Thursday, February 20, 2020

السفر الثالث والعشرون فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثالث والعشرون فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثالث والعشرون فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
متن فصوص الحكم الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :

23 - فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية
إذ شاء الإله يريد رزقا ... له فالكون أجمعه غذاء
وإن شاء الإله يريد رزقا ... لنا فهو الغذاء كما يشاء
مشيئته إرادته فقولوا ... بها قد شاءها فهي المشاء
يريد زيادة و يريد نقصا ... وليس مشاءه إلا المشاء
فهذا الفرق بينهما فحقق ... ومن وجه فعينهما سواء
قال تعالى «ولقد آتينا لقمان الحكمة: ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا».
فلقمان بالنص ذو الخير الكثير بشهادة الله تعالى له بذلك.
والحكمة قد تكون متلفظا بها و مسكوتا عنها مثل قول لقمان لابنه «يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله».
فهذه حكمة منطوق بها، وهي أن جعل الله هو الآتي بها، وقرر ذلك الله في كتابه، ولم يرد هذا القول على قائله.
وأما الحكمة المسكوت عنها و علمت بقرينة الحال، فكونه سكت عن المؤتى إليه بتلك الحبة، فما ذكره، و ما قال لابنه يأت بها الله إليك ولا إلى غيرك.
فأرسل الإتيان عاما وجعل المؤتى به في السموات إن كان أو في الأرض تنبيها لينظر الناظر في قوله «و هو الله في السماوات و في الأرض».
فنبه لقمان بما تكلم و بما سكت عنه أن الحق عين كل معلوم، لأن المعلوم أعم من الشيء فهو أنكر النكرات .
ثم تمم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة كاملة فيها فقال "إن الله لطيف" فمن لطفه ولطافته أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء، حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح.
فيقال هذا سماء ورض و صخرة وشجر وحيوان و ملك ورزق وطعام.
والعين واحدة من كل شيء و فيه.
كما تقول الأشاعرة إن العالم كله متماثل بالجوهر: فهو جوهر واحد، فهو عين قولنا العين واحدة.
ثم قالت ويختلف بالأعراض، وهو قولنا ويختلف ويتكثر بالصور والنسب حتى يتميز فيقال هذا ليس هذا من حيث صورته أو عرضه أو مزاجه كيف شئت فقل.
وهذا عين هذا من حيث جوهره، ولهذا  يؤخذ عين الجوهر في كل حد صورة و مزاج: فنقول نحن إنه ليس سوى الحق، ويظن المتكلم أن مسمى الجوهر وإن كان حقا، ما هو عين الحق الذي يطلقه أهل الكشف والتجلي.
فهذا حكمة كونه لطيفا.
ثم نعت فقال «خبيرا» أي عالما عن اختبار وهو قوله «ولنبلونكم حتى نعلم» وهذا هو علم الأذواق.
فجعل الحق نفسه مع علمه بما هو الأمر عليه مستفيدا علما.
ولا نقدر على إنكار ما نص الحق عليه في حق نفسه: ففرق تعالى ما بين علم الذوق والعلم المطلق، فعلم الذوق مقيد بالقوى.
وقد قال عن نفسه إنه عين قوى عبده في قوله «كنت سمعه»، وهو قوة من قوى العبد، «وبصره» وهو قوة من قوى العبد، «ولسانه» وهو عضو من أعضاء العبد، «ورجله ويده».
فما اقتصر في التعريف على القوى فحسب حتى ذكر الأعضاء: وليس العبد بغير لهذه الأعضاء والقوى.
فعين مسمى العبد هو الحق، لا عين العبد هو السيد، فإن النسب متميزة لذاتها، و ليس المنسوب إليه متميزا، فإنه ليس ثم سوى عينه في جميع النسب.
فهو عين واحدة ذات نسب وإضافات وصفات.
فمن تمام حكمة لقمان في تعليمه ابنه ما جاء به في هذه الآية من هذين الاسمين الإلهيين «لطيفا خبيرا»، سمى بهما الله تعالى.
فلو جعل ذلك في الكون وهو الوجود فقال «كان» لكان أتم في الحكمة و أبلغ.
فحكى الله قول لقمان على المعنى كما قال: لم يزد عليه شيئا وإن كان قوله إن الله لطيف خبير من قول الله لما علم الله من لقمان أنه لو نطق متمما لتمم بهذا.
وأما قوله «إن تك مثقال حبة من خردل» لمن هي له غذاء، وليس إلا الذرة المذكورة في قوله «فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره».
فهي أصغر متغذ و الحبة من الخردل أصغر غذاء.
و لو كان ثم أصغر لجاء به كما جاء بقوله تعالى «إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها».
ثم لما علم أنه ثم ما هو أصغر من البعوضة قال «فما فوقها» يعني في الصغر.
وهذا قول الله و التي في «الزلزلة» قول الله أيضا.
فاعلم ذلك فنحن نعلم أن الله تعالى ما اقتصر على وزن الذرة وثم ما هو أصغر منها، فإنه جاء بذلك على المبالغة والله أعلم.
وأما تصغيره اسم ابنه فتصغير رحمة: و لهذا أوصاه بما فيه سعادته إذا عمل بذلك.
وأما حكمة وصيته في نهيه إياه أن لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ، والمظلوم المقام حيث نعته بالانقسام وهو عين واحدة، فإنه لا يشرك معه إلا عينه وهذا غاية الجهل.
وسبب ذلك أن الشخص الذي لا معرفة له بالأمر على ما هو عليه، ولا بحقيقة الشيء إذا اختلفت عليه الصور في العين الواحدة، وهو لا يعرف أن ذلك الاختلاف في عين واحدة، جعل الصورة مشاركة للأخرى في ذلك المقام فجعل لكل صورة جزءا من ذلك المقام.
ومعلوم في الشريك أن الأمر الذي يخصه مما وقعت فيه المشاركة ليس عين الآخر الذي شاركه، إذ هو للآخر ».
فإذن ما ثم شريك على الحقيقة، فإن كل واحد على حظه مما قيل فيه إن بينهما مشاركة فيه.
وسبب ذلك الشركة المشاعة، وإن كانت مشاعة فإن التصريف من أحدهما يزيل الإشاعة.
«قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن» هذا روح المسألة.
متن نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :

23 - نقش فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية
لمّا علم لقمان أن الشرك ظلمٌ عظيم للشريك مع الله.
فهو من مظالم العباد وله الوصايا بالجناب الإلهي وصايا المرسلين.
وشهد الله له بأنه " أتاه الحكمة " فحكم بها نفسه وجوامع الخير.

الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص صدر الدين القونوي 673 هـ :
23 - فك ختم الفص اللقمانى
1 / 23 - اعلم ان سر اقرآن هذه الحكمة بالصفة الإحسانية هو من أجل ان للإحسان ثلاث مراتب ، بين أحكام المرتبة الأولي وبين أحكام الحكمة اتحاد واشتراك ، فهما بين ذلك الوجه كالأخوين ، فان حكم الأول ومقتضاه هو فعل ما ينبغي لما ينبغي كما ينبغي ، ومقتضى الحكمة وضع الشيء في موضعه على الوجه الأوفق وضبط الحكيم نفسه ، ومن يقدر على ضبطه من التصرفات الغير المرضية والأقوال الغير المفيدة والآراء والتصورات الفاسدة والوصايا وجميع النصائح والآداب المعلمة والمتعلمة ، داخلة في أحكام هذه المرتبة الإحسانية الأولي المختصة بهذه الحكمة .

2 / 23 -  وأما المرتبة الثانية : فهي التي سأل عنها جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ما الإحسان ؟
فأحابه صلى الله عليه وسلم : الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، وانه عبارة عن استحضار الحق على نحو ما وصف نفسه به في كتبه وعلى السنة رسله عليهم السلام دون مزج ذلك بشيء من التأويلات السخيفة بمجرد الاستبعاد وقصور إدراك العقل النظري عن فهم مراد الله من أخبازاته وجنوحا إلى الأقيسة وتوهم التشبيه والاشتراك في الصفات .

3 / 23 - والمرتبة الثالثة الإحسانية يختص على المشاهدة دون كأن ،
كما قيل لبعض الأكابر : هل رأيت ربك ؟
فقال : لم اعبد ربا لم اره ،
واليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم : وجعلت قرة عيني في الصلاة ، وبقوله صلى الله عليه وسلم : الصلاة نور ولهذا كان إذا دخل الصلاة كان ينظر من ورائه مثل ما ينظر من بين يديه ، ولم يرد ان هذا الحال كان مستصحبا في غير الصلاة ،
والى هذا المعنى الإشارة في الآية التي هي في سورة لقمان وهي : " ومن يُسْلِمْ وَجْهَه إِلَى الله وهُوَ مُحْسِنٌ "  اى ومن ينقاد برمة ذاته الى الله وهو مشاهد ،
" فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وإِلَى الله عاقِبَةُ الأُمُورِ " [ لقمان / 22 ] .

4 / 23 - وهكذا فليعلم ان لكل صفة من هذه الصفات ثلاث مراتب :
اولى ووسطى وعليا ، وتدبر قوله تعالى : " لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا ما اتَّقَوْا وآمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وأَحْسَنُوا والله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " [ المائدة : 93 ] وتنبه بختم الآية بذكر الإحسان واقرآن محبة الحق بالمحسنين ، وتذكر ما سلف ذكره في مراتب الإحسان ولا تقتصر في فهم كلام الحق على ما ورد في أسباب نزول هذه الآية من انها وردت جوابا للصحابة لما قال بعضهم :
كيف حال من مات قبل تحريم الخمر وكانوا يشربونها ؟
فان هذه الآية وان تضمنت جوابهم فان ذلك لا يلزم منه ان لا يكون لها دلالة على امور أخر ،

وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم : ان لكل آية من القرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا . . .
الى سبعة ابطن ، وفي رواية :سبعين بطنا . فتفهم تصب 

كلمات و مصطلحات وردت في فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية

مصطلح  الغذاء - غذاء
في اللغة " غذاء : ما يكون به نماء الجسم من الطعام والشراب " .

في الاصطلاح الصوفي
يقول الشيخ عبد الغني النابلسي:
" حقيقة الغذاء : هو إرجاع كل شيء إلى أصله ، فالغذاء فرع من المتغذي به ، انفصل عنه ثم عاد إليه بالتغذي ، فهو جزء منه في الأصل ، ثم تفرق عنه في غيره ثم عاد إليه ، ولهذا قال تعالى : " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " .

يقول الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي في سر الغذاء:
" سر الغذاء ابتداء ، إنما هو الحياة ، وسره بعد وجود الحياة ، بقاء الحياة فالبقاء .
والحياة أمران متولدان عن الغذاء ، فالغذاء أجل في مرتبة الوجود من الحياة وفلكه أعظم إحاطة من فلك الحياة وهو الساري في جميع الموجودات ، جماد وغيره ،
لكن يظهر في أشياء عينا ويظهر في أشياء معنى ، وأكثر ما يظهر في الجسم الإنساني البهيمي ، وأخفى من ذلك في النبات ، وأخفى من ذلك في الجماد ،
وأخفى من ذلك في العقول وإن كانت حية ، ولكن الوقوف على غذائها صعب من طريق العلم ، سهل من طريق العين وكل غذاء أعلى من حياته المتولدة عنه فلا يزال من العالم الأدنى يرتقي في أطوار العالم أغذية وحياة حتى ينتهي إلى الغذاء الأول الذي هو غذاء الأغذية وهي الذات المطلقة " .
وما قوت النفوس سوى قواها    ….  وإن العين عين كل قوت 
وسهل  ما  له  قوت  سواه   ….    و أین الحق من خبز وحوت 
جميع الخلق في الأقوات تاهوا  ….  وسهل ما يراه سوى المقيت

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني عن غذاء الأعيان الممكنة:
" غذاء الأعيان الممكنة : هو الوجود المضاف إليها والمفاض عليها فإنه هو الذي به يصير الأعيان الثابتة ظاهرة الحكم باقية الأثر ، فهو المبقي لها والممد لها بظهور أحكامها كفعل الغذاء في المغتذي " .

تقول الدكتورة سعاد الحكيم غذاء الأغذية : عند ابن العربي الطائي الحاتمي
" غذاء الأغذية: هي الذات المطلقة من حيث إنها أول ما ابتدأت به الحياة والغذاء ، فهي سابقة للأسماء الإلهية، وسابقة للخلق، فهي أرفع مقاما من جميع الأغذية ".

يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي غذاء الروح:
" يقال غذاء الروح : هو علم التوحيد من حيث الأفعال والصفات والذات وسائر المعارف الإلهية مما لا نهاية لها " .

يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي غذاء الطبيعة:
" يقال : غذاء الطبيعة : الأكل والشرب " .

يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي
: " يقال : غذاء القلب : الفكر " .

يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي:
" يقال : غذاء النفس : التكلم بما لا يعني " .

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني:
" غذاء الوجود : هو الأعيان الثابتة ، فإنها غذاء للوجود المضاف إليها والمفاض عليها إذ بها تعين آثار الوجود وهي اعني : الأعيان الثابتة هي التي تظهر آثار الأسماء الإلهية وتبقي عليها أحكامها بالفعل " .

تقول د. سعاد الحكيم المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة :
فعندما يتخلل الظاهر الباطن يغذيه بالأحكام ، وعندما يتخلل الباطن الظاهر يغذيه بالوجود ، ولا يجب ان نؤخذ بمادية تشبيه ابن العربي فنظن اثنينية بين المتخلّل والمتخلّل أو المتغذّى والمتغذّى، بل هي مجرد صور تشبيهية يحاول بها ان يشير إلى نوعية معينة من العلاقة بين وجهي الحقيقة: الحق والخلق.

يقول الشيخ ابن العربي :
( فأنت غذاؤه بالاحكام .... وهو غذاؤك بالوجود. . .
لذاك الحق اوجدني  ....     فأعلمه فأوجده . . .)
ولما كان للخليل هذه المرتبة التي بها سمى خليلا لذلك سنّ القرى  وجعله ابن مسرّة مع ميكائيل للأرزاق. . .
فان الغذاء يسرى في جميع أجزاء المغتذى كلها وما هنالك أحراء. فلا بد ان يتخلل جميع المقامات الإلهية المعبر عنها بالأسماء فتظهر بها ذاته جل وعلا. . . " (فصوص )
تقول د. سعاد الحكيم في المعجم الصوفي:-
الرزق يتلخص في ايصال الغذاء وسريانه في ذات المتغذى به.
وفعل التغذية هذا ينطبق على وجهي الحقيقة الوجودية الواحدة: الحق والخلق.
الحق يتغذى بالخلق: من حيث إنه لا ظهور للحق الا في صورة خلقية تغذيه باحكامها ولا بقاء للألوهية الا ببقاء المألوه، فالألوهية غذاؤها وجود مألوهيها.

والخلق يتغذى بالحق: من حيث إنه لا يتقوم وجوده وكيانه الا بالحق فالخلق مظهر، الظاهر به هو الحق. فالحق: رزق كيان الخلق، وغذاؤهم بالوجود.

يقول الشيخ ابن العربي:
" (1)ولما كان العالم لا بقاء له الا باللّه وكان النعت الإلهي لا بقاء له الا بالعالم، كان كل واحد رزقا للآخر به يتغذى لبقاء وجوده. . .
 (فنحن له رزق تغذى بكوننا  .... كما أنه رزق الكيان بلا شك
فيحفظنا كونا ونحفظ كونه  .... الها وهذا القول ما فيه من افك) 3/ 363).

.(2) " علّمتك "علم الحق العبد" فعلمت ما تستحقه الأسماء الحسنى من الرزق الذي تقوم به حياتها ونشأتها. . . وجعلتك الآتي به إليهم. . . وأسمائي لا بد ان يصل إليها ذلك الرزق من العالم. . " (ف 4/ 114).

 " فهو "الحق" الساري في مسمى المخلوقات والمبدعات ولو لم يكن الأمر كذلك ما صح الوجود:
( فهو الكون كله ... وهو الواحد الذي
قام كوني بكونه ... ولذا قلت يغتذي
فوجودي غذاؤه ... وبه نحن نحتذي )   (فصوص 1/ 111)

( إذا شاء الاله يريد رزقا * له فالكون أجمعه غذاء
 وان شاء الاله يريد رزقا * لنا فهو الغذاء كما يشاء ) (فصوص 1/ 187)
" فأنت "العبد" غذاؤه بالأحكام، وهو "الحق" غذاؤك بالوجود  " (فصوص 1/ 83).

تقول د. سعاد الحكيم :
غذاء الأغذية هي الذات المطلقة من حيث إنها أول ما ابتدأ به الحياة والغذاء، فهي سابقة للأسماء الإلهية "غذاء كيان المخلوق"، وسابقة للخلق "غذاء الأسماء"، فهي أرفع مقاما وأعلى من جميع الأغذية .
ويقول  الشيخ ابن العربي:
" وكل غذاء أعلى في حياته المتولدة عنه، فلا يزال في العالم الأدنى يرتقي في أطوار العالم أغذية وحياة، حتى ينتهي إلى الغذاء الأول الذي هو غذاء الأغذية : وهي الذات المطلقة. . . " (مواقع النجوم ص 121).481 

يقول عبد الرزاق القاشاني في لطائف الأعلام عن غذاء الأعيان الممكنة:
هو الوجود المضاف إليها، والمفاض عليها، فإنه هو الذي به تصير الأعيان الثابتة ظاهرة الحكم، باقية الأثر، فهو المبقى لها والممد لها بظهور أحكامها كفعل الغذاء في المغتذى.
غذاء الوجود:
هو الأعيان الثابتة، فإنها غذاء الموجود المضاف إليها  والمفاض عليها، إذ بها يتعين آثار الوجود وهي - أعنى الأعيان الثابتة - هي التي تظهر آثار الأسماء الإلهية، ويبقى عليها أحكامها بالفعل، والإشارة إلى هذا المعنى فيما ذكره الشيخ في الفص الإبراهيمي من كتاب فصوص الحكم بقوله:
( فهو الكون كله ... وهو الواحد الذي
قام كوني بكونه ... ولذا قلت يغتذي
فوجودي غذاؤه ... وبه نحن نغتذي)
فإن آثار الأسماء وظهور أعيانها بالفعل إنما يكون بوجودنا،

فلهذا  قال رضي الله عنه :  
فوجودي غذاؤه، قوله: وبه نحن. . . إذ لا بقاء لنا ولا جود ولا تحقق إلّا به عز وجل. الغربة:
تطلق بإزاء مفارقة الوطن في طلب المقصود، وذلك عند انفصال النفس عن مقارها الحيوانية، ومألوفاتها الطبيعية، ومراداتها الشهوانية، وعن ظهورها في مواطن صور كثرتها وانحرافاتها الجسمانية والشيطانية إلى اتصالها بحضرة باطنها،
وأحكام عدالته ووحدته من الأوصاف والأخلاق الملكية الروحانية، ومن حيث إن العلاقة بين النفس والروح والسر قوية جدّا ما دامت النفس ظاهرة في هذه النشأة الدنيوية،
مع أن لكل واحد من هذه الثلاثة نشأة تخصه، فإن نشأة النفس حسية شهادية ونشأة الروح غيبة إضافية كونية،
ونشأة السر غيبية حقية إلهية صارت نسبة كل واحد غيريته بالنسبة إلى الآخر، فإذا شرع الروح في السير إلى السر استتبع النفس، فصارت النفس في غربة.

واتساب

No comments:

Post a Comment