Friday, January 31, 2020

السفر العشرون فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر العشرون فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر العشرون فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
متن فصوص الحكم الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية
هذه حكمة الأولية في الأسماء، فإن الله سماه يحيى أي يحيا به ذكر زكريا.
و«لم نجعل له من قبل سميا» فجمع بين حصول الصفة التي فيمن غبر ممن ترك ولدا يحيا به ذكره وبين اسمه بذلك.
فسماه يحيى فكان اسمه يحيى كالعلم الذوقي، فإن آدم حيي ذكره بشيث ونوحا حيي ذكره بسام، وكذلك الأنبياء.

ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العلم منه وبين الصفة إلا لزكريا عناية منه إذ قال «فهب لي من لدنك وليا» فقدم الحق على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها «عندك بيتا في الجنة» فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى يكون اسمه تذكارا لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر الله في عقبه إذ الولد سر أبيه، فقال «يرثني ويرث من آل يعقوب» وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه.

ثم إنه بشره بما قدمه من سلامه عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.
فجاء بصفة الحياة وهي اسمه وأعلم بسلامه عليه، وكلامه صدق فهو مقطوع به، وإن كان قول الروح «والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا» أكمل في الاتحاد، فهذا أكمل في الاتحاد والاعتقاد وأرفع للتأويلات.
فإن الذي انخرقت فيه العادة في حق عيسى إنما هو النطق، فقد تمكن عقله وتكمل في ذلك الزمان الذي أنطقه الله فيه.
ولا يلزم للمتمكن من النطق على أي حالة كان الصدق فيما به ينطق، بخلاف المشهود له كيحيى.

فسلام الحق على يحيى من هذا الوجه أرفع للالتباس الواقع في العناية الإلهية به من سلام عيسى على نفسه، وإن كانت قرائن الأحوال تدل على قربه من الله في ذلك وصدقه، إذ نطق في معرض الدلالة على براءة أمه في المهد.
فهذا أحد الشاهدين، والشاهد الآخر هو الجذع اليابس فسقط رطبا جنيا من غير فحل ولا تذكير، كما ولدت مريم عيسى من غير فحل ولا ذكر ولا جماع عرفي معتاد، لو قال نبي آيتي ومعجزتي أن ينطق هذا الحائط، فنطق الحائط وقال في نطقه تكذب ما أنت رسول الله، لصحت الآية وثبت بها أنه رسول الله، ولم يلتفت إلى ما نطق به الحائط.

فلما دخل هذا الاحتمال في كلام عيسى بإشارة أمه إليه وهو في المهد، كان سلام الله على يحيى أرفع من هذا الوجه.
فموضع الدلالة أنه عبد الله من أجل ما قيل فيه إنه ابن الله وفرغت الدلالة بمجرد النطق وأنه عبد الله عند الطائفة الاخرى القائلة بالنبوة.
وبقي ما زاد في حكم الاحتمال في النظر العقلي حتى ظهر في المستقبل صدقه في جميع ما أخبر به في المهد فتحقق ما أشرنا إليه.

متن نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :

20 - نقش فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية
أنزله منزلته من الأسماء . فلم يجعل له من قبل سمياً .
فبعد ذلك وقع الاقتداء به في اسمه . ليرجع إليه .
وآثرت فيه همة أبيه لما أشرب قلبه من مريم .
وكانت منقطعة من الرجال .
فجعلهُ حصوراً بهذا التخيل .
والحكماء عثرت على هذا مثل هذا .
فإذا جامع أحدٌ أهله فليخيل في نفسه عند إنزاله الماء أفضل الموجودات .
فإن الولد يأخذ من ذلك بحظٍ وافر . إن لم يأخذه كله .

الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص صدر الدين القونوي 673 هـ :
20 - فك ختم الفص اليحيوى

20 / 1 - اعلم ان موجب تسمية هذه الحكمة بالحكمة الجلالية امر ان :
أحدهما يختص بحال يحيى عليه السلام والاخر يختص بذاته وصفته واسمه ، فلنبدأ بذكر ما يختص بذاته وصفته واسمه
فنقول: قد ثبت ان الحق سبحانه ذو الجلال والإكرام ، ومن أسمائه الجليل ، وليس في الوجود موجود يستهلك كثرة صفاته وأسمائه في وحدة ذاته بحيث يضمحل لذاتها كل عدد ومعدود الا الحق سبحانه ،
فمن عنايته بشأن يحيى عليه السلام - وان جعل له من هذا الكمال نصيبا - فأنزله منزلة نفسه ، فادرج اسمه وصفته في وحدة ذاته ، ولم يفعل ذلك بغيره ، ممن وجد قبله .

2 / 20  - فشرفه بذلك وبالاولية التي هي من امهات نعوت الحق وشرفه ايضا بان أتاه الحكم صبيا وبالبشرى بحسن الخاتمة هنا وفيما بعد الموت والمحشر بقوله تعالى : " وسَلامٌ عَلَيْه يَوْمَ وُلِدَ ويَوْمَ يَمُوتُ ويَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا " [ مريم / 15 ] وهذا من نوع ما نبهت عليه في فك ختم الفص الصالحي في الحاشية من ان كل ما يكون نسبته الى الحق من حيث الأسباب الباطنة اقوى ، كانت اضافته الى الحق اقوى وأتم .
3 / 20  - وحصول الولد بين المرأة العاقرة والشيخ الفاني يبعد اضافته الى الأسباب المعتادة الظاهرة ، وكان صمت أبيه الثلاثة الأيام وامر الحق له بالذكر والتسبيح وامره قومه ايضا بالتسبيح بكرة وعشيا سببا لتكميل استعداده الذي قبل من الحق الحكم والحنان والزكاة في حال صباه ،
كما كان صمت مريم احد الأسباب المعينة بإذن الله في نطق عيسى ، لان مدار امر الوجود على الظهور والبطون ،
فما نقص من الباطن اخذه الظاهر وتقوى به وبالعكس ايضا ، فافهم تصب ان شاء الله .

4 / 20 -  وايضا فليعلم ان الهمة من الأسباب الباطنة ، واول الأسباب في وجود يحيى استحسان الله حال مريم سلام الله عليها ، فتوجه بهمته ملتجئا الى ربه بدعائه ، فاستجاب له ربه ورزقه يحيى ، ولو لا وجود أبيه زكريا واصلاح الحق زوجته له لخرج يحيى مثل عيسى يتكلم بالحكمة في المهد ، لكن لما كان حكم الطبيعة في مثل هذا الامر اقوى من حكم الروحانية ، وكان الامر في قضية عيسى بالعكس ، تأخر ذلك الى عهد الصبى .

5 / 20  - والامر الاخر من الأمرين المشار إليهما هو انه ينبغي لك ان تعلم ان الصفات تنقسم بنحو من القسمة الى قسمين : صفات ذاتية وصفات حالية ،
فالصفات الذاتية واضحة عند الأكثرين ،
واما الصفات الحالية : كالغضب والرضاء والقبض والبسط ونحو ذلك .

6 / 20 - وهذه الصفات الحالية في اصطلاح اهل طريق الله ترجع الى ثلاثة اصول :
احدها مقام الجلال والاخر مقام الجمال
والاخر مقام الكمال ، فلمقام الجلال الهيبة والقبض والخشية والورع والتقى ونحو ذلك ،
ولمقام الجمال الرجاء والبسط والانس واللطف والرحمة والنعيم والإحسان ونحو ذلك ،
ولمقام الكمال الحيطة بالجلال والجمال وتوابعهما من الأحوال والجمع بين كل ذلك وسواه .

7 / 20 - وكان الغالب على ظاهر يحيى الأحوال الجلالية ، فلذلك سمى شيخنا رضى الله عنه حكمته بحكمة الجلالية وورد في الحديث ما هذا معناه :
ان يحيى وعيسى عليهما السلام تفاوضا ، فقال يحيى لعيسى كالمعاتب له لبسطه - :
كأنك قد امنت مكر الله وعذابه ؟
فقال له عيسى : كأنك آيست من فضل الله ورحمته ؟
فأوحى الله إليهما : ان أحبكما الى أحسنكما ظنا بى .
فهذا ما يسر الله ذكره من التنبيه على سر الحكمة اليحيوية وحاله وصفته ، فتدبر ترشد ان شاء الله .



كلمات و مصطلحات وردت في فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية :

مصطلح العلم الذوقي  - علم الأذواق

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي:
" علم الأذواق : هو علم لا عن فكر ، وهو العلم الصحيح ، وما عداه فحدس وتخمين ليس بعلم أصلا " .
ويقول : " العلم الذوقي : علم نتائج المعاملات والأسرار ، وهو نور يقذفه الله تعالى في قلبك ، تقف به : على حقائق المعاني الوجودية ، وأسرار الحق في عباده ، والحكم المودعة في الأشياء ، وهذا هو علم الحال " .

يقول الشيخ عبد القادر الجزائري:
" علوم الأذواق : وهي العلوم الحاصلة بالتجليات لمن شاء الله تعالى من عباده من القسم الثالث حق اليقين " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي في علوم الأذواق وتعلقها بالجوارح:
" لكل جارحة علم من علوم الأذواق يخصها من عين واحدة تختلف باختلاف الجوارح ، كالماء حقيقة واحدة مختلف في الطعم باختلاف البقاع ... وهذه الحكمة من علم الأرجل ، وهو قوله تعالى في الأكل لمن أقام كتبه : " ومن تحت أرجلهم " .
فإن الطريق الذي هو الصراط هو للسلوك عليه والمشي فيه ، والسعي لا يكون إلا بالأرجل . فلا ينتج هذا الشهود في أخذ النواصي بيد من هو على صراط مستقيم إلا هذا الفن خاص من علوم الأذواق " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي:
" العلم الذوقي : هو علم نتائج المعاملات والأسرار ، وهو نور يقذفه الله تعالى في قلبك : تقف به على حقائق المعاني الوجودية ، وأسرار الحق في عباده ، والحكم المودعة في الأشياء ، وهذا هو علم الحال " .

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني:
" العلم الذوقي : هو العلم الحاصل للعبد من جهة المشاهدة والعيان لا بطريق خبر ولا باستدلال ببرهان " .
ويقول : هو العلم الحاصل للعبد من جهة المشاهدة والعيان لا بطريق خبر ولا باستدلال برهان، وقد عرفت معنى الذوق في بابه.


يقول الشيخ صدر الدين القونوي :
" اعلموا أن حصول العلم الذوقي الصحيح من جهة الكشف الكامل الصحيح ،
يتوقف بعد العناية الإلهية على تعطيل القوى الجزئية الظاهرة والباطنة من التصرفات التفصيلية ، المختلفة المقصودة وتخليصها لمن تنسب إليه ،
وتفريغ المحل عن كل علم واعتقاد ، بل عن كل شيء ما عدا المطلوب الحق ،
ثم الإقبال عليه على ما يعلم من نفسه بتوجه كلي جملي مقدس من سائر التعينات العادية ، والاعتقادية ، والاستحسانات التقليدية ، والتعشقات النسبية ، على اختلاف متعلقاتها الكونية وغيرها ، مع توحد العزيمة والجمعية ، والإخلاص التام ،
والمواظبة على هذا الحال على الدوام ، أو في أكثر الأوقات ، دون فترة ولا تقسم خاطر ، ولا تشتت عزيمة .
فحينئذ تتم المناسبة بين النفس والغيب الإلهي ، وحضرة القدس الذي هو ينبوع الوجود ، ومعدن التجليات الأسمائية الواصلة الى كل موجود والمتعينة المتعددة في مرتبة كل متجلى له وبحسبه لا بحسب المتجلي الواحد المطلق " .

قال الشيخ رضي الله عنه  في الفتوحات الباب الرابع والتسعون ومائتان:
والذي يعطيه كل موجود من العلم الذوقي لا يعطيه الآخر
ولقد يجد الإنسان من نفسه تفرقة ذوقية في أكله تفاحة واحدة في كل عضة يعض منها إلى أن يفرغ من أكلها ذوقا لا يجده إلا في تلك العضة خاصة والتفاحة واحدة ويجد فرقانا حسيا في كل أكلة منها وإن لم يقدر يترجم عنها ومن تحقق ما ذكرناه يعلم أن الأمر خارج عن طور كل قوة موجودة كانت تلك القوة عقلا أو غيره فسبحان من تعلق علمه بما لا يتناهى من المعلومات لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
قال تعالى ولا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ من عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وقد بين لك في هذه الآية أن العقل وغيره ما أعطاه الله من العلم إلا ما شاء ولا يُحِيطُونَ به عِلْماً
ولذا قال وعَنَتِ الْوُجُوهُ عقيب قوله ولا يُحِيطُونَ به عِلْماً أي إذا عرفوا أنهم لا يحيطون به علما خضعوا وذلوا وطلبوا الزيادة من العلم فيما لا علم لهم به منه

قال الشيخ رضي الله عنه في الفتوحات الباب الرابع والخمسون وثلاثمائة
قلت فإن أهل النار قد علموا صدق الله في إنفاذ الوعيد
وقالوا رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ
فلا نشك أنهم في هذه الحال حصل لهم العلم والله يقول ولَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ مع هذا العلم الذوقي الذي حصل لهم
قلنا لما علم الله أن هذه الدار الدنيا جعلها الله على طبيعة مخصوصة وجعل نشأة الإنسان على مزاج يقبل النسيان والغفلة وحب العاجلة ، ويقبل ضد هذا على حسب ما يقام فيه
فعلم سبحانه أن نشأة هؤلاء الذين عينهم أنهم لو ردوا إلى الدنيا في نشأتهم التي كانوا عليها في الدنيا لعادوا إلى نسيان ما كانوا قد علموا
وجعل على أعينهم غطاء على ما لو شهدوه لعلموا الأمر فعملوا له
فهذا معنى لعادوا لما نهوا عنه
لأن النشأة ليست إلا تلك فلو بقي لهم هذا العلم لما عادوا
ألا ترى النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول في الصحيح عنه إنه يؤتى في القيامة بأنعم
 أهل الدنيا فيغمس في النار غمسة
فيقال له هل رأيت نعيما قط فيقول لا والله
ومعلوم أنه رأى نعيما ولكن حجبه شاهد الحال عن ذلك النعيم فنسيه
وكذلك صاحب البؤس إذا غمس في الجنة غمسة يقال له هل رأيت بؤسا قط فيقول لا والله ما رأيت بؤسا قط فكذلك لو ردوا لكانوا بحسب النشأة والحال التي يردون فيها.

وأما عصاة المؤمنين فإنهم عالمون بإنفاذ الوعيد ولكن لا يعلمون فيمن فلو تعين لواحد منهم أنه هو الذي ينفذ فيه الوعيد
لما قدم على سببه الذي علم أنه يحصل له إنفاذ الوعيد به
وإذا جبر في اختياره فذلك لا يعلمه لأنه لا يجد ذلك من نفسه فإن الأمر في ذلك مشترك
وقد تقدم قبل هذا الكلام عليه في بعض المنازل فمن شهد الجبر في اختياره علما من طريق الكشف والشهود أتى المخالفة بحكم التقدير لا بحكم الانتهاك
فكان عاملا بما علم فلم يضره ذلك العمل بل هو مغفور له. أهـ


مصطلح الولد سر أبيه
يقول الشيخ ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني:
لأنّ الولد سر أبيه فسر كل شيء حقيقته أو ثمرته.
فعلى الأول أن الولد سر أبيه لأنه تفضيل ما أجمل فيه، فحقيقة الأب التي كانت بصورة الإجمال ظهرت في مفصله على صورة الكمال بأحسن التقويم و الجمال.
فما ظهر الكمال العطائي بأنواعها و أصنافها إلا فيه بتفضيل الإجمال، فالأمر إجمالي و تفصيل و إجمال.
و على الثاني فلأن السر هو الثمرة المكنونة في أكمامه، فهو سر أبيه و ثمرته لأن القابليات أعطت ذلك،
فالذي بالقوة في الأب يظهر في الولد لأن كل تجلي يتأخر يضمن الأول مع الزيادة
فمنه خرج و إليه عاد أي من آدم خرج شيث علما و وجودا و صورة و معنى، و إليه عاد نفعه.

يقول الشيخ عبد الغني النابلسي:
 لأن الولد سر أبيه أي من نفس آدم عليه السلام ما يسره أبوه و يضمره، أخرجه عند توجهه بنطفته على رحم الأم، فكان الولد باطن الأب، فكيف ما اتصف باطن الأب يتصف ظاهر الابن .أهـ

يقول مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي:
الولد سر أبيه: ليس أمرا خارجا عن وجود أبيه.

يقول الشيخ مؤيد الدين الجندي :
والولد سرّ أبيه: وسرّ هذه الصورة الأحدية الجمعية هو الفيض والوهب.
فمنه خرج وإليه عاد، فإنّ الهبات والأعطيات تعود على حقائق القوابل المظهريّة المرتبيّة، والأمر محصور بين الوجود والمرتبة، والإحاطة والجمع بحقائقها يقتضيان الحصر فيهما ويقضيان بهما

يقول الشيخ عبد الرزاق القاشاني :
الولد سر أبيه : فمنه خرج وإليه عاد، فما أتاه غريب لمن عقل عن الله" أي معانى الأسماء كما عقلها آدم عنه.

يقول الشيخ داود القيصري :
الولد سر أبيه: أي، مستور في وجود أبيه وموجود فيه بالقوة.

يقول الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي:
الولد سر أبيه : أي مستور موجود فيه بالقوة.

قال الشيخ رضي الله عنه في الفتوحات الباب الرابع وأربعمائة:
وأما فتنة الولد فلكونه سر أبيه وقطعة من كبده وألصق الأشياء به فحبه حب الشيء نفسه ولا شيء أحب إلى الشيء من نفسه
فاختبره الله بنفسه في صورة خارجة عنه سماه ولدا ليرى هل يحجبه النظر إليه عما كلفه الحق من إقامة الحقوق عليه .
يقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في حق ابنته فاطمة ومكانتها من قلبه المكانة التي لا تجهل لو أن فاطمة بنت محمد سرقت قطعت يدها
وجلد عمر بن الخطاب ابنه في الزنا فمات ونفسه بذاك طيبة وجاد ماعز بنفسه والمرأة في إقامة الحد عليهما الذي فيه إتلاف نفوسهما
وقال في توبتهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وأي توبة أعظم من أن جادت بنفسها ،والجود بإقامة الحق المكروه على الولد أعظم في البلاء.
يقول الله في موت الولد في حق الولد " ما لعبدي المؤمن إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا عندي جزاء إلا الجنة"
فمن أحكم هذه الأركان التي هي من أعظم الفتن وأكبر المحن وآثر جناب الحق ورعاه فيها فذلك الرجل الذي لا أعظم منه في جنسه .أهـ

قال الشيخ رضي الله عنه في الفتوحات الباب الخامس والخمسون وأربعمائة
قلته لا إله إلا هو فحضرته لا تحمل الغرباء لأنه وصل للرحم
فهو أرحم الرحماء فقرابته مجهولة والجاهلون بها منهم أنزلهم جهلهم منزلة الغرباء الذين لا نسب بينهم وبينه
وهو سبحانه ما يعامل عبده إلا بما جاءه به لا يزيده عليه وهو قوله وذلِكُمْ ظَنُّكُمُ
فهو لهم في اعتقادهم جار جنب فهم قطعوا رحمهم فقطعهم الله فما أشرف العلم بالأنساب ولهذا كانت العرب تثابر على علم الأنساب حتى قال الله ما قلناه من إثبات النسب بالطريقين طريق أرفع نسبي وطريق الرحم شجنة من الرحمن وهو قوله الولد سر أبيه

فكم بين رجل يأتي يوم القيامة عارفا بنسبه مدلا بقرابته متوسلا إلى الرحمن برحمه وبين من يأتي جاهلا بهذا كله يعتقد الأجنبية وبعد المناسبة وإن علم بالخبر فيكون عنده بمنزلة كون أبيه آدم منه وهو ابن آدم فيجعل هذا مثل ذلك فإن هذا النسب لا يعطي سعادة عنده وهو غالط بل يعطي ويعطي
ولقد رأيت ذلك ذوقا بمكة في عمرة اعتمرتها عن أبينا آدم عليه السلام فظهر لي ذلك في مبشرة رآها بعض الناس لنا وللجماعة التي أمرتهم في تلك الليلة بالاعتمار معي عن أبينا آدم رأى فيها من لتقريب الإلهي وفتح أبواب السماء وعروج تلك الجماعة وتلقاهم الملأ الأعلى بالتأهيل والسهل والترحيب إلى أن بهت وذهل مما رأى
فإن رحم آدم منا رحم مقطوعة عند أكثر الناس من أهل الله فكيف حال العامة في ذلك
ولقد وصلتها بحمد الله ووصلت بسببي وجرى فيها على سنني وكان عن توفيق إلهي لم أر لأحد في ذلك. أهـ

قال الشيخ رضي الله عنه في الفتوحات الباب التاسع والخمسون وخمسمائة
ومن ذلك سر النبوة بين الصديقية والنبوة من الباب 168 الولد قطعة من الكبد
قد كان ساريا فيه فلهذا كان سر أبيه فهو في المنزل الأقرب المعنوي بين الصديق والنبي فهو الولي ما هو صديق ولا نبي
دليله في البشر مسألة موسى وخضر جاء في الآي من السور فمن علم ما علم وحكم من المقام الذي منه حكم علم صاحب القدم
قال له الكليم علمني وقال له الحبيب استغفر لي
انظر إلى هذه التكلمة المحمدية وتنبيهها على هذه المنزلة العلية مع كونه بعث عامة فأكبر الطوام هذه الطامة
فمن هنا يعلم أن الحجاب المنيع والستر الرفيع قد لا يكون في التشريع قد فضل الرسل بعضهم على بعض مع الاشتراك فيما شرعوه من السنة والفرض
فما يكون الفضل إلا عن أمر زائد لا يعرفه إلا الختم أو الفرد أو الإمام الواحد وهو عن غير هؤلاء محجوب مع أنه لكل شخص مطلوب
ومن خرج عن هؤلاء لا يهتدون بمناره ولا يصطلون بناره ولا يبصرون بأنواره بل ينكرونه إذا سمعوه ولا يحصلونه فيما جمعوه فإن عين لهم رموا به وجه من عينه ويقولون هذا من تزيين الشيطان الذي زينه. أهـ.

 .
واتساب

No comments:

Post a Comment