Friday, January 31, 2020

السفر العشرون فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية الفقرة الثالثة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر العشرون فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية الفقرة الثالثة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر العشرون فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية الفقرة الثالثة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصفة إلا لزكريا عناية منه إذ قال «فهب لي من لدنك وليا» فقدم الحق على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها «عندك بيتا في الجنة» فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر الله في عقبه إذ الولد سر أبيه، فقال «يرثني ويرث من آل يعقوب» وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه. )

قال رضي الله عنه :  (ولكن ما جمع اللّه لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصّفة إلّا لزكريّا عناية منه .  إذ قال : فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا[مريم: 5] فقدّم الحقّ على ذكر ولده كما قدّمت آسية ذكر الجار على الدّار في قولها :عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ[التحريم: 11] . فأكرمه اللّه بأن قضى حاجته وسمّاه بصفته حتّى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيّه زكريّا ، لأنّه عليه السّلام آثر بقاء ذكر اللّه في عقبه إذ الولد سرّ إبيه ، فقال :يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ [مريم: 6 ] وليس ثمّة موروث في حقّ هؤلاء إلّا مقام ذكر اللّه والدّعوة إليه. )

قال رضي الله عنه :  (ولكن ما جمع اللّه) تعالى لأحد من الأنبياء عليهم السلام (قبل يحيى) صلوات اللّه عليه (بين الاسم العلم) بالتحريك (منه ) المخترع من اللّه تعالى ، فلم يسم به أحد قبله (وبين الصفة له) بذلك الاسم حيث اقتضى إحياء الذكر إلا لزكريا عليه السلام (عناية )، أي اعتناء منه تعالى بزكريا عليه السلام (إذ قال) ، أي زكريا عليه السلام في دعائه ربه  :"رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ" [ آل عمران : 38 ] ،
أي من عندك بطريق الاختراع الذي لم يسبق نظيره كعلم الذوق الذي قال تعالى فيه لما علمه للخضر عليه السلام : فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً( 65 ) [ الكهف : 65 ] ،
أي من عندنا وَلِيًّا [ مريم :5] ، أي ولدا يتولى أمر أبيه فيخلفه في جميع أحواله ولهذا قال :يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا( 6 ) [ مريم : 6 ] .

قال رضي الله عنه :  (فقدم) زكريا عليه السلام ذكر (الحق) تعالى بكاف الخطاب على ذكر ولده يحيى عليه السلام أدبا مع اللّه تعالى واحتراما لجنابه (كما قدمت آسية) بنت مزاحم امرأة فرعون (ذكر الجار) الحق سبحانه وتعالى (على) ذكر (الدار في قولها) ، أي آسية كما حكاه اللّه تعالى بقوله : (" رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ ") [ التحريم :11] .

قال رضي الله عنه :  (فأكرمه) ، أي زكريا عليه السلام (اللّه) تعالى (بأن قضى حاجته) بخلق يحيى عليه السلام له (وسماه بصفته) فأحيا ذكره به (حتى يكون اسمه) ، أي اسم يحيى عليه السلام تذكارا من اللّه تعالى (لما) ، أي الذي (طلب) ، أي طلبه (منه) ،
أي من اللّه تعالى (نبيه زكريا) عليه السلام من الولي الوارث (لأنه) ، أي زكريا عليه السلام آثر ، أي قدم واختار (بقاء ذكر اللّه) تعالى في عقبه ، أي ذريته إلى يوم القيامة إذ ، أي (لأن الولد سر أبيه) ، فهو حامل كماله ونتيجة حضرة جماله وجلاله.

قال رضي الله عنه :  (فقال) ، أي زكريا عليه السلام في حملة دعائه ( "يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوب َ") وليس ثم بالفتح ، أي هناك موروث في حق هؤلاء من زكريا وآل يعقوب عليه السلام (إلا مقام ذكر اللّه) تعالى بالذوق والعرفان (والدعوة إليه)، أي إلى دينه سبحانه بالقلب واللسان.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصفة إلا لزكريا عناية منه إذ قال «فهب لي من لدنك وليا» فقدم الحق على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها «عندك بيتا في الجنة» فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر الله في عقبه إذ الولد سر أبيه، فقال «يرثني ويرث من آل يعقوب» وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه. )

قال رضي الله عنه :  (ولكن ما جمع اللّه لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصفة إلا لزكريا عليه السلام عناية منه ) وإنما كان هذا الجمع عناية من اللّه في حق زكريا عليه السلام ، ولم يفعل في غيره من الأنبياء عليهم السلام ( إذ ) أي لأنه ( قال :" فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي " [ مريم : 5 - 6 ] ، فقدم الحق على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها عندك بيتا في الجنة فأكرمه اللّه بأن قضى حاجته وسماه ) أي ذلك الولد .

قال رضي الله عنه :  ( بصفته ) فاختص يحيى عليه السلام بهذا الجمع تكرمه من اللّه به لأبيه زكريا عليه السلام ( حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا ) أي يكون اسم يحيى عليه السلام دليلا على ما طلبه زكريا عليه السلام من اللّه ( لأنه أثر بقاء ذكر اللّه في عقبة ) كما بقي ذكر اللّه ببقائه له .
قال رضي الله عنه :  ( والولد سرّ أبيه فقال يرثني ويرث من آل يعقوب وليس ثمة ) أي في مقام طلب زكريا عليه السلام ( موروث في حق هؤلاء ) وهم آل يعقوب عليه السلام ( إلا مقام ذكر اللّه والدعوة إليه ) فلما طلب من اللّه بقاء ذكر اللّه أبقى اللّه ذكره باسم ولده يحيى عليه السلام.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصفة إلا لزكريا عناية منه إذ قال «فهب لي من لدنك وليا» فقدم الحق على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها «عندك بيتا في الجنة» فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر الله في عقبه إذ الولد سر أبيه، فقال «يرثني ويرث من آل يعقوب» وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه. )

قال رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصفة إلا لزكريا عناية منه إذ قال «فهب لي من لدنك وليا» فقدم الحق على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها «عندك بيتا في الجنة» فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر الله في عقبه إذ الولد سر أبيه، فقال «يرثني ويرث من آل يعقوب» وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه. )
قلت : قال رضي الله عنه إنما سمي يحيى لما فيه من أحياء ذكر أبيه زکریا، فكانت لفظة واحدة تنبئ بالإحياء وبالتسمية
وذكررضي الله عنه المفاضلة بين يحيى وبين عيسى عليه السلام بما يتضح من نفس كلامه.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصفة إلا لزكريا عناية منه إذ قال «فهب لي من لدنك وليا» فقدم الحق على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها «عندك بيتا في الجنة» فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر الله في عقبه إذ الولد سر أبيه، فقال «يرثني ويرث من آل يعقوب» وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه. )

قال رضي الله عنه :  (  ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه له وبين الصفة إلَّا لزكريّا عناية منه ، إذ قال :  "فهب لِي من لَدُنْكَ وَلِيًّا " .)

يشير رضي الله عنه  : إلى أنّ هذه الحكمة الجلالية تتضمّن حكمة الأوّلية في الأسماء ، والجمع بين العلمية والصفة ، على خلاف العادة والوضع والمفهوم خرقا للعادة ، اختصاصا إلهيا وتشريفا لزكريّا ويحيى ، كما جمع الاسم « الله » بين العلمية والصفات الدالَّة على حقائق الأحدية الجمعية الإلهية الجامعة لجميع الأسماء الذاتية والصفاتية والفعلية ، على ما استقصينا بيانه في شرح الخطبة .
فلذلك جمع الله لزكريّا في اسم ولده الذي وهبه الله بين كونه اسما علما مع دلالته على أنّ ذكره به يحيا .

قال رضي الله عنه :  (  فقدّم الحقّ على ذكر ولده كما قدّمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها : " عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ "  فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسمّاه بصفته ، حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيّه زكريّا ، لأنّه عليه السّلام آثر إبقاء ذكر الله في عقبه ،
إذ الولد سرّ أبيه ، فقال : " يَرِثُنِي وَيَرِثُ من آلِ يَعْقُوبَ " وليس ثمّ موروث في حق هؤلاء إلَّا مقام ذكر الله والدعوة إليه .) .

قال العبد : كان الغالب على زكريّا الهيبة والرقّة والخشوع والخوف والتقوى والحزن والمجاهدة وعدم التصرّف ، بل كانت مظهريته لرحمة وجمال ولطف وأنس يتضمّن إجلالا وهيبة وقهرا ، ومن هذا التجلَّي الجماليّ المتضمّن للجلال وجد زكريّا ،
ورحمة الله عبده زكريّا من حضرة الجمال الذي تتضمّنه حضرة الجلال خفي وبطن اللطف في القهر ،
فنادى كذلك نداء خفيّا من حقيقة كلّ شيء فيه كلّ شيء ، ولهذا كان الغالب على حال زكريّا ما ذكرنا ، وتحكَّمت عليه الأعداء أيضا ، كما تحكَّمت على يحيى عليه السّلام .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصفة إلا لزكريا عناية منه إذ قال «فهب لي من لدنك وليا» فقدم الحق على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها «عندك بيتا في الجنة» فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر الله في عقبه إذ الولد سر أبيه، فقال «يرثني ويرث من آل يعقوب» وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه. )

قال رضي الله عنه :  (ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه )
أي صادرا من عنده ومن أمره في قوله : " نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُه يَحْيى " .

قال رضي الله عنه :  ( وبين الصفة إلا لزكريا عناية منه إذ قال: " فَهَبْ لِي من لَدُنْكَ وَلِيًّا "  فقدم الحق على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها : "عِنْدَكَ بَيْتاً في الْجَنَّةِ "  فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه آثر بقاء ذكر الله في عقبه إذ الولد سر أبيه فقال : "يَرِثُنِي ويَرِثُ من آلِ يَعْقُوبَ " وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقاما ذكر الله والدعوة إليه ) .

كان زكريا عليه السلام مظهر الرحمة والكمال ، وله حظ وافر من الجمال والأنس والجلال والقهر والهيبة ، لكنه قد غلبت على باطنه حالة الدعاء والسؤال والخوف من أولياء السوء ، والهم من ضيقه ما قام به من ذكر الله والدعوة بعده ، ولم يكن له ولى يخلفه ويقوم بأمر النبوة ،
وقد أشرب باطنه  حال مريم وكونها متبتلة منقطعة إلى الله حصورا ، وكانت آيته عند البشارة بالولد الصمت والذكر والحبسة في اللسان من غير ذكر الله .
جاء يحيى على صورة باطنه من غلبة أحكام الجلال على أحكام الجمال ، حصورا مداوما على الذكر والخشية فإن الولد سر أبيه ، وقد حكم حاله على حاله حتى تحكمت عليه الأعداء بحكم القهر والجلال ، حتى تحكمت على يحيى عليه السلام

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصفة إلا لزكريا عناية منه إذ قال «فهب لي من لدنك وليا» فقدم الحق على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها «عندك بيتا في الجنة» فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر الله في عقبه إذ الولد سر أبيه، فقال «يرثني ويرث من آل يعقوب» وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه. )

قال رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه ، وبين الصفة ، إلا لزكريا ، عناية منه . )
أي ، كل من الأنبياء حيى ذكرهم بأبنائهم ، لكن ما رزقهم الله تعالى من يحيى ذكرهم ويكون صفة الإحياء في اسمه وعلمه كما في يحيى .
فموهبة الحق له من يجمع بينهما ، عناية من الله في حقه .

( إذ قال : ) أي ، حين قال . ( "هب لي من لدنك وليا ") . فقدم الحق  :ب‍ كاف الخطاب " على ذكر ولده ، كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها :" عندك بيتا في الجنة" فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته ) ضمير ( بصفته ) عائد إلى ( يحيى ) . أي ، سمى يحيى بصفته التي هي الإحياء .

قال رضي الله عنه :  ( حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه، عليه السلام، آثر بقاء ذكره في عقبه، إذ الولد سر أبيه، فقال : "يرثني ويرث من آل يعقوب ". وليس ثم موروث في حق هؤلاء الأنبياء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه. ) .
وإنما آثر بقاء ذكر الله في عقبه ، لأن الأنبياء ، عليهم السلام ، رحمة على العالمين ، فطلب الولد ليكون ظاهرا على سره ، فيذكر الله ويدعو الخلق إليه - كما كان قلبه ذاكر الله دائما - وداعيا إلى الله عباده .
فالعلة الغائية من طلب الولد إظهار أعلام الله وإفشاء أحكامه وإظهار أسمائه وصفاته ، والقيام بتكميل الخلائق وإيصال المستعدين إلى حقيقة الحقائق التي هي منبع الرحمة .

لذلك قال : "يرثني ويرث من آل يعقوب ". وميراثهم النبوة والولاية والدعوة إلى الهداية والإبعاد عن الضلالة   .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصفة إلا لزكريا عناية منه إذ قال «فهب لي من لدنك وليا» فقدم الحق على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها «عندك بيتا في الجنة» فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر الله في عقبه إذ الولد سر أبيه، فقال «يرثني ويرث من آل يعقوب» وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه. )

قال رضي الله عنه :  (ولكن ما جمع اللّه لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصّفة إلّا لزكريّا عناية منه ، إذ قال :فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا[ مريم : 5 ] فقدّم الحقّ على ذكر ولده كما قدّمت آسية ذكر الجار على الدّار في قولها :رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ[ التحريم : 11 ] ، فأكرمه اللّه بأن قضى حاجته وسمّاه بصفته حتّى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيّه زكريّا ، لأنّه عليه السّلام آثر بقاء ذكر اللّه في عقبه إذ الولد سرّ أبيه ، فقال :يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ[ مريم : 6 ] ، وليس ثمّة موروث في حقّ هؤلاء إلّا مقام ذكر اللّه والدّعوة إليه ) .

قال رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع لأحد مثل يحيى بين الاسم العلم منه ) أي : من هذا اللفظ ( وبين الصفة ) المفهومة منه ( إلا لزكريا ) في ابنه ، وإن كان في حق غيره أيضا كالعلم الذوقي ( عناية منه ) تعالى للدلالة على كمال هذه الصفة فيه ؛ لاعتنائه بالحق في دعوته بتقديمه على مطلوبة ، ( إذ قال :فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) [ مريم : 5 ] .
قال رضي الله عنه :  ( فقدم الحق ) للعناية به بقوله :فَهَبْ ،والكاف في "لَدُنْكَ" ( على ذكر ولده ) ، وإن كان هو من حيث مطلوبه أهم له .
( كما ) أعينت آسية بالحق ، فاعتنى بها الحق إذ ( قدمت آسية ) امرأة فرعون ( ذكر الجار على الدار في قولها :رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ) [ التحريم : 11 ]، فقدمت عِنْدَكَ اهتماما بطلب الجار الحق على الدار في الجنة ، فجعلها مثلا للذين آمنوا ، وألحقها بالرجال الكمّل ، فلما أكرم زكريا الحق بتقديمه ، ( فأكرمه اللّه بأن قضى حاجته ) التي ليس من شأنها قضاؤها في وقت دعائها ، وهو وقت الكبر ، فأكرمه بهذه المعجزة ، وزاد في إكرامه بأن ( سماه بصفته ) التي هي إحياء ذكر زكريا به ، ( حتى يكون اسمه تذكارا ، لما طلب منه نبيّه زكريا ) فيه ؛ إشعارا بأنه لا يطلب الولد لزينة الدنيا ولا يرث ماله ، بل إنما طلبه ( لأنه عليه السّلام آثر بقاء ذكر اللّه في عقبه ) على ما كان يذكره أيام حياته ، وقد صار ذلك هيئة راسخة في قلبه ، فلابدّ أن يحملها ولده .
قال رضي الله عنه :  ( إذ الولد سر أبيه ، فقال :يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ،وليس ثمة ) أي : في الواقع ( موروث في حق هؤلاء ) الأنبياء ( إلا مقام ذكره ) اللّه ( والدعوة إليه ) ، فكان مطلوبه إحياء ذكر اللّه ، فأجر اللّه تعالى ذكره ، وذكره في اسم ابنه ؛ ليعلم أنه حر وفاق .

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصفة إلا لزكريا عناية منه إذ قال «فهب لي من لدنك وليا» فقدم الحق على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها «عندك بيتا في الجنة» فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر الله في عقبه إذ الولد سر أبيه، فقال «يرثني ويرث من آل يعقوب» وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه. )

قال رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه )
أي من يحيى ويحتمل أن يرجع إلى « الله » أي الحاصل منه ، والأوّل أظهر ( وبين الصفة إلا لزكريّا ، عناية منه ) حيث جعل اسمه وعلمه ما يظهر به أوصافه ومعناه .

ثمّ إن هذه العناية وإن كان في حقّ يحيى بحسب الظاهر ، ولكن لما كان مسؤول زكريّا ، وقد أجيب وأعطي له من خزانة الوهب مراده على أتمّ وجه وأكمل ظهور - كان في حق زكريّا أيضا نعمة وعناية .
قال رضي الله عنه :  ( إذ قال : “  فَهَبْ لِي من لَدُنْكَ وَلِيًّا “  [ 19 / 5 ] فقدّم الحقّ على ذكر ولده - كما قدّمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها : “  عِنْدَكَ بَيْتاً في الْجَنَّةِ “ [ 66 / 11 ] فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسمّاه بصفته ، حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيّه زكريّا عليه السّلام ) .

"" أضاف الجامع : قال الشيخ رضي الله عنه في الفتوحات الباب الثاني وثلاثمائة: 
وكمال مريم شهد لها بذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم
ولآسية امرأة فرعون فأما كمال آسية فلشرف المقام الذي ادعاه فرعون فلم يكن ينبغي لذلك المقام أن يكون العرش الذي يستوي عليه إلا موصوفا بالكمال
فحصل لآسية الكمال بشرف المقام الذي شقي به فرعون ولحق بالخسران المبين وفازت امرأته بالسعادة ولشرف المقام الذي حصل لها به الكمال قالَتْ:" رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً في الْجَنَّةِ "
فما أنطقها إلا قوة المقام بـ "عندك" ،
ولم تطلب مجاورة موسى ولا أحد من المخلوقين ولم يكن ينبغي لها ذلك فإن الحال يغلب عليها فإن الكامل لا يكون تحت الكامل ، فإن التحتية نزول درجة ولما كان كمال مريم بعيسى في نسبته إليها لم تقل ما قالت آسية ،
آسية تقول:" نَجِّنِي من فِرْعَوْنَ وعَمَلِهِ ونَجِّنِي من الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" حتى لا تنتهك حرمة النسبة. ومريم تقول "يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا " وهي بريئة في نفس الأمر عند الله ،
فما قالت ذلك من أجل الله كما قالت آسية "عِنْدَكَ" فقدمته وطلبت جواره والعصمة من أيدي عداته ولكن قالت ذلك مريم حياء من الناس ،
لما علمته من طهارة بيتها وآبائها فخافت من إلحاق العار بهم من أجلها ،
ولما ذكرنا أن العالم كان مستورا في غيب الله وكان ذلك الغيب بمنزلة الظل للشخص
فلو سلخ من الظل جميعه أمر ما لخرج على صورة الظل والظل على صورة ما هو ظل له،
فالخارج من الظل المسلوخ منه على صورة الشخص،
ألا ترى النهار لما سلخ من الليل ظهر نورا فظهرت الأشياء التي كانت مستورة بالليل ظهرت بنور النهار ،
فلم يشبه النهار الليل وأشبه النور في ظهور الأشياء به ، فالليل كان ظل النور والنهار خرج لما سلخ من الليل على صورة النور ،
كذلك العالم في خروجه من الغيب خرج على صورة العالم بالغيب كما قررناه ،
فقد تبين لك من العلم بالله من هذا المقام ما فيه كفاية إن عرفت قدره "فَلا تَكُونَنَّ من الْجاهِلِينَ " .أهـ  ""

ولما كان إظهار الأوصاف الكمالية في الاسم من الصورة التي هي مقتضى أمر النبوّة وحكمها ، أفصح عن ذلك بقوله : « نبيّه زكريّا » تنبيها لذلك .

ثمّ إنّه إنما اختصّ بين الأنبياء بهذه الكرامة ( لأنّه عليه السّلام آثر بقاء ذكر الله في عقبه ) عند استدعائه الولد الذي هو باطن والده ، ( إذ الولد سرّ أبيه ) الظاهر بما في باطنه من الأوصاف الوارث له وهي هاهنا أحكام النبوّة ولذلك ما خصّص زكريّا نفسه بالوارثيّة المذكورة ،

قال رضي الله عنه :  ( فقال : "  يَرِثُنِي وَيَرِثُ من آلِ يَعْقُوبَ ")  [ 19 / 6 ] إفصاحا عن ذلك المقصود ، فإنه إذا كان الوارثون هم الأنبياء ( وليس ثمّ موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله ) ، وهو مقام ولايته ( والدعوة إليه ) ، وهو طرف نبوّته .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصفة إلا لزكريا عناية منه إذ قال «فهب لي من لدنك وليا» فقدم الحق على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها «عندك بيتا في الجنة» فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر الله في عقبه إذ الولد سر أبيه، فقال «يرثني ويرث من آل يعقوب» وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه. )

قال رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع اللّه لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصّفة إلّا لزكريّا عناية منه . إذ قال :فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا [ مريم : 5 ] فقدّم الحقّ على ذكر ولده كما قدّمت آسية ذكر الجار على الدّار في قولها :عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ[ التحريم : 11 ] . فأكرمه اللّه بأن قضى حاجته وسمّاه بصفته حتّى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيّه زكريّا ، لأنّه عليه السّلام آثر بقاء ذكر اللّه في عقبه إذ الولد سرّ إبيه ، فقال :يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ[ مريم : 6 ] وليس ثمّة موروث في حقّ هؤلاء إلّا مقام ذكر اللّه والدّعوة إليه .).

قال رضي الله عنه :  ( ولكن ما جمع اللّه لأحد ) من الأنبياء في ولده قبل ولادة يحيى ( بين الاسم العلم ) الواقع ( منه تعالى وبين الصفة ) له الحاصلة في ذلك النبي ( إلا لزكريا ) ، أي لكن جمع لزكريا بينهما بعد ولادة يحيى فالمستثنى منقطع كما لا يخفى ( عناية منه ) ، أي من اللّه وهذه العناية إنما تعلقت به ( إذ قال :فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا[ مريم : 5 ] فقدم الحق تعالى ) حيث كنى عنه بكاف الخطاب ( على ذكر ولده ) حين عبر عنه بالولي.

قال رضي الله عنه :  ( كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها : عندك بيتا في الجنة فأكرمه اللّه ) ، أي زكريا
قال رضي الله عنه :  ( بأن قضى حاجته ) بأن وهبه وليا طلبه ( وسماه ) ، أي ولده ( بصفته ) ، أي بصفة زكريا يعني بما تدل على صفته وهي حياة ذكره (حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا لأنه عليه السلام آثر) ، أي اختار على جميع المطالب (بقاء ذكر اللّه في عقبه) ، أي ولده ( إذ الولد سر أبيه ) ، فكما يتحقق أبوه يتحقق هو أيضا به .

قال رضي الله عنه :  ( فقال :يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وليس ثمة موروث في حق هؤلاء ) يعني زكريا وآل يعقوب ( إلا مقام ذكر اللّه ) وهو مقام الولاية. ( والدعوة إليه ) ، وهو مقام النبوة.
.
واتساب

No comments:

Post a Comment