Sunday, February 16, 2020

22 - فص حكمة إيناسيه في كلمة إلياسية .كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص الحكم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الباقي مفتاح

22 - فص حكمة إيناسيه في كلمة إلياسية .كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص الحكم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الباقي مفتاح

22 - فص حكمة إيناسيه في كلمة إلياسية .كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص الحكم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الباقي مفتاح

كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم الشيخ الأكبر ابن العربي للشيخ عبد الباقي مفتاح
المرتبة 22 : لفص حكمة إيناسيه في كلمة إلياسية من الاسم العزيز ومرتبة المعادن وحرف الظاء ومنزلة سعد الذابح
لا يكون الرزاق رزاقا للجميع إلا إذا كان غنيا عن أن يأتيه الرزق من غيره .
فظهور الرزاق يستلزم ظهور الاسم العزيز المتعزز بأرزاقه للمرزوقين ولعزته عن الافتقار إلى رزق من غيره .
فظهر العزيز في المرتبة المسامته للرزاق فله الرتبة 22 وبظهوره ظهر عالم المعادن المسامت لعالم النبات .
وقد قرن الحق تعالى في سورة الحديد بين الحديد وبين الاسم العزيز
فقال :وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ( الحديد ، 25 ) .
وأعز المعادن وأكملها الذهب المعدن الشمسي لظهوره في الأرض بتوجه وحركة روحانية السماء القطبية الرابعة وكوكبها الشمس وهي سماء إلياس وإدريس الذي سماه الشيخ في الباب 15 من الفتوحات بمداوي الكلوم
وهو أول من أظهر علوم الكيمياء والفلك وتدبير المعادن وسر الإكسير وعلاقة كل ذلك بالحروف والأوزان .
" أنظر ما ذكره الشيخ حول هذا الموضوع في الباب 167 من الفتوحات:
 " فأنسب الأنبياء لمرتبة المعادن هو إلياس وإدريس لتحققهما ظاهرا بسر المعادن ولتحققهما باطنا بسر العزة ،
فإدريس هو قطب الأرواح لرفعة مكانه في قطب الأفلاك الشمسي قال تعالى عنه :وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا( مريم ، 57 ) .
وإلياس صعد إلى السماء على فرس من نار وجميع آلاته من نار فسقطت عنه الشهوة فكان عقلا بلا شهوة لعزته عن الأغراض النفسية
فناسب تمام المناسبة إدريس صاحب الحكمة القدوسية لعزة القدوس .
وأشار الشيخ في هذا الفص للاسم العزيز بذكره للآية : " سبحان ربك رب العزة عمّا يصفون " وبكلامه على التنزيه . . . ثم أكد مرة أخرى تلك الإشارة
بقوله : " وأي عزة أعظم من هذه العزة " بعد ذكره للقتل . . . والقتل يتم عادة بالمعدن . . . وإشاراته للمعدن داخل الفص متعددة منها ذكره للنار التي بها يتم التأثير في المعادن فتحولها من كثافة جبل لبنان لينفلق إلى لطافة فرس من نار . . .

ومنها ذكره للمرآة بوجهيها :
وجه الصفاء الصقيل حيث تتجلي الصورة ،
ووجهها الثاني المعدني الكثيف الذي لولا وجوده في ظهر المرآة ما ظهرت الصورة كاملة في وجهها الصقيل ،
إشارة إلى أن الكمال لا يظهر الا بالجمع بين التنزيه والتشبيه والإطلاق والتقييد . . .
ومنها ذكره في آخر الفص للحديد والضارب . . . وذكره لتحول نشأة البواطن إشارة إلى تحول المعادن من خسيسة إلى نفيسة وهو علم الكيمياء الإدريسي الإلياسي العيسوي . . .
فالعلوم الإدريسية والعيسوية متداخلة متشابهة ومنها اشتراكهما في علم الإحياء وسر الإكسير والتصرف بالحروف والأسماء .

وقد ذكر الشيخ في الباب 167 علاقة عيسى بهذه العلوم الإدريسية .
وختم الشيخ الباب بذكر الصلة بين الصور الطبيعية التي منها المعادن والأسماء الإلهية الظاهرة بالنفس الرحماني .
وأما المنزلة الفلكية المتوجه على إيجادها الاسم العزيز فهي منزلة سعد الذابح ولها حرف الظاء . فانظر كيف ناسب معنى " سعد الذابح " عزة المعدن .
فالعزة من مظاهر السعادة ، والذبح لا يكون عادة إلا بالمعادن وقد أشار إلى هذا المعنى في آخر الفص عند قوله :فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ( الأنفال ، 17 ) وما قتلهم إلا الحديد والضارب . .
وكذلك حرف الظاء هو من الحروف المستعلية التي لها العزة والعلو ومن الحروف المجهورة التي لها الظهور وهو من أوصاف العزة ، ومن الحروف المطبقة الأربعة ، والإطباق من الصفات القوية المناسبة للمعادن . . .

وفي الفصل 32 من الباب 198 المناسب لهذا الفص فصل الشيخ ظهور المعدن بالعزة
فقال ما خلاصته : ( اعلم أن الذات لما اختصت بسبع نسب تسمى صفات إليها يرجع جميع الأسماء والصفات ( . . . )
وكانت السماوات سبعا والسيارة سبعة والأرضون سبعة والأيام سبعة
جعل اللّه تكوين المعادن في هذه الأرض عن سباحة هذه السبعة الدراري بسبعة أفلاكها في الفلك المحيط فأوجد فيها سبعة معادن
ولمّا كان الاسم العزيز المتوجه على إيجادها ولم يكن لها مشهود سواه عند وجودها أثر فيها عزة ومنعا فلم يقو سلطان الاستحالة التي تحكم في المولدات والأمهات من العناصر فإن الاستحالة تسرع إليها أو إليهنّ وهذا يبعد حكمه في المعادن فلا تتغير الأحجار مع مرور الأزمان والدهور إلا عن بعد عظيم وذلك لعزتها التي اكتسبتها من الاسم الإلهي العزيز .
ثم إن هذا الاسم طلب بإيجادها رتبة الكمال لها حتى تتحقق بالعزة فلا يؤثر فيها دونه اسم إلهي نفاسة منه لأجل انتسابها إليه .
وعلم العلماء بأن وجودها مضاف إليه فلم يكن القصد بها إلا صورة واحدة فيها عين الكمال وهو الذهبية . . . الخ . . .
فخلع المعدن صورة المرض والانحراف ليلتحق بالكمال الذهبي كخلع إلياس كثافة جبل جثمانه الترابي بعد انفلاقه على فرس اللطافة النارية الذي عرج به إلى فلك الشمس القلبي حيث رتبة الكمال الذهبي . . .
ولا يكون ذلك الا بتدبير نار المجاهدة ، وتربية حرارة الشوق واصطلاء جذوة الذوق ،
يقول الشيخ في آخر هذا الفصل : ( ومن هذا الاسم الإلهي وجود الأحجار النفيسة كاليواقيت واللآلىء من زبرجد وزمرد ومرجان ولؤلؤ وبلخش . وجعل في قوة الإنسان إيجاد هذا كله أي هو قابل أن يتكون عنه مثل هذا ويسمى ذلك في الأولياء خرق عادة والحكايات في ذلك كثيرة ولكن الوصول إلى ذلك من طريق التربية والتدبير أعظم في المرتبة في الإلهيات ممن يتكون عنه في الحين بهمته وصدقه فإن الشرف العالي في العلم بالتكوين لا في التكوين لأن التكوين إنما يقوم مقام الدلالة على أن الذي تكون عنه هذا بالتدبير عالم ، وصاحب خرق العادة لا علم له بصورة ما تكون عنه بكيفية تكوينها في الزمن القريب ، والعالم يعلم ذلك).

وإلى مثل هذا العلم الذوقي يشير الشيخ في قوله آخر الفص : ( . . . فيعلم من أين ظهر هذا الحكم في صور الطبيعية علما ذوقيا ، فإن كوشف على أن الطبيعة عين نفس الرحمن فقد أوتي خيرا كثيرا )

يشير الشيخ هنا إلى الدخول إلى فص لقمان الحكيم لقول اللّه تعالى :وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً( البقرة ، 269 ) .
ثم زاد التمهيد تأكيدا بذكره لكلمة " حاكمة " المشيرة للحكمة فقال : ( وان اقتصر معه على ما ذكرناه فهذا القدر يكفيه من المعرفة الحاكمة على عقله).
ومن ناحية أخرى ، فإن في ذكر الشيخ للحيوان في أواخر الفص إشارة لعلاقته بالباب 24 المخصوص بالمرتبة الحيوانية المتوجه على إيجادها الاسم المذل الذي هو عكس الاسم الحاكم على هذا الباب وهو المعز أو العزيز.
 فللمعدن حكم العقل العزيز بعلمه وللحيوان الشهوة المذلة . . . وبينهما مرتبة النبات التي لها حكمة الاحسان اللقماني .

بقي سؤال : ما علاقة الحكمة الإيناسية بالكلمة الإلياسية ؟
الجواب - : واللّه أعلم أن كلمة : إيناس مشتقة من كلمة : إنس .
والإنس يتميز عن غيره من المخلوقات بجمعه بين العقل والشهوة أو العزة والذلة أو التتريه والتشبيه أو اللطافة السماوية والكثافة الأرضية أو الملكية والحيوانية أو الإطلاق والتقييد لأن اللّه تعالى خلقه بيديه فله الجمع بين كل ضدين . . . وهذا هو موضوع هذا الفص . . .

هذا ومن ناحية أخرى فإن كلمة آنس وردت في القرآن مقترنة بالنار أربع مرات
آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً( القصص ، 29 )
إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ( طه ، 10 ) .
إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ( النمل ، 7 ) .
وعلى فرس النار ركب إلياس لغلبة عزة الروحانية فيه حتى ناسب ملائكة السماء وأنس بهم كما أنس بالإنس ، وبلغ من كمال التروحن عدم التأثر بالموت الحسي ، كالمعادن التي لا تتأثر . بمرور الدهور لا سيما الذهب ،
فاتصلت حياته البرزخية بحياته الدنيوية كإدريس وخضر وعيسى لشربهم من إكسير عين الحياة الذي يقلب المعادن الخسيسة الزائلة إلى جواهر نفيسة باقية . .


22 : سورة فص إلياس عليه السلام
سورة هذا الفص هي سورة " النصر " :
- ومناسبتها لموضوع الفص تظهر في الآية :فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ( النصر ، 3 ) ومدار كل الفص على التسبيح والتنزيه .
قال الشيخ عن إلياس : " فكان الحق فيه منزها " وذكر الآيتين :لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ( الشورى ، 11 ) وسُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ( الصافات ، 180 ) .
فهذه العزة مقرونة بالتنزيه .
والاسم الحاكم على مرتبة هذا الفص هو " العزيز " المتوجه على إيجاد المعادن .
فمناسبة " النصر " للعزيز واضحة لأن العزة مقرونة بالنصر والفتح ، ودخول الناس في دين اللّه أفواجا قال تعالى :وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً( الفتح ، 3 )
وقال :وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً( الفتح ، 19 ) .
وقال :أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ( المائدة ، 54 )
ومناسبة " النصر " مع المعادن هي أن نصر اللّه لرسله مقرون ببأس الحديد .
قال تعالى في الآية 65 من سورة الحديد :الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ
وقال عن الفاتح الصالح ذي القرنين :آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ. . .أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً( الكهف ، 96 ) - والقطر النحاس المذاب .  
وقال عن الخليفة داود :وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ [ سبأ آية 10 ].
ونصر اللّه إلياس ونجاه من عدوه بانفتاح جبل لبنان عن فرس ناري فركبه وفتح به باب السماء إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً( النصر ، 3 )
ومن الاتفاق اللطيف أن المنزلة الفلكية المناسبة لهذا الفص هي " سعد الذابح " والذبح قتل بالمعدن عادة .
وقد كرر الشيخ كلمة القتل وكلمة الرمي فقال مثلا في إشاراته لسورة " النصر " :
فلا تجزع ولا تخف فإن اللّه يحب الشجاعة . . ولو على قتل حية وليست الحية سوى نفسك . . .
وأي عزة أعظم من هذه العزة فتتخيل بالوهم أنك قتلت . . .وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى ( الأنفال ، 17 ) . . .
وقال في آخر الفص :فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ( الأنفال ، 17 ) وما قتلهم إلا الحديد والضارب . . . فبالمجموع وقع القتل والرمي . . . " .
وأشار الشيخ إلى كلمة " واستغفره " من الآية الأخيرة للنصر ، بقوله : " . . . نرخي الستور ونسدل الحجب . . . قد أمرنا بالستر " والغفر هو الستر ، والأمر بالستر هو الاستغفار .

وقول الشيخ في أواخر الفص أن العارف قد حشر في دنياه ونشر في قبره تلويح إلى أن سورة " النصر " هي آخر سورة نزلت
فكانت كما فهمها علماء الصحابة - إعلاما للنبي صلى اللّه عليه وسلم بقرب انتقاله للرفيق الأعلى ورجوعه إلى الحضرة الزلفى التي لم يفارقها بحال إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً

وهنا تظهر صلة أخرى بين هذا الفص وسابقه
الحاكم عليه الاسم " المميت " : فالقتل والرمي ورجوع إلياس للسماء ورجوع سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى كلها من مظاهر " المميت " .

وكلام الشيخ في آخر الفص عن التحقق بالحيوانية التي يرى صاحبها أحوال الموتى في قبورهم ، تلويح لفص عزير الذي له مرتبة الشمس حيث إدريس عليه السلام .
فإلياس لما صعد إلى السماء التحق في سماء الشمس بمقامه الإدريسي .
وقد رأينا أن سورة ذلك الفص الشمسي الوسطي الرابع عشر هي العاديات ، أي الأفراس المعدة للجهاد كفرس إلياس الناري الذي صعد به إلى السماء .

وسمى الشيخ منزل العاديات في الباب 22 من الفتوحات : " منزل النفوس الحيوانية " .
فرجوع إلياس إلى مقامه كان تحت حكم الاسم " العزيز " الحاكم على هذا الفص
وإليه أشار الشيخ في كلامه عن آية :إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً من سورة النصر التي خصص لها الوصل الخامس من الباب " 396 ف " فقال : " . . . ويتضمن هذا المنزل الخامس من العلوم الإلهية علم تفصيل الرجوع الإلهي بحسب الرجوع إليه من أحوال العباد وهو علم عزيز " .
ولعلاقة العزيز بالنصر يقول الشيخ في ديوانه :
" من روح سورة النصر والفتح :
من اسم العزيز النصر إن كنت تعقل * ومن بعده فتح له النفس تعمل- وختم الشيخ الفص بالكلام عمن أوتي خيرا كثيرا ، كتمهيد لفص لقمان الذي أوتي الحكمة وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً( البقرة ، 269 ) ،
وله سورة الزلزلة التي فيها ذكر الخير :فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ( الزلزلة ، 7 )

وإلى هذه الرؤية أشار في آخر الفص قائلا : " فلا يرى إلا اللّه عين ما يرى ، فيرى الرائي عين المرئي . "
وإذا كانت " النصر " بشرى للنبي صلى اللّه عليه وسلم بقرب انتقاله للرفيق الأعلى ،
ففي " الزلزلة " وصف لانقلاب أمر الدنيا للآخرة والرجوع إلى اللّه تعالى .

ومنزلا السورتين يقعان في " منزل الدهور " حسبما ذكره الشيخ في الباب 22 فـ " أي ضمن السور المفتتحة بلفظة " إذا " فللزلزلة " منزل الولادة " أي ولادة يوم القيامة
وللنصر منزل " البشارة باللقاء ".
 .
واتساب

No comments:

Post a Comment