السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة السابعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة السابعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

Friday, July 5, 2019

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة السابعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

09 - The Wisdom Of Light In The Word Of Joseph  

الفقرة السابعة :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( اعلم أن المقول عليه «سوى الحق» أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص، وهو ظل الله ، وهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس ، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل: حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل: كان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل.
فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات: عليها امتد هذا الظل، فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات.
ولكن باسمه النور وقع الإدراك و امتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول .
ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها و بين أشخاص من هي ظل له؟. وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة.
ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية، و ليس ثم علة إلا البعد؟. وكزرقة السماء.
فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة. )
قال رضي الله عنه : " اعلم أن المقول عليه «سوى الحق» أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص، وهو ظل الله ، وهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس ، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل: حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل: كان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل. فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات: عليها امتد هذا الظل، فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات.  ولكن باسمه النور وقع الإدراك و امتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول . ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها و بين أشخاص من هي ظل له؟. وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة. ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية، و ليس ثم علة إلا البعد؟. وكزرقة السماء. فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة. "

قال رضي الله عنه : (اعلم) يا أيها السالك (أن) الشيء (المقول عليه) عند الحس والعقل (سوی الحق) تعالى من جميع المخلوقات .
(أو مسمي العالم) بفتح اللام لأن الله تعالى يعلم به (هو) كله (بالنسبة إلى) وجود (الحق) تعالى في نفسه (كالظل) الممتد (للشخص) في النور (فهو)، أي سوى الحق تعالى المسمی عالما (ظل الله) تعالى.
أي أثره الظاهر عنه على صورة ما علمه فأراده في الأزل (فهو)، أي ذلك الظل (عين نسبة الوجود إلى العالم) والعالم على أصله من العدم (لأن الظل) الممتد عن الشخص في النور.
(موجود بلا شك في الحس ولكن)، إنما يكون موجودا (إذا كان ثم)، أي هناك (من يظهر فيه ذلك الظل حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل) من أرض أو ماء أو نحو ذلك (كان الظل) حينئذ أمرا (معقولا غير موجود في الحس) بالفعل بل يكون موجودة (بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه) ذلك (الظل) إذا علم هذا.
قال رضي الله عنه : (فمحل ظهور هذا الظل الإلهي) الذي هو الوجود المفاض من الحق تعالی على ما سواه من الممكنات (المسمى ذلك) الظل (بالعالم) باعتبار الوجود المستفاد من الحق تعالى (إنما هو أعيان الممكنات) العدمية بالعدم الأصلي (عليها)، أي على تلك الأعيان (امتد هذا الظل) الوجودي .
قال رضي الله عنه : (فيدرك) بالبناء للمفعول أي يدرك المدركون (من هذا الظل) الممتد.
(بحسب)، أي مقدار (ما امتد عليه) من أعيان تلك الممكنات (من وجود هذه الذات) القديمة التي هذا ظلها امتد فظهر منها مقدار ما ظهر من أعيان المم?نات ، ويظهر على حسب ما ترتبت تلك المم?نات في أزلها العدمي (ولكن باسمه) تعالی (النور) كما قال تعالى : "الله نور السموات والأرض" [النور: 35]، أي منورهما .
قال رضي الله عنه : (وقع الإدراك) لذلك الظل لأن به ?ان ظهوره ولولا النور ما تبين الظل المستور، فالنور سبب إدراك الكائنات بعضها لبعض؛ ولهذا كان الإدراك بمعنی باطني يأتي للكائنات من ورائها فلو استقبلته لما رأت شيئا لانطماسها به .
قال تعالى: "والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ " [البروج : 20 - 22]. والقرآن نور كما قال الله تعالى: "النور الذي أنزلنا" [التغابن: 8] .
قال رضي الله عنه : (وامتد هذا الظل) الوجودي من عين الوجود (على أعيان الممكنات) العدمية
(في صورة)، أي هوية (الغيب) الذاتي الإلهي (المجهول) مطلقا على معنى أن ذلك الامتداد في صورة ذلك الغيب المذكور.
أي في مراتب صفاته وأسمائه وأحكامه وأفعاله المسماة صورته باعتبار تعينها من ذاته التعين الأزلي باستعداد الكائنات العدمية الغير المجعولة المستعدة للجعل بتلك الصورة الغيبية وهو الأمر الذي قال تعالى : "ذلك أمر الله أنزله إليكم" [الطلاق: 5]، وهو التوجه الأزلي المسمى بالوجه .
في قوله سبحانه : "كل شيء هالك إلا وجهه" [القصص: 88]
وقوله تعالى : "فأينما تولوا فثم وجه الله إن" [البقرة : 115].
قال رضي الله عنه : (ألا ترى) يا أيها السالك (أن الظلال) جمع ظل، أي ظلال الأشياء في الأنوار (تضرب)، أي تميل (إلى) لون (السواد) كأنها (تشير) بذلك (إلى ما فيها)، أي في نفس الظلال (من الخفاء) بالنسبة إلى ظهور ما هي ظلال عنه بها .
قال رضي الله عنه : (لبعد المناسبة بينها)، أي بين تلك الظلال (وبين أشخاص من هي ظل له) تنزيها له وهو التسبيح المشار إليه بقوله تعالى : "تسبح له السموات السبع والأرض  ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده" [الإسراء : 44] الآية.
وإن كان ذلك الشخص الذي امتد الظل عنه (أبيض فظله بهذه المثابة) يعني أسود اللون (ألا ترى) ما يؤيد ظهور الظل أسود لبعد المناسبة (أن الجبال) البيض (إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر) له (سوداء) بخلاف لونها إشارة إلى البعد وقد تكون تلك الجبال (في أعيانها على غير ما يدركها الحس) البصري (من اللونية وليس ثم)، أي هناك (علة) لتغير لون المرئي بخلاف لونه عند الحس (إلا البعد) عن حس الرائي (و?زرقة السماء) مع أن لونه أبيض شفاف (فهذا ما)، أي الأمر الذي أنتجه البعد بين الرائي والمرئي.
قال رضي الله عنه : (في الحس) البصري (في الأجسام غير النيرة)، أي المنيرة كالأجرام ذات الظلال والجبال." الكواكب والقمر تبدوا منيرة وحقيقتها غير ذلك فهى معتمة فى ذاتها ولكنها تعكس النور الساطع عليها من الأصل وهو نور الشمس."

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( اعلم أن المقول عليه «سوى الحق» أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص، وهو ظل الله ، وهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس ، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل: حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل: كان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل.
فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات: عليها امتد هذا الظل، فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات.
ولكن باسمه النور وقع الإدراك و امتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول .
ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها و بين أشخاص من هي ظل له؟. وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة.
ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية، و ليس ثم علة إلا البعد؟. وكزرقة السماء.
فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة. )
قال رضي الله عنه: (فنقول : اعلم أن المقول عليه سوى الحق أو مسمى العالم هو) أي مسمى العالم (بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص) فكما أن الظل معدوم في نفسه موجود بالشخص كذلك العالم معدوم في نفسه موجود بالحق.
قال رضي الله عنه : (فهو) أي العالم (ظل الله فهو) أي ظل الله (عين نسبة الوجود إلى العالم) فإذا كان ظل الله هو عين العالم فلا بد في ظهور العالم كل ما لا بد في ظهور العالم بحسب ما يناسب الظهور وإنما كان ظل الله عين نسبة ظل العالم إلى العالم .
قال رضي الله عنه : (لأن الظل) أي ظل العالم (موجود بلا شك في الحس ولكن إذا كان ثمة) أي في الحس (من يظهر فيه ذلك الظل حتی لو قدرت عدم من يظهر فيه الظل كان الظل معقولا غير موجود في الحس بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل) ولا بد أيضا من النور ليدرك به .  ولم يذكره اكتفاء بذكره بعده .
قال رضي الله عنه : (فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات عليها امتداد هذا الظل فيدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذا الذات) التي يمتد الوجود عليها فأعيان الممكنات ليست من العالم بل محل ظهور العالم .
فالأعبان لا تظهر أبدا من هذا الوجه فلا يمتد ظلال إلا بحسب اقتضاء المحل (ولكن باسمه النور) أي لكن بمظهر اسم النور وهو الشمس (وقع الإدراك) .
أي وبانبساط نور الشمس على العالم يدرك العالم وهو ظل الإلهي (وامتد هذا الظل على أعيان الممكنات) قوله: (في صورة) متعلق بامتداد (الغيب المجهول) وهو الذي يعلم لنا بالمجهولية فصار معلوما من وجه ومجهولا من وجه .
?شبح تراه من بعيد وهو معلوم لنا بالصورة الشبحية ومجهول لنا بالكيفية والحقيقة. فإنه لا نعرف أنه إنسان أم غيره كذلك العالم معلوم لنا حيث أنه ظل الله ومجهول لنا من حيث الحقيقة .
فإن حقيقته راجعة إلى حقيقة الحق و امداد الظل عليها ظهوره فيها على حسب ما هي عليه من الأحوال .
فكأن صورة الظل صورة غيبه مجهول فإن أعيان الممكنات معدومة في الخارج فكانت مختفية عنا بالظلمة العدمية .
واستدل على ما في الغيب، بما في الشهادة تسهيلا للطالبين بقوله : (ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها) أي في أنفس الظلال (من الخفاء) وإنما كان الخفاء في الظلال (لبعد المناسبة بينها) أي بين الظلال (وبین أشخاص من هي).
أي الأشخاص (ظل له) أي لتحق فمن عبارة عن الحق والأشخاص العالم فإذا ثبت في ظلالنا الخفاء لبعد المناسبة بيننا وبين ظلالنا ثبت في العالم الخفاء لبعد المناسبة بينه وبين من هو ظل له .
فإن من اتصف بالعبودية بعيد عن من اتصف بالربوبية فإذا كان العالم في صورة الغيب المجهول فلا يعلم العالم من كل الوجوه فلا يعلم الحق من ?ل الوجوه (وإن) وصل (كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة) أي يضرب إلى السواد واستدل على أن البعد سبب للخفاء بشهادة الوجود الخارجي على طريق التمثيل.
بقوله رضي الله عنه : (ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر يظهر سوادة وقد تكون في اعيانها على غير ما بدر?ها الحس من اللونية وليس ثمة علة) للسواد (إلا البعد و كزرقة السماء فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة(.


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( اعلم أن المقول عليه «سوى الحق» أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص، وهو ظل الله ، وهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس ، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل: حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل: كان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل.
فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات: عليها امتد هذا الظل، فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات.
ولكن باسمه النور وقع الإدراك و امتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول .
ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها و بين أشخاص من هي ظل له؟. وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة.
ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية، و ليس ثم علة إلا البعد؟. وكزرقة السماء.
فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة. )
قال رضي الله عنه : " اعلم أن المقول عليه «سوى الحق» أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص، وهو ظل الله ، وهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس ، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل: حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل: كان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل.
فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات: عليها امتد هذا الظل، فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات. ولكن باسمه النور وقع الإدراك و امتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول . ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها و بين أشخاص من هي ظل له؟. وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة. ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية، و ليس ثم علة إلا البعد؟. وكزرقة السماء. فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة. "

فقوله: إنه موجود بلا شك، مردود فإن كان العالم مثل الظل فالعالم ليس بموجود.
وإنما الذي أقول به: أن لكل جسم نورا يمتد منه وهو غير محسوس بالبصر إلا إذا جمعه صقال المرأة لتساوي أجزائها وتشابه المتصل الصيقل منها، فإنه يجتمع فيراه بالبصر في سطح المرأة حيث انجمع منها، وأما إذا تقابلت الأجسام غير الصقيلة فإن ذلك النور الشعاعي يتفرق في تجاويف خشونة الأجسام المذكورة، فلا يتصل ولا يجتمع فلا جرم لا يراه البصر، فهذا الذي ينبعث من الأجسام ولا يرى إلا في الصيقل المتلزز من الأجرام فإنه موجود بلا شك.
بخلاف الظل فاعلم فلو قاله رضي الله عنه: إن العالم من الحق تعالی بمنزلة هذا الشعاع المذكور من الأجسام لما بعد عن المرام فإن الحق تعالی وجود وكل ما يصدر عنه هو الموجود، فلا وجود إلا الله تعالى فإن نور الشمس لا يغاير الشمس.
فإن قال قائل: إن هذا مذهب هو الفلاسفة.
فالجواب: إن الفلاسفة يحصرون العالم فيما هو من محدب الفلك التاسع إلى نقطة مركز الأرض وما هو عندهم من المجردات أيضا عن هذه الأفلاك التي المادة من لواحقها، فيجردون المجردات عن المادة.
وعندنا لهم مخالفة في الأمرين معا :
أحدهما: أن العوالم الصادرة عن الحق المذكور حالها غير متناهية وليس لها مر?ز واحد بل كل كرة فلها مر?ز ولا مركز لما لا يتناهي وهي غير متناهية.
والثاني: أنه ليس هناك شيء مجرد عن النور الوجودي الصادر عن الباريء تعالى فهو مادة لكل مادة، فإذن ما هناك شيء مجرد عن المادة إلا إن عنوا بالمادة شيئا معينا محدودا، فلا يلزم أن يكون ما لا يتناهي هو من مادة محدودة هي ذلك المحدود أو غيره.
فحاصل الأمر أن الحق تعالی ليس معه غيره لأن عوالمه هي أشعة أنواره، فإن سماها مخلوقاته فواجب حق لا مرية فيه، وبهذا قال جميع العلماء بالله تعالی وإن اختلفت ألفاظهم.
ولم يخالفهم إلا الشيخ، رضي الله عنه، أو من كان على رأيه، و واوفق رأيه رأي طائفة من المتكلمين الذين يرون أن العالم قبل وجوده هو ثابت لا موجود ولا معدوم، فيجعلون بين الوجود والعدم مرتبة ثالثة.
والشيخ، رضي الله عنه، فيلزمه ما يلزمهم، وأنا أقول إن الوجود مساو للاثبات وإن العدم مساو للنفي وإن النفي و الاثبات لا يجتمعان ولا يرتفعان.

""أضاف الجامع قال الشيخ ابن العربي في الفتوحات الباب الثاني عشر وثلاثمائة في معرفة منزل كيفية نزول الوحي على قلوب الأولياء :
إعلم أن المعلومات ثلاثة لا رابع لها:
1 - وهي الوجود المطلق الذي لا يتقيد وهو وجود الله تعالى الواجب الوجود لنفسه
2 - والمعلوم الآخر العدم المطلق الذي هو عدم لنفسه وهو الذي لا يتقيد أصلا وهو المحال وهو في مقابلة الوجود المطلق .
فكانا على السواء حتى لو اتصفا لحكم الوزن عليهما وما من نقيضين متقابلين إلا .
وبينهما فاصل به يتميز كل واحد من الآخر وهو المانع أن يتصف الواحد بصفة الآخر وهذا الفاصل الذي بين الوجود المطلق والعدم لو حكم الميزان عليه لكان على السواء في المقدار من غير زيادة ولا نقصان .
3 - وهذا هو البرزخ الأعلى وهو برزخ البرازخ له وجه إلى الوجود ووجه إلى العدم .
فهو يقابل كل واحد من المعلومين بذاته وهو المعلوم الثالث وفيه جميع الممكنات وهي لا تتناهى كما أنه كل واحد من المعلومين لا يتناهى .
ولها في هذا البرزخ أعيان ثابتة من الوجه الذي ينظر إليها الوجود المطلق ومن هذا الوجه ينطلق عليها اسم الشيء الذي أراد الحق إيجاده قال له كن فيكون .
وليس له أعيان موجودة من الوجه الذي ينظر إليه منه العدم المطلق ولهذا يقال له كن .
وكن حرف وجودي فإنه لو أنه كائن ما قيل له كن .
وهذه الممكنات في هذا البرزخ بما هي عليه وما تكون إذا كانت مما تتصف به من الأحوال والأعراض والصفات والأكوان .
وهذا هو العالم الذي لا يتناهى وماله طرف ينتهي إليه وهو العامر الذي عمر الأرض التي خلقت من بقية خميرة طينة آدم عليه السلام عمارة الصور الظاهرة للرائي في الجسم الصقيل عمارة إفاضة .
ومن هذا البرزخ هو وجود الممكنات وبها يتعلق رؤية الحق للأشياء قبل كونها وكل إنسان ذي خيال وتخيل إذا تخيل أمرا ما فإن نظره يمتد إلى هذا البرزخ وهو لا يدري أنه ناظر ذلك الشيء في هذه الحضرة .
وهذه الموجودات الممكنات التي أوجدها الحق تعالى هي للأعيان التي يتضمنها هذا البرزخ بمنزلة الظلالات للأجسام بل هي الظلالات الحقيقية.
وهي التي وصفها الحق سبحانه بالسجود له مع سجود أعيانها فما زالت تلك الأعيان ساجدة له قبل وجودها فلما وجدت ظلالاتها وجدت ساجدة لله تعالى لسجود أعيانها التي وجدت عنها من سماء وأرض وشمس وقمر ونجم وجبال وشجر ودواب وكل موجود .
ثم لهذه الظلالات التي ظهرت عن تلك الأعيان الثابتة من حيث ما تكونت أجساما ظلالات أوجدها الحق لها دلالات على معرفة نفسها من أين صدرت .
ثم إنها تمتد مع ميل النور أكثر من حد الجسم الذي تظهر عنه إلى ما لا يدركه طولا ومع هذا ينسب إليه وهو تنبيه أن العين التي في البرزخ التي وجدت عنها لا نهاية لها كما قررناه في تلك الحضرة البرزخية الفاصلة بين الوجود المطلق والعدم المطلق.
وأنت بين هذين الظلالين ذو مقدار فأنت موجود عن حضرة لا مقدار لها ويظهر عنك ظل لا مقدار له فامتداده يطلب تلك الحضرة البرزخية .
وتلك الحضرة البرزخية هي ظل الوجود المطلق من الاسم النور الذي ينطلق على وجوده فلهذا نسميها ظلا ووجود الأعيان ظل .
لذلك الظل والظلالات المحسوسة ظلالات هذه الموجودات في الحس .
ولما كان الظل في حكم الزوال لا في حكم الثبات وكانت الممكنات وإن وجدت في حكم العدم سميت ظلالات ليفصل بينها وبين من له الثبات المطلق في الوجود .
وهو واجب الوجود وبين من له الثبات المطلق في العدم وهو المحال لتتميز المراتب .
فالأعيان الموجودات إذا ظهرت ففي هذا البرزخ هي فإنه ما ثم حضرة تخرج إليه ففيها تكتسب حالة الوجود والوجود فيها متناه ما حصل منه.
والإيجاد فيها لا ينتهي فما من صورة موجود إلا والعين الثابتة عينها والوجود كالثوب عليها .
فإذا أراد الحق أن يوحي إلى ولي من أوليائه بأمر ما .
تجلى الحق في صورة ذلك الأمر لهذه العين التي هي حقيقة ذلك الولي الخاص.
فيفهم من ذلك التجلي بمجرد المشاهدة بما يريد الحق أن يعلمه به فيجد الولي في نفسه علم ما لم يكن يعلم.أهـ
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي: " شرف العدم المطلق فإنه يدل على الوجود المطلق فعظم من حيث الدلالة … وأما شرف العدم المقيد فإنه على صفة تقل الوجود ، والوجود في نفسه شريف،
ولهذا هو من أوصاف الحق فقد شرف على العدم المطلق بوجه قبوله للوجود .
فله دلالتان على الحق : دلالة في حال عدمه ، ودلالة في حال وجوده .
وشرف العدم المطلق على المقيد بوجه وهو أنه من تعظيمه لله وقوة دلالته أنه ما قبل الوجود وبقي على أصله في عينه غيرة على الجناب الإلهي أن يشركه في صفة الوجود … فشرف سبحانه العدم المطلق. بأن وصف به نفسه فقال : " سبحان ربك رب العزة عما يصفون " تشريفا
للعدم لهذا القصد المحقق .   فالعدم المحض : "هو الذي ما فيه حق ولا خلق".
د. سعد الحكيم ترى العدم المطلق عند ابن العربي : هو المحال ، وهو الشر المحض والظلمة المحضة ، وهو الباطل في مقابل الوجود الخير المحض - النور المحض - الحق .أهـ 
وقال الشيخ ابن العربي الحاتمي فى التنزلات الموصلية  الباب الخامس والعشرون في معرفة أسرار مسح الرأس:
مسحت رأسي للظل الذي نيط  ….. بالعرش الذي هو بالأنوار محفوف
فأعجب لظل من الأنوار منبعث      …. فيه الدلالة : أن الظل موقوف
على نتيجته، لا عين صورته      ….. على استقامته : ما فيه تحريف
العرش سقف لجنات الخلود ، فدار  ….. الخلد دائرة فيها التصاريف
نزل الروح على القلب  قال :
أمسح برأسك يا عقل في الظهر لظهور سر الظل ، وفي العصر لوجود الظل في النور ، وفي المغرب لحجاب النور والظل ، وفي العشاء لاستواء الظل والنور في الحجاب ، وفي الصبح لتسمية الله بالنور دون ضده ""
وما قالته هذه الطائفة يقتضي ارتفاع النقيضين وإن ما رواه فيه تهافت والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
قوله: فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات عليها امتد هذا الظل.
فأقول: كيف يصح أن يكون الظل الممتد هو العالم وأنه امتد على أعيان الممكنات وأعيان الممكنات هو العالم نفسه ولا ثبوت لها يسبق الامتداد، إذ لا ذوات لها قبل وجودها، لأن المعدوم لا اسم له من ضرورة أن لا ذات له، وإنما قلنا نحن معدوم لتميز الموجود عما لا ذات له لا لتميز المعدوم الذي لا ذات له، وهنا مكان زلق إلا لمن تنورت لطيفته المدركة.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( اعلم أن المقول عليه «سوى الحق» أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص، وهو ظل الله ، وهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس ، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل: حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل: كان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل.
فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات: عليها امتد هذا الظل، فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات.
ولكن باسمه النور وقع الإدراك و امتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول .
ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها و بين أشخاص من هي ظل له؟. وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة.
ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية، و ليس ثم علة إلا البعد؟. وكزرقة السماء.
فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة. )
فيقول  رضي الله عنه : (اعلم أنّ المقول عليه " سوى الحق " أو مسمّى " العالم " هو بالنسبة إلى الحق كالظلّ للشخص ، فهو ظلّ الله) .
قلت :هو الواحد الموجود في الكلّ وحده سوى أنّه في الوهم سمّي بـ " السوي" فـ العالم من حيث وجوده ظلّ الله وهو نور مقيّد ممتدّ من النور المطلق متّصل به من غير انفصال ولا انتقال ، فإنّ لله نورا على نور .
والعالم عالمان : عالم أمر ، وعالم خلق .
فعالم الأمر علوي سما على عالم الخلق .
وعالم الخلق سفلي سفل عن العالم السماوي العلوي .
والله نور السماوات العلويات الروحانيات النورانيات والأرضين السفليات الجسمانيات ، ولولا نور الوجود الممتدّ منه ، لما ظهر من العالمين ولا وجد من الكونين شيء ، ولا تظاهر وأظلّ ظلّ ، ولا فاء فيء.
فهو نور السماوات والأرضين ، يهدي بنوره المقيّد وهو الظلّ الممتدّ منه لنوره المطلق من يشاء ، ويضرب الله الأمثال للناس ، وهم الكمل الأمثال الإلهيون الذين يشاء أن يهديهم إلى نوره الذاتي المطلق ، لأنّه تعالى علم من مقتضى خصوصيات استعداداتهم الأزلية أزلا قبل الإيجاد أنّ لهم صلاحية ذلك " وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ".
قال رضي الله عنه : ( فهو عين نسبة الوجود إلى العالم ) .
الضمير يعود إلى العالم ، فإنّ الوجود من حيث ما يسمّيه عالما يسمّى " سوى الحق" وإلَّا فالوجود واحد .
وهو من حيث نسبته إلى الحق عينه لا غير ، ولا يصحّ من هذه الحيثية أن يقال : هو سواه ، فإنّ قوله رضي الله عنه : (لأنّ الظلّ موجود بلا شكّ في الحسّ ، ولكن إذا كان ثمّ من يظهر فيه ذلك الظلّ حتى لو قدّرت عدم من يظهر فيه ذلك الظلّ ، كان الظلّ معقولا غير موجود في الحسّ ، بل يكون في القوّة في ذات الشخص المنسوب إليه الظلّ .)
تعليل لقوله : " مسمّى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظلّ " فكما أنّ الظلّ موجود في الحسّ عند وجود الشخص ، فكذلك العالم ، إذ ما يسمّى " سوى الحق " موجود بوجود الحق وهو مع قطع النظر عن الحق غير موجود في عينه .
إذ لا وجود له من ذاته ، كما لا وجود للظلّ بلا وجود الشخص ، ثم العدم بالنسبة إلى الممكن - على ما عرف وعرّف عرفا حكميّا رسميا أولى ، فهو به أولى .
فقد كان معدوما لعينه ، فكما أنّ الظلّ غير موجود مع فرض عدم الشخص الذي يمتدّ منه الظلّ ، فكذلك العالم مع قطع النظر عن النور الوجودي الممتدّ من الحق ، ولو قدّرنا عدم إفاضة الوجود الحق المطلق لنوره المنبسط على أعيان العالم ، ما وجد العالم أصلا ، وكان الحق إذ ذاك في تجلَّي عزّه وغناه عن العالمين في مقام “ كان الله وما كان معه شيء " .
قال رضي الله عنه : ( فمحلّ ظهور هذا الظلّ الإلهي المسمّى بالعالم هو أعيان الممكنات ، عليها امتدّ هذا الظلّ ، فتدرك من هذا الظلّ بحسب ما امتدّ عليه من وجود هذه الذات ، ولكن باسمه النور وقع الإدراك ) .
يشير رضي الله عنه : إلى أنّه لا يدرك من الوجود الحق المطلق إلَّا بحسب ما امتدّ عليه فيضه الوجودي وتجلَّيه الجوديّ ، فحقيقة الوجود لا تدرك في إطلاقه ، ولكن من حيث تعيّنه في هذه الأعيان الممكنة أي القابلة والممكنة للوجود على الظهور بحسبها ، ومع قطع النظر عن تعيّنه في خصوصيات حقائقها ، فلا تدرك حقيقة الوجود ، إذ هو الحق عينه .
قال رضي الله عنه : ( وامتدّ هذا الظلّ على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول ، ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء ، لبعد المناسبة بينها وبين أشخاص من هي ظلَّة له ).
يشير رضي الله عنه : إلى ما فيها من النور ، لأنّ نور الوجود ، الممتدّ على أعيان الممكنات يباين وينافي ظلمة عدميات الأعيان ، لأنّ نورية الأعيان ، بالحق ، وهي في أنفسها عدمية مظلمة ، فبينهما غاية البعد من عدم المناسبة.
ولا بعد أبعد من البعد الذي بين الوجود والعدم ، ولبعد المناسبة جهل من حيث ذلك الوجه المنافي ، فتجلَّى للأعيان وعليها وبحسبها ، وكانت هي ظلمة العدم والغيب المشيرين إلى السواد الظاهر على الظلال ، وذلك لأنّ الأعيان أبدا غيب ولم تظهر ولم تدخل في الوجود ، بل هي في العلم الذاتي معيّنة الأعيان ، تعدّديّتها من حيث هي هي .
الذي يتراءى إنّما هي تأثيرات خصوصياتها في مرآة نور الوجود الممتدّ عليها ، فامتدّ على نور الوجود من أشخاص الأعيان الغيبية ظلّ غيبيّ يضرب إلى السواد بالتعيين والتقييد .
وامتدّ من النور المطلق ظلّ نوري ، فاختلط الظلَّان ، فظهر سواد عينيّة الأعيان ، وبطن نور الوجود فظهر الظلّ المطلق النوري مقيّدا مظلما .
فأهل الحجاب هم أهل الظلمات ، لا يرون ولا يشهدون إلَّا العالم ، والحق عند أفاضلهم وأمثالهم معقول أو متوهّم ، لا مشهود موجود في شهودهم ونظرهم ، وتراهم ينظرون إلى الحق الظاهر وهم لا يبصرون .ربّ امرئ نحو الحقيقة ناظر برزت له فيرى ويجهل ما يرى.
وأهل الحق لا يشهدون إلَّا الوجود الحق الواحد الأحد الصمد في صور شؤونه العينيّة ، فمتعلَّق نظرهم نور الحق ، في سواد غيب الخلق ، فافهم .
قال رضي الله عنه : (وإن كان الشخص أبيض ، فإنّه أي الظلّ  بهذه المثابة ، ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وإن كانت في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونيّة ، وليس ثمّ علَّة إلَّا البعد .)
يعني رضي الله عنه : أنّ الوجود الظاهر في العالم وإن كان نورا في حقيقته ، ولكنّه ظهر بحسب المظهر غير نيّر .
قال رضي الله عنه : ( كرزقة السماء) لأنّ السماء زرقاء في عينها ، ولكنّ البعد يقضي أن تظهر كذلك في بصر الناظر .
قال رضي الله عنه: (فهذا ما أنتجه البعد في الحسّ في الأجسام غير النيّرة ) . يعني الجبال .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :

قال الشيخ رضي الله عنه : ( اعلم أن المقول عليه «سوى الحق» أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص، وهو ظل الله ، وهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس ، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل: حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل: كان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل.
فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات: عليها امتد هذا الظل، فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات.
ولكن باسمه النور وقع الإدراك و امتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول .
ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها و بين أشخاص من هي ظل له؟. وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة.
ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية، و ليس ثم علة إلا البعد؟. وكزرقة السماء.
فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة. )
وفي بعض النسخ : من القول ، فيكون ما في محل النصب بالمفعولية ( فنقول : اعلم أن المقول عليه سوى الحق أو مسمى العالم ، هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص ، فهو ظل الله ).
أي ما يقال عليه سوى الحق في العرف العام ، وأما في العرف الخاص عند أهل التحقيق ليس سوى الحق وجود ، ولو اعتبر السوي بالاعتبار العقلي الذي هو الصفات والتعينات التي هي حقائق الأسماء عند نسبها إلى الذات لقيل فيه صور أسماء الحق ، إذ ليس في الوجود إلا هو وأسماؤه باعتبار معاني الصفات فيه لا غير ، فإذا اعتبرت الوجود الإضافي المتعدد بتعينات الأعيان التي هي صور معلومات الحق سميته سوى الحق والعالم ، وهو بالنسبة إلى الحق أي الوجود المطلق كالظل للشخص فالوجود الإضافي أي المقيد بقيود التعينات ظل الله.

"" إضافة بالي زادة :  فكما أن الظل معدوم في نفسه موجود بالشخص  كذلك العالم مع الحق : فهو ، أي العالم ظل الله اه ( فهو ) أي ظل الله ( عين نسبة الوجود ) الإضافي ( إلى العالم ) فإذا كان ظل الله هو العالم فلا بد في ظهور العالم كل ما لا بد في ظهور ظل العالم بحسب ما يناسب الظهور ، وإنما كان ظل الله عين نسبة ظل العالم إلى العالم ( لأن الظل موجود بلا شك ) اهـ بالى زادة ""
قال رضي الله عنه : ( فهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس ) فهو أي الظل عين نسبة الوجود إلى العالم وتقيده بصورها ، فإن الوجود من حيث إضافته إلى العالم يسمى سوى الحق ، وإلا فالوجود حقيقة واحدة هي عين الحق ، فهو من حيث الحقيقة عين الحق ومن حيث نسبته إلى العالم غيره ، ولهذه النسبة ولأجلها قيل : الظل موجود بلا شك في الحس.
قال رضي الله عنه : ( ولكن إذا كان ثمة من يظهر فيه ذلك الظل ، حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل كان الظل معقولا غير موجود في الحس ، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل ).
لا بد للظل من الشخص المرتفع المتصل به الظل ، ومن المحل الذي يقع عليه ومن النور الذي يمتاز به الظل ، فالشخص هو الوجود الحق أي المطلق ، والمحل الذي يظهر فيه هو أعيان الممكنات .
إذ لو قدر عدمها لم يكن الظل محسوسا بل معقولا في الذات كالشجرة في النواة ، فيكون بالقوة في ذات الظل ، والنور هو اسم الله الظاهر ، ولو لم يتصل العالم بوجود الحق لم يكن الظل موجودا وبقي العالم في العدم الأصلي الذي للممكن مع قطع النظر عن موجده ، إذ لا بد للظل من المحل ومن اتصاله بذات ذي الظل ، وكان الله ولم يكن معه شيء غنيا بذاته عن العالمين.
قال رضي الله عنه : ( فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات ) أي المسمى بوجود العالم ، فإن العالم من حيث حقائق أجزائه هو مجموع الأعيان الممكنة ( عليها امتد هذا الظل ) أي الوجود الإضافي ( فيدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات ) أي بقدر ما انبسط على المحل من الوجود المطلق بالإضافة .
( ولكن باسمه النور وقع الإدراك ) أي لا يدرك الوجود الحقيقي على إطلاقه ، بل إنما يدرك باسمه النور : أي الوجود الخارجي المقيد بقيد الإضافة إلى المحل.

قال رضي الله عنه : ( وامتد هذا الظل ) أي الوجود الإضافي ( على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول ) وهو اسمه الباطن .
قال رضي الله عنه : (ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد ، يشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها وبين أشخاص من هي ظل له ) .
أي الأعيان لبعدها عن نور الوجود مظلمة ، فإذا امتد عليها النور المباين لظلمتها أثرت ظلمتها العدمية في نورية الوجود فمالت النورية إلى الظلمة فصار نور الوجود ضاربا إلى الخفاء كالظلال بالنسبة إلى الأشخاص التي هي ظلالها .
فكذلك نسبة الوجود الإضافي إلى الوجود الحق ، فلو لا تقيده بالأعيان الممكنات العدمية لكانت في غاية النورية فلم تدرك لشدتها ، فمن احتجب بالتعين الظلماني شهد العالم ولم يشهد الحق .
"" إضافة بالي زادة :  ( من وجود الذات ) التي يمتد الوجود عليها فأعيان الممكنات ليست من العالم بل محل ظهور العالم ، فالأعيان لا تظهر أبدا من هذا الوجه ، فلا تمتد ظلال إلا بحسب اقتضاء لمحل إلا ( وقع الإدراك ) أي وبانبساط نور الشمس على العالم يدرك العالم وهو الظل الإلهي ( الغيب المجهول ) وهو الذي يعلم لنا بالمجهولية فصار معلوما من وجه ومجهولا من وجه ، كشبح نراه من بعيد وهو معلوم لنا بالصورة الشبحية ومجهول لنا بالكيفية .
كذلك العالم معلوم لنا من حيث أنه ظل الله ومجهول من حيث الحقيقة ، فإنها راجعة إلى حقيقة الحق ، وامتداد الظل عليها ، ظهوره فيها على حسب ما هي عليه من الأحوال ، فكانت صورة الظل صورة الغيب المجهول ، فإن الأعيان معدومة في الخارج فكانت مختفية عنا بالظلمة العدمية ، واستدل على ما في الغيب بما في الشهادة بقوله ( ألا ترى الظلال ) فمن عبارة عن الحق والأشخاص العالم ، فإذا ثبت في ظلالنا الخفاء لبعد المناسبة بيننا وبين ظلالنا ثبت في العالم الخفاء لبعد المناسبة بينه وبين من هو ظل له ، فإن من اتصف بالعهودية بعيد عن من اتصف بالربوبية ، فإذا كان العالم في صورة الغيب المجهول فلا يعلم العالم من كل الوجوه ، فلا يعلم الحق من كل الوجوه واستدل على أن البعد سبب للخفاء في الخارج بقوله ( ألا ترى الجبال ) اهـ بالى . ""

وهم " في ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ "  ومن برز عن حجبات التعينات شهد الحق وخرق حجب الظلمات واحتجب بالنور عن الظلمات وبالذات عن الظل ، ومن لم يحتجب بأحدهما عن الآخر شاهد نور الحق في سواد الخلق وظلمته ( وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة ) أي ضارب إلى السواد لبعده من الذات في الظهور والخفاء .
قال رضي الله عنه : (ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوادا ، وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية وليس ثم علة إلا البعد ، وكزرقة السماء ، فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة ) .
ضرب الجبال مثلا لذات ذي الظل فإنها على أي لون كانت ترى من بعيد سوداء ، فالوجود وإن كان في ذاته حقيقة نورية ، فإنه بحسب المظهر العدمي في أصله وتجليه فيه صار غير نير.

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( اعلم أن المقول عليه «سوى الحق» أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص، وهو ظل الله ، وهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس ، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل: حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل: كان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل. فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات: عليها امتد هذا الظل، فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات. ولكن باسمه النور وقع الإدراك و امتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول . ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها و بين أشخاص من هي ظل له؟. وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة. ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية، و ليس ثم علة إلا البعد؟. وكزرقة السماء. فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة. )
 إن بحثت عنه ، وصلت إليه  فيقول رضي الله عنه : ( اعلم ، أن المقول عليه سوى الحق أو مسمى ( العالم ) هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص ) أي ، كل ما يطلق عليه اسم الغيرية ، أو يقال عليه أنه
مسمى ( العالم ) ، فهو بالنسبة إلى الحق تعالى كالظل للشخص .
وذلك لأن الظل لا وجود له إلا بالشخص ، كذلك العالم لا وجود له إلا بالحق وكما أنه تابع له ، كذلك مسمى ( العالم ) تابع للحق لازم له ، لأنه صور أسمائه ومظهر صفاته اللازمة له .
وإنما قال بلفظ التشبيه ، لأنه من وجه عين الحق ، وإن كان من وجه آخر غيره .
والظل لا يمكن أن يكون عين الشخص ، والمقصود إثبات أن العالم كله خيال .
وكما قال : ( سأبسط القول في هذه الحضرة ) .
يقول رضي الله عنه: ( فهو ظل الله ) . وإنما جاء بهذا الاسم الجامع دون غيره من الأسماء ، لأن كل واحد من الموجودات مظهر اسم من الأسماء الداخلة فيه وظل له ، فمجموع العالم ظل للإسم الجامع للأسماء .
يقول رضي الله عنه : ( فهو عين نسبة الوجود إلى العالم ) . أي ، ظل الله هو عين نسبة الوجود الإضافي إلى العالم . وذلك لأن الظل يحتاج إلى محل يقوم به ، وشخص مرتفع يتحقق به ، ونور يظهره .
كذلك هذا الظل الوجودي يحتاج إلى أعيان الممكنات التي امتد عليها ، وإلى الحق ليتحقق به ، وإلى نوره ليظهر به .
ونسبة الوجود الكوني إلى العالم نسبه الظل إلى ما يقوم به ، ونسبته إلى الحق نسبة الظل إلى من
يتحقق به ، وهو الشخص ، وإليه أشار بقوله : ( لأن الظل موجود بلا شك في الحس ، ولكن إذا كان ثمة من يظهر فيه ذلك الظل حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل ، لكان الظل معقولا غير موجود في الحس ، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل ) . كالشجرة في النواة .
قال رضي الله عنه : ( فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى ب‍ ( العالم ) إنما هو أعيان الممكنات ، عليها امتد هذا الظل . فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات ) . ( من ) بيان ( ما امتد ) .
والمراد ب‍ ( وجود هذه الذات ) التجلي الوجودي الفائض منها ( ولكن باسمه النور وقع الإدراك ) . أي ، النور اسم من أسماء الذات الإلهية ، ويطلق على الوجود الإضافي والعلم والضياء ، إذ كل منها مظهر للأشياء : أما الوجود ، فظاهر ، لأنه لولاه ، لبقى أعيان العالم في كتم العدم .
وأما العلم ، فلأنه لولاه ، لم يدرك شئ ، بل لا يوجد ، فضلا عن كونه مدركا .
وأما الضياء ، فلأنه لولاه ، لبقيت الأعيان الوجودية في الظلمة الساترة لها . فبالضياء يقع الإدراك في الحس ، وبالعلم يقع الإدراك في عالم المعاني ، وبالوجود الحقاني الموجب للشهود يقع الإدراك في عالم الأعيان والأرواح المجردة .
قال رضي الله عنه : ( وامتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول ) . أي ، وباسمه ( النور ) امتد الظل الوجودي على الأعيان .
كما قال تعالى : ( الله نور السماوات والأرض ) . وأول ما يمتد عليها في العلم ، ثم في العين . والأول هو الغيب المجهول لغير الله ، إلا لمن اطلعه الله على من يشاء منه .
وإنما كان مجهولا ، لظلمة عدميته بالنسبة إلى الخارج . ومن شأن الظلمة اختفاء الشئ في
نفسه وإخفاء غيره أيضا ، كما أن من شأن النور الظهور لنفسه والإظهار لغيره.
 قال رضي الله عنه : ( ألا ترى أن الظلال تضرب إلى السواد وتشير إلى ما فيها من الخفاء ، لبعد المناسبة بينهما وبين أشخاص من هي ظل له) .
لما كان كل ما في الخارج دليلا وعلامة لما في الغيب ، استدل بضرب الظلال إلى السواد على الخفاء الذي في الأعيان الغيبية ، إذ السواد صورة الظلمة ، كما أن البياض صورة النور . فضمير ( فيها ) و ( بينها ) يجوز أن يكون عائدا إلى ( الظلال ) وهو ظاهر . ويجوز أن
يكون عائدا إلى ( الأعيان ) ، لأنها المستشهد عليها .
وتقديره : ألا ترى الظلال تشير بضربها إلى السواد إلى ما في الأعيان من الخفاء ، لبعد المناسبة بين الأعيان وبين أشخاص من هي ظلال له ، وهي الأسماء الإلهية .
فإن كل عين ظل لاسم من الأسماء - ولا شك - لبعد المناسبة بينها وبين الأسماء ، فإنها أرباب ، وهي عبيدها .
قال رضي الله عنه : (وإن كان الشخص أبيض ، فظله بهذه المثابة ) . ( إن ) للمبالغة .
 ( ألا ترى أن الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر ، تظهر سوداء . وقد يكون في أعيانها على غير ما يدركه الحس من اللونية . وليس ثمة علة إلا البعد ، وكزرقة السماء . فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام الغير النيرة ) ظاهر
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( اعلم أن المقول عليه «سوى الحق» أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص، وهو ظل الله ، وهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس ، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل: حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل: كان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل.
فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات: عليها امتد هذا الظل، فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات.
ولكن باسمه النور وقع الإدراك و امتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول .
ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها و بين أشخاص من هي ظل له؟. وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة.
ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية، و ليس ثم علة إلا البعد؟. وكزرقة السماء.
فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة. )
قال رضي الله عنه : ( اعلم أن المقول عليه «سوى الحق» أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص، وهو ظل الله ، وهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس ، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل: حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل: كان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل.
فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات: عليها امتد هذا الظل، فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات. ولكن باسمه النور وقع الإدراك و امتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول . )
فقال: (فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم ) حيث أدركوا فضله من قوله: «الناس نيام» على يوسف عليه السلام في قوله:"قد جعلها ربي حقا" (وسأبسط من القول) في هذه الحضرة أي: حضرة الخيال بلسان يوسف المحمدي.
أي بلسان من له ?شف يوسف في هذه الحضرة مع كونه من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم مستكملا ذلك الكشف بنور متابعته عليه السلام ما يقف عليه بدل من القول إن شاء الله تعالی.
فأشار إلى بيان كون المحسوسات؛ بل العالم كل من عالم الخيال لها تأويلات في القسمة.
(فقال رضي الله عنه: اعلم أن المقول عليه) أي: الموجود الصادق عليه أنه (سوى الحق، أو أنه مسمى العالم) .
يعني: سواء اعتبر فيه جهة الغيرية أم لا؛ فإن العالم اسم كل موجود من حيث دلالته على الحق والدليل لا بد وأن يتحد بالمدلول من وجه، واعتبر في الصدق مسمى العالم.
لأن الصادق على الموضوعات المستعملة في العلوم مفهوم المحمول لا لفظه،
(هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص) إذ لا يحقق له بذاته لا مكانة؛ فلا بد له مما يتحقق به، ويكون تحققه بنفسه وهو الحق فكأنه الشخص المحقق للظل.
(فهو): أي: تلك المقول عليه سوى الحق (ظل الله) متحقق به.


"" أضاف المحقق : أي ظل هذا الاسم الجامع "الله"، فإن كل جزء من أجزاء العالم ظل لا اسم من الأسماء الداخلة في ذلك الاسم الجامع، فمجموع العالم ظل بمجموعه .أهـ الجامي ""

وما به التحقيق هو: الوجود (فهو) أي : ?ونه ظل الله (عين نسبة الوجود إلى العالم)، وإنما كان كونه ظل الله عين نسبة الوجود إليه.
مع أن الظل عند بعضهم عبارة عن عدم استنارة المحل بنور الشمس لحجب الشخص، ومنعه عن وصول النور إليه، (لأن الظل موجود بلا شك في الحس) فالقول بكونه معدوما مطلقا يكون سفسطة، فلا عبرة بما قاله البعض، (ولكن) وجوده لا يكون عين الشخص؛
لأنه إنما يوجد (إذا كان ثمة) أي: في مقابلة الشخص (من يظهر فيه ذلك الظل) وهو المحل القابل له، (حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل) في مقابلة ذلك الشخص
كان الظل) للشخص (معقولا غير موجود في الحس)، وإن كان الشخص موجودا في الحس، والموجود في الحس غير ما ليس بموجود فيه.
(بل) غايته في الاتحاد حينئذ أنه (يكون) الظل (بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل)، لكن هذا الكون بالقوة غير كونه بالفعل في الحس فكما لا بد للظل المتعارف من المحل قابل له في مقابلة الشخص، فكذا لا بد للظل الوجودي من قابل في مقابلة الحق .
(فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم) من حيث إنه علامة على ذي الظل الحق، (إنما هو أعيان الممكنات) وإنما كانت محل ظهور هذا الظل والظل فيها دليلا على ذي الظل.
إذ (عليها امتد هذا الظل فتدرك من) إدراك (هذا الظل) الكائن امتداده متصورا، وإن لم يكن ذا صورة في نفسه (بحسب ما امتد عليه السلام) بشيء (من وجود هذه الذات) الذي به تحقق الظلالات الوجودية، وإن لم يكن بحسب ما امتد عليه بل ميزها عن ذلك.
ولكن هذا الإدراك لشيء من وجود الذات لم يقع من الظل نفسه، وإن كان دليلا عليه بل (باسم النور) المتعلق بالظل المشرق على الروح والعقل والقلب والنفس والحواس، (وقع هذا الإدراك) لاقتضائه الظهور والإظهار وكيف يقع من الظل نفس.
وقد (امتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول) ضرورة أن الظل إنما تصور بصور الأعيان بعد الامتداد عليها فيكون قبلها في صورة الغيب المجهول، والأعيان ليست ظاهرة؛
فكيف يقع بها إدراك الشيء من وجود الذات و صورة الغيب المحمول التي هي أصل هذا الظل الوجودي ليست مدركة فكيف يدرك بها شيء من وجود الذات.
وهو الظل إنما صار دليلا على شيء من وجود الذات لا من حيث أصله.
بل من حيث تعلق اسم النور بذلك الظل بعد إشراقه على ما ذكرنا من المدركات.
"" أضاف الجامع :
وفي كتاب فى التنزلات الموصلية الباب الخامس والعشرون قال الشيخ ابن العربي الحاتمي :
مسحت رأسي للظل الذي نيط  ….. بالعرش الذي هو بالأنوار محفوف
فأعجب لظل من الأنوار منبعث      …. فيه الدلالة : أن الظل موقوف
على نتيجته، لا عين صورته      ….. على استقامته : ما فيه تحريف
العرش سقف لجنات الخلود ، فدار  ….. الخلد دائرة فيها التصاريف
نزل الروح على القلب  قال :
أمسح برأسك يا عقل في الظهر لظهور سر الظل ، وفي العصر لوجود الظل في النور ، وفي المغرب لحجاب النور والظل ، وفي العشاء لاستواء الظل والنور في الحجاب ، وفي الصبح لتسمية الله بالنور دون ضده . ""

قال الشيخ رضي الله عنه : ( ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها و بين أشخاص من هي ظل له؟. وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة.
ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية، و ليس ثم علة إلا البعد؟. وكزرقة السماء.
فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة. )

ثم استدل على أن أصل هذه الظلال الوجودية صورة الغيب المجهول بأن الظلال المتعارفة أمثلة لذلك الظل، وهي مائلة إلى السواد الذي هو مثال الغيب المجهول.
فقال رضي الله عنه : (ألا ترى الظلال) المتعارفة (تضرب إلى السواد)، وهي بذلك (تشير إلى ما فيها من الخفاء) باعتبارات أصلها الظل الوجودي الذي أصله صورة الغيب المجهول.
والسواد باعتبار أنه لون قابض للبصر موجب للخفاء، فالظلال المتعارفة تخفى، وإن كانت أشخاصها جلية (لبعد المناسبة بينها وبين أشخاص من هي ظل له)، فلا تستفيد الظلال من الأشخاص الجلاء ولا غيره من صفاتها.
ولذلك (أن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة) من الميل إلى السواد؛ بل البعد سواء كان بعد المسافة، أو بعد المناسبة يوجب السواد إما حقيقة، وإما في النظر.
(ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء)؛ لأن البعد أوجب فيها الخفاء؛ ولكن لا يلزم أن يكون سوادا حقيقيا.
لأنه (قد تكون) تلك الجبال (في أعيانها): أي: نفسها (على غير ما يدركها الحس من اللونية)، والدليل على أن ذلك أثر البعد أنه (ليس ثمة).
أي: في ظهورها سوداء من غير أن يكون فيها سواد (علة إلا البعد)، وقد تأكد هذا المعنى من عليه البعد، حيث أثر في غير هذا الموضع (كزرقة السماء) مع أنها لا لون لها، وإلا كان حاجبا عن رؤية ما وراءها من الكواكب.
إذن الألوان حاجبة عن الأبصار بدليل أن الزجاجات الملونة لا يرى ما في باطنها بخلاف غير الملونة، وعدم اللون فيها يوجب الصفاء الموجب للبياض في النظر، والبعد السواد، فصارت في النظر على الزرقة.
(فهذا ما أنتجه البعد) الذي هو بعد (في الحس) من السواد والزرقة (في الأجسام غير النيرة)، إذ لم يعارض فيها ما يوجب الجلاء فكذا بعد المناسبة، أوجب الخفاء في الظلال المتعارفة، وقد أوجبه أيضا فيها كون أصلها الظل الوجودي الذي أصله الغيب المجهول.
فهو خفي بهذا الاعتبار ولم تعارضه في تأثيره بالإخفاء الأعيان الثابتة؛ بل أثرت بالإخفاء.

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( اعلم أن المقول عليه «سوى الحق» أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص، وهو ظل الله ، وهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس ، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل: حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل: كان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل.
فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات: عليها امتد هذا الظل، فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات.
ولكن باسمه النور وقع الإدراك و امتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول .
ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها و بين أشخاص من هي ظل له؟. وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة.
ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية، و ليس ثم علة إلا البعد؟. وكزرقة السماء.
فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة. )
العالم كظل للحقّ تعالى
قال رضي الله عنه : (فنقول : اعلم أنّ المقول عليه : « سوى الحقّ » أو مسمّى « العالم » هو بالنسبة إلى الحقّ كالظلّ للشخص ، فهو ظلّ الله ) ، ولا شك أن الظلّ صورة ظهور الشخص ، فنسبة الظلّ وإن كانت إلى الله ( فهو عين نسبة الوجود إلى العالم ، لأنّ الظلّ موجود بلا شك في الحسّ ، ولكن إذا كان ثمّ من يظهر فيه ذلك الظلّ ، حتّى لو قدّرت عدم من يظهر فيه ذلك الظلّ كان الظلّ معقولا ) وجوده بمجرّد الاعتبار ( غير موجود في الحسّ ) ولا ظاهر في الخارج ، ( بل يكون بالقوّة في ذات الشخص المنسوب إليه الظلّ ) .
قال رضي الله عنه : ( فمحلّ ظهور هذا الظلّ الإلهي - المسمّى بالعالم - إنّما هو أعيان الممكنات ، عليها امتدّ هذا الظلّ ) ، وإذا كان الأعيان الممكنة كالمحل المنبسط عليه الظلّ ، الذي هو للذات كالصورة للشخص ( فيدرك من هذا الظلّ بحسب ما امتدّ عليه من وجود هذه الذات ) ليس لتلك الأعيان دخل في الظهور عند المدارك بوجه .
وبيّن أنّه لا بدّ للظلّ من أمور ثلاثة حتّى يظهر :
الأوّل هو الذات – ذات الظلّ
الثاني هو المحلّ الممتدّ عليه الظلّ ،
والثالث النور الذي يدرك ويتميّز به الظلّ .
فلمّا بيّن الأولين أراد أن يشير إلى الثالث ، ثمّ إنّ المعهود في الظلال المحسوسة أن يباين النور المميّز لتلك الذات التي هي ذات الظلّ ، وفيما نحن فيه وقع الأمر على خلاف ذلك ، فإنّ النور أيضا من تلك الذات.
لذلك نبّه عليه بأداة الاستدراك قائلا : ( ولكن باسمه « النور » وقع الإدراك ) وكما أنّه ليس للأعيان دخل في الظهور والمدركيّة ، كذلك ليس له دخل في الإظهار والمدركيّة ، فإنّ الأعيان باقية في كنه بطون الخفاء والعدميّة التي لها في الغيب .

قال رضي الله عنه : ( وامتدّ هذا الظلّ على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول ) لما مهّد من أنّ محل انبساط الظلّ إذا كان معدوما أو قدّر كذلك ، كان بالقوّة في ذات الشخص المنسوب إليه ، منغمرا في كنه بطونها الذاتي .
وقد أبدع في هذا البيان حيث برهن ذوقيّا وعقليّا للمتفطَّن ظهوره في كنه البطون ، وبطونه في غاية الظهور وقد أشار إليه نظما :وباطن لا يكاد يخفى وظاهر لا يكاد يبدو .

نسبة الظل مع صاحبه
قال رضي الله عنه : (ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد ، تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها وبين أشخاص من هي ظلّ له ،وإن كان الشخص أبيض ، فظلَّه بهذه المثابة ).
هذا في البعد المعنوي ، وكذلك الصوري منه - يعني البعد المكاني - : ( ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سودا ، وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركه الحسّ من اللونيّة ، وليس ثمّ علَّة إلَّا البعد ) .
هذا إذا كان البعيد متلونا ، وكذلك إذا كان شفّافا ، فإنّه لا بدّ وأن يرى وفيه بعض السواد ، وإليه أشار قوله : ( وكزرقة السماء ) .
قال رضي الله عنه : ( فهذا ما أنتجه البعد في الحسّ في الأجسام غير النيّرة ) وذلك لأنّ نور البصر يتحلَّله بحب المسافة ، ولذلك لا يشخّص البعيد ، ولا يفي بإدراك ما عليه في متخيّلته من الأوضاع والهيئات المشخّصة له ما لم يقرّب ، فإذا لم يكن البعيد من الأجسام النيّرة ، ولم يصل إليه نور البصر بحيث يظهر في ضوئه أوضاعه لا بدّ وأن يرى شبحا أسود .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( اعلم أن المقول عليه «سوى الحق» أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص، وهو ظل الله ، وهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس ، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل: حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل: كان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل.
فمحل ظهور هذا الظل الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات: عليها امتد هذا الظل، فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات.
ولكن باسمه النور وقع الإدراك و امتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول .
ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها و بين أشخاص من هي ظل له؟. وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة.
ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية، و ليس ثم علة إلا البعد؟. وكزرقة السماء.
فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة. )

قال رضي الله عنه : ( اعلم أن المقول عليه «سوى الحق» أو مسمى العالم هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص، وهو ظل الله ، وهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس ، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل: حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل: كان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل. فمحل ظهور هذا الظل ).
وفي بعض النسخ سأبسط من الفول فتكون ما في محل النصب بالمفعولية (فنقول: اعلم ان المقول عليه سوى الحق أو مسمي العالم هو بالنسبة إلى الحق تعالی ?الظل) التابع (للشخص) فكما أن الظل تابع للشخص لا وجود له إلا بتبعية الشخص كذلك العالم تابع للحق سبحانه لا وجود له إلا بتبعيته .
قال رضي الله عنه : (فهو)، أي العالم (ظل الله)، أي ظل هذا الاسم الجامع، فإن كل جزء من أجزاء العالم ظل لاسم من الأسماء الداخلة في ذلك الاسم الجامع فمجموع العالم ظل بمجموعه.
(فهو)، أي كون العالم ظل الله سبحانه عين نسبة الوجود الخارجي (إلى العالم)، أي مستلزم تها استلزاما ظاهرا كأنه عينها (لأن الظل) المتعارف (موجود بلا شك في الحس) يحكم بوجود الحس تابع في وجوده للشخص .
فكذا كل ما كان له نسبة الظلية إلى الحق سبحانه ينبغي أن يكون موجودا به تابعا له في وجوده فكانت نسبة الظلية إليه كأنها عين نسبة الوجود إليه.
قال رضي الله عنه : (ولكن) إنما يكون الظل موجودا (إذا كان ثمة من يظهر فيه ذلك الظل حتى لو قدرت)، أي فرضت (عدم من يظهر فيه ذلك الظل كان الظل معقولا غير موجود في الحس بل يكون بالقوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل فمحل ظهور هذا الظل)
قال رضي الله عنه : ( الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات: عليها امتد هذا الظل، فتدرك من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات. ولكن باسمه النور وقع الإدراك و امتد هذا الظل على أعيان الممكنات في صورة الغيب المجهول . ألا ترى الظلال تضرب إلى السواد تشير إلى ما فيها من الخفاء لبعد المناسبة بينها و بين أشخاص من هي ظل له؟. وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة.)

قال رضي الله عنه : (الإلهي المسمى بالعالم إنما هو أعيان الممكنات) الثابتة في الحضرة العلمية (عليها)، أي على تلك الأعيان (امتد هذا الظل) وفاض عليه من وجود هذه الذات متعلق بقوله : امتد وما امتد عليه هذا الظل إنما هو أعيان الممكنات ولكن باسمه النور الذي يظهر الأشياء في العلم والعين وقع (فيدرك) الإدراك، أي إدراك (الظل من هذا الظل بحسب ما امتد عليه من وجود هذه الذات) القديمة .
(ولكن باسمه النور كما وقع الإدراك وامتد هذا الظل على أعيان المم?نات في صورة الغيب المجهول) فالغيب المجهول هو الهوية الغيبية المجهولة مطلقا من حيث إطلاقها .
وصورة الغيب المجهول في الحضرة العلمية فإنها الصورة الأولى لذلك الغيب ، ويجوز أن يراد بالغيب المجهول الأعيان الثابتة لكونها غائبة عما سوى الحق مجهولة له، إلا من شاء الله أن يطلعه عليها .
وحينئذ تكون إضافة الصورة إليه بيانية، وامتداد الخفا على الأعيان الثابتة للمم?نات في الحضرة العلمية، وعبارة عن إيضاح ظاهر الوجود بأحكام تلك الأعيان.
ويعبده بآثارها فبواسطة هذا التقييد و الانصباغ يصير ظلا لمرتبة إطلاقه.
فالظل في الحقيقة هو عين ذي الظل لا فرق بينهما إلا بالتقييد والإطلاق، ثم إنه لا شك أن الجهل عدم العلم.
والعدم ظلمة وسواد كما أن الوجود نور وبياض، فإذا انبسط النور الوجودي على الأعيان في صورة الغيب المجهول.
فلا بد أن يقع له امتزاج بالظلمة فيحصل له صلاحية أن يدرك لأن النور المحض لا تتعلق به الإدراك ما لم يمتزج بظلمة ما.
وكذلك الظلمة الصرفة فإنه لا بد في الإدراك من النور.
فالظل الوجودي المدرك للمجهول لا بد له من ظلمة، واستشهد على ذلك بقوله : (ألا ترى الظلال) المشهودة للكل (تضرب إلى السواد وتشير)، أي الظلال بسوادها (إلى ما فيها)، أي في أعيان المم?نات .
(من الخفاء) والظلمة فإن كل صورة شهادية إنما هي دليل على معنى عيني .
إنما تضرب الظلال إلى السواد (لبعد المناسبة بينها)، أي بين الظلال (وبین أشخاص من هي ظل له).
ثم بالغ في ذلك (وإن كان الشخص أبيض فظله بهذه المثابة)، أي يضرب إلى السواد .

قال رضي الله عنه : ( ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء وقد تكون في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية، و ليس ثم علة إلا البعد؟. وكزرقة السماء.
فهذا ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة. )
ثم استشهد على أن البعد بوجب ضربه إلى السواد بقوله: (ألا ترى الجبال إذا بعدت عن بصر الناظر تظهر سوداء و) الحال أنه (قد يكون) الجبال (في أعيانها على غير ما يدركها الحس من اللونية)، أي حد أنفسها غير سود.
(وليس ثمة علة) بالاستقرار لرؤية السواد (إلا للبعد)، فما يوجبه البعد كسواد الجبان (و?زرقة السماء فهذا)، أي سواد الجبال وزرقة السماء (ما أنتجه البعد في الحس في الأجسام غير النيرة) التي هي الجبال والسماء وغيرهما.

كما أن الجبال والسماء ليست نيرة فيوجب البعد فيها السواد والزرقة.
.


واتساب

No comments:

Post a Comment