Thursday, February 20, 2020

السفر الثالث والعشرون فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية الفقرة الخامسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثالث والعشرون فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية الفقرة الخامسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثالث والعشرون فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية الفقرة الخامسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثم تمم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة كاملة فيها فقال "إن الله لطيف" فمن لطفه ولطافته أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء، حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح.
فيقال هذا سماء ورض و صخرة وشجر وحيوان و ملك ورزق وطعام.
والعين واحدة من كل شيء و فيه.   )  

قال رضي الله عنه :  ( ثمّ تمّم الحكمة واستوفاها لتكون النّشأة كاملة فيها فقال : " إنّ اللّه لطيف " فمن لطفه ولطافته أنّه في الشّيء المسمّى بكذا المحدود بكذا عين ذلك الشّيء ، حتّى لا يقال فيه إلّا ما يدلّ عليه اسمه بالتّواطؤ والاصطلاح . فيقال هذا سماء وأرض وصخرة وشجر وحيوان وملك ورزق وطعام . والعين واحدة من كلّ شيء وفيه . )

(ثم) ، أي لقمان عليه السلام (تمم الحكمة) التي ذكرها لابنه (واستوفاها لتكون النشأة) ، أي الخلقة التي تركبت عليها هذه الحكمة (كاملة فيها) ، أي في هذه الحكمة (فقال) ، أي لقمان عليه السلام إن اللّه ، أي الساري بالظهور في كل معلوم (لطيف) ، أي ذو لطف عظيم بحيث لا يشعر به أحد في شيء أصلا ما لم يكن بإشعار منه تعالى بنفسه وهو قوله : كنت كنزا مخفيا ، أي في كل شيء وكان للدوام والاستمرار في حق اللّه تعالى والمخفي لا يمكن الشعور به إلا إذا تبين ، وما تبينه إلا بالمحبة فإن بها ينفك رصد هذا الكنز وينفتح كما قال : « فأحببت أن أعرف » .

فلا بد أن تكون المحبة محبته من غير دعوى لها من العبد حتى تكون بخور هذا الكنز والعزيمة قوله : فخلقت خلقا تعرفت إليهم فبي عرفوني .

(فمن لطافته) تعالى ، أي عدم كثافته ولهذا كان منزها عن مشابهة كل محسوس ومعقول وموهوم وقالوا : كل ما خطر في بالك فاللّه بخلاف ذلك ، فألطف الكائنات كلها الأرواح وهي بالنسبة إلى لطافته تعالى أكثف من الأجسام بالنسبة إلى الأرواح .
وذكر بعضهم في قوله تعالى :" لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" [ الأنعام : 103 ].

أن هذا تعليل بطريق اللف والنشر المرتب ، أي لا تدركه الأبصار ، لأنه لطيف وهو يدرك الأبصار ، لأنه خبير . (و) من (لطفه) تعالى أيضا ، أي حسن معاملته سبحانه مع مخلوقاته فالأوّل باعتباره تعالى في ذاته ، والثاني باعتباره مع خلقه الظاهر بهم

(أنه) ، أي اللّه تعالى ظاهر (في الشيء) الفلاني (المسمى بكذا) من محسوس أو معقول (المحدود) ، أي المعرف يذكر ذاتياته التي قامت ماهيته بها (بكذا) كالحيوان الناطق مثلا في تعريف الإنسان (عين ذلك الشيء) المسمى المحدود من حيث الوجود ، لأنه ما ثم غيره ، وخصوص الإلهية والصورة والحال أمور عدمية ظاهرة بالوجود الحق (حتى لا يقال فيه) ، أي في ذلك الشيء (إلا ما يدل عليه) ،
أي على ذلك الشيء هو (اسمه) ، أي اسم ذلك الشيء (بالتواطؤ) ، أي الاتفاق مع قوم مخصوصين ، أو بتساوي الأفراد فيما أطلق عليه ذلك الاسم (والاصطلاح) كاللغات المختلفة والأوضاع المخصوصة في الشرائع والمذاهب والصنائع وغير ذلك .

(فيقال) فيه (هذا سماء) وكذلك هذا (أرض) وهذه صخرة وهذه شجرة (و) هذا (حيوان) وهذا (ملك و) هذا (رزق و) هذا (طعام) ولا يقال اللّه في شيء من ذلك ولا في غيره من الأشياء ، لأن خصوص الوصف الحادث الزائد الحي القيوم القديم اقتضى خصوص ذلك الاسم ، فلا يطلق عليه إلا بإزائه كما يقال على الحجر أنه شجر وبالعكس ، لخصوص الوصف المميز وإن كان القائم بالوجود عليهما واحدا .

(والعين) ، أي الذات والماهية الكونية (واحدة من كل شيء) محسوس أو معقول لا تعدد لها أصلا (و) العين ، أي الذات الإلهية واحدة كذلك (فيه) ، أي في كل شيء بطريق الظهور منه وبه لا الحلول فيه والاتحاد معه ، لأن الوجود لا يحل في العدم ولا يتحد معه ونظير ذلك .


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثم تمم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة كاملة فيها فقال "إن الله لطيف" فمن لطفه ولطافته أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء، حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح.
فيقال هذا سماء ورض و صخرة وشجر وحيوان و ملك ورزق وطعام.
والعين واحدة من كل شيء و فيه.   )  

قال رضي الله عنه :  ( ثم تمم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة ) اللقمانية ( كاملة فيها ) أي في الحكمة والمعرفة ( فقال إن اللّه لطيف فمن ) غاية ( لطافته ولطفه أنه ) أي اللّه ( في الشيء المسمى بكذا المحدود بكذا ) أي في الأشياء المختلفة الأسماء والحدود ( عين ذلك الشيء ) .
فإن اللطيف للطافته يرى الكثيف ( حتى لا يقال فيه ) أي لا يحمل في حق ذلك الشيء ( إلا ما يدل عليه اسمه ) وما عبارة عما يدل عليه اسم ذلك الشيء من المفهوم .

فإن قولنا هذا سماء لا يحمل على المبتدأ إلا مدلول السماء ( بالتواطؤ ) أي بالتوافق ( والاصطلاح فيقال هذا سماء وأرض وصخرة وشجر وحيوان وملك ورزق وطعام و ) الحال أن ( العين واحدة من كل شيء ) مسمى بالأسماء المختلفة ومحدود بالحدود المختلفة .
( وفيه ) أي وفي موجود كل شيء.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني
690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثم تمم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة كاملة فيها فقال "إن الله لطيف" فمن لطفه ولطافته أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء، حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح.
فيقال هذا سماء ورض و صخرة وشجر وحيوان و ملك ورزق وطعام.
والعين واحدة من كل شيء و فيه.   )  

قال رضي الله عنه :  ( ثم تمم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة كاملة فيها فقال "إن الله لطيف" فمن لطفه ولطافته أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء، حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح.  فيقال هذا سماء ورض و صخرة وشجر وحيوان و ملك ورزق وطعام. والعين واحدة من كل شيء و فيه.   ) 


ثم ذكر بعد ذلك حكمة وصية لقمان لابنه في قوله لا تشرك بالله وذكر، رضي الله عنه أن ما هناك شرك أصلا وعلى تقدير الإشاعة بين الشريكين، فإن تصرف أحد الشريكين تميز نصيبه فترفع الإشاعة؟ 
قال: وإنما أوهم الشرك توهم أن الصور تتشارك في المقام الواحد وما علموا أن العين الواحدة لا يتكثر بتكثر صورها، فهذه حكمة هذه المسألة.
قال: لأن الحق تعالی عين كل معلوم، ثم بین عموم المعلوم

وخصوص الشيء وهذه المسألة مذكورة في كتب الكلام، ثم بين کونه تعالی لطيفا خبيرا في مقتضي تمام الآية، ثم ذكر معنى التوحيد وهو قوله : والعين واحدة من كل شيء وفيه.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي
691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثم تمم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة كاملة فيها فقال "إن الله لطيف" فمن لطفه ولطافته أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء، حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح.
فيقال هذا سماء ورض و صخرة وشجر وحيوان و ملك ورزق وطعام.
والعين واحدة من كل شيء و فيه.   )  

قال رضي الله عنه  : ( ثم تمّم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة كاملة فيها فقال :   " إِنَّ الله لَطِيفٌ خَبِيرٌ " [ لقمان :16] ، فمن لطافته ولطفه أنّه في الشيء المسمّى بكذا لمحدود بكذا عين ذلك الشيء ، حتى لا يقال فيه إلَّا ما يدلّ عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح ، فيقال : هذا سماء وأرض وصخرة وشجرة وحيوان ورزق وملك وطعام ، والعين واحدة من كل شيء وفيه ،)
يشير رضي الله عنهإلى أنّ الأشاعرة مع قولهم بأحدية الجوهر في صور العالم كلَّها يقولون باثنينية العين . ولو كان كما قالوا ، لما كان الحق الموجود المشهود المطلق واحدا أحدا في الوجود .
بل كانا عينين موجودتين ، وانتهى حدّ كل منهما إلى الأخرى ، وتمايزا ، لكون كل منهما غير الآخر ، وليس عينه ، وحينئذ يتميّز كل منهما عن الآخر ويحدّ بامتيازه عن الآخر ،
والحق يتعالى عن أن يكون معدودا محدودا ، أو يكون معه غيره في الوجود حقيقة ،
فالحق أن يقال : ما في الوجود إلَّا عين واحدة ، هي عين الوجود الحق المطلق وحقيقته ، وهو الموجود المشهود لا غير ، ولكن هذه الحقيقة الواحدة والعين الأحدية ، لها مراتب ظهور لا تتناهى أبدا في التعيّن والشخص .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني
730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثم تمم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة كاملة فيها فقال "إن الله لطيف" فمن لطفه ولطافته أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء، حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح.
فيقال هذا سماء ورض و صخرة وشجر وحيوان و ملك ورزق وطعام.
والعين واحدة من كل شيء و فيه.   )  

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثم تمم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة كاملة فيها فقال :" إِنَّ الله لَطِيفٌ " فمن لطافته ولطفه أنه في الشيء المسمى بكذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح ، فيقال : هذا سماء وأرض وصخرة وشجر وحيوان وملك ورزق وطعام ، والعين واحدة من كل شيء . وفيه )

بتتميم الحكمة المبنية للتوحيد واستيفائها تكميل ما نشأ فيه من المعنى أو لتكون النشأة اللقمانية كاملة في تلك الحكمة قوله : " إِنَّ الله لَطِيفٌ خَبِيرٌ " .

"" إضافة بالي زادة :
( إلا ما يدل عليه اسمه ) وما عبارة عما يدل عليه اسم ذلك الشيء من المفهوم ، فإن قولنا هذا سماء لا يحصل على المبتدأ إلا مدلول السماء بالتواطؤ أي بالتوافق والاصطلاح .أهـ بالى زاده.

( متماثلة بالجوهر ) كتماثل أفراد الإنسان بالإنسان فهو جوهر واحد في كل متماثل كما أن الإنسان واحد في كل متماثل من أفراده .أهـ بالى زادة""

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثم تمم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة كاملة فيها فقال "إن الله لطيف" فمن لطفه ولطافته أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء، حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح.
فيقال هذا سماء ورض و صخرة وشجر وحيوان و ملك ورزق وطعام.
والعين واحدة من كل شيء و فيه.   )  

قال رضي الله عنه :  ( ثم ، تمم الحكمة واستوفاها ، لتكون النشأة كاملة فيها ) أي ، لتكون هذه النشأة اللقمانية كاملة في الحكمة والمعرفة بالله .
قال رضي الله عنه :  ( فقال : "إن الله لطيف". فمن لطافته ولطفه أنه في الشئ المسمى بكذا المحدود بكذا عين ذلك الشئ.)
أي ، ومن غاية لطفه صار عين الأشياء المتبائنة ، المسماة  بالأسماء المختلفة ، المحدود بالحدود الخاصة .
( حتى لا يقال فيه ) أي ، في ذلك الشئ المسمى باسم معين . ( إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح . )
(اسمه) عطف بيان (ما). أي وذلك الشئ معين باسم كذا وحد كذا ، حتى لا يطلق عليه ولا يقال فيه إلا ما يدل عليه من الاسم الذي تواطؤوا عليه واصطلحوا به. ف‍ ( التواطؤ ) بمعنى التوافق
.
قال رضي الله عنه:  (فيقال: هذا سماء وأرض وصخرة وشجرة وحيوان وملك ورزق وطعام.)
والحال أن ( العين واحدة من كل شئ . ) أي ، من الأشياء الموجودة المسماة بالأسامي المختلفة . ( وفيه ) أي ، في تلك العين الواحدة في كل شئ .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي
835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثم تمم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة كاملة فيها فقال "إن الله لطيف" فمن لطفه ولطافته أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء، حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح.
فيقال هذا سماء ورض و صخرة وشجر وحيوان و ملك ورزق وطعام.
والعين واحدة من كل شيء و فيه.   )  

قال  رضي الله عنه :  ( ثمّ تمّم الحكمة واستوفاها لتكون النّشأة كاملة فيها فقال :إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌفمن لطفه ولطافته أنّه في الشّيء المسمّى بكذا المحدود بكذا عين ذلك الشّيء ، حتّى لا يقال فيه إلّا ما يدلّ عليه اسمه بالتّواطؤ والاصطلاح ، فيقال : هذا سماء وأرض وصخرة وشجر وحيوان وملك ورزق وطعام ، والعين واحدة من كلّ شيء وفيه )

فقال رضي الله عنه  : ( ثم ) أي : بعد ما نطق لقمان بالحكمة المنطوق بها ، وأشار إلى المسكوت عنها ( تمم الحكمة ) نوعيها بما يقرب إلى الأفهام كونه عين كل فاعل ، وعين كل معلوم مع تنزهه عن الحدوث والنقائص ، ( واستوفاها ) ببيان سبب ذلك ؛ ( لتكون النشأة ) أي : نشأة ابنه ومن يكون بعده ( كاملة فيها ) أي : في الحكمة علما وعملا ،
فقال رضي الله عنه  : ( فقال :إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ ) من اللطافة واللطف ، ( فمن لطافته ) الموجبة لإشراقه في مظاهره كأنه فيها ، ولطفه الموجب لرحمته على الأعيان بالإشراق عليها تفضلا ( أنه ) مع تنزهه عن الحدوث والتحديد والحلول في الحوادث والمحدودات ، إشراق نور وجوده

( في الشيء المسمى بكذا ) من أسماء المحدثات الشخصية ( المحدودة بكذا عين ذلك الشيء ) ، إذ لا تحقق من الشيء في الواقع سوى ما أشرق فيه من نوره ،
كما قال الإمام الغزالي في الباب الثالث من كتاب « التلاوة » من « الإحياء » :
بل التوحيد الخالص ألا يرى في كل شيء إلا اللّه ، ولكن انتهت لطافته إلى حيث اختفى بظهوره فقال رضي الله عنه  : ( حتى لا يقال فيه ) أي : في ذلك الشيء ( إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ ) أي : اتفاق أهل اللغة ( والاصطلاح ) بين طائفة ، ولا يسمى باسم اللّه أصلا سواء كان فيه علو وثبات وشدة وإحداث شيء ، كالآثار ، وحياة وسمع وبصر وعلم وتكميل وحفظ أم لا .

فقال رضي الله عنه  : ( فيقال : هذا سماء ) في العالي ، ( وأرض ) في الثابت ، ( وصخرة ) في الشديد ، ( وشجر ) في المثمر ، ( وحيوان ) في الحي السميع البصير ، ( وملك ) في العليم ، ( ورزق ) في المكمل ، ( وطعام ) في الحفيظ ، فلا يسمى شيء منها باللّه ولا سائر أسمائه ،
وإن صح بالكشف أن ( العين ) المحققة ( واحدة من كل شيء ) ، إذ لا محقق ( فيه ) سوى وجوده ، وما سواه أمور اعتبارية ، وهي الظاهرة به ، إذ ظهورها أصل لظهور حقيقته مع أنها مستقرة في العلم الإلهي ما شمت رائحته من الوجود بذلك الاعتبار ، ولا ينكر على هذا ؛

فإنه فقال رضي الله عنه  : ( كما تقول الأشاعرة ) من أهل السنة : ( أن العالم كله متماثل بالجوهر ) ، والمتماثلات متحدات بالنوع ، ( فهو ) أي : العالم على قولهم ( جوهر واحد ) بالنوع ، وقد قلنا : العين الظاهرة في الكل واحدة بالنوع ، فإنها صور الوجود الحقيقي ، ( وهو ) أي : قولهم ( عين قولنا العين واحدة ) ، وإن اختلفا في الاسم ،

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثم تمم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة كاملة فيها فقال "إن الله لطيف" فمن لطفه ولطافته أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء، حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح.
فيقال هذا سماء ورض و صخرة وشجر وحيوان و ملك ورزق وطعام.
والعين واحدة من كل شيء و فيه.   )  

التنزيه مع التشبيه
ثمّ إنّ إثبات هذه المفهومات الإطلاقيّة الواحدة بالوحدة ، النافية للنسب والتعيّنات وصور الإضافات والخصوصيّات جملة للحق ، إنما يدلّ على طرف التنزيه منه فقط ، دون التشبيه المتمّم له .

قال رضي الله عنه :  ( ثمّ تمّم الحكمة ) بإيراد ما يدلّ على التشبيه منه ( واستوفاها ) بكمالها الجمعي من طرفي الظهور والإظهار والشعور الإشعار بقوله : "إِنَّ الله لَطِيفٌ خَبِيرٌ" (لتكون النشأة) اللقمانيّة عند التعبير عن حكمتها (كاملة فيها فقال : "إِنَّ الله لَطِيفٌ ") لكمال سرايته في المراتب ، صوريّة كانت أو معنويّة .

قال رضي الله عنه :  ( فمن لطافته ) في الصورة ولطفه المعنوي ( أنّه في الشيء المسمّى كذا ) صورة ( المحدود بكذا ) معنى ( عين ذلك الشيء ، حتى يقال فيه ) أي في ذلك المسمى المحدود ( إلا ما يدلّ عليه اسمه ) إجمالا وتفصيلا إذ المسمّى الصوري إنما يقال فيه ما يدلّ عليه ( بالتواطؤ ) إجمالا ، والمحدود المعنوي إنما يقال فيه ما يدلّ عليه بالتفصيل ، ( والاصطلاح ) ، فإنّ الأسامي والحدود إنما تتخالف بالتواطؤ والاصطلاح ، كما فيما نحن بصدده من الغذاء والمغتذي ، ومكامن الغذاء وأماكنه .

قال رضي الله عنه :  ( فيقال : هذا سماء وأرض وصخرة و ) يقال : ( شجرة ) وهي ما في الصخرة ( و ) يقال : ( حيوان وملك ) في المغتذي ( و ) يقال : ( رزق وطعام ) في الغذاء .

الاتحاد بالعين والاختلاف بالعوارض
قال رضي الله عنه :  ( والعين واحدة من كل شيء ) هذا في المسمى بالتواطؤ إجمالا ، وهو الذي يختلف فيه الناس بحسب تباين الأقاليم وألسنتهم ، وذلك لظهوره بما يفرض لوجه التخالف وأما في المحدود بالاصطلاح تفصيلا ، المختلف فيه الناس بحسب تباعد الأزمنة ومقتضياتها ، فهو المشار إليه بقوله :

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثم تمم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة كاملة فيها فقال "إن الله لطيف" فمن لطفه ولطافته أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء، حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح.
فيقال هذا سماء ورض و صخرة وشجر وحيوان و ملك ورزق وطعام.
والعين واحدة من كل شيء و فيه. )  

قال رضي الله عنه :  ( ثمّ تمّم الحكمة واستوفاها لتكون النّشأة كاملة فيها فقال : « إنّ اللّه لطيف » فمن لطفه ولطافته أنّه في الشّيء المسمّى بكذا المحدود بكذا عين ذلك الشّيء ، حتّى لا يقال فيه إلّا ما يدلّ عليه اسمه بالتّواطؤ والاصطلاح . فيقال هذا سماء وأرض وصخرة وشجر وحيوان وملك ورزق وطعام . والعين واحدة من كلّ شيء وفيه . )

قال رضي الله عنه :
  ( ثم تمم الحكمة واستوفاها لتكون النشأة ) اللقمانية ( كاملة فيها ) ، أي في الحكمة والمعرفة باللّه ( فقال :إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ فمن لطافته ) الصورية ( ولطفه ) المعنوي ( أنه في الشيء المسمى بكذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء ) المسمى المحدود ( حتى لا يقال فيه ) ، أي في ذلك الشيء ولا يحمل عليه ( إلا ما يدل عليه اسمه ) ، أي إلا المفهوم الذي يدل على ذلك المفهوم اسم ذلك الشيء ( بالتواطؤ والاصطلاح فيقال هذا سماء وأرض وصخرة ) فيما فيه المؤتى به .

( و ) يقال : ( شجر ) وهي ما في الصخرة ( وحيوان وملك ) في المغتذي ( ورزق وطعام ) في الغذاء ( والعين واحدة ) ، أي والحال أن العين واحدة منتزعة ( من كل شيء و ) سارية ( فيه ) ولا يقال فيها ما يدل على هذه العين الواحدة لاختفائها فيها لكمال لطافتها وقولنا بوحدة العين بعينه .
.

واتساب

No comments:

Post a Comment