Tuesday, November 5, 2019

السفر الثالث عشر فص حكمة ملكية في كلمة لوطية الفقرة الحادية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثالث عشر فص حكمة ملكية في كلمة لوطية الفقرة الحادية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثالث عشر فص حكمة ملكية في كلمة لوطية الفقرة الحادية عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي



موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

13 - The Wisdom of Mastery in the Word of Lot

الفقرة الحادية عشر :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعم أثرها في الناظرين ولا في قلوبهم كما قال في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال «إنك لا تهدي من أحببت "ولكن الله يهدي من يشاء".
ولو كان للهمة أثر ولا بد، لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلى ولا أقوى همة منه، وما أثرت في إسلام أبي طالب عمه، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها:
ولذلك قال في الرسول إنه ما عليه إلا البلاغ، وقال «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء» .
وزاد في سورة القصص «وهو أعلم بالمهتدين» أي بالذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة.  فأثبت أن العلم تابع للمعلوم.)
قال رضي الله عنه : (فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعمّ أثرها في النّاظرين ولا في قلوبهم.  كما قال في حقّ أكمل الرّسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحالإِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ [ القصص : 56 ] ولو كان للهمّة أثر ولا بد ، لم يكن أحد أكمل من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا أعلى وأقوى همّة منه ، وما أثّرت في إسلام أبي طالب عمّه ، وفيه نزلت الآية الّتي ذكرناها ولذلك قال في الرّسول إنّه ما عليه إلّا البلاغ ، وقال تعالى :لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ [ البقرة : 272 ] . وزاد في سورة القصص :وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [ القصص  : 56] أي بالّذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة فأثبت أنّ العلم تابع للمعلوم . )

قال رضي الله عنه :  (فقصرت) بسبب ذلك (الهمم) من الرسل عليهم السلام (عن طلب الأمور المعجزة) الخارقة للعادة من اللّه تعالى على صدقهم لما علموا (أنه لما لم يعم أثرها في) تحصيل الإيمان (الناظرين) إليها كلهم في ظواهرهم ولا في قلوبهم بل خص البعض دون البعض (كما قال) اللّه تعالى (في حق أكمل الرسل) كلهم عليهم السلام (وأعلم الخلق) باللّه تعالى (وأصدقهم) ، أي الخلق في الحال محمد رسولنا صلى اللّه عليه وسلم ("إِنَّكَ") يا محمد ("لا تَهْدِي") إلى دين اللّه تعالى ("مَنْ أَحْبَبْتَ") من الناس والأقارب والأجانب ، ولو جئت بالأمور الخارقة للعادة ("وَلكِنَّ اللَّهَ") سبحانه وتعالى هو الذي ("يَهْدِي") إلى دينه الحق والصراط المستقيم ("مَنْ يَشاءُ") [ القصص : 56 ] من عباده . وهذه الهداية بمعنى الإيصال لا الدلالة فإنه صلى اللّه عليه وسلم دل من أحبه ومن لم يحبه بحكم قوله تعالى : "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ" [ الشورى: 52 ].   أي تدل "عليه" والموصل إلى ذلك هو اللّه تعالى .
قال رضي الله عنه :  (ولو كان للهمة) القلبية (أثر) فيما يريد صاحبها (ولا بد) ، أي بطريق اللزوم (لم يكن أحد أكمل) فيها من رسوله (صلى اللّه عليه وسلم ولا) أحد (أعلى والأقوى همة) قلبية (منه عليه السلام) ومع ذلك (ما أثرت) همته صلى اللّه عليه وسلم (في) حصول (إسلام أبي طالب عمّه) أخ أبيه عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم حين دخل عليه في مرض موته وقال له : يا عماه قل لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه ، فامتنع ، فأدنى إليه أذنه وقال له : قلها ولو في أذني ، فأبى ومات على دين الأشياخ من قريش وفيه ، أي في أمر أبي طالب نزلت هذه الآية التي ذكرناها وهي قوله تعالى :" إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ " [ القصص : 56 ] .
ولذلك ، أي لأجل ما ذكر قال اللّه تعالى في حق الرسول أنه ما عليه إلا البلاغ ، أي إيصال الحق إلى الناس لا قبولهم له كما قال تعالى : " وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ" [ النور : 54 ] .
قال رضي الله عنه :  (وقال) تعالى : (" لَيْسَ عَلَيْكَ") يا أيها الرسول ("هُداهُمْ") ، أي هدايتهم (" وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ" [ البقرة : 272 ] وزاد) اللّه تعالى في آية :" إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ " في سورة القصص قوله تعالى : (" وَهُو") َ، أي اللّه تعالى ("أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" أي) [ القصص : 56 ] .
أعلم (بالذين أعطوه العلم بهدايتهم) من الأزل حين كشف عنهم بعلمه القديم وهم (في حال عدمهم) الأصلي (بأعيانهم) متعلق بأعطوه ، أي حقائقهم (الثابتة) غير المنفية بلا وجود فأثبت سبحانه بمقتضى هذه الآية (أن العلم) الإلهي الكاشف في الأزل عن كل شيء (تابع للمعلوم) المكشوف عنه على حسب ما هو عليه ذلك المعلوم في عينه الثابتة في العدم من دون وجود .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعم أثرها في الناظرين ولا في قلوبهم كما قال في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال «إنك لا تهدي من أحببت "ولكن الله يهدي من يشاء".
ولو كان للهمة أثر ولا بد، لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلى ولا أقوى همة منه، وما أثرت في إسلام أبي طالب عمه، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها:
ولذلك قال في الرسول إنه ما عليه إلا البلاغ، وقال «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء» .
وزاد في سورة القصص «وهو أعلم بالمهتدين» أي بالذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة.  فأثبت أن العلم تابع للمعلوم.)
قال رضي الله عنه :  ( فقصرت الهمم ) أي همم الرسل ( عن طلب الأمور المعجزة ) من اللّه لإظهار دين اللّه وإنما قصرت همم الرسل عن طلب المعجزة .
( لما لم يعم أثرها ) أي أثر المعجزة ( في الناظرين ) كله فإن بعض ناظري المعجزة لا يقرّ بها أي لا يؤثر المعجزة في ناظري المعجزة ( ولا ) يعم أثرها ( في قلوبهم ) فإن بعض قلوب الناظرين لا يصدق به فكان من الناظرين من يقرّ بلسانه ويجحد بقلبه وهم المنافقون لذلك قال ولا في قلوبهم فيختص أثر المعجزة من الناظرين لمن نوّر اللّه قلبه بنور الإيمان الأزلي فقصرت المعجزة فقصرت الهمم ولو عمت لعمت.
قال رضي الله عنه :  ( كما قال في حق أكمل الرسل واعلم الخلق وأصدقهم في الحالإِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) فلا أثر للهمة ( ولو كان للهمة أثر ولا بد لم يكن أكمل من رسول اللّه عليه السلام ولا أعلى درجة وأقوى همة منه وما أثرت ) همة ( في إسلام أبي طالب عمه فيه ) أي في حق أبي طالب ( نزلت الآية التي ذكرناها وكذلك قال في الرسول أنه ما عليه إلا البلاغ ) وهو قوله تعالى :" فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ " [ النحل : 82 ].
 فنفى عنه ما عدا التبليغ .
قال رضي الله عنه :  ( وقال لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) فنفى عنه هدايتهم كل ذلك نفي لتأثير همته مع كونه أكمل البشر بل أكمل الموجودات .
ولما كان إيضاح هذه المسألة موقوفة على سر القدر بينه بقوله ( وزاد ) الحق تعالى نفى أثر الهمة ( في سورة القصص وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ أي بالذين أعطوه ) أي الحق ( العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة فأثبت ) الحق ( إن العلم تابع للمعلوم ) فإذا كان العلم تابعا للمعلوم ( فمن كان مؤمنا أعطى العلم للحق بإيمانه.
"" أضاف الجامع : قال الشيخ رضي الله عنه :  في الفتوحات الباب الثاني عشر وأربعمائة
والعلم تابع للمعلوم وما هو المعلوم تابع للعلم. فافهمه . وهذه مسألة عظيمة دقيقة ما في علمي أن أحد أنبه عليها إلا إن كان وما وصل إلينا . وما من أحد إذا تحققها يمكن له إنكارها .
وفرّق يا أخي بين كون الشيء موجود فيتقدم العلم وجوده ، وبين كونه على هذه الصور في حال عدمه الأزليّ له .
فهو مساوق للعلم الإلهيّ به ومتقدم عليه برتبته ، لأنه لذاته أعطاه العلم به فعلم ما ذكرناه فإنه ينفعك ويقويك في باب التسليم والتفويض للقضاء والقدر .
الذي قصاه حالك ولو لم يكن في هذه الكتاب إلا هذه المسألة لكانت كافية لكل صاحب نظر سديد وعقل سليم  .ولله يقول الحق وهو يهدي السبيل. ""

"" أضاف الجامع :  قال الشيخ رضي الله عنه  عن عين سر القدر واتباع العلم للمعلوم  في الفتوحات الباب الثامن والثلاثون وخمسمائة:
" فتنبه واعتبر " وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً " فمن ازداد علما ازداد حكما .
فانظر فيما أمرت به أو نهيت عنه من حيث إنك محل لوجود عين ما أمرت به أو نهيت عنه .
من حيث إنك محل لوجود عين ما أمرت به ،  فمتعلق الأمر عند صاحب هذا النظر أن يهيئ محله بالانتظار .
فإذا جاء الأمر الإلهي الذي يأتي بالتكوين بلا واسطة فينظر أثره في قلبه أولا فإن وجد الإباية قد تكونت في قلبه فيعلم أنه مخذول وأن خذلانه منه لأنه على هذه الصورة في حضرة ثبوت عينه .
التي أعطت العلم لله به . وإن وجد غير ذلك وهو القبول
فكذلك أيضا فينظر في العضو الذي تعلق به ذلك الأمر المشروع أن يتكون فيه من أذن أو عين أو يد أو رجل أو لسان أو بطن أو فرج .
فإنا قد فرغنا من القلب بوجود الإباية أو القبول فلا نزال نراقب حكم العلم فينا من الحق حتى نعلم ما كنا فيه فإنه لا يحكم فينا إلا بنا كما قلنا
أيها العذب التجني والجنا   .....   أيها البدر سناء وسنا
نحن حكمناك في أنفسنا   .....   فاحكم إن شئت علينا أو لنا
فإذا تحكم فينا إنما   .....   عين ما تحكمه فينا بنا
ومن كان هذا حاله في مراقبته وإن وقع منه خلاف ما أمر به فإنه لا يضره ولا ينقصه عند الله إفضالا من الله لا تحكما عليه عز وجل .
فإن المراد قد حصل الذي يعطي السعادة وهو المراقبة لله في تكوينه .
وهذا ذوق لا يمكن أن يعلم قدره إلا من كان حاله .
وهذا هو عين سر القدر لمن فهمه وكم منع الناس من كشفه لما يطرأ على النفوس الضعيفة الايمان من ذلك فليس سر القدر الذي يخفى عن العالم عينه إلا اتباع العلم المعلوم فلا شيء أبين منه ولا أقرب مع هذا البعد .
فمن كان هذا حاله فقد فاز بدرجة الاستقامة وبها أمر فإنه أمر بالمراقبة
فيتبع الحكم ما يكون   .....   والصعب من ذلكم يهون " أهـ. ""

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعم أثرها في الناظرين ولا في قلوبهم كما قال في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال «إنك لا تهدي من أحببت "ولكن الله يهدي من يشاء".
ولو كان للهمة أثر ولا بد، لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلى ولا أقوى همة منه، وما أثرت في إسلام أبي طالب عمه، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها:
ولذلك قال في الرسول إنه ما عليه إلا البلاغ، وقال «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء» .
وزاد في سورة القصص «وهو أعلم بالمهتدين» أي بالذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة.  فأثبت أن العلم تابع للمعلوم.)
قال رضي الله عنه : ( فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعم أثرها في الناظرين ولا في قلوبهم كما قال في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال «إنك لا تهدي من أحببت "ولكن الله يهدي من يشاء". ولو كان للهمة أثر ولا بد، لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلى ولا أقوى همة منه، وما أثرت في إسلام أبي طالب عمه، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها: ولذلك قال في الرسول إنه ما عليه إلا البلاغ، وقال «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء» . وزاد في سورة القصص «وهو أعلم بالمهتدين» أي بالذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة.  فأثبت أن العلم تابع للمعلوم.)
النص واضح.
"" أضاف الجامع : يقول الشيخ ابن نور الدين الشيخ الكامل  في المشيئة والإرادة بالنسبة إلى العلم :
" المشيئة والإرادة نسبتان تابعتان للعلم ، والعلم تابع للمعلوم ، فلا يعلم إلا ما هو الأمر عليه ، فلا يشاء إلا ما هو الأمر عليه ، فلا يوجد الحق إلا ما أعطته الاستعدادات لا غير ، فلا يقع في الوجود إلا ما أعطته الأعيان ، والعين ما تعطي إلا مقتضى ذاتها ولا تقضي الذات شيئا ونقيضه. ""
و قال الشيخ رضي الله عنه :  في الفتوحات الباب الثاني عشر وأربعمائة
والعلم تابع للمعلوم وما هو المعلوم تابع للعلم. فافهمه . وهذه مسألة عظيمة دقيقة ما في علمي أن أحد أنبه عليها إلا إن كان وما وصل إلينا . وما من أحد إذا تحققها يمكن له إنكارها .
وفرّق يا أخي بين كون الشيء موجود فيتقدم العلم وجوده ، وبين كونه على هذه الصور في حال عدمه الأزليّ له .
فهو مساوق للعلم الإلهيّ به ومتقدم عليه برتبته ، لأنه لذاته أعطاه العلم به فعلم ما ذكرناه فإنه ينفعك ويقويك في باب التسليم والتفويض للقضاء والقدر .
الذي قصاه حالك ولو لم يكن في هذه الكتاب إلا هذه المسألة لكانت كافية لكل صاحب نظر سديد وعقل سليم  .ولله يقول الحق وهو يهدي السبيل. ""

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعم أثرها في الناظرين ولا في قلوبهم كما قال في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال «إنك لا تهدي من أحببت "ولكن الله يهدي من يشاء".
ولو كان للهمة أثر ولا بد، لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلى ولا أقوى همة منه، وما أثرت في إسلام أبي طالب عمه، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها:
ولذلك قال في الرسول إنه ما عليه إلا البلاغ، وقال «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء» .
وزاد في سورة القصص «وهو أعلم بالمهتدين» أي بالذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة.  فأثبت أن العلم تابع للمعلوم.)
قال رضي الله عنه :  (فقصرت الهمم عن طلب الأمر المعجز ، لما لم يعمّ أثرها في الناظرين  و لا في قلوبهم ، كما جاء في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأكملهم في الحال " إِنَّكَ لا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ الله يَهْدِي من يَشاءُ " إلى صراط مستقيم « ولو كان للهمّة أثر ، ولا بدّ ولم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلى ولا أقوى همّة منه وما أثّرت في إسلام أبي طالب عمّه ، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها . ولذلك قال في الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه ما عليه " إِلَّا الْبَلاغُ " وقال : " لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ الله يَهْدِي من يَشاءُ". وزاد في سورة القصص ، " وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " أي بالذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم وأعيانهم الثابتة ، فأثبت أنّ العلم تابع للمعلوم ،)
قال العبد : يشير رضي الله عنه : بكلّ ذلك إلى أنّ كمال المعرفة والعلم بحقائق الأمور يوجب كمال الأدب مع الله تعالى وعدم التصدّي والظهور بالتصرّف والتأثير بالهمّة.
 فإنّ العالم المحقّق يعلم أنّ الأمور الكائنة في الوجود لا تكون إلَّا بموجب ما كانت عليه في العلم الأزلي، ولا يجري في العالم إلَّا ما جرى في علم الله أزلا بجريانه ، فتنزّهت الهمم العالية العالمة بهذا عن تعليق الهمّة بما لا يكون .
إذ الواقع ما علموا أنّ يقع ، فلا فائدة في تعليق الهمّة ، وغير الواقع لا يقع بتعليق الهمّة به ، ولا يقع إلَّا ممّن يكون ناقص المعرفة ، كما أشار إليه من قبل ، فتحقّق أنّ الأمر بين فاعل عالم بما في قوّة القابل وبين قابل لا يقبل إلَّا ما في استعداده الذاتي غير المجعول .
فكان الأمر كما أشار منّا ومنهم ، منّا من حيث حضرة الجمع الأسمائي ، ومنهم من حيث الأعيان المظهرة بالوجود الحقّ حقائق الأسماء بقابلياتهم واستعداداتهم الخصوصية الذاتية ، وأخذه العلم الحقيقي منّا ، فإنّا نعطي منه من يشاء ما نشاء .
هذا ظاهر ما في هذا الشطر ، والذي فوق هذا أنّ العلم مأخوذ من المعلوم ، والمعلوم نحن ، فإنّا إنّما نعلم أنفسنا منّا ، إذ لا معلوم إلَّا نحن ، فالأخذ منّا ، وذلك العلم من الله متعلَّق أوّلا بنفسه ، ثمّ بالعالم الذي هو مظاهر حقائق نفسه .
 "" أضاف الجامع :  قال الشيخ رضي الله عنه  عن عين سر القدر واتباع العلم للمعلوم  في الفتوحات الباب الثامن والثلاثون وخمسمائة:
" فتنبه واعتبر " وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً " فمن ازداد علما ازداد حكما .
فانظر فيما أمرت به أو نهيت عنه من حيث إنك محل لوجود عين ما أمرت به أو نهيت عنه .
من حيث إنك محل لوجود عين ما أمرت به ،  فمتعلق الأمر عند صاحب هذا النظر أن يهيئ محله بالانتظار .
فإذا جاء الأمر الإلهي الذي يأتي بالتكوين بلا واسطة فينظر أثره في قلبه أولا فإن وجد الإباية قد تكونت في قلبه فيعلم أنه مخذول وأن خذلانه منه لأنه على هذه الصورة في حضرة ثبوت عينه .
التي أعطت العلم لله به . وإن وجد غير ذلك وهو القبول
فكذلك أيضا فينظر في العضو الذي تعلق به ذلك الأمر المشروع أن يتكون فيه من أذن أو عين أو يد أو رجل أو لسان أو بطن أو فرج .
فإنا قد فرغنا من القلب بوجود الإباية أو القبول فلا نزال نراقب حكم العلم فينا من الحق حتى نعلم ما كنا فيه فإنه لا يحكم فينا إلا بنا كما قلنا
أيها العذب التجني والجنا   .....   أيها البدر سناء وسنا
نحن حكمناك في أنفسنا   .....   فاحكم إن شئت علينا أو لنا
فإذا تحكم فينا إنما   .....   عين ما تحكمه فينا بنا
ومن كان هذا حاله في مراقبته وإن وقع منه خلاف ما أمر به فإنه لا يضره ولا ينقصه عند الله إفضالا من الله لا تحكما عليه عز وجل .
فإن المراد قد حصل الذي يعطي السعادة وهو المراقبة لله في تكوينه .
وهذا ذوق لا يمكن أن يعلم قدره إلا من كان حاله .
وهذا هو عين سر القدر لمن فهمه وكم منع الناس من كشفه لما يطرأ على النفوس الضعيفة الايمان من ذلك فليس سر القدر الذي يخفى عن العالم عينه إلا اتباع العلم المعلوم فلا شيء أبين منه ولا أقرب مع هذا البعد .
فمن كان هذا حاله فقد فاز بدرجة الاستقامة وبها أمر فإنه أمر بالمراقبة
فيتبع الحكم ما يكون   .....   والصعب من ذلكم يهون " أهـ. ""


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعم أثرها في الناظرين ولا في قلوبهم كما قال في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال «إنك لا تهدي من أحببت "ولكن الله يهدي من يشاء".
ولو كان للهمة أثر ولا بد، لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلى ولا أقوى همة منه، وما أثرت في إسلام أبي طالب عمه، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها:
ولذلك قال في الرسول إنه ما عليه إلا البلاغ، وقال «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء» .
وزاد في سورة القصص «وهو أعلم بالمهتدين» أي بالذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة.  فأثبت أن العلم تابع للمعلوم.)

قال رضي الله عنه :  ( فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعم أثرها في الناظرين ولا في قلوبهم كما قال في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال «إنك لا تهدي من أحببت "ولكن الله يهدي من يشاء".  ولو كان للهمة أثر ولا بد، لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلى ولا أقوى همة منه، وما أثرت في إسلام أبي طالب عمه، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها: ولذلك قال في الرسول إنه ما عليه إلا البلاغ، وقال «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء» .  وزاد في سورة القصص «وهو أعلم بالمهتدين» أي بالذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة.  فأثبت أن العلم تابع للمعلوم.)
هذا كلام ظاهر اللفظ ، والمعنى.
"" أضافة بالي زادة :  ولما كان إيضاح هذه المسألة موقوفا على بيان سر القدر بينه بقوله : ( وزاد ) الحق تعالى نفى ؟ أثر الهمة ( في صورة القصص ) اهـ بالى.
( ثم طلبتهم بما ليس في وسعهم ) حتى أكون ظالما ، فكان أمر الحق بهم بما ليس في وسعهم من أحوال عينهم الثابتة ، وهذا هو الكلام الذي قطع عرق الجبر عن كليته ، فلا ظلم أصلا فلا جبر
قطعا لا صرفا ولا متوسطا إذ مآل الجبر الظلم اهـ .
( كذلك ما قلنا لهم ) المراد من القول التكاليف الشرعية ، فلما أعطى الحق لهم ما طلبت ذواتهم من الكفر والإيمان ، كذلك أعطى الحق لذاته تعالى ما اقتضت ذاته من القول كذا وعدم القول كذا اهـ بالى . ""
"" أضاف الجامع : قال الشيخ رضي الله عنه :  في الفتوحات الباب الثاني عشر وأربعمائة
والعلم تابع للمعلوم وما هو المعلوم تابع للعلم. فافهمه . وهذه مسألة عظيمة دقيقة ما في علمي أن أحد أنبه عليها إلا إن كان وما وصل إلينا . وما من أحد إذا تحققها يمكن له إنكارها .
وفرّق يا أخي بين كون الشيء موجود فيتقدم العلم وجوده ، وبين كونه على هذه الصور في حال عدمه الأزليّ له .
فهو مساوق للعلم الإلهيّ به ومتقدم عليه برتبته ، لأنه لذاته أعطاه العلم به فعلم ما ذكرناه فإنه ينفعك ويقويك في باب التسليم والتفويض للقضاء والقدر .
الذي قصاه حالك ولو لم يكن في هذه الكتاب إلا هذه المسألة لكانت كافية لكل صاحب نظر سديد وعقل سليم  .ولله يقول الحق وهو يهدي السبيل. ""

"" أضاف الجامع :  قال الشيخ رضي الله عنه  عن عين سر القدر واتباع العلم للمعلوم  في الفتوحات الباب الثامن والثلاثون وخمسمائة:
" فتنبه واعتبر " وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً " فمن ازداد علما ازداد حكما .
فانظر فيما أمرت به أو نهيت عنه من حيث إنك محل لوجود عين ما أمرت به أو نهيت عنه .
من حيث إنك محل لوجود عين ما أمرت به ،  فمتعلق الأمر عند صاحب هذا النظر أن يهيئ محله بالانتظار .
فإذا جاء الأمر الإلهي الذي يأتي بالتكوين بلا واسطة فينظر أثره في قلبه أولا فإن وجد الإباية قد تكونت في قلبه فيعلم أنه مخذول وأن خذلانه منه لأنه على هذه الصورة في حضرة ثبوت عينه .
التي أعطت العلم لله به . وإن وجد غير ذلك وهو القبول
فكذلك أيضا فينظر في العضو الذي تعلق به ذلك الأمر المشروع أن يتكون فيه من أذن أو عين أو يد أو رجل أو لسان أو بطن أو فرج .
فإنا قد فرغنا من القلب بوجود الإباية أو القبول فلا نزال نراقب حكم العلم فينا من الحق حتى نعلم ما كنا فيه فإنه لا يحكم فينا إلا بنا كما قلنا
أيها العذب التجني والجنا   .....   أيها البدر سناء وسنا
نحن حكمناك في أنفسنا   .....   فاحكم إن شئت علينا أو لنا
فإذا تحكم فينا إنما   .....   عين ما تحكمه فينا بنا
ومن كان هذا حاله في مراقبته وإن وقع منه خلاف ما أمر به فإنه لا يضره ولا ينقصه عند الله إفضالا من الله لا تحكما عليه عز وجل .
فإن المراد قد حصل الذي يعطي السعادة وهو المراقبة لله في تكوينه .
وهذا ذوق لا يمكن أن يعلم قدره إلا من كان حاله .
وهذا هو عين سر القدر لمن فهمه وكم منع الناس من كشفه لما يطرأ على النفوس الضعيفة الايمان من ذلك فليس سر القدر الذي يخفى عن العالم عينه إلا اتباع العلم المعلوم فلا شيء أبين منه ولا أقرب مع هذا البعد .
فمن كان هذا حاله فقد فاز بدرجة الاستقامة وبها أمر فإنه أمر بالمراقبة
فيتبع الحكم ما يكون   .....   والصعب من ذلكم يهون " أهـ. ""

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعم أثرها في الناظرين ولا في قلوبهم كما قال في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال «إنك لا تهدي من أحببت "ولكن الله يهدي من يشاء".
ولو كان للهمة أثر ولا بد، لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلى ولا أقوى همة منه، وما أثرت في إسلام أبي طالب عمه، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها:
ولذلك قال في الرسول إنه ما عليه إلا البلاغ، وقال «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء» .
وزاد في سورة القصص «وهو أعلم بالمهتدين» أي بالذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة.  فأثبت أن العلم تابع للمعلوم.)
قال رضي الله عنه :  (فقصرت الهمم ) أي ، همم الأنبياء . ( عن طلب الأمور المعجزة . ) أي ، من الله .
( لما لم يقم أثرها في الناظرين ) لعدم إعطاء حقائقهم وأعيانهم الثابتة قبولها .
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولا في قلوبهم ، كما قال في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال : " إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء " ).
ولو كان للهمة أثر ، ولا بد لم يكن أحد أكمل من رسول الله ، صلى الله عليه
وسلم ، ولا أعلى وأقوى همة منه ، وما أثرت في إسلام أبى طالب عمه ، وفيه نزلت الآية
التي ذكرناها ولذلك قال في الرسول : إنه ما عليه إلا البلاغ .
وقال : ( " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء " . ) كل هذا غنى عن الشرح .
( وزاد في سورة ( القصص ) : " وهو أعلم بالمهتدين " . أي ، بالذين أعطوه . )
أي ، أعطوا الحق . أي ، ( العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة . فأثبت
أن العلم تابع للمعلوم. ) ألفاظه ظاهرة
"" أضاف الجامع : يقول الشيخ ابن نور الدين الشيخ الكامل  في المشيئة والإرادة بالنسبة إلى العلم :
" المشيئة والإرادة نسبتان تابعتان للعلم ، والعلم تابع للمعلوم ، فلا يعلم إلا ما هو الأمر عليه ، فلا يشاء إلا ما هو الأمر عليه ، فلا يوجد الحق إلا ما أعطته الاستعدادات لا غير ، فلا يقع في الوجود إلا ما أعطته الأعيان ، والعين ما تعطي إلا مقتضى ذاتها ولا تقضي الذات شيئا ونقيضه.


و قال الشيخ رضي الله عنه :  في الفتوحات الباب الثاني عشر وأربعمائة
والعلم تابع للمعلوم وما هو المعلوم تابع للعلم. فافهمه . وهذه مسألة عظيمة دقيقة ما في علمي أن أحد أنبه عليها إلا إن كان وما وصل إلينا . وما من أحد إذا تحققها يمكن له إنكارها .
وفرّق يا أخي بين كون الشيء موجود فيتقدم العلم وجوده ، وبين كونه على هذه الصور في حال عدمه الأزليّ له .
فهو مساوق للعلم الإلهيّ به ومتقدم عليه برتبته ، لأنه لذاته أعطاه العلم به فعلم ما ذكرناه فإنه ينفعك ويقويك في باب التسليم والتفويض للقضاء والقدر .
الذي قصاه حالك ولو لم يكن في هذه الكتاب إلا هذه المسألة لكانت كافية لكل صاحب نظر سديد وعقل سليم  .ولله يقول الحق وهو يهدي السبيل. ""


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعم أثرها في الناظرين ولا في قلوبهم كما قال في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال «إنك لا تهدي من أحببت "ولكن الله يهدي من يشاء".
ولو كان للهمة أثر ولا بد، لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلى ولا أقوى همة منه، وما أثرت في إسلام أبي طالب عمه، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها:
ولذلك قال في الرسول إنه ما عليه إلا البلاغ، وقال «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء» .
وزاد في سورة القصص «وهو أعلم بالمهتدين» أي بالذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة.  فأثبت أن العلم تابع للمعلوم.)
قال رضي الله عنه : (فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعمّ أثرها في النّاظرين ولا في قلوبهم ).
وإذا كان كذلك ( فقصرت الهمم ) أي همم الرسل ، وإن لم يكن لهم عنها بد في الجملة ( عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعم أثرها ) الكل ، وإن أثرت في الأكثر ( في الناظرين ) فضلا عن المعرضين ، فإن إلجائهم إلى الإقرار في الظاهر ، ( ولا ) يؤثر ( في قلوبهم ) كما في المنافقين ، وهذا القصور في تأثير الهمم لا يختص بالقاصرين بل يعم الكل أيضا .

قال رضي الله عنه :  (كما قال في حقّ أكمل الرّسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال " إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ" [ القصص : 56 ] ولو كان للهمّة أثر ولا بد ، لم يكن أحد أكمل من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولا أعلى وأقوى همّة منه ، وما أثّرت في إسلام أبي طالب عمّه ، وفيه نزلت الآية الّتي ذكرناها ولذلك قال في الرّسول إنّه ما عليه إلّا البلاغ ، وقال تعالى :لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ[ البقرة : 272 ] ، وزاد في سورة القصص :وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ[ القصص : 56 ] أي بالّذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة فأثبت أنّ العلم تابع للمعلوم) .

قال رضي الله عنه :  ( كما قال تعالى في حق أكمل الرسل ) في أمر الرسالة الغالية لتصرف بها لإظهار المعجزات ، ( واعلم الخلق ) بكيفية تصرفات الهمم وموضعها ( وأصدقهم في الحال ) الموجبة تأثيرها على أكمل الوجوه ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ) فصرفت همتك إلى هدايته ( وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ[ القصص : 56 ] ) بإفاضة نور الإيمان عليه ، ( ولو كان الهمة ) من الكمّل ( أثر ) في الكل ، ( ولا بدّ ) من تأثيرها ، ولو فيمن ينور اللّه قلبه بنور الإيمان ، ( لم يكن أحد أكمل من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ) ، ولا أعلى همة من حيث أثرت همته في إيمان أكثر سكان العالم ، ( ولا أعلى ) همة من حيث أثرت همته في شق القمر ، ( وأقوى همة منه ) حيث أثرت همته في إظهار دينه على الأديان كلها ، واستنزال معجزة باقية إلى الأبد  منتشرة في المشارق والمغارب ، جامعة بين الإعجاز والهداية المطلوبة منه وهي القرآن .
قال رضي الله عنه :  ( وما أثرت ) همته ( في إسلام ) أحب الناس إليه ، وأمنهم عليه في التربية والحماية ( أبي طالب عمه ) من الأبوين بخلاف حمزة والعباس ، فإنهما عماه من الأب ، ( وفيه ) لا في غيره ، كما زعمت الشيعة القائلون بإيمان أبي طالب ، ( نزلت الآية التي ذكرناها ) على الخصوص ، وآيات أخر على العموم ؛ ( ولذلك ) أي : ولعدم تأثير همته في حق من خلا عن نور الإيمان لعدم مناسبته إياه ، مع أنه لا بدّ منها بين الفاعل والقابل ، ( قال في ) حق ( الرسول : ما عليه إلا البلاغ ) ؛ فإنه ينزل منه منزلة هدايته إياهم .
قال رضي الله عنه :  ( وقال تعالى :لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ[ البقرة : 272 ] ) إذ ليس إليك إفاضة نور الإيمان ،"وَلكِنَّ اللَّهَ " بعد بيانك للهدى لهم" يَهْدِي مَنْ يَشاءُ " بإفاضة ذلك النور عليه ، فكأنك هديته بتأثير همتك فيه ، ( وزاد في سورة القصص ) لبيان أن إفاضة نور الإيمان على البعض دون الباقين ليس على سبيل التحكم بل هو تابع لعلم الحق التابع لما عليه الأعيان في أنفسها ؛ فقال :(" وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" [ القصص : 56 ] )
أي :  للمستعدين للهداية ، يفيض عليهم نور الإيمان لما أعطوه العلم بهدايتهم ، وإليه الإشارة بقوله : ( أي : بالذين أعطوه العلم بهدايتهم ) أي : استعدادهم لها ، وإن كانوا ( في حال عدمهم ) في الخارج ، فلا يتوقف على حدوثهم وعدمهم في الإعطاء ، إذا أعطوه ( بأعيانهم الثابتة ) في العلم الأزلي ( فأثبت ) بقوله :وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَمن حيث جعله دليلا على رفع التحكم المتوهم من الآية السابقة ، ( أن العلم تابع للمعلوم ) لا باعتبار انفعاله ، بل إدراكه على ما هو عليه في نفسه .
"" أضاف الجامع : قال الشيخ رضي الله عنه :  في الفتوحات الباب الثاني عشر وأربعمائة
والعلم تابع للمعلوم وما هو المعلوم تابع للعلم. فافهمه . وهذه مسألة عظيمة دقيقة ما في علمي أن أحد أنبه عليها إلا إن كان وما وصل إلينا . وما من أحد إذا تحققها يمكن له إنكارها .
وفرّق يا أخي بين كون الشيء موجود فيتقدم العلم وجوده ، وبين كونه على هذه الصور في حال عدمه الأزليّ له .
فهو مساوق للعلم الإلهيّ به ومتقدم عليه برتبته ، لأنه لذاته أعطاه العلم به فعلم ما ذكرناه فإنه ينفعك ويقويك في باب التسليم والتفويض للقضاء والقدر .
الذي قصاه حالك ولو لم يكن في هذه الكتاب إلا هذه المسألة لكانت كافية لكل صاحب نظر سديد وعقل سليم  .ولله يقول الحق وهو يهدي السبيل. ""


شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعم أثرها في الناظرين ولا في قلوبهم كما قال في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال «إنك لا تهدي من أحببت "ولكن الله يهدي من يشاء".
ولو كان للهمة أثر ولا بد، لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلى ولا أقوى همة منه، وما أثرت في إسلام أبي طالب عمه، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها:
ولذلك قال في الرسول إنه ما عليه إلا البلاغ، وقال «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء» .
وزاد في سورة القصص «وهو أعلم بالمهتدين» أي بالذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة.  فأثبت أن العلم تابع للمعلوم.)
قال رضي الله عنه : (فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة ،لمّا لم يعم أثرها في الناظرين ) إليها ، لا في عقولهم ، حتّى يعتقدوا عقدا تقليديّا ( ولا في قلوبهم ) حتّى يؤمنوا به إيمانا علميّا انشراحيّا .
فعلم أنّ مساعي الأنبياء بقوّة المعجزة غير مفيد ( كما قال في حقّ أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال :  " إِنَّكَ لا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ الله يَهْدِي من يَشاءُ " ) [ 28 / 56 ] .
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولو كان للهمّة أثر ولا بدّ ) يعني يلزم الهمّة أثرها لزوما كليّا - لا في الجملة - كما يشاهد في بعض الأفراد من المستكملين
 ( لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، ولا أعلى ولا أقوى همّة منه ، وما أثرت في إسلام أبي طالب عمّه) وقريبه بوثاقة رقيقة نسبته إليه وألفته معه .
وكلّ ذلك مما يعدّ في أمر التأثير والتأثّر ( وفيه نزلت الآية التي ذكرناها ، ولذلك قال في الرسول أنّه ما عليه إلَّا البلاغ ) في صيغة الحصر ( وقال : " لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ الله يَهْدِي من يَشاءُ " [ 2 / 272 ] وزاد في سورة القصص ) على ذلك بيانا بقوله : ( "وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " [ 28 / 56 ] أي بالذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة ) .

[ مبدأ السعادة والشقاوة عين السعيد والشقي ]
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأثبت ) بقوله هذا ( أنّ العلم تابع للمعلوم )
"" أضاف الجامع : يقول الشيخ ابن نور الدين الشيخ الكامل  في المشيئة والإرادة بالنسبة إلى العلم :
" المشيئة والإرادة نسبتان تابعتان للعلم ، والعلم تابع للمعلوم ، فلا يعلم إلا ما هو الأمر عليه ، فلا يشاء إلا ما هو الأمر عليه ، فلا يوجد الحق إلا ما أعطته الاستعدادات لا غير ، فلا يقع في الوجود إلا ما أعطته الأعيان ، والعين ما تعطي إلا مقتضى ذاتها ولا تقضي الذات شيئا ونقيضه. ""
"" أضاف الجامع :قال الشيخ رضي الله عنه :  في الفتوحات الباب الثالث عشر وأربعمائة
فإن قلت فهذا المخلوق على قبول الشر هو ممكن فلأي شيء لم يخلقه على قبول الخير فالكل منه قلنا قد قدمنا وبينا أن العلم تابع للمعلوم وما وجد الممكن إلا على الحال الذي كان عليه في حال عدمه من ثبوت وتغيير كان ما كان والحق ما علم إلا ما هو المعلوم عليه في حال عدمه الذي إذا ظهر في الوجود كان بتلك الحال .
فما طرأ على المعلوم شيء لم يتصف به في حال عدمه فما للعلم فيه أثر وما قلنا بالقدر إنه توقيت إلا لأنه من المقدار "وما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ " "وكُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ" فاعلم ذلك والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ.""

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعم أثرها في الناظرين ولا في قلوبهم كما قال في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال «إنك لا تهدي من أحببت "ولكن الله يهدي من يشاء".
ولو كان للهمة أثر ولا بد، لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلى ولا أقوى همة منه، وما أثرت في إسلام أبي طالب عمه، وفيه نزلت الآية التي ذكرناها:
ولذلك قال في الرسول إنه ما عليه إلا البلاغ، وقال «ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء» .
وزاد في سورة القصص «وهو أعلم بالمهتدين» أي بالذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة.  فأثبت أن العلم تابع للمعلوم.)

قال رضي الله عنه :  ( فقصرت الهمم عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعمّ أثرها في النّاظرين ولا في قلوبهم .  كما قال في حقّ أكمل الرّسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحالإِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ [ القصص : 56 ]  ولو كان للهمّة أثر ولا بد ، لم يكن أحد أكمل من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا أعلى وأقوى همّة منه ، وما أثّرت في إسلام أبي طالب )

قال رضي الله عنه :  (فقصرت الهمم ) ، أي همم الرسل ( عن طلب الأمور المعجزة لما لم يعم أثرها في الناظرين ) ظاهرا بالإسلام ( ولا في قلوبهم ) باطنا بالإيمان .
( كما قال تعالى في حق أكمل الرسل وأعلم الخلق وأصدقهم في الحال "إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ " [ القصص : 56 ] ولو كان للهمة أثر ولا بد ) لها من الأثر للزومه إياها ( لم يكن أحد أكمل من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا أعلى ولا أقوى همة منه
قال رضي الله عنه :  (طالب عمّه ، وفيه نزلت الآية الّتي ذكرناها ولذلك قال في الرّسول إنّه ما عليه إلّا البلاغ ، وقال تعالى :" لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ " [ البقرة  : 272] . وزاد في سورة القصص :" وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" [ القصص  56 :] أي بالّذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة فأثبت أنّ العلم تابع للمعلوم . )
"" أضاف الجامع : يقول الشيخ ابن نور الدين الشيخ الكامل  في المشيئة والإرادة بالنسبة إلى العلم :
" المشيئة والإرادة نسبتان تابعتان للعلم ، والعلم تابع للمعلوم ، فلا يعلم إلا ما هو الأمر عليه ، فلا يشاء إلا ما هو الأمر عليه ، فلا يوجد الحق إلا ما أعطته الاستعدادات لا غير ، فلا يقع في الوجود إلا ما أعطته الأعيان ، والعين ما تعطي إلا مقتضى ذاتها ولا تقضي الذات شيئا ونقيضه.

وقال الشيخ رضي الله عنه :  في الفتوحات الباب الثاني عشر وأربعمائة
والعلم تابع للمعلوم وما هو المعلوم تابع للعلم. فافهمه . وهذه مسألة عظيمة دقيقة ما في علمي أن أحد أنبه عليها إلا إن كان وما وصل إلينا . وما من أحد إذا تحققها يمكن له إنكارها .
وفرّق يا أخي بين كون الشيء موجود فيتقدم العلم وجوده ، وبين كونه على هذه الصور في حال عدمه الأزليّ له .
فهو مساوق للعلم الإلهيّ به ومتقدم عليه برتبته ، لأنه لذاته أعطاه العلم به فعلم ما ذكرناه فإنه ينفعك ويقويك في باب التسليم والتفويض للقضاء والقدر .
الذي قصاه حالك ولو لم يكن في هذه الكتاب إلا هذه المسألة لكانت كافية لكل صاحب نظر سديد وعقل سليم  .ولله يقول الحق وهو يهدي السبيل. ""



قال رضي الله عنه :  (طالب عمّه ، وفيه نزلت الآية الّتي ذكرناها ولذلك قال في الرّسول إنّه ما عليه إلّا البلاغ ، وقال تعالى :" لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ " [ البقرة  : 272] . وزاد في سورة القصص :" وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" [ القصص  56 :] أي بالّذين أعطوه العلم بهدايتهم في حال عدمهم بأعيانهم الثابتة فأثبت أنّ العلم تابع للمعلوم . )

.

العودة إلى الفهرس
السفر الثالث عشر الفقرة الحادية عشر على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله
واتساب

No comments:

Post a Comment