Tuesday, November 5, 2019

السفر الثالث عشر فص حكمة ملكية في كلمة لوطية الفترة التاسعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثالث عشر فص حكمة ملكية في كلمة لوطية الفترة التاسعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الثالث عشر فص حكمة ملكية في كلمة لوطية الفترة التاسعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله


الفقرة التاسعة :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفا. هذا لسان إدلال.
وأما نحن فما تركناه تظرفا وهو تركه إيثارا وإنما تركناه لكمال المعرفة، فإن المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار.
فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وجبر لا باختيار.
ولا نشك أن مقام الرسالة يطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها، فيظهر عليه ما يصدقه عند أمته وقومه ليظهر دين الله.)
قال رضي الله عنه :  ( قال أبو السّعود لأصحابه المؤمنين به إنّ اللّه أعطاني التّصرّف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرّفا هذا لسان ادلال .  وأمّا نحن فما تركناه تظرّفا - وهو تركه إيثارا - وإنّما تركناه لكمال المعرفة ، فإنّ المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار . فمتى تصرّف العارف بالهمّة في العالم فعن أمر إلهيّ وجبر لا باختيار ، ولا نشكّ أنّ مقام الرّسالة يطلب التّصرّف لقبول الرّسالة الّتي جاء بها ، فيظهر عليه ما يصدّقه عند أمّته وقومه ليظهر دين اللّه . )

قال رضي الله عنه :  (قال) الشيخ (أبو السعود) بن الشبلي المتقدم ذكره رضي اللّه عنه (لأصحابه) ، أي تلامذته (المؤمنين به) ، أي المصدقين بشرف مقامه دون المنكرين عليه ، فإنه يزيدهم إنكارا بصدقه لهم في مقاله . قال تعالى :"وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ" [ آل عمران : 73 ] ، (إن اللّه أعطاني التصرف) في كل ما أريد من الأكوان (منذ خمسة عشر سنة) ، أي خيرني في التصرف والامتناع منه إذ لو كان مأمورا بالتصرف أو ممنوعا منه بلا تخيير ما ساغ له المخالفة بمقتضى مقام المتابعة ومع ذلك تركناه ، أي التصرف ، أي اختار تركه (تظرفا) ، أي طلبا للحالة الحسنة الظريفة عند كل أحد وهي أن لا يظهر بقهر النفوس وإذلال الرجال (هذا) القول منه رضي اللّه عنه (لسان إدلال) على اللّه تعالى ، لأنه مقتضى حال المحبوبية للحق تعالى .

قال رضي الله عنه :  (وأما نحن) وهو قول المصنف الشيخ الأكبر رضي اللّه عنه (فما تركناه) ، أي التصرف بعد أن خيرنا الحق تعالى فيه بمقتضى إيصالنا إليه (تظرفا) كما تركه الشيخ أبو السعود المذكور (وهو) ، أي معنى تركه تظرفا تركه إيثارا ، أي تقديما للحق تعالى على نفسه لأنه أحق به حيث لا يليق بسواه ، لهذا تقبله النفوس منه تعالى لحسنه منه ،ولا تقبله من غيره سبحانه لعدم حسنه من الغير.

قال رضي الله عنه :  (وإنما تركناه)، أي التصرف لكمال المعرفة باللّه تعالى (فإن المعرفة) الكاملة (لا تقتضيه) ، أي التصرف (بحكم الاختيار) ، والإرادة النفسانية إذا خير فيه العارف من غير جزم (فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم) ، أي المخلوقات ، ورأينا ذلك منه مع كمال المعرفة الإلهية فيه (فعن أمر إلهي له) بذلك التصرف (وجبر) ، أي إلزام عليه به من جهة الحق تعالى (لا باختيار) وإرادة نفسانية منه بذلك أصلا ، لأن كمال المعرفة باللّه تعالى لا يعطي غير كمال المتابعة والانقياد للّه تعالى في الظاهر والباطن .

قال رضي الله عنه :  (ولا نشك) ، أي نقول قطعا من غير تردد (أن مقام الرسالة) النبوية (يطلب التصرف) في المرسل إليهم من الآية (لقبول الرسالة ) منه عن اللّه تعالى (التي جاء بها) إليهم (فيظهر عليه ما يصدق عند أمته وقومه) ، من خوارق العادات والتأثير بالهمة في إظهار الآيات والمعجزات (ليظهر) بذلك (دين اللّه) تعالى الحق عند المنكرين له المكذبين .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفا. هذا لسان إدلال.
وأما نحن فما تركناه تظرفا وهو تركه إيثارا وإنما تركناه لكمال المعرفة، فإن المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار.
فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وجبر لا باختيار.
ولا نشك أن مقام الرسالة يطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها، فيظهر عليه ما يصدقه عند أمته وقومه ليظهر دين الله.)
قال رضي الله عنه :  ( قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به إن اللّه أعطاني التصرف ) أي أعطاني قدرة للتصرف وخيرني فيه ( منذ خمس عشر سنة وتركناه تطرفا ) أي اختيارا ولم يقل وتركناه لكمال المعرفة مع علمه بذلك إظهارا لعجزه وضعفه وتنبيها للمخاطبين على أن المقام الأصلي مقام العبودية وتأدبا بمقام العبودية حيث لم يثبت لنفسه كمال المعرفة مع حصولها له .

وإلى هذا أشار المصنف بقوله : ( وهذا ) الذي ذكر أبو السعود لأصحابه في وجه ترك التصرف وهو قوله تركناه تطرفا ( لسان إذلال ) أي لسان عبودية وفناء لا لسان بيان عن الحقيقة فليس التطرف وجها في ترك التصرف في حق الكاملين وإنما الوجه فيه كمال المعرفة وهو لسان الوجود وبينه.

بقوله : ( وأما نحن ما تركناه تطرفا وهو تركه إيثارا وإنما تركناه لكمال المعرفة ) أي نحن نقول في وجه ترك التصرف على ما هو الأمر عليه وهو لكمال المعرفة ولا نقول كما يقول أبو السعود وهو للتطرف وليس الأمر على ما يقوله فترك لسان الإذلال .
واختار لسان الوجود لكونه مأمورا بالبيان عن حقيقة الأمر ولم يظهر هذا المعنى إلا بقوله لكمال المعرفة بخلاف أبي السعود فإنه مختار في الإظهار لذلك لم يكشف الأمر لأصحابه مع علمه بحقيقة الأمر .

كما قال في حقه فكيف يبقى لمن يشهد مثل هذا الأمر همة فإن من شهد هذا المشهد يعلم أنه أيّ شيء منعه عن التصرف وإنما اختار أبو السعود هذا اللسان تعليما لأصحابه طريق الفناء والتوحيد وهو بذل النفس وترك التصرفات بالاختيار ( فإن المعرفة ) أي كمال المعرفة ( لا تقتضيه ) أي التصرف ( بحكم الاختيار ) فلا اختيار للعارف في التصرف .
ولما يوهم ظاهر كلام أبي السعود أن العارف يتصرف بالهمة عن اختيار قال هذا لسان إذلال.

قال رضي الله عنه :  (فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وخبر لا باختيار ولا شك أن مقام النبوة يطلب التصرف لقبول الرسالة ) إذ التصرف سبب لقبول الرسالة ( التي جاء ) الرسول ( بها ) أي بهذه الرسالة ( فيظهر عليه ) أي على الرسول جاز كونه من الإظهار فكان فاعله ضميرا عائدا إلى التصرف أو من الظهور فاعله ( ما يصدّقه ) أي الذي يصدق الرسول في دعوى الرسالة ( عند أمته وقومه ) من المعجزات.
وكذلك ( ليظهر ) من الإظهار فاعله ضمير عائد إلى الرسول أو من الظهور فاعله ( دين اللّه)

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفا. هذا لسان إدلال.
وأما نحن فما تركناه تظرفا وهو تركه إيثارا وإنما تركناه لكمال المعرفة، فإن المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار.
فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وجبر لا باختيار.
ولا نشك أن مقام الرسالة يطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها، فيظهر عليه ما يصدقه عند أمته وقومه ليظهر دين الله.)
قال رضي الله عنه : ( قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفا. هذا لسان إدلال. وأما نحن فما تركناه تظرفا وهو تركه إيثارا وإنما تركناه لكمال المعرفة، فإن المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار.  فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وجبر لا باختيار. ولا نشك أن مقام الرسالة يطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها، فيظهر عليه ما يصدقه عند أمته وقومه ليظهر دين الله.)
النص واضح.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفا. هذا لسان إدلال.
وأما نحن فما تركناه تظرفا وهو تركه إيثارا وإنما تركناه لكمال المعرفة، فإن المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار.
فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وجبر لا باختيار.
ولا نشك أن مقام الرسالة يطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها، فيظهر عليه ما يصدقه عند أمته وقومه ليظهر دين الله.)
قال رضي الله عنه : ( قال أبو السعود لأصحابه الموقنين به : إنّ الله أعطاني التصرّف منذ خمس عشرة سنة ، فتركناه تطرّفا ، هذا لسان إدلال ، وأمّا نحن فما تركناه تطرّفا وهو تركه إيثارا وإنّما تركناه لكمال المعرفة ، فإنّ المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار فمتى تصرّف العارف بالهمّة في العالم ، فعن أمر إلهيّ وجبر لا باختيار . ولا شكّ أنّ مقام الرسالة يقتضي التصرّف لقبول الرسالة التي جاء بها ، فيظهر عليه ما يصدّقه عند أمّته وقومه ، ليظهر دين الله )
قال العبد : يشير رضي الله عنه : بكلّ ذلك إلى أنّ كمال المعرفة والعلم بحقائق الأمور يوجب كمال الأدب مع الله تعالى وعدم التصدّي والظهور بالتصرّف والتأثير بالهمّة.
 فإنّ العالم المحقّق يعلم أنّ الأمور الكائنة في الوجود لا تكون إلَّا بموجب ما كانت عليه في العلم الأزلي، ولا يجري في العالم إلَّا ما جرى في علم الله أزلا بجريانه ، فتنزّهت الهمم العالية العالمة بهذا عن تعليق الهمّة بما لا يكون .

إذ الواقع ما علموا أنّ يقع ، فلا فائدة في تعليق الهمّة ، وغير الواقع لا يقع بتعليق الهمّة به ، ولا يقع إلَّا ممّن يكون ناقص المعرفة ، كما أشار إليه من قبل ، فتحقّق أنّ الأمر بين فاعل عالم بما في قوّة القابل وبين قابل لا يقبل إلَّا ما في استعداده الذاتي غير المجعول .
فكان الأمر كما أشار منّا ومنهم ، منّا من حيث حضرة الجمع الأسمائي ، ومنهم من حيث الأعيان المظهرة بالوجود الحقّ حقائق الأسماء بقابلياتهم واستعداداتهم الخصوصية الذاتية ، وأخذه العلم الحقيقي منّا ، فإنّا نعطي منه من يشاء ما نشاء .

هذا ظاهر ما في هذا الشطر ، والذي فوق هذا أنّ العلم مأخوذ من المعلوم ، والمعلوم نحن ، فإنّا إنّما نعلم أنفسنا منّا ، إذ لا معلوم إلَّا نحن ، فالأخذ منّا ، وذلك العلم من الله متعلَّق أوّلا بنفسه ، ثمّ بالعالم الذي هو مظاهر حقائق نفسه ، وهذا معنى عاد في هذا الشطر .

 

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفا. هذا لسان إدلال.
وأما نحن فما تركناه تظرفا وهو تركه إيثارا وإنما تركناه لكمال المعرفة، فإن المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار.
فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وجبر لا باختيار.
ولا نشك أن مقام الرسالة يطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها، فيظهر عليه ما يصدقه عند أمته وقومه ليظهر دين الله.)
قال رضي الله عنه :  (قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به : إن الله أعطانا التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفا ، هذا لسان إدلال . وأما نحن فما تركناه تظرفا وهو تركه إيثار، وإنما تركناه لكمال المعرفة ، فإن المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار . فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وجبر لا باختيار . ولا شك أن مقام الرسالة يطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها فيظهر عليه ما يصدق عند أمته وقومه ليظهر دين الله)
"" أضافة بالي زادة :  ولما كان إيضاح هذه المسألة موقوفا على بيان سر القدر بينه بقوله : ( وزاد ) الحق تعالى نفى ؟ أثر الهمة ( في صورة القصص ) اهـ بالى.
( ثم طلبتهم بما ليس في وسعهم ) حتى أكون ظالما ، فكان أمر الحق بهم بما ليس في وسعهم من أحوال عينهم الثابتة ، وهذا هو الكلام الذي قطع عرق الجبر عن كليته ، فلا ظلم أصلا فلا جبر
قطعا لا صرفا ولا متوسطا إذ مآل الجبر الظلم اهـ .
( كذلك ما قلنا لهم ) المراد من القول التكاليف الشرعية ، فلما أعطى الحق لهم ما طلبت ذواتهم من الكفر والإيمان ، كذلك أعطى الحق لذاته تعالى ما اقتضت ذاته من القول كذا وعدم القول كذا اهـ بالى . ""


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفا. هذا لسان إدلال.
وأما نحن فما تركناه تظرفا وهو تركه إيثارا وإنما تركناه لكمال المعرفة، فإن المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار.
فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وجبر لا باختيار.
ولا نشك أن مقام الرسالة يطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها، فيظهر عليه ما يصدقه عند أمته وقومه ليظهر دين الله.)
قال رضي الله عنه :  ( قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به : " إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة ، وتركناه تظرفا " . هذا  لسان إدلال . ) أي ، هذا الذي ذكره أبو السعود ، لسان من يتدلل على ربه ، وهو نوع من سوء الأدب بالنسبة إلى الحضرة الإلهية . ( وأما نحن ، فما تركناه تظرفا وهو تركه إيثارا ،  ) أي ، ( التظرف ) عبارة عن ترك التصرف على سبيل الإيثار .

( وإنما تركناه لكمال المعرفة ، فإن المعرفة لا يقتضيه ) أي ، لا يقتضى التصرف .
قال رضي الله عنه :  ( بحكم الاختيار ، فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم ، فعن أمر إلهي وجبر لا بالاختيار . ولا شك أن مقام الرسالة تطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها ، فيظهر عليه ما يصدقه عند أمته وقومه ) من المعجزات وخارق العادات
.
( ليظهر دين الله )
أي ، ومع أن الرسول يحتاج في إظهار دين الله إلى التصرف وخرق العادة ، فلا يطلب التصرف في الظاهر .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفا. هذا لسان إدلال.
وأما نحن فما تركناه تظرفا وهو تركه إيثارا وإنما تركناه لكمال المعرفة، فإن المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار.
فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وجبر لا باختيار.
ولا نشك أن مقام الرسالة يطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها، فيظهر عليه ما يصدقه عند أمته وقومه ليظهر دين الله.)
قال رضي الله عنه :  (قال أبو السّعود لأصحابه المؤمنين به إنّ اللّه أعطاني التّصرّف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرّفا هذا لسان إدلال )."
ولذلك ( قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين ) : أورد ذلك ؛ لأن من يؤمن ( به ) لا يصدقه في إعطاء الحق التصرف إياه هذه المدة المديدة ، مع عدم ظهوره به في وقت من الأوقات ، ( إن اللّه أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفا ) أي : طلبا لما هو طرفه وكماله ، إذ هو للحق ذاتي فهو في فعله أتم .
قال الشيخ - رحمه اللّه : ( وهذا ) القول من أبي السعود ( لسان إدلال ) لنفسه ، فإنها وإن بلغت إلى حد وهب اللّه لها التصرف ، ففي تصرفها قصور ، وليس هذا من المعرفة لما - ولد ببجاية ونشأ بها واشتهر حتى ملأ الآفاق وصار إمام الصديقين في وقته بلا شقاق ، وأخذ عنه الكبراء كالعارف ابن عربي رضي اللّه عنه 
وقال : كان سلطان الوارثين .  فيه من توسط الحق في أكمال التصرف المطلوب بالذات

قال رضي الله عنه :  ( وأمّا نحن فما تركناه تظرّفا وهو تركه إيثارا وإنّما تركناه لكمال المعرفة ، فإنّ المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار . فمتى تصرّف العارف بالهمّة في العالم فعن أمر إلهيّ وجبر لا باختيار ، ولا نشكّ أنّ مقام الرّسالة يطلب التّصرّف لقبول الرّسالة الّتي جاء بها ، فيظهر عليه ما يصدّقه عند أمّته وقومه ليظهر دين اللّه )
ولذا قال : ( وأما نحن فما تركناه تظرفا ) كيف ( وهو ) أي : ترك التصرف تطرفا ( تركه إيثارا ) لما هو أكمل على ما هو قاصر ، ففيه توسيط الحق ، وليس ذلك من شأن العارف ، ( وإنما تركناه لكمال المعرفة فإن المعرفة لا تقتضيه ) بل تمنع ( بحكم الاختيار ) على ما مر في حق الرسول أنه لا يتصرف إلا أن يوحي إليه بالتصرف بجزم .
( فمتى تصرف العارف ) من حيث هو عارف ، واحترزنا بذلك عن تصرف أبي السعود تطرفا ( بالهمة في العالم فعن أمر إلهي ) خاص ناسخ للأمر العام في حق الخواص بتوكيل الحق ، كما نسخ في حق الرسول ( وجبر لا باختيار ) ، وإن خير رعاية للأمر العام بالتوكيل ، ولا بدّ من نسخ ذلك الأمر في حق الرسول لتحصيل المعجزة إذ ( لا شك أن مقام الرسالة يطلب التصرف ) بالهمة في العام لتحصيل أمر خارق للعادة موجب ( لقبول الرسالة ) منه ( التي جاء بها ) من الغيب ، فلابد مما يدل عليه ، (فيظهر عليه ) بتصرفه بالهمة في العالم ( ما يصدقه ) بالضرورة ( عند أمته ) التي أجابته ( وقومه ) الذين دعاهم ( ليظهر دين اللّه ) الذي بعث لإظهاره ليجتمعوا عليه ولا يتفرقوا فيه .

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفا. هذا لسان إدلال.
وأما نحن فما تركناه تظرفا وهو تركه إيثارا وإنما تركناه لكمال المعرفة، فإن المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار.
فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وجبر لا باختيار.
ولا نشك أن مقام الرسالة يطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها، فيظهر عليه ما يصدقه عند أمته وقومه ليظهر دين الله.)

قال رضي الله عنه :  ) قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به : إنّ الله أعطاني التصرّف منذ خمس عشرة سنة ، وتركناه تطرّفا  ) أي تكرّما وإيثارا ، فإنّ الطرف بكسر الطاء : هو الكريم أو من أطرف الرجل : أي جاء بطرفة : أي تركناه إتيانا بأمر بديع ( وهذا لسان إدلال) أي تبجّح وتشطَّح .
قال رضي الله عنه :  ( وأمّا نحن فما تركناه تطرّفا - وهو تركه ) إتيانا بأمر بديع ، أو ) إيثارا ، وإنّما تركناه لكمال المعرفة ، فإنّ المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار ) فإنّها إنّما تقتضيه بحكم الجبر والاضطرار ، توفية لمقام العبودية حقّها .
قال رضي الله عنه : ) فمتى تصرّف العارف بالهمّة في العالم فعن أمر إلهي وجبر ، لا باختيار ولا شكّ أنّ مقام الرسالة ) بما هو مقتضاه من وضع الصور وإظهارها ونظم الأمور وأطوارها.
قال رضي الله عنه : ( يطلب التصرّف لقبول الرسالة التي جاء بها ، فيظهر عليه ما يصدّقه عند امّته وقومه ، ليظهر دين الله ، والولي ) لاقتضائه خلاف ذلك.

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفا. هذا لسان إدلال.
وأما نحن فما تركناه تظرفا وهو تركه إيثارا وإنما تركناه لكمال المعرفة، فإن المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار.
فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وجبر لا باختيار.
ولا نشك أن مقام الرسالة يطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها، فيظهر عليه ما يصدقه عند أمته وقومه ليظهر دين الله.)

قال رضي الله عنه :  ( قال أبو السّعود لأصحابه المؤمنين به إنّ اللّه أعطاني التّصرّف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرّفا هذا لسان ادلال . وأمّا نحن فما تركناه تظرّفا - وهو تركه إيثارا - وإنّما تركناه لكمال المعرفة ، فإنّ المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار . فمتى تصرّف العارف بالهمّة في العالم فعن أمر إلهيّ وجبر لا باختيار ، ولا نشكّ أنّ مقام الرّسالة يطلب التّصرّف لقبول الرّسالة الّتي جاء)

قال رضي الله عنه :  ( قال أبو السعود لأصحابه المؤمنين به : إن اللّه أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفا ) ، بالظاء المعجمة ، أي تكرما وإيثارا ، فإن الظرف بكسر الظاء هو الكريم أو من ظرف الرجل ، أي جاء بظرفه ، أي تركناه إتيانا بأمر بديع . وكان في النسخة المقابلة بالأصل بحضور الشيخ رضي اللّه عنه بالمعجمة .
وكان المراد به الإتيان بأمر ظريف يستظرفه العارفون ( وهذا لسان الإدلال ) ، أي الانبساط والاجتراء .
( وأما نحن فما تركناه تظرفا وهو ) ، أي التظرف ( تركه ) ، أي ترك التصرف ( إيثارا ) ، أي اختيارا للحق على نفسه في التصرف ( وإنما تركناه لكمال المعرفة فإن المعرفة لا تقتضيه ) يعني التصرف .
قال رضي الله عنه :  ( بحكم الاختيار فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وجبر لا باختيار ولا شك إذ مقام الرسالة يطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها فتظهر عليه ما يصدقه عند أمته وقومه ) من المعجزات وخوارق العادات. ليظهر دين اللّه والولي ليس كذلك.

.
العودة إلى الفهرس

السفر الثالث عشر الفقرة التاسعة على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله
واتساب

No comments:

Post a Comment