Monday, November 18, 2019

السفر الرابع عشر فص حكمة قدرية في كلمة عزيرية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع عشر فص حكمة قدرية في كلمة عزيرية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع عشر فص حكمة قدرية في كلمة عزيرية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي


موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

الفقرة الخامسةعشر:

نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشيخ عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :

14 – شرح نقش فص حكمة قدرية في كلمة عزيرية
قال الشيخ رضي الله عنه :  (لله الحجة البالغة على خلقه. لأنهم المعلومون.  والمعلوم يعطي العالم ما هو)

"القضاء" عبارة عن الحكم الكلى الإلهي في أعيان الموجودات على ما هي عليه من الأحوال الجارية من الأزل إلى الأبد.
و «القدر» هو تفصيل ذلك الحكم بإيجادها في أوقاتها و أزمانها التي تقتضي الأشياء وقوعها فيها باستعداداتها الجزئية.
فتعليق كل حال من أحوال الأعيان بزمان معيّن و سبب معيّن عبارة عن "القدر"
.
و سرّ القدر أنّه لا يمكن لعين من الأعيان الخلقية أن يظهر في الوجود ذاتا و صفة و فعلا إلّا بقدر خصوصية قابليته و استعداده الذاتي.
و سرّ سرّ القدر أنّ هذه الأعيان الثابتة ليست أمورا خارجة عن الحق- قد علمها أزلا، و تعيّنت في علمه على ما هي عليه، بل هي نسب أو شئون ذاتية، فلا يمكن أن تتغيّر عن حقائقها فانّها حقائق ذاتيات، و ذاتيات الحق سبحانه لا تقبل الجعل و التغيير و التبديل و المزيد و النقصان.

فبهذا علم أنّ الحق سبحانه لا يعيّن من نفسه شيئا أصلا- صفة كان أو فعلا أو حالا أو غير ذلك- لأنّ أمره واحد، كما أنّه واحد. و أمره الواحد عبارة عن تأثيره الذاتي الوحدانى بافاضة الوجود الواحد المنبسط على الممكنات القابلة له، الظاهرة به و المظهرة إيّاه، متعدّدا متنوّعا مختلف الأحوال و الصفات بحسب ما اقتضته حقائقها الغير المجعولة المتعيّنة في علم الأزل
.

فكان من مقتضى حقيقة عزيز عليه السلام و أحكام لوازمها انبعاث رغبة
منه نحو معرفة سرّ القدر و انتشاء فكره في القرية الخربة بصورة استبعاد إعادتها على ما كانت عليه. فأظهر الله له بواسطة فكره و استبعاده أنواعا من صور الاعادة و أنواعا من أحكام القدرة.
فلذلك‏ نسب رضى الله عنه الحكمة القدرية إلى الكلمة العزيرية.

"فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ" التامّة القوية (على خلقه) فيما يعطيهم و يحكم به عليهم من الكفر و الايمان و الطاعة و العصيان- لا للخلق عليه، كما قالت الجهلة البطلة الظلمة في حكمهم على الله سبحانه أنّه قدّر على الكافر و الجاهل و العاصي الكفر و المعصية و الجهل، ثمّ يؤاخذهم عليها بما ليس في قوّتهم و وسعهم- (لأنهم)، أي الخلق هم، (المعلومون) له، و هو العالم بهم.
(و المعلوم)، كائنا ما

قال الشيخ رضي الله عنه :  (عليه في نفسه. وهو العلم. ولا أثر للعلم في المعلوم. فما حكم على المعلوم إلا به. واعلم أن كل رسولٍ نبي وكل نبيٍ وليّ وكل رسولٍ ولي.)

كان، (يعطى العالم) به، كائنا من كان. أي يجعله بحيث يدرك، (ما هو عليه في نفسه)، أي في حدّ ذاته من الأحوال الجارية عليه من الأزل إلى الأبد و استعداداتها.
(و هو)، أي ذلك الإدراك هو، (العلم. و لا أثر للعلم في المعلوم) بأن يحدث فيه ما لا يكون له في حدّ ذاته، بل هو تابع للمعلوم، و الحكم على المعلوم تابع له.
(فلا حكم) من العالم (على المعلوم الا به)، أي بالمعلوم و بما يقتضيه‏ بحسب استعداده الكلى و الجزئى.
فما قدّر الله سبحانه على الخلق الكفر و العصيان من نفسه، بل باقتضاء أعيانهم و طلبهم بلسان استعداداتهم أن يجعلهم كافرا أو عاصيا، كما يطلب عين الكلب صورته الكلبية و الحكم عليه بالنجاسة العينية. و هذا هو عين سرّ القدر.

(واعلم أن كل رسول نبى) من غير عكس كلى فالرسالة خصوص مرتبة في النبوّة.
(و كل نبى ولى) من غير عكس كلى فالنبوّة خصوص مرتبة في الولاية.
(فكل رسول ولى)، كما أنّه نبى.
فالرسل صلوات الرحمن عليهم أعلى مرتبة من غيرهم لجمعهم بين المراتب الثلاث : الولاية و النبوّة و الرسالة.

ثمّ الأنبياء لجمعهم بين المرتبتين لكنّ مرتبة ولايتهم أعلى من نبوّتهم، و نبوّتهم أعلى من رسالتهم، لأنّ ولايتهم جهة حقّيّتهم لفنائهم فيه، و نبوّتهم جهة ملكيّتهم- إذ بها يحصل المناسبة لعالم الملائكة، فيأخذون الوحى منهم- و رسالتهم جهة بشريتهم المناسبة للعالم الإنساني.

و إليه أشار الشيخ رضى الله عنه بقوله،
مقام النبوّة في برزخ    ......   دوين الولى و فوق الرسول‏
أي النبوّة دون الولاية التي لهم و فوق الرسالة
فالولى هو الفاني في الله سبحانه و الباقي به و الظاهر بأسمائه و صفاته

قال الشيخ رضى الله عنه:
«إذا سمعت أحدا من أهل الله، أو ينقل إليك عنه أنّه قال، "الولاية أعلى من النبوّة"، فليس يريد ذلك القائل إلّا ما ذكرنا».و هو أنّ ولاية النبي أعلى من نبوّته .
«أو يقول، : «إنّ الولى فوق النبي و الرسول»، فانّه يعنى بذلك «في شخص واحد»، و هو أنّ الرسول من حيث أنّه ولى أتمّ منه من حيث أنّه نبى أو رسول، لا أنّ الولى التابع له أعلى منه".
 
واتساب

No comments:

Post a Comment