياء عليهم السلام ليست اجتهادية ظنية كعلوم المجتهدين ولا تحتمل الخطأ أصلا ، وإنما ورثتهم من كل وجه أهل الباطن المحققون .
قال تعالى :"قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي"[ يوسف  : 108] الآية .
وإن كانت هذه العلوم الباطنية اللدنية حاصلة للمجتهدين أيضا مع علوم اجتهادهم ، فإنهم ورثة الأنبياء من تلك الحيثية لا من حيث علوم الاجتهاد ، وهذا مرادنا بالمجتهد من حيث ما هو مجتهد لا من حيث ما هو عارف صاحب كشف وبصيرة إن كان كذلك .
  
شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما علمه فقوله تعالى «ففهمناها سليمان» مع نقيض الحكم، وكلا آتاه الله حكما وعلما.
فكان علم داود علما مؤتى آتاه الله، وعلم سليمان علم الله في المسألة إذ كان الحاكم بلا واسطة. فكان سليمان ترجمان حق في مقعد صدق.
كما أن المجتهد المصيب لحكم الله الذي يحكم به الله في المسألة لو تولاها بنفسه أو بما يوحي به لرسوله له أجران، والمخطئ لهذا الحكم المعين له أجر مع كونه علما وحكما. )
 
قال رضي الله عنه :  ( بقوله ) تعالى : (فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ مع نقيض الحكم ) أي مع وجود نقيض حكم سليمان وهو حكم داود في المسألة .
قال رضي الله عنه :  ( وكلا ) أي وكل واحد من الأنبياء ( أتاه اللّه حكما وعلما فكان علم داود علما مؤتى آتاه اللّه ) على يد من أيدي الأسماء من الوهاب وغيره .
فجاز في حكمه أن يصيب وأن لا يصيب كما في المسألة ( وعلم سليمان علم اللّه في المسألة إذا كان ) أي سليمان ( هو الحاكم بلا واسطة ) فعلم سليمان الأمر على ما هو عليه لكون علمه عين علم الحق .
وفضل سليمان على داود عليهما السلام في رتب العلم في هذه المسألة لا ينافي أفضلية داود على سليمان .
قال رضي الله عنه :  ( فكان سليمان ترجمان حق في مقعد صدق ) فكان لسليمان في المسألة أجران ولداود أجر واحد قال الشيخ رضي الله عنه :  ( كما أن المجتهد المصيب لحكم اللّه الذي يحكم به اللّه ) أي بذلك الحكم

قال رضي الله عنه :  (في المسألة لو تولاها بنفسه ) أي لو تولى الحق بنفسه المسألة ( أو ) تولاها ( بما يوحي به لرسوله له ) خبر مقدم الضمير يرجع إلى المصيب ( أجران ) مبتدأ والجملة خبران أي فله أجر لإصابته في الحكم وأجر لبذل جهده  .

 قال رضي الله عنه :  (والمخطئ لهذا الحكم المعين له أجر ) واحد لبذل جهده ( مع كونه ) أي مع كون خطأه يعدّ ( علما ) بحسب الشرع كعلم المصيب ( و ) يعدّ حكمه ( حكما ) بحسب الشرع في وجوب العمل به كحكم المصيب.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما علمه فقوله تعالى «ففهمناها سليمان» مع نقيض الحكم، وكلا آتاه الله حكما وعلما.
فكان علم داود علما مؤتى آتاه الله، وعلم سليمان علم الله في المسألة إذ كان الحاكم بلا واسطة. فكان سليمان ترجمان حق في مقعد صدق.
كما أن المجتهد المصيب لحكم الله الذي يحكم به الله في المسألة لو تولاها بنفسه أو بما يوحي به لرسوله له أجران، والمخطئ لهذا الحكم المعين له أجر مع كونه علما وحكما. )
قال رضي الله عنه :  ( وأما علمه فقوله تعالى «ففهمناها سليمان» مع نقيض الحكم، وكلا آتاه الله حكما وعلما. فكان علم داود علما مؤتى آتاه الله، وعلم سليمان علم الله في المسألة إذ كان الحاكم بلا واسطة. فكان سليمان ترجمان حق في مقعد صدق.  كما أن المجتهد المصيب لحكم الله الذي يحكم به الله في المسألة لو تولاها بنفسه أو بما يوحي به لرسوله له أجران، والمخطئ لهذا الحكم المعين له أجر مع كونه علما وحكما. )
النص واضح و لا يحتاج  إلى زيادة شرح.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما علمه فقوله تعالى «ففهمناها سليمان» مع نقيض الحكم، وكلا آتاه الله حكما وعلما.
فكان علم داود علما مؤتى آتاه الله، وعلم سليمان علم الله في المسألة إذ كان الحاكم بلا واسطة. فكان سليمان ترجمان حق في مقعد صدق.
كما أن المجتهد المصيب لحكم الله الذي يحكم به الله في المسألة لو تولاها بنفسه أو بما يوحي به لرسوله له أجران، والمخطئ لهذا الحكم المعين له أجر مع كونه علما وحكما. )
 
قال رضي الله عنه : ( وأمّا علمه فقوله :  ( فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ )  مع نقيض الحكم ) يعني مع منافاة حكمه لحكم داوود .
قال رضي الله عنه :   ( وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً )   ، فكان علم داوود علما مؤتى آتاه الله ، وعلم سليمان علم الله في المسألة ، إذا كان الحاكم بلا واسطة  ، وكان سليمان ترجمان حقّ في مقعد صدق ، كما أنّ المجتهد المصيب بحكم الله الذي يحكم به الله في المسألة ، لو تولَّاها بنفسه أو بما يوحي به لرسوله ، له أجران ، والمخطئ لهذا الحكم المعيّن له أحد مع كونه علما وحكما ).
يشير رضي الله عنه : إلى أنّ تقييد الوجود في الصورة العرشية عند سليمان وبلقيس لم يكن إعادة العين ، ولا نقل الموجود المشهود في سبأ إلى مجلس سليمان ، فإنّ ذلك محال ، ولكنّه إعدام لذلك الشكل العرشي في سبأ وإيجاد لمثله عندهما من علم الخلق الجديد ، فهو إيجاد المثل ، لا إيجاد العين وذلك إيهام وإيماء وتنبيه للمثل بإظهار المثل .
وكذلك كان الصرح يوهم من رآه أنّه ماء صاف يموج مثل ما يتخيّل من لا معرفة له بحقيقة تجديد الخلق مع الأنفاس أنّ الثاني عين الأوّل ، وأنّ المجسّد الممثّل من الصورة العرشية عين عرش بلقيس الذي في سبأ .
 
شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما علمه فقوله تعالى «ففهمناها سليمان» مع نقيض الحكم، وكلا آتاه الله حكما وعلما.
فكان علم داود علما مؤتى آتاه الله، وعلم سليمان علم الله في المسألة إذ كان الحاكم بلا واسطة. فكان سليمان ترجمان حق في مقعد صدق.
كما أن المجتهد المصيب لحكم الله الذي يحكم به الله في المسألة لو تولاها بنفسه أو بما يوحي به لرسوله له أجران، والمخطئ لهذا الحكم المعين له أجر مع كونه علما وحكما. )
قال رضي الله عنه :  (أما علمه فقوله " فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ " مع نقيض الحكم ) أي حكم داود .

قال رضي الله عنه :  ( وكلا آتاه الله حكما وعلما ، فكان علم داود علما مؤتى آتاه الله ، وعلم سليمان علم الله في المسألة إذ كان هو الحاكم بلا واسطة فكان سليمان ترجمان حق في مقعد صدق ، كما أن المجتهد المصيب لحكم الله الذي يحكم به الله في المسألة لو تولاها بنفسه أو بما يوحى به لرسوله له أجران ، والمخطئ لهذا الحكم المعين له أجر واحد مع كونه علما وحكما ).

أي بالقرآن والحديث. ورتبة داود في الحكمة  بالاجتهاد.

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما علمه فقوله تعالى «ففهمناها سليمان» مع نقيض الحكم، وكلا آتاه الله حكما وعلما.
فكان علم داود علما مؤتى آتاه الله، وعلم سليمان علم الله في المسألة إذ كان الحاكم بلا واسطة. فكان سليمان ترجمان حق في مقعد صدق.
كما أن المجتهد المصيب لحكم الله الذي يحكم به الله في المسألة لو تولاها بنفسه أو بما يوحي به لرسوله له أجران، والمخطئ لهذا الحكم المعين له أجر مع كونه علما وحكما. )
قال رضي الله عنه :  ( وأما علمه ) أي ، وأما اختصاص سليمان بالعلم . ( فقوله تعالى : " ففهمناها سليمان " مع نقيض الحكم . ) أي ، وجود الحكم المناقض في المسألة الصادرة من داود ، عليه السلام . ( وكلا ) من الأنبياء ، عليه السلام .

قال رضي الله عنه :  ( أتاه الله  حكما وعلما . فكان علم داود علما مؤتى أتاه الله ، وعلم سليمان علم الله في المسألة ، إذ كان هو الحاكم بلا واسطة . )
أي ، كان علم داود علما عطائيا ، صادرا من الحضرة الوهاب والمعطى ، وكان علم سليمان علما ذاتيا ، لذلك علم المسألة كما في علم الله.

وفي التعليل بقوله : ( ( إذ كان . . . ) ) إشارة إلى فناء بشريته في حقيته بحصول التجلي الذاتي . أي ، فنيت بشرية سليمان وحكم الحق بالمسألة كما يعلمها ، لكن في الصورة السليمانية ، كما تجلى لموسى ، عليه السلام ، في صورة الشجرة .

قال رضي الله عنه :  (فكان سليمان ترجمان حق في مقعد صدق ، كما أن المجتهد المصيب لحكم الله الذي يحكم به الله في المسألة لو تولاها بنفسه أو بما يوحى به إلى رسوله ، أجران ، والمخطئ لهذا الحكم المعين ، له أجر . ) .

أي ، فله أجران من حيث إنه ترجمان الحق في المسألة بحسب مقامه ومرتبته ، كما أن المجتهد المصيب له أجران .
أو هو ترجمان الحق ، كما أن المجتهد المصيب في الحكم ترجمان الحق وإن لم يعلم ذلك .
وكلا الوجهين صحيح . ويدل على صحتهما ما قال في أمة محمد ، صلى الله عليه وسلم : " وإنما كان للمصيب أجران " .

لكونه أصاب في الحكم وبذل جهده فيه ، فصار في مقابلة الإصابة أجر ، وفي مقابلة بذل الجهد أجر . لذلك جعل للمخطئ أجر واحد ، لأنه بذل جهده فاستحق أجره ( مع كونه حكما وعلما ) أي ، مع كون حكم المخطئ فيما اجتهد فيه علما بحسب الشرع ، وحكما واجب العمل به إلى
حين ظهور خطائه وهو زمان المهدى ، عليه السلام .
لذلك ترتفع المذاهب فيه ويصير مذهبا واحدا .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما علمه فقوله تعالى «ففهمناها سليمان» مع نقيض الحكم، وكلا آتاه الله حكما وعلما.
فكان علم داود علما مؤتى آتاه الله، وعلم سليمان علم الله في المسألة إذ كان الحاكم بلا واسطة. فكان سليمان ترجمان حق في مقعد صدق.
كما أن المجتهد المصيب لحكم الله الذي يحكم به الله في المسألة لو تولاها بنفسه أو بما يوحي به لرسوله له أجران، والمخطئ لهذا الحكم المعين له أجر مع كونه علما وحكما. )
 
قال رضي الله عنه :  ( وأمّا علمه فقوله تعالى :"فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ" [ الأنبياء : 79 ] ، مع نقيض الحكم "وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً"[ الأنبياء : 79 ] . إذ كان هو الحاكم بلا واسطة ، فكان سليمان ترجمان حقّ في مقعد صدق ، كما أنّ المجتهد المصيب لحكم اللّه الّذي يحكم به اللّه في المسألة أو تولّاها بنفسه أو بما يوحى به لرسوله له أجران ، والمخطئ لهذا الحكم له أجر مع كونه علما وحكما ،)

قال رضي الله عنه :  ( وأما علمه ) أي : المكمل لنبوته ، ) فقوله تعالى :فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ[ الأنبياء : 79 ] ( .

ففضل علمه على علم داود ( مع نقيض الحكم ) الذي هو متعلق علم داود ، والاعتقاد المتعلق بأحد النقيضين إذا كان علما كان الآخر جهلا غالبا ، فكان فضل هذا العلم على علم داود فضل العلم على الجهل ، إلا أنه ليس بجهل.
لأن معلومه وإن كان نقيض الحكم الصواب ، حكم مؤتى له من عند اللّه إذ كان يجب عليه العمل به ؛ لحصوله من العلم المؤتى له من اللّه تعالى بسبب اجتهاده بحيث يجب عليه أن يعتقده ويفتي به ؛ وذلك لأن ( كلا أتاه اللّه حكما وعلما ) بحيث أوجب على كل واحد منهما أن يعمل بما أوتي ويعتقد ويفتي به.

قال رضي الله عنه :  ( فكان علم داود ) أي : اعتقاده مع تعلقه بنقيض الصواب ( علما مؤتى ) حصل له باجتهاده الخطأ ، لكن لم يؤته بالاجتهاد والنظر ، بل ( أتاه اللّه ) بإفاضة النتيجة بعد النظر والاجتهاد ، ولكنه أخطأ بمخالفة علم اللّه تعالى في المسألة .

قال رضي الله عنه :  ( وعلم سليمان علم اللّه في المسألة ) بحيث ( إذا كان ) اللّه ( هو الحاكم بلا واسطة ) من حكام الخلق يحكم بحكم سليمان لا بحكم داود ، وإن أوجب عليه أن يعمل بما يراه من الخطأ ويعتقده ويفتي به وجعله علما مؤتى له ، ( فكان سليمان ترجمان حق ) بين علمه وحكمه ( في مقعد صدق ) ، أي : نائبا منابه في هذا الأمر دون داود ، وإن كان منصوصا عليه بالخلافة ، فكان مكملا خلافته ونبوته ، ولا يبعد أن تكون الاعتقادات المتعلقات بالنقيضين علمين ، فإن له نظيرا عندنا أشار إليه بقول : ( كما أن المجتهد المصيب لحكم اللّه ) .

ولما كان المخطئ أيضا حاكما بحكم اللّه ( الذي أوجب عليه العمل والفتوى ) به فسره بقوله : ( الذي يحكم اللّه به في المسألة أو لو تولاها ) أي : الحكومة ( بنفسه ، أو ) تولى التنصيص عليها ( بما يوحي به لرسوله له أجران ) مع إنما يعتقد الحكم المؤتي به من اللّه عن اجتهاده وعمله ، وأفتى به كالمخطئ إلا أن له مع أجر الاجتهاد المفيد له حكما وعلما أجر الإصابة لحكم اللّه .
قال رضي الله عنه :   والمخطئ لهذا الحكم ) المعين الذي تعينه في علم اللّه لو تولى الحكم بنفسه أو أوحى به إلى رسوله ، وإن كان مثل المصيب في الاجتهاد ، ووجود الفتوى والعمل به له أجر واحد هو أجر الاجتهاد فقط.

قال رضي الله عنه :  ( مع كونه ) أي : كون خطئه في الاجتهاد ( علما ) يجب عليه اعتقاده والفتوى به ، ( وحكما ) يجب عليه العمل به ، فصح أن النقيضين حكمان إلهيان إذا صدرا عن الاجتهاد ، وإن الاعتقاد المتعلق بهما علم قطعي ، وإذا صح تشبيه سليمان وداود بمجتهدي هذه الأمة في الإصابة والخطأ .

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما علمه فقوله تعالى «ففهمناها سليمان» مع نقيض الحكم، وكلا آتاه الله حكما وعلما.
فكان علم داود علما مؤتى آتاه الله، وعلم سليمان علم الله في المسألة إذ كان الحاكم بلا واسطة. فكان سليمان ترجمان حق في مقعد صدق.
كما أن المجتهد المصيب لحكم الله الذي يحكم به الله في المسألة لو تولاها بنفسه أو بما يوحي به لرسوله له أجران، والمخطئ لهذا الحكم المعين له أجر مع كونه علما وحكما. )
 
علم داود وسليمان عليهما السّلام وأمة محمد صلَّى الله عليه وسلَّم
قال رضي الله عنه :  ( وأما علمه ) - وهو الأول من الوجوه الثلاثة الكماليّة( فقوله “  فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ “  مع نقيض الحكم ) الصادر من داود عليه السّلام في مسألة الزرع وأكله الماشية ( وكلَّا ) من الأنبياء (آتَيْنا حُكْماً “) بحسب ما تقتضيه استعدادات أممهم ("وَعِلْماً “ ) [ 21 / 79 ] هو مبدأ ذلك الحكم .

قال رضي الله عنه :  ( وكان علم داود ) على ما هو مقتضى النص الكريم - وهو قوله : " آتَيْنا" (علما مؤتى، آتاه الله) وحيا كان أو إلهاما ( وعلم سليمان علم الله في المسألة ) على ما هو مقتضى قوله تعالى : "فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ ".

قال رضي الله عنه :  ( إذ كان الحاكم ) عند تفهيمها إيّاه ( بلا واسطة ، وكان سليمان ) في تلك المسألة ( ترجمان حقّ في مقعد صدق ) وكلّ من الحكمين بما فيهما من التناقض حقّ .

قال رضي الله عنه :  ( كما أنّ المجتهد المصيب لحكم الله ، الذي يحكم به الله في المسئلة لو تولاها بنفسه أو بما يوحى به لرسوله : له أجران ، والمخطئ لهذا الحكم المعين له أجر ، مع كونه علما وحكما ) .
حديث البخارى « إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر » . رواه البخاري ومسلم.

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما علمه فقوله تعالى «ففهمناها سليمان» مع نقيض الحكم، وكلا آتاه الله حكما وعلما.
فكان علم داود علما مؤتى آتاه الله، وعلم سليمان علم الله في المسألة إذ كان الحاكم بلا واسطة. فكان سليمان ترجمان حق في مقعد صدق.
كما أن المجتهد المصيب لحكم الله الذي يحكم به الله في المسألة لو تولاها بنفسه أو بما يوحي به لرسوله له أجران، والمخطئ لهذا الحكم المعين له أجر مع كونه علما وحكما. )
 
قال رضي الله عنه :  ( وأمّا علمه فقوله تعالى :فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ مع نقيض الحكموَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً[ الأنبياء : 79 ] . فكان علم داود علما مؤتى آتاه اللّه ، وعلم سليمان علم اللّه في المسألة إذ كان هو الحاكم بلا واسطة . فكان سليمان ترجمان حقّ في مقعد صدق . كما أنّ المجتهد المصيب لحكم اللّه الّذي يحكم به اللّه في المسألة أو تولّاها بنفسه أو بما يوحى به لرسوله له أجران ، والمخطيء لهذا)

قال رضي الله عنه :  ( وأما علمه فقوله ) ، أي لما يدل عليه قوله ( ففهمناها سليمان مع نقيض الحكم ) ، أي مع وجود نقيض حكمه من داود عليه السلام في مسألة الزرع وأكل الماشية إياها ( وكلا ) من داود وسليمان ( آتاه اللّه حكما وعلما فكان علم داود علما مؤتى آتاه اللّه ) من حيث اجتهاده فيما أوحي ( وعلم سليمان ) بعينه ( علم اللّه في المسألة ) المختلف فيها ( إذا كان هو ) ، أي اللّه العالم بها في مظهر سليمان ، لأنه فني عن نفسه بتجلي الاسم العليم المفهوم من قوله تعالى :فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ[ الأنبياء : 79 ] .

إذا الظاهر أنه لا يوحى إليه وحيا ظاهرا وإلا فالظاهر أن يقال :" فَأَوْحَيْنا إِلى سليمان" ( و ) كما أنه هو العالم في مظهر سليمان فلذلك هو ( الحاكم بلا واسطة ) فإن الحكم يترتب على العلم ( فكان سليمان ) الذي فهمه اللّه تلك المسألة له فضيلتان :
إحداهما : فضيلة التفهيم في العلم
وأخراهما : كونه ( ترجمان حق في مقعد صدق ) في الحكم ( كما أن المجتهد المصيب لحكم اللّه الذي يحكم به اللّه في المسألة أو تولّاها بنفسه أو بما يوحي به ) اللّه في المسألة لو تولاها نفسه أو بما يوحي به ( لرسوله له أجران ) : أجر الاجتهاد وأجر الإصابة

قال رضي الله عنه :  (و ) المجتهد ( المخطىء لهذا الحكم له أجر ) واحد هو أجر الاجتهاد ( مع كونه ) ، أي كون ما أدى إليه اجتهاد المخطىء ( علما ) في الشرع ، أي أعطاه الشرع حكم العلم وهو وجوب العمل بموجبه ( وحكما ) يجب العمل به ما لم يظهر خطؤه.


.
الفقرة الثالثة عشر على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله 
واتساب

No comments:

Post a Comment