Friday, July 5, 2019

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة السادسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة السادسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة السادسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

09 - The Wisdom Of Light In The Word Of Joseph  

الفقرة السادسة :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان قول يوسف: «قد جعلها ربي حقا» بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها.
ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح، فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت وأولها بكذا. هذا مثل ذلك.
فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم و بين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا». معناه حسا أي محسوسا، و ما كان إلا محسوسا، فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات، غير ذلك ليس له.
فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم. و سأبسط من القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمدي ما تقف عليه إن شاء الله)
قال رضي الله عنه : " فكان قول يوسف: «قد جعلها ربي حقا» بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها. ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح، فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت وأولها بكذا. هذا مثل ذلك. فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه و سلم و بين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا». معناه حسا أي محسوسا، و ما كان إلا محسوسا، فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات، غير ذلك ليس له. فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم. و سأبسط من القول"

فنقول :
(فكان قول يوسف عليه السلام : "قد جعلها ربي حقا " [يوسف : 100] بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا) منامية (رآها ثم عبرها) في نومه (ولم يعلم ذلك) الرائی (المعبر أنه ) في حالة الرؤيا وحالة الاستيقاظ والتعبير لتلك الرؤيا (في النوم عينه)، أي عين ذلك النوم الأول الذي كانت فيه الرؤيا (ما برح) عنه (فإذا استيقظ) من ذلك النوم اليقظة الحقيقية.
قال رضي الله عنه : (يقول رأيت) في منامي (كذا ورأيت) في منامي أيضا (كأني استيقظت) من منامي (وأولتها)، أي تلك الرؤيا (بكذا هذا) المذكور .
(مثل ذلك) الذي قاله يوسف عليه السلام (فانظر) يا أيها السالك (كم) من التفاوت في الرتبة (بين إدراك) نبينا (محمد صلى الله عليه وسلم وبين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره) لما كان عزیز مصر (حين قال : "هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا" [يوسف: 100] معناه)، أي معنى حقا جعلها ربي (حسا، أي) أمرا (محسوسا) يدرك بالحواس (وما كان) ذلك التأويل (إلا) أمرا (محسوسا) له صورة في الحس.
قال رضي الله عنه : (فإن) عالم (الخيال لا يعطي أبدا إلا) الأمور (المحسوسات)، أي المدركات بالحس (غير ذلك) الأمر (ليس له)، أي الخيال.
قال رضي الله عنه : (فانظر) يا أيها السالك (ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم  ) الذي أخذوه من مشكاة نبوته عليه السلام بالمتابعة والاقتداء ، فإن الأنبياء الماضين عليهم السلام لم يعلموا ذلك من حيث مقام نبوتهم بسبب عدم كونهم من هذه الأمة والورثة من الأولياء في هذه الأمة.
ما نالوه من جهة نبوة أنفسهم، وإنما نالوه من نبوة نبيهم، ولا يلزم بذلك تفضيلهم على الأنبياء الماضين.
لأن حصول العلم من الغير السابق إليه لا يلزم الفضيلة به، وإنما الفضيلة لمن تبيعوه في حصوله وهو محمد صلى الله عليه وسلم  ، لأن الحاصل له عليه السلام من نبوته الكاملة.
قال صلى الله عليه وسلم : «لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي» ومن هنا قول المصنف قدس سره : "خضنا بحرا وقفت الأنبياء بساحله" والبحر هو علم محمد صلى الله عليه وسلم المختص به.
وفي رواية : بحارة. كناية عن علومه عليه السلام.
ووقوف الأنبياء عليهم السلام بساحله : اطلاعهم على أنه نبي آخر الزمان وأنه سيبعثه الله تعالى من غير اطلاع على تفاصيل علومه ولا خوض فيها.
(و سأبسط القول في) بيان هذه (الحضرة ) الخيالية التي كان يوسف عليه السلام عالما بها ، فانتسب إليه تعبير الرؤيا لأجل ذلك .
قال رضي الله عنه : (بلسان) الولي الوارث مقام (یوسف عليه السلام) من المقام  (المحمدي) الجامع لجميع مقامات الأنبياء عليهم السلام (ما)، أي بسطا وبيانا (ستقف عليه)، أي تعرفه قريبا (إن شاء الله تعالی فنقول) في بيان ذلك .


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان قول يوسف: «قد جعلها ربي حقا» بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها.
ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح، فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت وأولها بكذا. هذا مثل ذلك.
فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم و بين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا». معناه حسا أي محسوسا، و ما كان إلا محسوسا، فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات، غير ذلك ليس له.
فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم. و سأبسط من القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمدي ما تقف عليه إن شاء الله)
قال رضي الله عنه : (فكان قول يوسف) عليه السلام في إدراك محمد عليه السلام (قد جعلها ربي حقا بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها ولم يعلم) هذا الشخص (أنه) أي الشأن موجود (في النوم) .
قال رضي الله عنه : (عينه) بالجر تأكيد للنوم (ما برح) أي ما زال عن النوم (فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت واولتها بكذا هذا).
أي قول يوسف عليه السلام : "قد جعلها ربي حقا " (مثل ذلك) الشخص في كونه منامة في منام قال رضي الله عنه : (فانظر كم بين إدراك محمد عليه السلام وبين إدراك يوسف عليه السلام في آخر امره حين قال«هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا». معناه ) .
أي معنى قوله : حقا (حسا ای محسوسا وما كان) ذلك المرئي في حضرة الخيال قبل قوله حقة أي محسوسة (إلا محسوسة فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات).
قال رضي الله عنه : (غير ذلك) مبتدأ (ليس له) خبره ، فالجملة تأكيد لقوله فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات أي ليس للخيال إعطاء غير المحسوسات ، ولم يعلم يوسف عليه السلام كما علم محمد عليه السلام فقال : إن الكون ?له خيال وما يعطي الخيال إلا المحسوسات .
قال رضي الله عنه : (فانظر ما أشرف علم ورثة محمد) عليه السلام كيف يطلعون هذه الأسرار فإن هذه مسألة دقيقة في الفن لا يطلعها إلا ورثة محمد عليه السلام ، وفيه تعظيم شأن محمد عليه السلام .
والمراد من الورثة وإن أتي بالجمع نفسه قدس سره لأن هذا العلم لا يظهر من أحد من العلماء بالله قبله .
قال رضي الله عنه : (و سأبسط القول) أي و سنفصل القول المجمل المذكور في هذه الحضرة الخيالية فاللام إشارة إلى القوم المذكور فيما سبق لبيان حضرة الخيال.
و سأبسط و أعد إلى تفصيل ما أجمله في حضرة الخيال فقوله: (في هذه الحضرة) متعلق بالقول.
ولما كان حضرة الخيال في روحانية يوسف عليه السلام قال (بلسان يوسف) عليه السلام.
ولما كان نفسه قدس سره وارثا للولاية الخاصة المحمدية قال : (المحمدي) لأنه إذا كان قائما بالولاية الخاصة المحمدية كان جامعا الجميع ولاية الأنبياء.
فكان قائلا بلسان موسى المحمدي عليه السلام وبلسان عيسى المحمدي عليه السلام.
فالمراد بلسان يوسف المحمدي عليه السلام نفسه اى الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي .
(ما) موصول صفة لمحذوف أي سأبسط البسط الذي (تقف) أي تطلع عليه (إن شاء الله تعالی) أو بدلا من القول أو موصوفة بمعنی بسطأ نقف به على علم ورثة محمد عليه السلام.
ولما بين حضرة الخيال بالنسبة إلى الرؤية فهي بهذا الاعتبار عالم خاص ?ما ذ?ر وغيره من العوالم ليس بخيال شرع في بيان أن العالم كله خيال .



شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان قول يوسف: «قد جعلها ربي حقا» بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها.
ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح، فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت وأولها بكذا. هذا مثل ذلك.
فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم و بين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا». معناه حسا أي محسوسا، و ما كان إلا محسوسا، فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات، غير ذلك ليس له.
فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم. و سأبسط من القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمدي ما تقف عليه إن شاء الله)
قال رضي الله عنه : ( فكان قول يوسف: «قد جعلها ربي حقا» بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها.  ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح، فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت وأولها بكذا. هذا مثل ذلك. فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم و بين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا». معناه حسا أي محسوسا، و ما كان إلا محسوسا، فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات، غير ذلك ليس له. فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم. و سأبسط من القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمدي ما تقف عليه إن شاء الله"

وأما قوله رضي الله عنه: إن الظل موجود بلا شك، فهو وهم قد أراد الشيخ أن يحققه باعتبار توهم من يتوهمه.
""تعقيب الجامع : الشيخ الأكبر هو على الحق هنا وان الممكنات كلها غير منيرة او نورها اقل من الشمس فلها ظلال وقد يكون بعضها عند التجلي نور اكبر او مساوي لنور الشمس فلن تجد له ظل كما حدث لرسول الله لاحظ الصحابة أن لهم ظلال الا رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة مرات سواء فى نور الشمس أو القمر رويت كمعجزة لرسول الله . ويخلق ما لا تعلمون.
قال البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع": لم يكن له صلى الله عليه وسلم في أي ظل في الشمس والقمر، لأنه نوراني، والظل نوع ظلمة.. ويشهد له أنه سأل الله تعالى أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورا، وختم بقوله: واجعلني نورا.
وفي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء: 
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:ثُمَّ خَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى فَجَعَلَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ أَوْ فِي سُجُودِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ شِمَالِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا وَاجْعَلْ لِي نُورًا أَوْ قَالَ وَاجْعَلْنِي نُورًارواه البخاري و مسلم
حديث ابن عباس : عن ابن عباس رضي اللَّه عنه: لم يكن لرسول اللَّه ظل، ولم يقم مع شمس قط إلا غلب ضوؤه الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوءه على ضوء السراج. إسناده صحيح وأخرجه ابن الجوزي في الوفا بتعريف فضائل المصطفى
وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول بإسناد مرسل (ج1/ص122) من طريق ذكوان أبي صالح، السمان الزيات، المدني، الثقة الثبت:أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يُرَى له ظلّ في شمس ولا قمر ولا أثر قضاء حاجة. فالحديث مرسل حسن لغيره وله شاهد على كونه نورا والنّور لاظلّ له. من حديث البخاري ومسلم""

بل لا حقيقة للظل في نفسه لأنه عدم الشمس في مكان مخصوص مقابل لحاجز مخصوص حجز من شعاع الشمس قسطا مخصوصا، فدار البصر على حدود الشمس فرأى ما بقي خارجا عن الشمس شبيها بصورة الشخص الحاجز لبعض أجزاء الشعاع.
فظن أن في الخارج شيئا فسماه الناس المتوهمون لهذا الغلط ظلا، وليس هو إلا بقايا عدم شروق الشمس على المكان الأرضي وهو ما يسمى حال غروب الشمس ليلا وحال احتجاب بعض الأرض أو الجسم عن شعاع الشمس ظلا، فهو هو فلا وجود للظل في الأعيان.
فقوله: إنه موجود بلا شك، مردود فإن كان العالم مثل الظل فالعالم ليس بموجود.
وإنما الذي أقول به: أن لكل جسم نورا يمتد منه وهو غير محسوس بالبصر إلا إذا جمعه صقال المرأة لتساوي أجزائها وتشابه المتصل الصيقل منها، فإنه يجتمع فيراه بالبصر في سطح المرأة حيث انجمع منها، وأما إذا تقابلت الأجسام غير الصقيلة فإن ذلك النور الشعاعي يتفرق في تجاويف خشونة الأجسام المذكورة، فلا يتصل ولا يجتمع فلا جرم لا يراه البصر، فهذا الذي ينبعث من الأجسام ولا يرى إلا في الصيقل المتلزز من الأجرام فإنه موجود بلا شك.
بخلاف الظل فاعلم فلو قاله رضي الله عنه: إن العالم من الحق تعالی بمنزلة هذا الشعاع المذكور من الأجسام لما بعد عن المرام فإن الحق تعالی وجود وكل ما يصدر عنه هو الموجود، فلا وجود إلا الله تعالى فإن نور الشمس لا يغاير الشمس.
فإن قال قائل: إن هذا مذهب هو الفلاسفة.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان قول يوسف: «قد جعلها ربي حقا» بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها.
ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح، فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت وأولها بكذا. هذا مثل ذلك.
فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم و بين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا». معناه حسا أي محسوسا، و ما كان إلا محسوسا، فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات، غير ذلك ليس له.
فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم. و سأبسط من القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمدي ما تقف عليه إن شاء الله)
قال رضي الله عنه( فقال له النبي عليه السّلام: " الناس نيام " فكان قول يوسف " قد جعلها ربّى حقّا " بمنزلة من رأى في نومه أنّه استيقظ  من رؤيا رآها ، ثم عبّرها ، ولم يعلم أنّه في النوم عينه ما برح.
فإذا استيقظ يقول : رأيت كذا ، ورأيت كأنّي استيقظت ، وأوّلتها بكذا ، هذا مثل ذلك .
فانظر كم بين إدراك محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم وإدراك يوسف عليه السّلام في آخر أمره حين قال : “ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ من قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا " ، معناه حسّا أي محسوسا ، وما كان إلَّا محسوسا ، فإنّ الخيال لا يعطي أبدا إلَّا المحسوسات ليس له غير ذلك ) .
يعني رضي الله عنه : أنّه لا يظهر في الخيال إلَّا الصور المحسوسة المرئيّة قبل ذلك ، لتقييد مرتبة عالم الخيال بالقوّة المتخيّلة ، فإنّه المثال المقيّد ، وأمّا عالم المثال المطلق فهو محلّ تجسّد الأرواح والأنوار والمعاني والصور ، فهذا وسع العوالم ، كما مرّ بيانه .
قال رضي الله عنه : ( فانظر ما أشرف علم ورثة محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم ).
قال رضي الله عنه : ( وسأبسط القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمديّ ما تقف عليه إن شاء الله تعالى )
قال العبد : قوله " المقول عليه سوى الحق " يعني على ما يقال كذلك عرفا وفي المعهود عند الجمهور ، فإنّ الحقيقة تأبى أن يكون لسوى الحق وغيره وجود ، ولو سمّي ما سمّي "سوى " على مقتضى التحقيق والكشف والنظر الدقيق .
لقيل فيه : صور أسماء الحق ، وأشخاص تعيّناتها بالوجود الواحد الحق ، وتنوّعات ظهوره وتجلَّياته ، فإنّه ما في الوجود إلَّا هو وأسماؤه لا غير .
فإن اعتبرنا هويته الذاتية فواحد ، وإن اعتبرنا أسماءه ونسب شؤونه الذاتية ، فكثرة ظاهرة في عين واحدة ، وهذه العين الواحدة الظاهرة كثيرة هي نور ممتدّ إلى مجال كثيرة مختلفة هي مجالي جولانه وجليّاته ومحالّ ظهوره وتبيانه .
والظلّ الممتدّ من النور نور بيد أنّ الممتدّ هو منه مطلق بالنسبة والممتدّ مقيّد بحسب القوابل المقيّدة له ، والتقيّد والإطلاق نسبتان معقولتان ليس لهما إلَّا في التعقّل ظهور وتحقّق ، وهو ظلّ لحقيقة النور الواحد الأحد الذي ليس إلَّا هو .
فلمّا ظهر النور الواحد بحسب خصوصيات القوابل متكثّرة متعدّدة ، ظهرت المغايرة والممايزة ، فكل واحد واحد منها غير الآخر وسواه في رأي العين والتعقّل .
والوجود الواحد الحق وهو النور عين الكلّ ، فإنّها وجودات متعيّنة في قوابل متعدّدة ومراتب كثيرة ، كثيرة ومتعدّدة ، فإن نظرت الحقيقة .
قال رضي الله عنه : ( وسأبسط القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمديّ ما تقف عليه إن شاء الله تعالى ).


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان قول يوسف: «قد جعلها ربي حقا» بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها.
ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح، فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت وأولها بكذا. هذا مثل ذلك.
فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم و بين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا». معناه حسا أي محسوسا، و ما كان إلا محسوسا، فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات، غير ذلك ليس له.
فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم. و سأبسط من القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمدي ما تقف عليه إن شاء الله)
قال رضي الله عنه : (وكان قول يوسف : " قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا " بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح ، فإذا استيقظ يقول : رأيت كذا ورأيت كذا ، كأني استيقظت وأولتها بكذا ، هذا مثل ذلك ، فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم ، وبين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال : " هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ من قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا " ).
معناه حسا : أي محسوسا وما كان إلا محسوسا ، فإن الخيال لا يعطى أبدا إلا المحسوسات ، ليس له غير ذلك ) عينه تأكيد النوم ، والفرق بين إدراك محمد وإدراك يوسف ، أن يوسف جعل الصورة الخارجية الحسية حقا وما كانت الصورة في الخيال إلا محسوسة ، لأن الخيال خزانة المحسوسات ليست فيه إلا الصورة المحسوسة مع غيبتها عن الحس .
وأما محمد صلى الله عليه وسلم فقد جعل الصورة الخارجية الحسية أيضا خيالية بل خيال في خيال ، حيث جعل الحياة الدنيوية نوما والحق المتجلى بحقيقته وهويته فيها : أي في الصورة الحسية التي تجلى فيها عند الانتباه عن هذه الحياة ، التي هي نوم الغفلة بعد الموت عنها بالفناء في الله حقا .
قال رضي الله عنه : (فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم ، وسأبسط القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمدي ، ما تقف عليه إن شاء الله تعالى ) « ما » في تقف يجوز أن يكون بدلا من القول ، وأن يكون موصوفا بمعنى بسطا في محل النصب على المصدر ، أي بسطا تقف به  على علم ورثة محمد.

"" إضافة بالي زادة :  لما كان حضرة الخيال في روحانية يوسف قال ( بلسان يوسف ) ولما كان نفسه قدس سره وارثا للولاية الخاصة المحمدية قال ( المحمدي ) لأنه إذا كان قائما بالولاية المحمدية كان جامعا لجميع ولاية الأنبياء ، فكان قائلا بلسان موسى المحمدي وبلسان عيسى المحمدي فالمراد نفسه اهـ .بالي زادة ""


وفي بعض النسخ : من القول ، فيكون ما في محل النصب بالمفعولية ( فنقول : اعلم أن المقول عليه سوى الحق أو مسمى العالم ، هو بالنسبة إلى الحق كالظل للشخص ، فهو ظل الله ).
أي ما يقال عليه سوى الحق في العرف العام ، وأما في العرف الخاص عند أهل التحقيق ليس سوى الحق وجود ، ولو اعتبر السوي بالاعتبار العقلي الذي هو الصفات والتعينات التي هي حقائق الأسماء عند نسبها إلى الذات لقيل فيه صور أسماء الحق .
إذ ليس في الوجود إلا هو وأسماؤه باعتبار معاني الصفات فيه لا غير ، فإذا اعتبرت الوجود الإضافي المتعدد بتعينات الأعيان التي هي صور معلومات الحق سميته سوى الحق والعالم ، وهو بالنسبة إلى الحق أي الوجود المطلق كالظل للشخص فالوجود الإضافي أي المقيد بقيود التعينات ظل الله.

"" إضافة بالي زادة :  فكما أن الظل معدوم في نفسه موجود بالشخص  كذلك العالم مع الحق : فهو ، أي العالم ظل الله اه ( فهو ) أي ظل الله ( عين نسبة الوجود ) الإضافي ( إلى العالم ) فإذا كان ظل الله هو العالم فلا بد في ظهور العالم كل ما لا بد في ظهور ظل العالم بحسب ما يناسب الظهور ، وإنما كان ظل الله عين نسبة ظل العالم إلى العالم ( لأن الظل موجود بلا شك ) اهـ بالى زادة "".


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان قول يوسف: «قد جعلها ربي حقا» بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها.
ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح، فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت وأولها بكذا. هذا مثل ذلك.
فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم و بين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا». معناه حسا أي محسوسا، و ما كان إلا محسوسا، فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات، غير ذلك ليس له.
فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم. و سأبسط من القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمدي ما تقف عليه إن شاء الله)
قال رضي الله عنه : (فكان قول يوسف ، عليه السلام : " قد جعلها ربى حقا " . بمنزله من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤياه رآها ، ثم عبرها ، ولم يعلم أنه في النوم عينه ) (عينه ) بالجر ، تأكيد ( للنوم ) . أو منصوب على أنه تأكيد لضمير ( أنه ) . أي لم يعلم أنه بعينه في النوم . ويجوز أن يكون مرفوعا على أنه مبتداء ، والظرف خبره مقدم عليه ، وضمير ( أنه ) للشأن .
( ما برح ، فإذا استيقظ ، يقول : رأيت كذا ، ورأيت كأني استيقظت . وأولتها بكذا ، هذا مثل ذلك ) .

( فانظر كم بين إدراك محمد وبين إدراك يوسف ، عليهما السلام ، في آخر أمره حين قال : " هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربى حقا" ) . معناه حسا أي ، محسوسا ) أي ، ثابتا .
لذلك قال : ( ( أي محسوسا ) . وما كان إلا محسوسا . فإن الخيال أبدا لا يعطى إلا المحسوسات ، غير ذلك ليس له ) . أي ، فانظر كم بينهما في الإدراك : فإن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، جعل الصور الحسية أيضا كالصور الخيالية التي يتجلى الحق والمعاني الغيبية والحقائق العينية فيها ، وجعل يوسف ، عليه السلام ، الصور الحسية حقا ثابتا والصور الخيالية غير ذلك.
فصار الحس عنده مجالي للحق والمعاني الغيبية دون الخيال ( فانظر ما أشرف علم ورثة
سيد الأنبياء والرسل ، محمد ، صلى الله عليه وسلم ) . أي ، علم الأولياء الكاملين المطلعين على هذه الأسرار .

( وسأبسط القول ) ( اللام ) للعهد ، والمعهود قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : ( الناس نيام ) . أي ، سأبسط هذا القول وأبين أن العالم كله خيال ، والناس كلهم نيام ، والصور المرئية كلها صور خيالية .
كما قال في موضع آخر : إنما الكون خيال وهو حق في الحقيقة كل من يفهم هذا حاز أسرار الطريقة ( في هذه الحضرة ) أي ، الحضرة الخيالية .
( بلسان يوسف المحمدي ، ما تقف عليه ) أي ، سأبسط القول بسطا تطلع عليه . ( إنشاء الله تعالى ) .  أو يكون ( ما تقف عليه ) بدلا من ( القول ) .

قد مر أن المرتبة المحمدية محيط بجميع مراتب الأنبياء نبوة وولاية ، إذ منها يتفرع المراتب ، كما تتفرع من روحه الكلى الأرواح .
وكل من ورثته ، قائم على ولاية نبي منهم ، لذلك كان بعضهم على قلب إبراهيم ، وبعضهم على قلب يوسف ، وبعضهم على قلب موسى ، صلوات الله عليهم أجمعين .
والقائم بالولاية الخاصة المحمدية جامع لمراتب ولايات كلهم .
فقوله ( بلسان يوسف المحمدي ) أي ، بلسان القائم على ولاية يوسف الذي هو محمدي  ولما كان القائم على ولاية يوسف مظهرا لسره ، سماه باسمه .
وفيه سر آخر لا يطلع عليه إلا من اطلع على ظهورات الكمل في العوالم .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان قول يوسف: «قد جعلها ربي حقا» بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها.
ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح، فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت وأولها بكذا. هذا مثل ذلك.
فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم و بين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا». معناه حسا أي محسوسا، و ما كان إلا محسوسا، فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات، غير ذلك ليس له.
فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم. و سأبسط من القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمدي ما تقف عليه إن شاء الله)
قال رضي الله عنه : (فكان قول يوسف: «قد جعلها ربي حقا» بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها. ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح، فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت وأولها بكذا. هذا مثل ذلك. فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم و بين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا». معناه حسا أي محسوسا، و ما كان إلا محسوسا، فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات، غير ذلك ليس له.)
ثم أشار إلى أن منتهی علم يوسف عليه السلام يشبه علم عائشة رضي الله عنها في هذا المقام ليتدارك ما قال في شأنها أولا مع إظهار فضل نبينا الكلي.
فقال رضي الله عنه : (ثم قال يوسف عليه السلام بعد ذلك في آخر الأمر عند انتهاء حالة في الكمال: (" هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا" [يوسف: 100])، ولما لم يمكن تفسيره بمعنى: الثابت لكونه أمرا زائدا من أمور الدنيا، فيبعد من يوسف عليه السلام القول بثبوته.
قال رضي الله عنه : (أي: أظهرها في الحس بعد ما كانت في صورة الخيال) جعله حقا من حيث إنه لا يحتاج إلى العبور عنه إلى ما هو تأويله.
فقال له: أي لأجل احتياج كل محسوس إلى تأويل في القسمة (النبي) أي: الذي نبئ بالأسرار الخفية حتى فضل على من تقدمه من الأنبياء (محمد صلى الله عليه وسلم : «الناس نيام» فلكل ما رأوه في الدنيا تأويل «فإذا ماتوا انتبهوا» لتأويله .
فإذا كان كل تأويل يحصل في اليقظة بمنزلة المرئي في المنام، (فكان قول يوسف عليه السلام "قد جعلها ربي حقا" بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها، ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح) نائما إلى الآن.
فإذا استيقظ بالحقيقة (يقول: رأيت في النوم كذا، ورأيت في ذلك النوم عينه (كأني استيقظت وأولتها بكذا، هذا) أي: قول يوسف عليه السلام : قد جعلها ربي حقا (مثل ذلك) القول في النوم عينه.
(فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم ، وبين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال: "هذا تأويل رؤیای من قبل قد جعلها ربي حقا")، فأوقفه على الحس، ولم يخرجه إلى التأويل.
فإن حقا (معناه حسا) مع أنه ليس بحس، كأنه مشعر وما رآه ليس بمشعر بل مدرك به فلذلك فسره بقوله (أي: محسوسا).
وهو بهذه التأويلات البعيدة أيضا باطل، و لبيان بطلانه إعادة.
فقال: وما كان حين رآه في المنام إلا محسوسا (فإن الخيال) لكونه خزانة الصور دون المعاني (لا يعطي أبدا إلا المحسوسات ليس له غير ذلك) لاختصاص كل حاسه بنوع من الإدراك.
فلا بد من تأويله محسوسا بالحواس الظاهرة بعد كونه محسوسا بالحواس الباطنة.
لكن لا ينبغي للكمل أن يقتصروا على المحسوسات، ويتركوا النظر إلى تأويلات القسمة، وقد نظر إليها من دونهم من ورثة محمد صلى الله عليه وسلم ببركة متابعته، وإن لم يشتغلوا بذلك.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم. و سأبسط من القول)
فقال: (فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم ) حيث أدركوا فضله من قوله: «الناس نيام» على يوسف عليه السلام في قوله:"قد جعلها ربي حقا" (وسأبسط من القول) في هذه الحضرة أي: حضرة الخيال بلسان يوسف المحمدي.
أي بلسان من له ?شف يوسف في هذه الحضرة مع كونه من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم مستكملا ذلك الكشف بنور متابعته عليه السلام ما يقف عليه بدل من القول إن شاء الله تعالی.
فأشار إلى بيان كون المحسوسات؛ بل العالم كل من عالم الخيال لها تأويلات في القسمة.


"" أضاف الجامع : يقول إسماعيل حقي الخلوتي في روح البيان فى تفسير القرآن 1127 هـ  الجزء الرابع في تفسير سورة يوسف :
ثم اعلم أن الرؤيا عبارة عن ارتسام صورة المرئي وانتقاشها في مرآة القلب فى النوم دون اليقظة فالرؤيا من باب العلم ولكل علم معلوم ولكل معلوم حقيقة .
وتلك الحقيقة صورته والعلم عبارة عن وصول تلك الصورة الى القلب وانطباعها فيه سواء كان فى النوم أو فى اليقظة .
فلا محل له غير القلب ولما كان عالم الأرواح متقدما بالوجود والمرتبة على عالم الأجسام وكان الإمداد الرباني الواصل الى الأجسام موقوفا على توسط الأرواح بينها وبين الحق .
وتدبير الأجسام مفوض الى الأرواح وتعذر الارتباط بين الأرواح والأجسام للمباينة الذاتية الثابتة بين المركب والبسيط .
فان الأجسام كلها مركبة والأرواح بسيطة فلا مناسبة بينهما فلا ارتباط وما لم يكن ارتباط لا يحصل تأثير ولا تأثر ولا امداد ولا استمداد .فلذلك خلق الله عالم المثال برزخا جامعا بين عالم الأرواح وعالم الأجسام ليصح ارتباط أحد العالمين بالآخر فيتأتى حصول التأثر والتأثير ووصول الإمداد والتدبير.
وهكذا شأن روح الإنسان مع جسمه الطبيعي العنصري الذي يدبره ويشتمل عليه علما وعملا فإنه لما كانت المباينة ثابتة بين روحه وبدنه وتعذر الارتباط الذي يتوقف عليه التدبير ووصول المدد إليه خلق الله نفسه الحيوانية برزخا بين البدن والروح المفارق .
فنفسه الحيوانية من حيث إنها قوة معقولة هى بسيطة تناسب الروح المفارق ومن حيث أنها مشتملة بالذات على قوى مختلفة متكثرة منبثة فى أقطار البدن متصرفة بتصرفات مختلفة ومحمولة ايضا فى البخار الضبابي الذي فى التجويف الأيسر من القلب الصنوبري .
تناسب المزاج المركب من العناصر فحصل الارتباط والتأثر والتأثير وتأتى وصول المدد وإذا وضح هذا فاعلم أن القوة الخالية التي فى نشأة الإنسان من كونه نسخة من العالم بالنسبة الى العالم المثالي المطلق كالجزء بالنسبة إلى الكل و كالجدول بالنسبة الى النهر الذي هو مشرعه.
وكما أن طرف الجدول الذي يلى النهر متصل به كذلك عالم الخيال الإنساني من حيث طرفه الأعلى متصل بعالم المثال 
والمثال نوعان : مطلق ومقيد.
فالمطلق ما حواه العرش المحيط من جميع الآثار الدنيوية والأخروية.
والمقيد نوعان :
نوع هو مقيد بالنوم
ونوع غير مقيد بالنوم مشروط بحصول غيبة وفتور ما فى الحس.
كما فى الواقعات المشهورة للصوفية وأول ما يراه الأنبياء عليهم السلام إنما هو الصور المثالية المرئية فى النوم والخيال .
ثم يترقون إلى أن يروا الملك في المثال المطلق أو المقيد فى غير حال النوم لكن مع نوع فتور فى الحس .
وكونهم مأخوذين عن الدنيا عند نزول الوحي إنما هو مع بقاء العقل والتمييز .
ولذا لا ينتقض حينئذ وضوؤهم ولانهم تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم لكون بواطنهم محلاة بصفات الله متخلقة بأخلاقه مطهرة عن أوصاف البشرية من الحرص والعجز والأمل والضعف وغير ذلك.أهـ
ومن موسوعة البحوث والمقالات العلمية: في تفسير سورة يوسف :
أن قوله (كلمته) هو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، فـ (الكلمة) هنا عيسى، وهو مخلوق، لأنه منفصل.
وقد بينا سابقا أن إضافة الشيء القائم بذاته إلى الله، هو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، فيكون المراد بـ (الكلمة) هنا عيسى، وأضافه الله إلى نفسه تشريفا له وتكريما.فإن قلتم: كيف يسمي الله - تعالى -عيسى (كلمة) والكلمة صفة لله؟
فالجواب: أنه ليس المراد هنا الصفة، بل هذا من باب إطلاق المصدر، وإرادة المفعول نفسه، كما نقول: هذا خلق الله، ونعني هذا مخلوق الله، لأن خلق الله نفسه فعل من أفعاله.
لكن المراد هنا المفعول، أي المخلوق،"عيسى عليه السلام"  ومثل ما تقول أيضا: أتى أمر الله، يعني المأمور، أي ما أمر الله به، وليس نفس الأمر، فإن الأمر فعل من الله تعالى. أهـ"" 



شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان قول يوسف: «قد جعلها ربي حقا» بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها.
ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح، فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت وأولها بكذا. هذا مثل ذلك.
فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم و بين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا». معناه حسا أي محسوسا، و ما كان إلا محسوسا، فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات، غير ذلك ليس له.
فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم. و سأبسط من القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمدي ما تقف عليه إن شاء الله)
قال رضي الله عنه : (فكان قول يوسف : " قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا " بمنزلة من رأى في نومه أنّه قد استيقظ من رؤيا رآها ، ثمّ عبّرها ولم يعلم أنّه في النوم عينه ما برح ، فإذا استيقظ يقول : « رأيت كذا ، ورأيت كأنّي استيقظت وأوّلتها بكذا » هذا مثل ذلك ) فمقام محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم هو الاستيقاظ الحاكم بالأشياء على ما هي عليه .

قال رضي الله عنه : (فانظر كم بين إدراك محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم وبين إدراك يوسف عليه السّلام في آخر أمره ، حين قال : " هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ من قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا " معناه : حسّا أي محسوسا ) فأدرك مطابقة عقيدته وما في متخيّلته من الصورة بالمحسوسات ، وسمّاها بالحقّ .
وهذا ليس تأويله حقّا ، لأنّ تأويل الصور ومآل أمرها إنّما هو الحقائق المعنويّة ولطائفها الأصليّة ، لا المحسوسات نفسها ، كيف ( وما كان ) عند رؤيته ( إلَّا محسوسا ، فإنّ الخيال لا يعطي أبدا إلَّا المحسوسات ) ، بتركيباتها الخاصّة وامتزاجاتها الاختراعيّة ، ( غير ذلك ليس له ) .
قال رضي الله عنه : (فانظر ما أشرف علم ورثة محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم ، وسأبسط من القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمّدي ما تقف عليه إن شاء الله تعالى ) .
وذلك لأنّ لنقطة الولاية في دائرة الدولة المحمّديّة سيرا خاصّا بحسب تطوّراتها الأصليّة ، ولذلك تسمعهم يقولون لكلّ من الأولياء المحمّديّة : " إنّهم على قدم واحد من الأنبياء".
ثمّ إنّ ورثة محمّد من الأولياء ، الواقفين على مواقف يوسف ، المقتفين آثار أقدامه ما يقنعون في تأويل رؤياه من سجود الأنوار كلَّها له بالمحسوسات فقط بل يعبّرونها باللطائف المعنويّة ، وذلك بميامن تلك الوراثة الختميّة فإنّها شنشنة أعرفها من أخزم كما أشار إليه بقوله :


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان قول يوسف: «قد جعلها ربي حقا» بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها.
ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح، فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت وأولها بكذا. هذا مثل ذلك.
فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم و بين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا». معناه حسا أي محسوسا، و ما كان إلا محسوسا، فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات، غير ذلك ليس له.
فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم. و سأبسط من القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمدي ما تقف عليه إن شاء الله)

قال رضي الله عنه : ( فكان قول يوسف: «قد جعلها ربي حقا» بمنزلة من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤيا رآها ثم عبرها. ولم يعلم أنه في النوم عينه ما برح، فإذا استيقظ يقول رأيت كذا ورأيت كأني استيقظت وأولها بكذا. هذا مثل ذلك. فانظر كم بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم وبين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال: «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا».  معناه حسا أي محسوسا، و ما كان إلا محسوسا، فإن الخيال لا يعطي أبدا إلا المحسوسات، )
قال رضي الله عنه : (فكان قول يوسف عليه السلام) قد جعلها ربي حقا.
(بمنزلة) قوله رضي الله عنه  (من رأى في نومه أنه قد استيقظ من رؤیا رآها ثم عبرها ولم يعلم أنه في النوم) الذي رأى فيه الرؤيا (عينه) بالجر على أنه تو?بد للنوم .
بقرينة قوله رضي الله عنه : (ما برح)، أي ما زال عن النوم الذي كان فيه (فإذا استيقظ يقول : رأيت) في النوم (كذا ورأيت كأني استيقظت وأولتها)، أي رؤياي (بكذا هذا) الذي ذكرنا عن حال النائم الذي توهم أنه قد أستيقظ .
(مثل ذلك) الذي ذكرنا من يوسف عليه السلام (فانظر كم) فرقي (بين إدراك محمد صلى الله عليه وسلم ) حيث أدرك الناس في كل حال نیام .
قال رضي الله عنه : (وبين إدراك يوسف عليه السلام في آخر أمره حين قال : «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا»معناه ) ثابتة (حسا، أي محسوسأ) بالحواس الظاهرة .
(وما كان) هذا الأمر الثابت حسا (إلا محسوسا)، أي مأخوذا من الحس (فإن الخيال لا يعطى ابدأ إلا المحسوسات)، يعني الصورة المأخوذة من الحس فإن المادة التي ينصرف فيها الخيال ليست إلا الصورة الحسية المخزونة فيه.
وليس المراد أنها حين التخيل محسوسا بالحواس الظاهرة.

قال رضي الله عنه : ( غير ذلك ليس له. فانظر ما أشرف علم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم. وسأبسط من القول في هذه الحضرة بلسان يوسف المحمدي ما تقف عليه إن شاء الله.)
قال رضي الله عنه : (غير ذلك) الذي ذكرنا (ليس) ثبات (له)، أي للخيال.
(فانظر ما أشرف علم ورثه محمد صلى الله عليه وسلم) من الكمل المطلعين على مثل هذه الأسرار فكيف علم محمد صلى الله عليه وسلم (وسأبسط القول)، أي الكلام (في) تحقيق هذه الحضرة الخيالية (بلسان يوسف المحمدي).
""إضافة الجامع : الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي يقصد بـ (تحقيق هذه الحضرة الخيالية بلسان يوسف المحمدي) نفسه لإنه ختم الولاية المحمدية الخاصة فهو صاحب لسان يوسف المحمدي""

أي بلسان من هو على قدم يوسف من ورثة محمد صلى الله عليه وسلم  فكأنه جعل اسم يوسف علما لجنس من كان على تلك القدم فوصفه بالمحمدي للتخصيص (ما ستقف عليه إن شاء الله).
ما موصولة أو موصوفة بدلا من القول، وضمير عليه لما.

أي : ما توقف عليه ويصل فهمك إليه ، أو موصوفة بمعنی بسطا في محل النصب على المصدرية ، وضمير عليه العلم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم  والضمير العائد إلى ما محذوف، أي بسطة تقف به عليه .
.



واتساب

No comments:

Post a Comment