Friday, January 31, 2020

السفر العشرون فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية الفقرة السادسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر العشرون فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية الفقرة السادسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر العشرون فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية الفقرة السادسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمه إليه وهو في المهد، كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه.
فموضع الدلالة أنه عبد الله من أجل ما قيل فيه إنه ابن الله وفرغت الدلالة بمجرد النطق وأنه عبد الله عند الطائفة الاخرى القائلة بالنبوة.
وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقق ما أشرنا إليه.   )

قال رضي الله عنه :  ( فلمّا دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمّه إليه وهو في المهد ، كان سلام اللّه على يحيى أرفع من هذا الوجه .  فموضع الدّلالة أنّه عبد اللّه من أجل ما قيل فيه إنّه ابن اللّه - وفرغت الدّلالة بمجرّد النّطق - وأنّه عبد اللّه عند الطّائفة الأخرى القائلة بالنّبوّة . وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النّظر العقليّ حتّى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقّق ما أشرنا إليه . )

قال رضي الله عنه :  (فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى) عليه السلام (بإشارة أمه) مريم عليها السلام (إليه وهو) صغير (في المهد) ، فاحتمل أن يكون الخارق للعادة المقصودة هو نطقه مع صغره جدا ، وقد حصلت البراءة بذلك ، ويحتمل أن الخارق للعادة في مضمون كلامه أيضا ، ومعلوم أن العصمة إنما تقررت له عند الغير في زمان نبوّته ودعواه الرسالة لا في حال صغره وكونه في المهد .

قال رضي الله عنه :  (كان سلام اللّه) تعالى (على يحيى) عليه السلام (أرفع) رتبة من سلام عيسى عليه السلام على نفسه (من هذا الوجه) المذكور (فموضع الدلالة) من مضمون كلامه عليه السلام وهو في المهد على صدق عبوديته للّه تعالى وبطلان ما يدعيه الجاهلون في حقه قوله (أنه عبد اللّه) وهي دعوى ظاهرة لا تحتاج إلى إثبات ، فإنه عبد اللّه بلا شبهة ، وذلك القول (من أجل ما قيل فيه) من الجاهلين به أنه ابن اللّه تعالى عن ذلك علوا كبيرا .

قال رضي الله عنه :  (وفرغت الدلالة منه بمجرد النطق) الذي أتى به (وأنه) ، أي عيسى عليه السلام بلا شك (عبد اللّه عند الطائفة الأخرى) العارفين به عليه السلام وهم المؤمنون (القائلة) تلك الطائفة فيه بالنبوة ، أي أنه نبي من أنبياء اللّه تعالى وبقي ما زاد على ذلك كلامه عليه السلام وهو في المهد وذلك قوله :آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا .

قالَ تعالى : إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ( 30 ) وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا ( 31 ) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا ( 32 ) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا( 33 ) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35)  [ مريم : 30  33 ] ،

قال رضي الله عنه :  (في حكم الاحتمال في النظر العقلي) لأنها دعوى قابلة للثبوت (حتى يظهر في المستقبل) بعد كبره صدقه بالمعجزات (في جميع ما أخبر به وهو في المهد) مما ذكر في الآية .
قال رضي الله عنه :  (فتحقق) يا أيها السالك ما أشرنا إليه هنا من هذه الأسرار واللّه فاتح البصائر والأبصار .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمه إليه وهو في المهد، كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه.
فموضع الدلالة أنه عبد الله من أجل ما قيل فيه إنه ابن الله وفرغت الدلالة بمجرد النطق وأنه عبد الله عند الطائفة الاخرى القائلة بالنبوة.
وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقق ما أشرنا إليه.   )

قال رضي الله عنه :  ( فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمه إليه وهو في المهد كان سلام اللّه على يحيى أرفع ) للالتباس ( من هذا الوجه ) أي من وجه دخول احتمال في كلام عيسى وعدم دخوله في كلام الحق فلو لم يكن هذا الكلام منه بإشارة أمه ولم يكن في معرض الدلالة على براءة أمه لم يدخل هذا الاحتمال ( فموضع ) أي متعلق ( الدلالة أنه عبد اللّه ) في قوله "إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ".

قال رضي الله عنه :  ( من أجل ما قيل فيه أنه ابن اللّه وفرغت أي تمت الدلالة بمجرد النطق ) وهو قولهإِنِّي عَبْدُ اللَّهِإذ قراره يثبت عبوديته وينتفي ما قيل في حقه أنه ابن اللّه ( وأنه عبد اللّه عند الطائفة الأخرى القائلة بالنبوة ، وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل ) عند نزوله ( صدقه ) أي صدق عيسى ( في جميع ما أخبر به في المهد فتحقق ما أشرنا إليه ) من أسرار الكلامين الذين في حق عيسى ويحيى عليهما السلام .


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمه إليه وهو في المهد، كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه.
فموضع الدلالة أنه عبد الله من أجل ما قيل فيه إنه ابن الله وفرغت الدلالة بمجرد النطق وأنه عبد الله عند الطائفة الاخرى القائلة بالنبوة.
وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقق ما أشرنا إليه.   )

قال رضي الله عنه :  ( فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمه إليه وهو في المهد، كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه. فموضع الدلالة أنه عبد الله من أجل ما قيل فيه إنه ابن الله وفرغت الدلالة بمجرد النطق وأنه عبد الله عند الطائفة الاخرى القائلة بالنبوة. وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقق ما أشرنا إليه. )
وذكررضي الله عنه المفاضلة بين يحيى وبين عيسى عليه السلام بما يتضح من نفس كلامه.
وباقي النص معناه واضح

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمه إليه وهو في المهد، كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه.
فموضع الدلالة أنه عبد الله من أجل ما قيل فيه إنه ابن الله وفرغت الدلالة بمجرد النطق وأنه عبد الله عند الطائفة الاخرى القائلة بالنبوة.
وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقق ما أشرنا إليه.   )

قال رضي الله عنه  : ( فلمّا دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى "يعني عند المحجوب الجاهل "بإشارة أمّه إليه ، وهو في المهد .)

يعني  رضي الله عنه  : مجرّد نطق عيسى - بإشارة أمّه إليه عند سؤال الأحبار عن مريم بأنّى لك هذا و  "ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا " كاف في صحّة مدّعا مريم وبراءتها عمّا توهّمت اليهود ممّا برّأها الله ممّا قالوا ، ولكن لمّا يطرق فيما نطق مثل ما مثّل في نطق الحائط عند الجاهل كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه .

قال رضي الله عنه  : ( فموضع الدلالة أنّه عبد الله من أجل ما قيل فيه : إنّه ابن الله - وفرغت الدلالة بمجرّد النطق - وأنّه عبد الله ، عند الطائفة الأخرى القائلة بالنبوّة ، وبقي ما زاد بحكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقّق ما أشرنا إليه ).
يعني : العرفيّ الحجابيّ ، لأنّ النظر الصحيح العقلي - مع ثبوت دلالة القرائن على صحّته في نطقه - يقضي بصحّة جميع ما نطق به عليه السّلام إذ لو تطرّق احتمال نقيض الصدق في بعض ما نطق ، لوقع ارتباك في غير ذلك البعض ،
فإنّ الكذب في بعض الكلام يفضي إلى احتمال الكذب في الباقي ، وبكمال صحّة الصدق في موضعي الدلالة يجب صحّته في الباقي ،
وكذلك سقوط الرطب الجنّي بإخباره في بطن أمّه - مع عدم معقوليّة ذلك من الجذع اليابس - قبل تسليمه على نفسه شاهد بصدق إخباراته كلَّها عقلا مؤيّدا بالنور ،
وكذلك كلامه في المهد ، فإنّ من أقدر على الكلام في المهد - خرقا لعادة العقل والعرف بإذن الله في موضع إقامة المعجزة على براءة أمّه وأنّه نبيّ صادق بكلام متّصل مفتتحه دعوى عبودة الله ومختتمه التسليم على نفسه من قبل الله ، بتمكين الله

له في كل ذلك - دليل صحيح تامّ على صدقه في تمام الإخبارات وارتفاع الالتباس وتطرّق الاحتمال في نظر العقل الصحيح الإلهي ، ولكنّ الاحتمال لأهل  الوهم والعقل المحجوب بالعرف والعادة ، وعندهم لا يرتفع الالتباس ، وأمّا عند الشيخ والمحمديّين فليس للاحتمال المذكور وجه أصلا ، ورأسا ، فافهم ، 
" وَالله يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ "

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمه إليه وهو في المهد، كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه.
فموضع الدلالة أنه عبد الله من أجل ما قيل فيه إنه ابن الله وفرغت الدلالة بمجرد النطق وأنه عبد الله عند الطائفة الاخرى القائلة بالنبوة.
وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقق ما أشرنا إليه.   )

قال رضي الله عنه : ( فلما دخل هذا الإحتمال في كلام عيسى بإشارة أمه إليه وهو في المهد كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه )
يعنى مجرد نطق عيسى بإشارة أمه إليه عند سؤال الأحبار مريم بقولهم : "لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا"
وقولهم : " ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا "   كاف في صحة مدعى مريم وبراءتها مما توهمت اليهود في حقها ، إذ برأها الله مما قالوا بنطقه في المهد لكن تطرق فيما نطق به مثل ما مثل به عند الجاهل في نطق الحائط كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه

"" أضاف بالي زادة :   
(في العناية الإلهية به ) أي بيحيى والعناية هي سلام الحق عليه ، بخلاف سلام عيسى لنفسه لأنه أحد الشاهدين في براءة أمه لا يدخل الاحتمال من هذا الوجه أصلا ، لكنه ليس كذلك في حق نفسه لدخول الاحتمال الوهمي في حق نفسه ، فكان كلام عيسى في حق أمه أرفع للالتباس ، وفي حق نفسه رافع الالتباس فلا يساوى كلامه مع كلام الحق في رفع الالتباس بوجود هذه القرائن من غير فحل ولا تذكير فكان حال الشاهد حال المشهود له اهـ بالى زادة. ""

قال رضي الله عنه : ( فموضع الدلالة أنه عبد الله من أجل ما قيل فيه إنه ابن الله ، وفرغت الدلالة بمجرد النطق وأنه عبد الله عند الطائفة الأخرى القائلة بالنبوة ، وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقق ما أشرنا إليه ) .

فرغت الدلالة أي تمت وصحت . والمراد بالنظر العقلي النظر العرفي العادي الحجابى ، لأن العقلي الصريح المجرد لما شاهد صحة بعض كلامه في قوله :
 ( إِنِّي عَبْدُ الله )  حكم بصحة جميع ما نطق به لأن قرائن الأحوال عند أهل الذوق والعقل الخالص عن الوهم والعادة دلائل شاهدة كيف نطق ، ومجرد نطقه دليل على براءة أمه صادق في شهادته ، فمحال أنه لا يدل على صدق نفسه ، ولو تطرق احتمال الكذب في البعض لتطرق في سائر الأبعاض ، صدقه في موضع الدلالة يقتضي صدقه في البواقي ،
وكذلك سقوط الرطب الجنى من الجذع اليابس بإخباره في بطن أمه قبل تسليمه على نفسه يحكم بكونه روحا مقدسا مؤيدا بالنور ، فكيف لا يصدق في تسليمه على نفسه ،
وكفى بكلامه في المهد مع كونه كلاما منتظما مفتتحة دعوى عبودية الله ، ومختتمه تسليمه على نفسه من قبل الله دليلا على صدقه بإخباراته وارتفاع اللبس عنها عند العقول السليمة ،
فظهر أنه ليس عند أهل التحقيق لبس واحتمال .
وأما العقول المحجوبة المشوبة بالوهم فلا اعتبار بنظرها
.
مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمه إليه وهو في المهد، كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه.
فموضع الدلالة أنه عبد الله من أجل ما قيل فيه إنه ابن الله وفرغت الدلالة بمجرد النطق وأنه عبد الله عند الطائفة الاخرى القائلة بالنبوة.
وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقق ما أشرنا إليه.   )

قال رضي الله عنه :  ( فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمه إليه وهو في المهد ، كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه . ) .
أي ، لما دخل احتمال عدم الصدق في قول عيسى ، عليه السلام ، عند الجاهل بالحقائق والأسرار الإلهية ، حين تكلم بإشارة أمه إليه في براءة ذمتها عما نسبوها إليه ، كان سلام الله على يحيى أرفع من سلام عيسى على نفسه من هذا الوجه .

قال رضي الله عنه :  ( فموضع الدلالة أنه عبد الله ، من أجل ما قيل فيه إنه ابن الله . وفرغت الدلالة بمجرد النطق . وأنه عبد الله عند الطائفة الأخرى القائلة بالنبوة ، وبقى ما زاد في حكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد . فتحقق ما أشرنا إليه . ) أي ، متعلق الدلالة في قوله : ( إني عبد الله ) .
أنه عبد الله لينفى ما يقال فيه : إنه ( ابن الله ) . كأن روحه استشعر بأن أكثر أمته يذهبون إلى أنه ابن الله ، فبدأ بقوله : ( إني عبد الله ) . نفيا لما عندهم .
وذلك لأن الأرواح الكاملة قد يكون بحيث لا يخفى عليها جميع ما يجرى في هذا العالم قبل ظهورها فيه ، لما يشاهد إياه في ألواح كتب السماوات وأرواحها عند المرور عليها .
ويكون ما يشاهد مستصحبا معه باقيا في حفظه ، كما سئل بعضهم : أتذكر عهد (ألست بربكم)؟
قال : كأنه الآن في أذني .
وقال آخر : كأنه كان أمس . فقال بعضهم : أذكر ست مواطن آخر للعهد .

قال رضي الله عنه :  ( وفرغت الدلالة بمجرد النطق . ) أي ، تمت الدلالة على أنه عبد الله عند الطائفة الأخرى من أمته القائلة بنبوته .
وإن لم يقل إني عبد الله ، فإنه بمجرد إتيانه بالنطق حصلت الدلالة على كونه عبد الله ونبيا من أنبيائه ، صادقا فيما قال الشيخ رضي الله عنه : "إني عبد الله آتاني الكتاب والحكم والنبوة ".
وقوله رضي الله عنه : ( وبقى ما زاد في حكم الاحتمال ) أي ، عند الجاهلين بحسب نظر عقولهم المشوبة بالوهم ، إذ يتوهم الجاهل أنه يمكن أن يكون كاذبا في قوله : "آتاني الكتاب والحكم والنبوة " .
وفي قوله : " والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ".
ويبقى الاحتمال مستصحبا معهم إلى أن يظهر عندهم نور الإيمان به ويرتفع عندهم حجاب الكفر.
لا بحسب نظر عقول المنورة ، فإن نطقه في المهد وفي جميع قرائن أحواله براهين لائحة وآيات واضحة ودلائل شاهدة على صدقه في كل ما يقول ويخبر به ، وهو في المهد .
( فتحقق ما أشرنا إليه . ) أي ، من الأسرار واللطائف فيما قال الحق في يحيى وقال عيسى في نفسه من السلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ، تهتدي بلطائف أخر .
والله الهادي .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمه إليه وهو في المهد، كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه.
فموضع الدلالة أنه عبد الله من أجل ما قيل فيه إنه ابن الله وفرغت الدلالة بمجرد النطق وأنه عبد الله عند الطائفة الاخرى القائلة بالنبوة.
وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقق ما أشرنا إليه.   )

قال رضي الله عنه :  ( فلمّا دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمّه إليه وهو في المهد ، كان سلام اللّه على يحيى أرفع من هذا الوجه ، فموضع الدّلالة أنّه عبد اللّه من أجل ما قيل فيه إنّه ابن اللّه وفرغت الدّلالة بمجرّد النّطق وأنّه عبد اللّه عند الطّائفة الأخرى القائلة بالنّبوّة ، وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النّظر العقليّ حتّى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقّق ما أشرنا إليه ).

قال رضي الله عنه :  ( فلما دخل هذا الاحتمال في ) آخر ( كلام عيسى ) مع أن أوله ليس بمعجزة تدل على صدقه في جميع ما نطق به بعده ، إذ كان ( بإشارة ) امتثاله ، وكيف يكون أوله معجزة له ( وهو ) الآن ( في المهد ) ولا نبوة إلا بعد أربعين سنة ( كان سلام اللّه على يحيى أرفع من هذا الوجه ) ، إذ لا احتمال فيه أصلا ، وفي كلام عيسى عليه السّلام في آخره هذا الاحتمال بوجه من الوجوه ، وإن ارتفع بالقرائن ودلالة المعجزة بعد ، وإن كانت كرامة لأمه .

قال رضي الله عنه :  ( فموضع الدلالة ) إنما هو كلامه وهو ( أنه عبد اللّه ) ، فإنه من حيث هو كرامة لأمه دل على براءتها من الفجور لمنافاة الكرامة إياه ، لكن تخصص هذا اللفظ ( من أجل ما قيل فيه أنه ابن اللّه ) ؛ لأن الولد إما ولد الحلال أو ولد الزنا ، والكرامة تنافي كونه ولد الزنا ؛ فهو ولد الحلال ، ولكن ولد الحلال لا يكون بلا أب ولا أب له غير اللّه بالاتفاق ، فهو اللّه سبحانه وتعالى والمقدمة الاستثنائية ممنوعة ، فإن ولد الحلال إنما لا يكون بلا أبّ إذا كان بحسب العادة المستمرة لا بخرق العادة ، ( وفرغت الدلالة ) على براءة الأم ( بمجرد النطق ) سواء نطق ( بأنه عبد اللّه ) ، أو بأن اللّه برّأه أم لا ؛

ولكن ثبت بقوله :إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ أنه عبد اللّه ( عند الطائفة الأخرى القائلة بالنبوة ) ؛ لأنه إرهاص يجري مجرى المعجزة في الصدق بخلاف من يقول إنه ابن اللّه ، فإنه يؤوله بأنه كعبد اللّه في القيام بأوامره ونواهيه ، وبخلاف من قال إنه ولد الزنا ، فإنه يقول هذا من سحر أمه وشيطنتها ، لعنهم اللّه فأصمهم وأعمى أبصارهم ، ( وبقي ما زاد ) من قوله :آتانِيَ الْكِتابَ[ مريم : 30 ] إلى قوله :وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا [مريم : 33 ] في حكم الاحتمال ،
أي : احتمال الكذب في النظر العقلي بدون النظر في القرائن ؛ لخروجه عن موضع الدلالة في صدوره عن اختيار منه بعد كمال عقله في حق من سمعه قبل ظهور المعجزة ، حتى يظهر في المستقبل صدقه بظهور المعجزات على يديه الدالة على صدقه في جميع ما أخبر به ، حتى فيما أخبر به وهو في المهد عناية علم بالمعجزة أنه كان إرهاصا وله حكم المعجزة ؛ لكن إنما يعرف ذلك بعد ظهور المعجزة .

فتحقق ( ما أشرنا إليه ) من رفع الالتباس في سلام الحق على يحيى من كل وجه ، بخلاف سلام عيسى على نفسه في بادئ الرأي ، وإن ارتفع عند التحقيق ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .
ولما فرغ عن بيان الحكمة الجلالية المتعلقة بأول الأسماء ، وهو الدّال على جلال الذات ، شرع في بيان ما به تعلقها بالعالم مع استغنائها عنه بنفسها ، إذ لو افتقر لم يتقدم على المفتقر إليه لها ، والمتأخر لإمكانه في نفسه يفتقر إلى المتقدم ، فلابدّ له من متعلق به ، وليس تعلق الافتقار لما ذكرنا لبطلان الدور ؛ فهو تعلق الملائكة الذي لا تصرف بدونها ؛
فقال : فص الحكمة المالكية في الكلمة الزكرياوية

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمه إليه وهو في المهد، كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه.
فموضع الدلالة أنه عبد الله من أجل ما قيل فيه إنه ابن الله وفرغت الدلالة بمجرد النطق وأنه عبد الله عند الطائفة الاخرى القائلة بالنبوة.
وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقق ما أشرنا إليه.   )

قال رضي الله عنه :  ( فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة امّه إليه - وهو في المهد - فموضع الدلالة أنّه عبد الله من أجل ما قيل فيه ) من قبل المنكرين : ( أنّه ابن الله ، وفرغت الدلالة بمجرّد النطق ) فإنّه كاف في براءة امّه كما سبق بيانه ، لا يحتاج إلى أمر زائد.

قال رضي الله عنه :  ( وإنّه عبد الله عند الطائفة الأخرى القائلة بالنبوّة ) لعيسى ( وبقي ما زاد ) على عبوديّته لله وبراءة امّه - وهو أنّه قد آتاه الله الكتاب وجعله نبيّا وجعله مباركا حيث كان - ( في حكم الاحتمال في النظر العقلي ،حتى ظهر في المستقبل ) .
بعد ظهور الخاتم وتصديقه إيّاه بكتابه المنزل عليه ( صدقه في جميع ما أخبر به في المهد ) ولذلك ما ظهر أمر نبوّة عيسى إلا بعد رفعه واختفائه ،
فإنّه في زمان عيسى ما آمن به إلا شرذمة قليلة ، وما تمكَّن من إبلاغ ما بعث لأجله إلا بعد بعث الخاتم وإبلاغ كتابه الكامل على امّته ،
فحينئذ استعدّوا لتصديق الروح بتمام ما أخبر به في المهد فلذلك تنزل الروح بعد الخاتم ويتمّ أمره الذي خلق له وبعث به ومن ثمّة قال : ( فتحقّق ما أشرنا إليه ).
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمه إليه وهو في المهد، كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه.
فموضع الدلالة أنه عبد الله من أجل ما قيل فيه إنه ابن الله وفرغت الدلالة بمجرد النطق وأنه عبد الله عند الطائفة الاخرى القائلة بالنبوة.
وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقق ما أشرنا إليه.   )

قال رضي الله عنه :  ( فلمّا دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمّه إليه وهو في المهد ، كان سلام اللّه على يحيى أرفع من هذا الوجه .  فموضع الدّلالة أنّه عبد اللّه من أجل ما قيل فيه إنّه ابن اللّه - وفرغت الدّلالة)

قال رضي الله عنه :  (وقال في نطقه تكذب ما أنت برسول اللّه صحت الآية ) الدالة على نبوته ( وثبت بها أنه رسول اللّه ولم يلتفت إلى ما نطق به الحائط ) ، فإن الآية هي نفس المتكلم لا الكلام بمراده ، وكذلك حال نطق عيسى عليه السلام ( فلما دخل هذا الاحتمال )
أي احتمال الطائفة للواقع واحتمال عدمها بمجرد النطق العقلي ( في كلام عيسى ) الصادر عنه .

قال رضي الله عنه :  ( بإشارة أمه إليه وهو في المهد فموضع الدلالة ) المعتبرة المقبولة في كلامه ( أنه عبد اللّه ) فإن قوله :إِنِّي عَبْدُ اللَّهِيدل عليه فهو موضع الدلالة ومحل وقوعها عليه ، وهذه الدلالة معتبرة عقلا ( من أجل ) أن هذا الكلام إنما وقع في مقابلة ( ما قيل فيه إنه ابن اللّه ) ولا شك أن مرتبة العبدية دون مرتبة البنوة بتقديم الباء على النون فقوله :إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ إقرار بما هو عليه ، والعقل يتبادر إلى قبوله ( وفرغت ) ، أي تمت ( الدلالة ) على براءة أمه .

قال رضي الله عنه :  (بمجرّد النّطق - وأنّه عبد اللّه عند الطّائفة الأخرى القائلة بالنّبوّة .
وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النّظر العقليّ حتّى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقّق ما أشرنا إليه .)

قال رضي الله عنه :   ( بمجرد النطق ) من غير أن يكون المؤدى الكلام فيه ( و ) على ( أنه عبد اللّه ) بقوله :إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ، ولكن هذه الدلالة الثانية إنما اعتبرت ( عند الطائفة الأخرى القائلة بالنبوة ) ، أي نبوة عيسى ، فإن العبدية لا تنافي النبوة بتأخير الباء عن النون بخلاف الطائفة الأولى فإنها تنافي النبوة بتقديم الباء على النون ( وبقي ما زاد ) على ما ذكرنا من قوله :آتانِيَ الْكِتابَ والحكم والنبوة ومن قوله :وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا .

قال رضي الله عنه :   ( في حكم الاحتمال بالنظر العقلي ) فإنه إقرار في حق نفسه بما له لا بما عليه ولا يتبادر للعقل إلا قبوله ( حتى يظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد ) بعد البعثة وظهور الآيات والمعجزات وقد اتضح من تقرير كلامه رضي اللّه عنه على هذا الوجه .
أن قوله : فموضع الدلالة ، جواب لما في قوله : ولما دخل ، فلا حاجة إلى زيادة وقعت في بعض الشروح
قبل قوله : فموضع الدلالة ليكون جواب لما وهي قول فلأن سلام اللّه على يحيى أرفع من هذا الوجه ،
وليست هذه الزيادة في النسخة المقروءة على الشيخ رضي اللّه عنه ، ولا في النسخ الأخر التي رويناها ،
ولا يخفى على الفطن أن مقصود الشيخ من هذه الكلمات ليس تفضيل يحيى على عيسى عليهما السلام كما توهمه بعض القاصرين ،
بل ترجيح ما وقع في شأن يحيى على ما وقع في شأن عيسى عليه السلام من حيث التنصيص على المقصود ،
وأين أحدهما على الآخر وكأنه رضي اللّه عنه نظر إلى أمثال هذه التوهمات
فقال رضي الله عنه : ( فتحقق ما أشرنا إليه ) تهتد إلى فهم المراد واللّه الموفق للسداد والرشاد.
واتساب

No comments:

Post a Comment