Tuesday, November 5, 2019

السفر الثالث عشر فص حكمة ملكية في كلمة لوطية الفقرة الرابعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثالث عشر فص حكمة ملكية في كلمة لوطية الفقرة الرابعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثالث عشر فص حكمة ملكية في كلمة لوطية الفقرة الرابعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

13 - The Wisdom of Mastery in the Word of Lot



جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النقص والضعف.
فلهذا قال «لو أن لي بكم قوة» مع كون ذلك يطلب همة مؤثرة.
فإن قلت وما يمنعه من الهمة المؤثرة وهي موجودة في السالكين من الاتباع، والرسل أولى بها؟  قلنا صدقت: ولكن نقصك علم آخر، )
قال رضي الله عنه :  (وما بعث نبيّ إلّا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النّقص والضعف فلهذا قال :لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً [ هود : 80 ] مع كون ذلك يطلب همّة مؤثّرة . فإن قلت وما يمنعه من الهمّة المؤثّرة وهي موجودة في السّالكين من الأتباع ، والرّسل أولى بها قلنا صدقت ولكن نقصك علم آخر ، )
قال رضي الله عنه :  (وما بعث) نبي من أنبياء اللّه تعالى إلى أمة من الأمم (إلا بعد تمام) سن الأربعين سنة من عمره (وهو زمان أخذه) ، أي الإنسان إذا وصل إلى هذا المقدار من السن (في النقص والضعف) ظاهرا وباطنا . وتحققه بحال بدايته في حال نهايته.
(فلهذا )، أي لأجل ما ذكر قال لوط عليه السلام حين كان متحققا بضعفه الأصلي الذي خلق منه وقد أرسل إلى قومه بعد وصوله إلى سن الأربعين من عمره ("لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً" مع كون ذلك) القائل (يطلب) بقوله (همة مؤثرة) في قومه تظهر فيه أو تظهر في غيره وهو الركن الشديد الذي طلب أن يأوي إليه (فإن قلت) يا أيها السالك وما يعني أي شيء (يمنعه) ، أي لوط عليه السلام مع كونه من الكاملين في العلم باللّه
والعمل الصالح أو العصمة من السوء (من الهمة المؤثرة) إذا أرادها (وهي) ، أي الهمة المؤثرة موجودة في السالكين إلى طريق الكمال المذكور من الاتباع أي لاتباع الأنبياء والمرسلين .
قال رضي الله عنه :  (فالرسل) والأنبياء عليهم السلام (أولى) ، أي أحق (بها) ، أي بوجود الهمة المؤثرة فيهم من وجودها في اتباعهم (قلنا) في جواب ذلك (صدقت) أن الهمة المؤثرة موجودة في السالكين فأولى أن تكون في الأنبياء والمرسلين (ولكن نقصك) ، أي فات عنك ولم تشعر به (علم آخر) معرفته شرط في الجواب عن سؤالك وذلك العلم الآخر هو (أن المعرفة) باللّه تعالى الذوقية الكشفية إذا كملت في إنسان (لا تترك للهمة) المنبعثة من قبله (تصرفا) في أمر من الأمور أصلا .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النقص والضعف.
فلهذا قال «لو أن لي بكم قوة» مع كون ذلك يطلب همة مؤثرة.
فإن قلت وما يمنعه من الهمة المؤثرة وهي موجودة في السالكين من الاتباع، والرسل أولى بها؟
قلنا صدقت: ولكن نقصك علم آخر، )
قال رضي الله عنه :  ( وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النقص والضعف فلذا ) أي فلأجل إدراك لوط عليه السلام معنى قول اللّه بالنور الإلهي.
( قال :" لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً " مع كون ذلك ) أي مع وجود القوة الجسمانية ( يطلب همة مؤثرة ) فظهر أن ما طلب لوط عليه السلام ليس بقوة جسمانية .
قال رضي الله عنه :  ( فإن قلت : وما يمنعه من الهمة المؤثرة وهي موجودة في السالكين ) يتصرفون بها في بعض الأشياء ( من الاتباع والرسل عليهم السلام أولى بها ) أي بالهمة المؤثرة ( قلنا : صدقت ولكن نقصك ) أي منعك عن التصرف ( علم آخر)

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النقص والضعف.
فلهذا قال «لو أن لي بكم قوة» مع كون ذلك يطلب همة مؤثرة.
فإن قلت وما يمنعه من الهمة المؤثرة وهي موجودة في السالكين من الاتباع، والرسل أولى بها؟
قلنا صدقت: ولكن نقصك علم آخر، )
قال رضي الله عنه :  (وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النقص والضعف. فلهذا قال «لو أن لي بكم قوة» مع كون ذلك يطلب همة مؤثرة. فإن قلت وما يمنعه من الهمة المؤثرة وهي موجودة في السالكين من الاتباع، والرسل أولى بها؟ قلنا صدقت: ولكن نقصك علم آخر، )
وأما قوله: وما بعث نبي إلا بعد الأربعين فهو عذر للنبي لوط، عليه السلام، في قوله: "لو أن لي بكم قوة" (هود: 80) فإنه كان بعد الأربعين فقد شرع في النقص كما قال الشاعر: 
كأن الفتى" يرقي من العمر سلما  ….. إلى أن يجوز الأربعين فينحط
ثم أجاب عن الإشكال الذي أورده: بأن القوة وإن كانت هي الهمة إلا أن المعرفة لا تترك للهمة تأثيرا ولا تصرفا. 
وقد قال القشيري، رحمه الله، في بعض كتبه: إذا برقت بارقة من التحقيق لم يبق حال ولا همة.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النقص والضعف.
فلهذا قال «لو أن لي بكم قوة» مع كون ذلك يطلب همة مؤثرة.
فإن قلت وما يمنعه من الهمة المؤثرة وهي موجودة في السالكين من الاتباع، والرسل أولى بها؟
قلنا صدقت: ولكن نقصك علم آخر، )
قال رضي الله عنه : (وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النقص والضعف. فلهذا قال «لو أن لي بكم قوة» مع كون ذلك يطلب همة مؤثرة. فإن قلت وما يمنعه من الهمة المؤثرة وهي موجودة في السالكين من الاتباع، والرسل أولى بها؟ قلنا صدقت: ولكن نقصك علم آخر، )
لا تظنّنّ من قولنا : شعور باطن الإنسان بخلقيات الأستار وحجابياتها أو بحقّياتها ، الشعور الفكريّ الذهنيّ ، فلا يعنى بذلك إلَّا شعور باطن النفس وهي التعلَّقات والتعشّقات النفسية المنبعثة بالتعلَّق في أوّل النشء بحجابيات الأشياء وظلمانياتها ، فافهم هذه اللطيفة الروحانية الشريفة في سرّ غلبة الشيب آخرا وعموم غلبة السواد على الشعور الظاهرة على الإنسان أوّلا .

وأمّا من لا يظهر عليه حكم الشيب فهو صورة من لم يدرك طول عمره إلَّا الحجابية الغيرية ، وذلك في العموم ، وفي الخصوص غلبة الغيب على الشهادة بالنور الأسود الذي هو من أعلى الأنوار ، فافهم .
وأمّا معنى قوله عن لوط عليه السّلام : لمّا سمع " الله الَّذِي خَلَقَكُمْ من ضَعْفٍ " فإنّه سمع بسمع روحه روح هذه الآية من روح محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم في عالم

الأرواح ، حين بعثه إلى الأرواح نبيّا ، وكان آدم بين الماء والطين ، فسمع الآية روح لوط كذلك.
وذلك عين تحقّقه عليه السّلام بأنّ الله خلقه وسائر بني نوعه من ضعف من حيث إنّه كان نطفة ، ثمّ صار علقة ، ثمّ مضغة مخلَّقة وغير مخلَّقة ، ثم جنينا حيّا مولودا ، ثمّ طفلا رضيعا ، وصبيّا وشابّا وشيخا ومائتا ، ثمّ الله ينشئ النشأة الآخرة ، فتحقّق عليه السّلام كيف خلق من ضعف ، وكيف ردّ إلى ضعف ، وهذا الاعتبار يحصل للأنبياء المكمّلين وحيا ، وللأولياء إخبارا وإلقاء وواردا وتجلَّيا بغتة ، ولغيرهم بالفكر والتدريج ، فافهم .

قال رضي الله عنه : ( فإن قلت : وما يمنعه من الهمّة المؤثّرة وهي موجودة في السالكين والأتباع ، والرسل أولى بها ؟ قلنا : صدقت ولكن نقصك علم آخر )
يعني : لا يرى من يرسل همّته عليه ، ويكون مفعول « يرى » محذوفا بمعنى لا يرى أحدا ويكون « على من يرسل همّته » بيان علَّة عدم التصرّف ، فحذف المرئيّ لما لم تتعلَّق به الرؤية ، والتقدير : لا يرى أحدا غير الحق ، فعلى من يرسل همّته ؟ وهو صحيح فيه حذف واستفهام للمخاطب عمّن يرسل همّته .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النقص والضعف.
فلهذا قال «لو أن لي بكم قوة» مع كون ذلك يطلب همة مؤثرة.
فإن قلت وما يمنعه من الهمة المؤثرة وهي موجودة في السالكين من الاتباع، والرسل أولى بها؟
قلنا صدقت: ولكن نقصك علم آخر، )
قال رضي الله عنه :  ( وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النقص والضعف ، فلهذا قال : " لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً " مع كون ذلك يطلب همة مؤثرة )
إنما بعث بعد تمام الأربعين لأن القوة النورية قبله مغمورة في مقتضيات الخلقة ، وأحكام الفطرة مغلوبة بأوصاف النشأة فانصبغ النور بالظلمة ، ولهذا غلب السواد على الشعر.
"" أضافة بالي زادة :  (ولهذا ) أي ولأجل إدراك لوط معنى قول الله تعالى - بالنور الإلهي - قالَ "لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ " - فظهر أن ما طلبها لوط ليست بقوة جسمانية اهـ بالى . ""

فلما ذهبت القوى الطبيعية وظهر ضعف القوى الجسمانية لكونها متناهية ، اشتد سلطنة القوة الفطرية وظهر سلطان النور الإلهي ، فغلب البياض بحكم العكس على سواد الشعر وحان وقت تأثير الهمة بالقوة الإلهية برجوع حجابيات الخلقية إلى الضعف الأصلي .
وبروز الحقيقة الإلهية والقوى الروحانية من الحجاب ورجوعا إلى التأثير الأصلي ، فتمنى بلو الامتناعية بالتشبيه إليه لأن القوى لله لا له .
فإن أصل وضعها للامتناع واستعيرت للتمني الدال على طلب الهمة المؤثرة ، فالقوة ليست له من حيث أنه خلق سيما عند ضعف الخلقة ونقصانها عند الأربعين ،وهي له من حيث أنه حق.

قال رضي الله عنه :  (فإن قلت : وما يمنعه من الهمة المؤثرة وهي موجودة في السالكين من الأتباع ، فالرسل أولى بها ، قلت : صدقت ولكن نقصك علم آخر)
قلت : الرؤية من أفعال القلوب علقت بمن الجملة لما في من من الاستفهام ، فلا يرى على من يرسل همته إذ ليس ثمة أحد غيره ، ويجوز أن يكون من رؤية البصر ، والمفعول محذوف لدلالة أحدية المتصرف والمتصرف فيه عليه ، أي فلا يرى أحدا والجملة بيان لعلة امتناع التصرف ولاقتضاء رؤية وجود المتصرف فيه ، أي على أيّ شيء أو على أي أحد يرسل همته إذ ليس ثمة غيره ، ثم قال : فيمنعه ذلك ، والوجه الثاني ، وهو شهود أحدية المتصرف والمتصرف فيه

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النقص والضعف.
فلهذا قال «لو أن لي بكم قوة» مع كون ذلك يطلب همة مؤثرة.
فإن قلت وما يمنعه من الهمة المؤثرة وهي موجودة في السالكين من الاتباع، والرسل أولى بها؟
قلنا صدقت: ولكن نقصك علم آخر، )
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين ، وهو زمان أخذه في النقص والضعف . فلهذا قال : " لو أن لي بكم قوة " مع كون ذلك يطلب همة مؤثرة . ) معناه ظاهر.
وإنما كانت ( البعثة ) بعد تمام ( الأربعين ) ، لأن أحكام النشأة العنصرية غالبة على أحكام النشأة الروحانية في تلك المدة ، والقوة الطبيعية مستعلية  على القوى الروحانية بحيث لا يظهر أثرها إلا أحيانا ، ولذلك يغلب السواد ، أيضا في تلك المدة ، على الشعر . والحكمة في هذه الغلبة واختفاء القوى  الروحانية ، تكميل النشأتين وتحصيل السعادتين ، لأن الرب كما يرب الظاهر في  ذلك الزمان ، يرب الباطن أيضا  .
ولما كانت النشأة الدنياوية منقضية متناهية ، يتوجه تلك القوة إلى الضعف  إلى أن تفنى . ولكون الآخرة دائمة أبدية ، تزداد القوى الروحانية ، إلى أن ينتهى إلى الكمال المقدر له .
وقوله تعالى : ( لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ) . إشارة إلى فناء قابلية الآلة التي بها يظهر العلم في الخارج ، لأن النفس الناطقة يطرء عليها الجهل بعد العلم ، وإلا ما كان تبقى العلم بعد المفارقة
.
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فإن قلت : فما يمنعه من الهمة المؤثرة ، وهي موجودة في السالكين من الاتباع ، والرسل أولى بها ؟) معناه ظاهر.
أي ، لظهوره  بمقام العبودية ، وهي يقتضى الإتيان بأوامر السيد . والتصرف إنما يكون
عند الظهور بالربوبية ، لأن للسيد المالك أن يتصرف في ملكه لا لعبده ، ولنظره إلى أصل خلقه الطبيعي ، وهو الضعف والعجز.

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النقص والضعف.
فلهذا قال «لو أن لي بكم قوة» مع كون ذلك يطلب همة مؤثرة.
فإن قلت وما يمنعه من الهمة المؤثرة وهي موجودة في السالكين من الاتباع، والرسل أولى بها؟
قلنا صدقت: ولكن نقصك علم آخر، )
قال رضي الله عنه :  ( ، وما بعث نبيّ إلّا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النّقص والضعف فلهذا قال :لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً[ هود : 80 ] مع كون ذلك يطلب همّة مؤثّرة ، فإن قلت : وما يمنعه من الهمّة المؤثّرة وهي موجودة في السّالكين من الأتباع ، والرّسل أولى بها قلنا صدقت ، ولكن نقصك علم آخر )
لأنه ( ما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النقص ) في قواه الجاذبة إلى عالم السفل ( والضعف ) في مزاجه الموجب ضعف تصرف الروح في بدنه بواسطة قواه.
وهو يوجب ذهاب الهمة البشرية ؛ لأنها عن قوة تصرف الروح في البدن بواسطة قواه ؛ (فلهذا) أي فلأجل تحقق لوط ضعفه الموجب ذهاب الهمة البشرية ، بحيث لا يرجى عودها بمقتضى الوعد الإلهي والنسبة المستمرة .
( قال : لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) بلسان التمني وهو طلب المتمني ، ويبعد من النبي عليه السّلام طلب المحال باعتبار قصده الخاص ، وإن أمكن باعتبار قصده تفهيم العامة ، فهو يطلب بلسان الخصوص ( همة مؤثرة ) روحانية يؤثر بها في العالم بواسطة القوى البدنية .
( فإن قلت : وما يمنعه من الهمة المؤثرة ) الروحانية حتى يطلبها وهي موجودة فيه لا محالة ، وطلب الحاصل محال ، وكيف لا تكون فيه ( وهي موجودة في السالكين من الأتباع فالرسل ) المتبعون ( أولى بها ) أي : بتلك الهمة المؤثرة أن توجد فيهم ، وضعف القوى البدنية وضعف
تصرف الروح بواسطتها في البدن لا يستلزم ضعفها ، وضعف تصرف الروح بها كما في المساكين المرتاضين .
( قلنا : صدقت ) في أن لهم همة كما للأتباع ، ( ولكن نقصك علم آخر ) ، وهو أن الأتباع يتمكنون من إرسالها فأما الرسول فلا يتمكن من ذلك وإذا لم يتمكن من إرسالها فكأنه لا همة له مؤثرة أصلا فطلبها وليس ذلك لنقص معرفتهم عن معرفة الأتباع ، بل لكونها أكمل من معرفة الأتباع .

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النقص والضعف.
فلهذا قال «لو أن لي بكم قوة» مع كون ذلك يطلب همة مؤثرة.
فإن قلت وما يمنعه من الهمة المؤثرة وهي موجودة في السالكين من الاتباع، والرسل أولى بها؟
قلنا صدقت: ولكن نقصك علم آخر، )
قال رضي الله عنه :  ( و ) لذلك ( ما بعث نبىّ إلَّا بعد تمام الأربعين ، وهو زمان أخذه في النقص والضعف ) بحسب القوّة الجسمانيّة ، ليضعف الطارئ على أرض استعداده من نباتات الاقتضاءات المشوّشة .
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فلذا قال : " لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً " مع كون ذلك ) ما يطلب القوّة الجسمانيّة ، بل إنّما ( يطلب همّة مؤثّرة ) في الوجود عليّة ، ونيّة قاصدة إلى الغاية رفيعةأولياء الله تعالى يستنكفون من التصرّف بالهمّة
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فإن قلت : وما يمنعه من الهمّة المؤثّرة ، وهي الموجودة في السالكين من الأتباع ) على ما هم عليه من القصور وجزئيّة الحكم وضعفها ، (والرسل ) بكمالهم وكليّة أحكامهم وقوّتها ( أولى بها ) ؟
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( قلنا : صدقت ، ولكن نقصك علم آخر ،).

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه في النقص والضعف.
فلهذا قال «لو أن لي بكم قوة» مع كون ذلك يطلب همة مؤثرة.
فإن قلت وما يمنعه من الهمة المؤثرة وهي موجودة في السالكين من الاتباع، والرسل أولى بها؟
قلنا صدقت: ولكن نقصك علم آخر، )

قال رضي الله عنه :  ( وما بعث نبي إلا بعد تمام الأربعين وهو زمان أخذه ) ، أي شروعه ( في النقص والضعف ) لأن أحكام النشأة العنصرية والقوى الطبيعية غالبة في تلك المدة ، فلما نقصت وضعفت وغلبت أحكام النشأة الروحانية بعد تمامها بعثه اللّه لتكميل الناقصين .
( فلهذا ) ، أي لأجل أخذه في النقص والضعف ( قال
:لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) كان ( مع كون ذلك ) الأخذ ( يطلب همة مؤثرة ) لا قوّة جسمانية .
( فإن قلت : وما يمنعه من الهمة المؤثرة ، وهي موجودة في السالكين من الأتباع ، والرسل أولى بها . قلنا : صدقت ولكن نقصك علم آخر )

.
العودة إلى الفهرس
واتساب

No comments:

Post a Comment