Friday, July 5, 2019

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الرابعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الرابعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر التاسع فص حكمة نورية في كلمة يوسفية الفقرة الرابعة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله

09 - The Wisdom Of Light In The Word Of Joseph  

الفقرة الرابعة :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، فدخل في صورة إنسان.
فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم  دينكم.
و قد قال لهم ردوا علي الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها.
ثم قال هذا جبريل فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها. فهو صادق في المقالتين:
صدق للعين في العين الحسية، وصدق في أن هذا جبريل، فإنه جبريل بلا شك. )
قال رضي الله عنه : " وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، فدخل في صورة إنسان.  فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم. و قد قال لهم ردوا علي الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها. ثم قال هذا جبريل فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها. فهو صادق في المقالتين: صدق للعين في العين الحسية، وصدق في أن هذا جبريل، فإنه جبريل بلا شك. "
قال رضي الله عنه : (وكذلك)، أي مثل ما ذكر (إذا تمثل له الملك) الذي يوحي إليه (رجلا)، أي في صورة رجل كما كان يأتيه صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي وفي صورة أعرابي (فذلك) التمثل (من حضرة الخيال) أيضا .
(فإنه)، أي الملك المتمثل (ليس برجل) من بني آدم (وإنما هو ملك) من الملائكة (فدخل) ذلك الملك (في صورة إنسان) فالحقيقة الروحانية للملك والإنسانية فيه خيالية (فعبره الناظر) إلى تلك الصورة الإنسانية (العارف) بذلك التمثيل يعني جاوز من تلك الصورة الإنسانية (حتى وصل إلى صورته)، أي صورة ذلك الملك الحقيقية التي هو عليها في نفسه .
والحاصل أن الأرواح سواء كانت ملكية أو إنسانية أو جنية أو شيطانية أو حيوانية أو غير ذلك قابلة للتشكل والدخول في أي صورة شاءت من الصو.
غير أن تلك القابلية فيها إما بالفعل كالأرواح الملكية والجنية والشيطانية وبعض الإنسانية، أو بالقوة ?الأرواح الحيوانية وغيرها، وكل هذا بواسطة القوة المتخيلة ووجود عالم الخيال واتصاله بعالم الأرواح في الكل، والوحي يكون بتجريد النبي عن صورته الحسية الخيالية ودخوله في صورة ملكية خيالية أخرى.
وهو حال غيبته عن الحاضرين عنده ، أو بتجريد الملك عن صورته الخيالية ونزوله في الصورة الحسية الخيالية الإنسانية.
وهو مجيئه في صورة دحية الكلبي أو صورة الأعرابي والصور كلها خيالية في الملأ الأعلى والأدنى، والحقائق كلها روحانية في الأعلى والأدنى أيضا، فكل ما هو غير الحق تعالی عالم روحاني له قوة خيال يظهر بها في كل صورة إما بالفعل أو بالقوة (فقال) عليه السلام عند ذلك التعبير لهم عنه كما يعبر لهم رؤيا المنام بصورة غير صورة ما رأوا (هذا)، أي الرجل الذي رأيتموه (جبرائیل) علیه السلام (أتاكم) في عالم منامكم الذي هو يقظتكم في الدنيا (یعلم?م دین?م) بسؤاله للنبي صلى الله عليه وسلم على حسب ما ورد في بقية الحديث.
قال رضي الله عنه : (وقد قال)، أي النبي صلى الله عليه وسلم (لهم ردوا على الرجل فسماه)، أي الملك (بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم) ذلك الملك (فيها ثم قال) صلى الله عليه وسلم  (هذا جبرائیل) علیه السلام (فاعتبر الصورة) الجبرائيلية (التي مآل)، أي مرجع (هذا الرجل المتخيل) لهم في التأويل (إليها فهو) صلى الله عليه وسلم  (صادق في المقالتين صدق) في المقالة الأولى ردوا على الرجل (العين) التي ظهر بها الملك له ولهم في صورة الرجل.
(في العين الحسية) الباصرة، فإنها لا ترى إلا الصورة المحسوسة (وصدق في أن هذا جبرائیل) علیه السلام في عين القلب التي هي البصيرة العارفة بذلك (فإنه)، أي ذلك الرجل (جبرائیل) علیه السلام (بلا شك) في نفس الأمر فقد أوفي عليه السلام كل عين حقها وأعطى كل عالم مقتضاه وهو الكمال المطلوب.


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، فدخل في صورة إنسان.
فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم  دينكم.
و قد قال لهم ردوا علي الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها.
ثم قال هذا جبريل فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها. فهو صادق في المقالتين:
صدق للعين في العين الحسية، وصدق في أن هذا جبريل، فإنه جبريل بلا شك. )
قال رضي الله عنه : (وكذلك إذا تمثل له الملك) أي إذا جاءه الملك للوحي فتمثل له (رجلا فذلك) الملك الظاهر له بصفة الرجل (من حضرة الخيال) .
فما رآه رسول الله عليه السلام والأصحاب رضوان الله عليهم إلا من حضرة الخيال لا من حضرة الشهادة وإنما كان ذلك الملك من حضرة الخيال .
قال رضي الله عنه : (فإنه) أي فإن ذلك الملك (ليس برجل في نفسه وإنما هو) في الحقيقة (ملك فدخل في صورة إنسان) فظهر له للوحي (فعبره الناظر العارف) حقيقة الحال وهو الرسول (حتى وصل إلى صورته الحقيقية) وهي صورة الملكية .
(فقال صلى الله عليه وسلم : هذا جبرائيل أتاكم يعلمكم) أمر (دينكم) فهذا حكم التعبير (و) الحال.
قال رضي الله عنه : (قد قال) عليه السلام (لهم) أي لأصحابه الذين منعوا دخول الرجل عليه (ردوا على الرجل فسماه بالرجل من أجل) أي بسبب (الصورة التي ظهر لهم) أي ظهر جبرائيل لأصحابه الحاضرين في ذلك المجلس (فيها) أي في صورة الرجل .
قال رضي الله عنه : (ثم قال) بعد قوله : ردوا على الرجل (هذا جبرائيل فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها نهر صادق في المقالتين) .
هذا جبرائيل وردوا على الرجل (صدق) في تسمية الرجل (للعين) أي لأجل البصر الذي كان موضعه (في العين الحسية) فإن العين يطلق على البصر وعلى موضعه فإن الحاضرين لا ينظرون إليه إلا بالبصر الذي كان موضعه في عين رؤوسهم لا بالبصر الذي كان في قلوبهم .
ولو أدركوا بذلك لقالوا: هذا جبرائيل كما قال الرسول عليه السلام فما يسمي هذا العين إلا بالرجل .
فصدق الرسول عليه السلام في قوله لأجل هذا العين فهو معنى قوله : فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فهو حكم من الرسول عليه السلام بحسب العين الحسية أو معناه صدق للعين أي تعين الرجل .
قال رضي الله عنه : (وصدق في قوله : إن هذا جبرائيل فإنه جبرائیل) في نفسه (بلا شك) .
ولما فرغ عن بيان حال محمد عليه السلام في الرؤيا والوحي شرع في بيان حال يوسف عليه السلام في رؤياه ليظهر الفرق بينهما في رتب العلم في الرؤيا بقوله:  


شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، فدخل في صورة إنسان.
فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم  دينكم.
و قد قال لهم ردوا علي الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها.
ثم قال هذا جبريل فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها. فهو صادق في المقالتين:
صدق للعين في العين الحسية، وصدق في أن هذا جبريل، فإنه جبريل بلا شك. )
قال رضي الله عنه : " وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، فدخل في صورة إنسان.  فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم. و قد قال لهم ردوا علي الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها.  ثم قال هذا جبريل فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها. فهو صادق في المقالتين: صدق للعين في العين الحسية، وصدق في أن هذا جبريل، فإنه جبريل بلا شك. "
و قال: وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا، فهو في عالم الخيال المذكور.
قال فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، لأنه، عليه السلام، قال عند ما رأوا رجلا يسأل النبي عليه السلام، عن الإسلام والإيمان والإحسان... والحديث مشهور.
قال: ردوا على الرجل فسماه رجلا، نظرا إلى صورته التي تحتاج إلى التعبير فلما لم يروا شيئا
قال: هذا جبرائیل جاء ليعلم الناس دينهم فسماه بالتعبير جبرئیل .وإن كان قد يقال للملك أنه رجل .و للجان أنه رجل.
قال تعالى: «وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن" (الجن: 6).


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، فدخل في صورة إنسان.
فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم  دينكم.
و قد قال لهم ردوا علي الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها.
ثم قال هذا جبريل فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها. فهو صادق في المقالتين:
صدق للعين في العين الحسية، وصدق في أن هذا جبريل، فإنه جبريل بلا شك. )
قال رضي الله عنه : ( وكذلك إذا تمثّل له الملك رجلا ، فذلك من حضرة الخيال ، فإنّه ليس برجل ، إنّما هو ملك فدخل في صورة إنسان ، فعبر الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية ، فقال : هذا جبرئيل ، أتاكم يعلَّمكم دينكم ، وقد قال لهم :" ردّوا عليّ " الرجل فسمّاه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها) .
ثم قال رضي الله عنه : (هذا جبرئيل فاعتبر الصورة التي مآل  هذا الرجل المتخيّل إليها ، وهو صادق في المقالتين ، صدق للعين في العين الحسيّة ، وصدق في أنّ هذا جبرئيل ، فإنّه جبرئيل بلا شكّ ) كلّ هذا ظاهر بيّن .


شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، فدخل في صورة إنسان.
فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم  دينكم.
و قد قال لهم ردوا علي الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها.
ثم قال هذا جبريل فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها. فهو صادق في المقالتين:
صدق للعين في العين الحسية، وصدق في أن هذا جبريل، فإنه جبريل بلا شك. )

قال رضي الله عنه : (وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال ، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك ، فدخل في صورة إنسان فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته بالحقيقة ، فقال: " هذا جبريل أتاكم ليعلمكم دينكم "وقد قال لهم " ردوا علىّ الرجل » فسماه رجلا من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها ، ثم قال: « هذا جبريل » فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها ، فهو صادق في المقالتين صدق العين ).
أي عين الرجل ( في العين الحسية وصدق في أن هذا جبريل ، فإنه جبريل بلا شك ) كله ظاهر.
"" إضافة بالي زادة : ( من يوسف في خزانة خياله ) لا من المرئي ، فإن إدراك ما في خزانة الخيال قد يكون من الرائي والمرئي معا كظهور جبرئيل للنبي ، فإن الإدراك واقع منهما ، بخلاف يوسف مع إخوته ( وعلم ذلك يعقوب ) أي عدم علمهم بما رآه يوسف ( حين قص ) الرؤيا على يعقوب اهـ بالى .
( ثم برأ وألحقه بالشيطان ) أي بعد إسناد ذلك الكيد لبغيه أسنده إلى الشيطان ( وليس إلا عين الكيد ) من يعقوب مع يوسف لئلا تبقى عداوة إخوته في قلبه مع بقاء الاحتراز اهـ. بالي زادة ""

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، فدخل في صورة إنسان.
فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم  دينكم.
و قد قال لهم ردوا علي الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها.
ثم قال هذا جبريل فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها. فهو صادق في المقالتين:
صدق للعين في العين الحسية، وصدق في أن هذا جبريل، فإنه جبريل بلا شك. )
قال رضي الله عنه : (وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا ، فذلك ) أي التمثل . ( من حضرة الخيال ، فإنه ليس برجل ) . أي ، موجود في الحس كما هو العادة .
( وإنما هو ملك ، فدخل في صورة إنسان . فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية ،فقال : هذا جبرئيل أتاكم يعلمكم أمر دينكم.
وقد قال لهم : ردوا على الرجل . فسماه ب‍ ( الرجل ) من أجل الصورة التي ظهر لهم ) أي ، ظهر جبرئيل ، عليه السلام ، للناظرين .
قال رضي الله عنه : ( فيها . ثم قال : هذا جبرئيل . فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها ) . وهي الصورة الملكية .
( فهو صادق في المقالتين : صدق للعين في العين الحسية ) .
أي ، للعين التي هي من الحواس الظاهرة في رؤيته العين ، أي الذات المحسوسة . أو صدق للعين ، أي الذات الجبرئيلية في العين الحسية ، وهي البصر .
قال رضي الله عنه : (وصدق في أن هذا جبرئيل . فإنه جبرئيل بلا شك ).  



خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، فدخل في صورة إنسان.
فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم  دينكم.
و قد قال لهم ردوا علي الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها.
ثم قال هذا جبريل فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها. فهو صادق في المقالتين:
صدق للعين في العين الحسية، وصدق في أن هذا جبريل، فإنه جبريل بلا شك. )
قال رضي الله عنه : ( وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، فدخل في صورة إنسان.  فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم. و قد قال لهم ردوا علي الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها. ثم قال هذا جبريل فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها. فهو صادق في المقالتين: صدق للعين في العين الحسية، وصدق في أن هذا جبريل، فإنه جبريل بلا شك. )
ثم أشار إلى رؤيته في صور الحيوانات، فقال: (وكذلك) أي: يرى الملك في حضرة الخيال (إذا تمثل له الملك رجلا فذلك) المتمثل (من حضرة الخيال) إذ لو كان من عالم الحس لكان رجلا بالحقيقة، ولكنه ليس كذلك.
(فإنه ليس برجل) ذكر من بني آدم، و(إنما هو ملك) كان مجردا (فدخل في صورة إنسان) أخذها من عالم المثال لنفسه، ليألف المخاطب، (فعبره) الناظر (العارف) لقوة معرفته بالفرق بين الصور الحسية والخيالية بحيث يميز بينهما بالبداهة .
(حتى وصل إلى صورته الحقيقية) التي ليس شأن كل واحد الوصول إليها،
(فقال: «هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم") أي: في صورة مألوفة لكم فلا تدهش عقولكم لرؤيته فلا تفهموا منه أمر دينكم الذي هو أهم الأمور كلها. الحديث رواه مسلم وابن أبي عاصم.
(وقد قال لهم) أولا (ردوا على الرجل) ليعلموا عند تعذر رده بعدم رؤيته بعد غيبة قليلة أنه ليس من جنس البشر فيصدقونه صلى الله عليه وسلم في أنه جبريل بلا وقفة (فسماه) أولا مجازا (بالرجل من أجل الصورة التي ظهر جبريل)عليه السلام  (لهم فيها) جريا على اعتقاد الحاضرين حتى إذا أزال اعتقادهم ذلك.
( فاعتبر) ثانيا (الصورة الملكية التي مال هذا الرجل المتخيل إليها) أي: إلى تلك الصورة الملكية.
( فهو) أي: النبي صلى الله عليه وسلم (صادق في المقالتين).
لكن قوله: ردوا على الرجل (صدق العين) أي: الصورة المحسوسة الظاهرة في العين الحسية الباطنة، كأنها عين ظاهرة .
(وصدق في أن هذا جبريل عليه السلام) باعتبار مالها، (فإنه جبريل عليه السلام  بلا شك)، وإن ظهر في صورة خيالية من شأنها كثرة الغلط فيها، لكن لا غلط فيها بعد تنورها.
ولذلك يقع الجزم بما يرى فيها حينئذ الكامل الحال تام الاعتدال ?المقامات الصادقة، كما يحصل الجزم بالمرئيات الظاهرة، وإن وقع في بعضها الغلط.



شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، فدخل في صورة إنسان.
فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم  دينكم.
و قد قال لهم ردوا علي الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها.
ثم قال هذا جبريل فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها. فهو صادق في المقالتين:
صدق للعين في العين الحسية، وصدق في أن هذا جبريل، فإنه جبريل بلا شك. )
قال رضي الله عنه : ( وكذلك إذا تمثّل له الملك رجلا ) فيما لم يغب عن تلك المحسوسات ، (فذلك من حضرة الخيال ) أيضا ( فإنّه ليس برجل ) في نفسه ( وإنّما هو ملك ، فدخل في صورة إنسان ، فعبره الناظر العارف حتّى وصل إلى صورته الحقيقيّة ) التي هو عليها في نفسه ( فقال : « هذا جبرئيل أتاكم يعلَّمكم دينكم  ").
قال رضي الله عنه : (وقد قال لهم : « ردّوا عليّ الرجل » فسمّاه ب « الرجل » من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها ) تنزّلا إلى مواطن إدراكهم ( ثمّ قال : «هذا جبرئيل» فاعتبر الصورة التي هي مآل هذا الرجل المتخيّل إليها ، فهو صادق في المقالتين ، صدق للعين في العين الحسيّة ) ، لأنّ المحسوس هو المشار إليه بهذا الرجل ، والعين صادقة في إدراكها هذا بأنّه رجل ، ( وصدق في أنّ هذا جبرئيل ، فإنّه جبرئيل بلا شك ) ، فإنّه هو في نفسه .
هذا ما أشار إليه الحضرة الختميّة من الجمعيّة في هذا الموطن .


شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، فدخل في صورة إنسان.
فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم  دينكم.
و قد قال لهم ردوا علي الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها.
ثم قال هذا جبريل فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها. فهو صادق في المقالتين:
صدق للعين في العين الحسية، وصدق في أن هذا جبريل، فإنه جبريل بلا شك. )

قال رضي الله عنه : ( وكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك من حضرة الخيال، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، فدخل في صورة إنسان. فعبره الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم  دينكم. و قد قال لهم ردوا علي الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها. ثم قال هذا جبريل فاعتبر الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها. فهو صادق في المقالتين: صدق للعين في العين الحسية، )
قال رضي الله عنه : (فكذلك إذا تمثل له الملك رجلا فذلك) التمثل (من حضرة الخيال فإنه)، أي الملك (ليس برجل) حقيقي، فإنه ليس إنسان ذ?ر (وإنما هو ملك فدخل في صورة إنسان) ذ?ر .
(فعبره)، أي الإنسان (الناظر) في الصورة المرئية (العارف) بما يؤول إليه (حتي وصل إلى صورته الحقيقية . فقال : "هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دین?م".)
"" أضاف المحقق : الشيخ يشير لحديث مسلم : قال حدثني أبي عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لايرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم : فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ذ وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا . قال صدقت.
قال فعجبنا له يسأله ويصدقه . قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره . قال صدقت . قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل . قال فأخبرني عن إمارتها .قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان. قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم.) ""
وقد قال لهم: "ردوا على الرجل فسماه)، أي جبریل (بالرجل من أجل الصورة التي ظهر) جبريل (لهم)، أي للحاضرين (فيها)، أي في تلك الصورة.
قال رضي الله عنه : (ثم قال: هذا جبريل فاعتبر الصورة التي مال هذا الرجل المنخيل إليها)، وهذه الصورة المعتبرة هي الصورة الملكية (فهو صادق) في هاتين المقالتين (صدق للعين)، أي لمشاهدة العين الباصرة (في العين الحسية).
أي في الذات المحسوسة بالبصر التي لجبريل والجار والمجرور أعني في العين الحسية متعلق بصدق، أي صدق في الحكم .
على الذات الجبريلية المحسوسة بأنه رجل المشاهدة بالعين الباصرة له.
كذلك هو صادق في أنه رجل لظهور العين الجبریلية في العين الباصرة التي هي من جملة الحواس .
قال رضي الله عنه : ( وصدق في أن هذا جبريل، فإنه جبريل بلا شك.)
وصدق في أنه رجل لظهور العين الجبریلية في العين الباصرة التي هي من جملة الحواس .

كذلك وصدق في أن هذا المرئي في صورة رجل (جبريل فإنه جبريل بلا شك) منه ظهر في صورة رجل.
.
واتساب

No comments:

Post a Comment