Monday, December 23, 2019

السفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية الفقرة الثامنة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية الفقرة الثامنة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية الفقرة الثامنة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

16 - The Wisdom of Compassion in the Word of Solomon

الفقرة الثامنة عشر:
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أيدنا الله وإياك بروح منه، أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أي عبد كان فإنه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته، ولا يحسب عليه، مع كون سليمان عليه السلام طلبه من ربه تعالى.
فيقتضي ذوق الطريق أن يكون قد عجل له ما ادخر لغيره ويحاسب به إذا أراده في الآخرة.
فقال الله له «هذا عطاؤنا» ولم يقل لك ولا لغيرك، «فامنن» أي أعط «أو أمسك بغير حساب».(

قال رضي الله عنه :  ( واعلم - أيّدنا اللّه وإيّاك بروح منه - أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أيّ عبد كان فإنّه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته ، ولا يحسب عليه ، مع كون سليمان عليه السّلام طلبه من ربّه تعالى .  فيقتضي ذوق الطّريق أن يكون قد عجّل له ما ادّخر لغيره ويحاسب به إذا أراده في الآخرة .  فقال اللّه له :هذا عَطاؤُنا ولم يقل لك ولا لغيرك فَامْنُنْ أيّ أعطي أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ[ ص : 39 ] . )

قال رضي الله عنه :  (واعلم) يا أيها السالك (أيدنا) ، أي قوّانا وسددنا (اللّه) تعالى وإياك بروح منه طاهرة من لوث الطبيعة ، منفوخة على التحقق بالحقيقة والتمسك بالشريعة (أن مثل هذا العطاء) السليماني والملك الظاهر الرباني إذا حصل للعبد من مولاه تعالى (أي عبد كان فإنه لا ينقصه ذلك) العطاء من ملك آخرته شيئا ولا يحسب بالبناء للمفعول ، أي لا يحسبه اللّه تعالى عليه ، أي على ذلك العبد من جزائه في الآخرة على عمله الصالح في الدنيا (مع كون سليمان عليه السلام طلبه) ، أي الملك من ربه تعالى في قوله :رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي[ ص : 35 ] .

فيقتضي ذوق ، هذا الطريق إلى اللّه تعالى وهو مذهب المحققين من العارفين أن يكون قد عجل ، أي عجل اللّه تعالى في الدنيا له ، أي لسليمان عليه السلام ما ادخره ، أي ادخره اللّه تعالى لغيره في الآخرة من الجزاء كما قال :أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا[ الأحقاف : 20 ] ،
ويحاسب ، أي يحاسبه اللّه تعالى به .

أي بسبب ما ناله من الملك في الدنيا إذا أراده ، أي الملك في الآخرة فقال اللّه تعالى له ، أي لسليمان عليه السلام هذا عَطاؤُنا ،
ولم يقل له عطاؤنا لك ولا عطاؤنا لغيرك ، إذ لو قال عطاؤنا لك لكان جوابا لسؤاله فيكون عجل له جزاءه وحوسب به من ملك الآخرة فهو عطاء لكل من أعطاه سليمان عليه السلام فامنن أي أعط منه من شئت ، فيكون ذلك عطاؤنا من شئت أو أمسك ممن شئت فيكون ذلك عين الممسك منا والمنع .

قال تعالى :" ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ " [ فاطر : 2 ] بغير حساب عليك منا في الآخرة ، لأنك مظهرنا ، ففعلك فعلنا في العطاء والمنع ، فلا حساب عليك منا .


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أيدنا الله وإياك بروح منه، أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أي عبد كان فإنه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته، ولا يحسب عليه، مع كون سليمان عليه السلام طلبه من ربه تعالى.
فيقتضي ذوق الطريق أن يكون قد عجل له ما ادخر لغيره ويحاسب به إذا أراده في الآخرة.
فقال الله له «هذا عطاؤنا» ولم يقل لك ولا لغيرك، «فامنن» أي أعط «أو أمسك بغير حساب».(

قال رضي الله عنه :  ( واعلم أيدنا اللّه وإياك بروح منه أن مثل هذا العطاء ) الدنيوي ( إذا حصل للعبد أيّ عبد كان فإنه ) أي لشأن ( لا ينقصه ) أي العبد ( ذلك ) العطاء ( من ملك آخرته ولا يحسب عليه ) في الآخرة إذا حصل من غير طلب من العبد أو مع طلب لكنه عن أمر اللّه .
قال رضي الله عنه :  ( مع كون سليمان عليه السلام طلبه ) أي ذلك العطاء ( من ربه تعالى ) لكن عن أمر ربه فكيف ينقص درجته ويحسب عليه في الآخرة تعريض لمن زعم أنه اختار الدنيا وطلب أنه لا يكون لأحد بعده فينقص من ملك آخرته ويحسب عليه السلام .

قال رضي الله عنه :  ( فيقتضي ذوق الطريق ) أي طريق سوق الآية الكريمة في حق سليمان أو طريق الكشف أو طريق التصوف أو طريق سليمان أو طريق الحق ، وهي صراط مستقيم وهذه أحسن الوجوه.

قال رضي الله عنه :  ( أن يكون قد عجل له ) أي لسليمان ( ما ادّخر لغيره ) فلا يحاسب على ما عجل له كما لا يحاسب غيره على ما ادّخر عليه ( ويحاسب ) العبد ( به ) .
أي بذلك العطاء إن شاء الحق حسابه ( إذا أراده ) من غير أمر إلهي ( في الآخرة ) تتعلق بيحاسب ( فقال اللّه هذا عطاؤنا ولم يقل ) بعد إضافة العطاء إلى نفسه ( لك ) أي لأجلك ( ولغيرك فامنن أي أعط أو أمسك بغير حساب ) أي لا حساب به عليك في الآخرة .


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أيدنا الله وإياك بروح منه، أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أي عبد كان فإنه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته، ولا يحسب عليه، مع كون سليمان عليه السلام طلبه من ربه تعالى.
فيقتضي ذوق الطريق أن يكون قد عجل له ما ادخر لغيره ويحاسب به إذا أراده في الآخرة.
فقال الله له «هذا عطاؤنا» ولم يقل لك ولا لغيرك، «فامنن» أي أعط «أو أمسك بغير حساب».(

قال رضي الله عنه :  ( واعلم أيدنا الله وإياك بروح منه، أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أي عبد كان فإنه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته، ولا يحسب عليه، مع كون سليمان عليه السلام طلبه من ربه تعالى. فيقتضي ذوق الطريق أن يكون قد عجل له ما ادخر لغيره ويحاسب به إذا أراده في الآخرة. فقال الله له «هذا عطاؤنا» ولم يقل لك ولا لغيرك، «فامنن» أي أعط «أو أمسك بغير حساب».(

النص واضح و لا يحتاج  إلى زيادة شرح.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أيدنا الله وإياك بروح منه، أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أي عبد كان فإنه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته، ولا يحسب عليه، مع كون سليمان عليه السلام طلبه من ربه تعالى.
فيقتضي ذوق الطريق أن يكون قد عجل له ما ادخر لغيره ويحاسب به إذا أراده في الآخرة.
فقال الله له «هذا عطاؤنا» ولم يقل لك ولا لغيرك، «فامنن» أي أعط «أو أمسك بغير حساب».(

قال رضي الله عنه : ( واعلم - أيّدنا الله وإيّاك بروح منه - : أنّ مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد - أيّ عبد كان - فإنّه لا ينقصه من ملك آخرته ولا يحسب عليه ، مع أنّ سليمان طلبه من ربّه - تعالى - فيقضي ذوق التحقيق أن يكون قد عجّل له ما ادّخر لغيره ويحاسب به إذا أراده في الآخرة ،  فقال الله له :  "هذا عَطاؤُنا "   ولم يقل : لك ولا لغيرك  "فَامْنُنْ "  أي أعط  "أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ " ) 

قال العبد : إنّما أفرد الشيخ رضي الله عنه هذه المسألة التمثيلية هاهنا ، لكونها تتمّة البحث والحكمة التي كان في بيانها من تجديد المثل مع الأنفاس في الخلق الجديد ، فإنّه تمثيل للمعاني وتجسيد للحقائق وتشخيص للنسب في مثل ما كانت من الوجود الظاهر بها والمتعيّن فيها أو بالعكس ، على الذوقين من مشربي الفرائض والنوافل ، فافهم واذكر إن شاء الله تعالى .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أيدنا الله وإياك بروح منه، أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أي عبد كان فإنه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته، ولا يحسب عليه، مع كون سليمان عليه السلام طلبه من ربه تعالى.
فيقتضي ذوق الطريق أن يكون قد عجل له ما ادخر لغيره ويحاسب به إذا أراده في الآخرة.
فقال الله له «هذا عطاؤنا» ولم يقل لك ولا لغيرك، «فامنن» أي أعط «أو أمسك بغير حساب».(

قال رضي الله عنه :  ( واعلم أيدنا الله وإياك بروح منه أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أي عبد كان فإنه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته ولا يحسب عليه مع كون سليمان عليه السلام طلبه من ربه تعالى فيقتضى ذوق الطريق ) .
وفي نسخة (ذوق التحقيق (  .

قال رضي الله عنه :  (أن يكون قد عجل له ما ادخر لغيره ويحاسب به إذا أراده في الآخرة ، فقال الله له " هذا عَطاؤُنا "  ولم يقل لك ولا لغيرك " فَامْنُنْ "  أي أعط " أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ").
لكونه مطيعا لربه في ذلك ممتثلا لأمره .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أيدنا الله وإياك بروح منه، أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أي عبد كان فإنه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته، ولا يحسب عليه، مع كون سليمان عليه السلام طلبه من ربه تعالى.
فيقتضي ذوق الطريق أن يكون قد عجل له ما ادخر لغيره ويحاسب به إذا أراده في الآخرة.
فقال الله له «هذا عطاؤنا» ولم يقل لك ولا لغيرك، «فامنن» أي أعط «أو أمسك بغير حساب».(

قال رضي الله عنه :  (  واعلم ، أيدنا الله وإياك بروح منه ، أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد ، أي عبد كان ، فإنه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته ، ولا يحسب عليه ، مع كون سليمان عليه السلام طلبه من ربه فيقتضى ذوق الطريق أن يكون قد عجل له ما ادخر لغيره
ويحاسب به ، إذا أراد الحق في الآخرة . ) .

وهذا الاقتضاء إذا كان الطلب من العبد نفسه . أما إذا كان الطلب أيضا بأمر الله ، فلا يكون كذلك .
قال رضي الله عنه :  ( فقال الله له : ) أي لسليمان . ( "هذا عطاؤنا" . ولم يقل : لك ولا لغيرك . "فامنن" أي ، أعط . "أو أمسك بغير حساب " . )
أي ، هذا إعطاؤنا ، لا يحاسب عليك في الآخرة .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أيدنا الله وإياك بروح منه، أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أي عبد كان فإنه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته، ولا يحسب عليه، مع كون سليمان عليه السلام طلبه من ربه تعالى.
فيقتضي ذوق الطريق أن يكون قد عجل له ما ادخر لغيره ويحاسب به إذا أراده في الآخرة.
فقال الله له «هذا عطاؤنا» ولم يقل لك ولا لغيرك، «فامنن» أي أعط «أو أمسك بغير حساب».(

قال الشيخ رضي الله عنه:  ( واعلم أيّدنا اللّه ، وإيّاك بروح منه أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أيّ عبد كان ؛ فإنّه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته ، ولا يحسب عليه ، مع كون سليمان عليه السّلام طلبه من ربّه تعالى ، فيقتضي ذوق الطّريق أن يكون قد عجّل له ما ادّخر لغيره ، ويحاسب به إذا أراده في الآخرة ، فقال اللّه له :"هذا عَطاؤُنا"[ ص : 39 ].
ولم يقل لك : ولا لغيرك "فَامْنُنْ" [ ص  : 39] ،أي : أعط ،"أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ "[ص : 39])

ثم استشعر سؤالا بأنه كيف يكون هذا التسخير أثر الاسمين المذكورين مع أنه مضر في الآخرة تنقص منزلته بما أوتي في الدنيا ؛ لقوله تعالى :"أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا"[ الأحقاف : 20 ] ، ويحاسب به عليه .
فرفع ذلك بقوله : ( واعلم أيدنا اللّه وإياك بروح منه ) فيه إشارة إلى أن من غلبت روحانيته لا تضر الأمور الدنيوية في آخرته أن مثل هذا العطاء ، وإن كان من شأنه الحساب ، ونقص الدرجة في الآخرة في حق القاصرين ، فهو من حيث هو عطاء إذا حصل للعبد ، أي : عبد كان ، أي :  نبيّا كسليمان أو غيره ، فإنه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته ، ولا يحسب عليه في جزائه حتى ينقص من جزائه بقدره ما لم يكن ذلك عن هواه ، فلا ينقص في حق سليمان ، ولا هو يحاسب عليه مع كون سليمان طلبه من ربه بقوله :"وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي "[ ص : 35 ] .

ويوهم هذا الطلب كونه عن هواه فيقتضي ذوق الطريق ، وفي نسخة : " ذوق التحقيق " بناء على هذا الوهم أن يكون سليمان قد عجل له في الدنيا سؤاله ما ادخر لغيره في الآخرة ، وهو يوجب نقص ذلك من آخرته إذ يحاسب به في جزائه إذا أراده في الآخرة ، فلا يقرر في شأنه هذا الوهم ، وهو ينافي كون ملكه أثر هذين الاسمين .
أي : الرحمن الرحيم ، فرفع اللّه عزّ وجل هذا الوهم في حقّه ، فقال اللّه له :هذا عَطاؤُنا بنسبة العطاء إلى حضرة التعظيم ، وهي حضرة الاسم الجامع للأسماء المعطية ، وهو الرحمن ، ولم يقل ما ينافي جمعيته لك ولا لغيرك ، ثم قال :"فَامْنُنْ" أي : أعط أو امسك إشارة إلى جمعية نيابته عن اللّه في العطاء والمنع .
"" المحقق :  فما نسب إلى العبد إلا الإعطاء أو الإمساك بما لا يحاسب عليه . ""

ثم صرّح بإزالة الوهم ، فقال :"بِغَيْرِ حِسابٍ "،فدل على أنه لا يحاسب به في الآخرة ، ولا ينقص ذلك من ملك آخرته ، وذوق الطريق ماء يقتضي ذلك إذا كان حصوله من الشيء الذي منشأه هوى السائل لا ما يكون منشأه أمر ربه ، فعلمنا من ذوق الطريق ، وإن لم نجد عليه نصّا من الكتاب والسنة أن سؤاله صلّى اللّه عليه وسلّم ذلك كان عن أمر ربه .

وذلك لأن الطلب إذا وقع لا عن هوى الطالب ، بل عن الأمر الإلهي كان الطالب له الأجر التام في الآخرة من غير أن ينقص حصول مطلوبه في الدنيا شيئا منه في الآخرة على طلبه ، لما فيه من امتثال ربه المقيد لوجوبه أو ندبيته ، ولا هو يجوز أن يكون أجره ما يحصل له من مطلوبه في الدنيا إذ البارئ تعالى إن شاء قضى حاجته فيما طلب منه ، وإن شاء أمسك ، والأجر ليس موكولا إلى المشيئة بل محروم الحصول.

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أيدنا الله وإياك بروح منه، أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أي عبد كان فإنه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته، ولا يحسب عليه، مع كون سليمان عليه السلام طلبه من ربه تعالى.
فيقتضي ذوق الطريق أن يكون قد عجل له ما ادخر لغيره ويحاسب به إذا أراده في الآخرة.
فقال الله له «هذا عطاؤنا» ولم يقل لك ولا لغيرك، «فامنن» أي أعط «أو أمسك بغير حساب».(

فأشار إلى إزاحة مثل هذه الشبهة  
فقال رضي الله عنه :  ( واعلم - أيّدنا الله وإيّاك بروح منه - أنّ مثل هذا العطاء إذا كان لعبد - أيّ عبد كان - فإنّه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته ) .
فلا يخالف استجابة دعاه ما ادّخر له ولغيره في الآخرة ، فإنّ ذلك لسليمان ولغيره من المؤمنين بحاله ما ينقصه شيء .

قال رضي الله عنه :  ( ولا يحسب عليه ، مع كون سليمان طلبه من ربه تعالى ، فيقتضى ذوق الطريق أن يكون قد عجّل له ما ادّخر لغيره ) - يعني لخاتم الولاية .

قال رضي الله عنه :  ( ويحاسب به إذا أراده في الآخرة ) ، والذي يدلّ على هذا ما ظهر من طيّ كلامه ، حيث نسب العطاء إلى نفسه ، وما نسب إلى العبد بوجه ، ( فقال الله له : “ هذا عَطاؤُنا “ ولم يقل : لك ولا لغيرك “  فَامْنُنْ “  أي أعط "أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ" ).
فما نسب إلى العبد إلا الإعطاء أو الإمساك بما لا يحاسب عليه .
  
شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  ( واعلم أيدنا الله وإياك بروح منه، أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أي عبد كان فإنه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته، ولا يحسب عليه، مع كون سليمان عليه السلام طلبه من ربه تعالى.
فيقتضي ذوق الطريق أن يكون قد عجل له ما ادخر لغيره ويحاسب به إذا أراده في الآخرة.
فقال الله له «هذا عطاؤنا» ولم يقل لك ولا لغيرك، «فامنن» أي أعط «أو أمسك بغير حساب».(

قال رضي الله عنه :  ( واعلم - أيّدنا اللّه وإيّاك بروح منه - أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أيّ عبد كان فإنّه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته ، ولا يحسب عليه ، مع كون سليمان عليه السّلام طلبه من ربّه تعالى . فيقتضي ذوق الطّريق أن يكون قد عجّل له ما ادّخر لغيره)

قال رضي الله عنه :  (واعلم أيدنا اللّه وإياك بروح منه أن مثل هذا العطاء إذا حصل للعبد أي عبد كان فإنه لا ينقصه ذلك من ملك آخرته ولا يحسب عليه مع كون سليمان عليه السلام طلبه من ربه تعالى فيقتضي ذوق الطريق أن يكون قد عجل له ) ، أي لسليمان في الدنيا
( ما أدّخر لغيره)

قال رضي الله عنه :  ( ويحاسب به إذا أراده في الآخرة .  فقال اللّه له :هذا عَطاؤُنا ولم يقل لك ولا لغيرك "فَامْنُنْ" أيّ أعط "أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ" [ ص : 39 ] . )

قال رضي الله عنه :  (ويحاسب به إذا أراده ) ، أي الحساب ( في الآخرة فقال اللّه له ) ، أي لسليمان (هذا عَطاؤُنا) ، فنسب العطاء إلى نفسه ( ولم يقل : لك ولا لغيرك ) مما يدل على نسبته إلى العبد (فَامْنُنْ، أي أعطأَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) [ ص : 39 ] ، فما نسب إلى العبد إلا الإعطاء أو الإمساك بما لا يحاسب عليه .

.
الفقرة الثامنة عشر على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله  
واتساب

No comments:

Post a Comment