Monday, August 5, 2019

05 - فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص الحكم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الباقي مفتاح

05 - فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص الحكم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الباقي مفتاح

05 - فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص الحكم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الباقي مفتاح

كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم الشيخ الأكبر ابن العربي للشيخ عبد الباقي مفتاح

تشكل الحكيم في أشكال الحكمة هو الظهور.
فما الظهور إلا تشكل في هيئة مخصوصة لحكمة معينة.
فالحكيم يستلزم ظهور الاسم الظاهر.
فظهر الظاهر في المرتبة الخامسة متوجها على إيجاد مرتبة الجسم الكل لأن غاية الظهور تتم في الجسم ففيه تظهر جميع ما اتصفت به الذات فهو الغاية .
يقول الشيخ "الفتوحات الباب 371": (والغاية القصوى ظهور جسومنا في عالم التركيب والأبدان).
وفي هذا المعنى يقول الشيخ في الفصل 11 من "الفتوحات الباب 98":
(الأصل وجود عين العقل والزائد وجود النفس وهو على قدر العقل ثم الطبيعة وهي على قدر العقل ثم الهباء وهو على مقدار العقل ثم الجسم الكل وهو الرابع وليس وراءه شيء إلا الصور).
ولهذا بدأ الشيخ هذا الفص بقوله: (إنما سمي الخليل خليلا لتخلله وحصره جميع ما اتصفت به الذات الإلهية). فمقام الخلة هو مقام كمال ظهور الحق على ظاهر عبده وهو قول الشيخ: (فالحق سمع الخلق وبصره ويده ورجله وجميع قواه كما ورد في الخبر الصحيح).
ولاستمداد هذا الفص من الاسم الظاهر تكررت فيه ألفاظ: يظهر، والظاهر ومظهر نحو الإحدى عشرة مرة وكذلك الألفاظ التي تتعلق بالظهور مثل: يكشف، الكشف كشوف... ولان مرتبة هذا الفصل في الجسم وردت فيه الكلمات الدالة عليه مثل: سمع، بصر، يد، رجل، ساق، غذاء، الأرزاق الح....
وحكمة هذا الفص منسوبة للمهيم أو المهيمن - والمهم هو الذي هيمن عليه الهيام أو الهيمان - لأن الاسم الظاهر التوجه على إيجاد هذه المرتبة له الهيمنة على كل ما يظهر في نفس الرحمن من المراتب المنطوية كلها في جسم العرش .
حتى إن الشيخ عبد الكريم الجيلي جعل العرش فوق النفس الكلية والعقل
فقال في الباب 45 من "الإنسان الكامل":
"اعلم أن العرش على التحقيق مظهر العظمة ومكانة التجلي وخصوصية الذات ويسمى جسم الحضرة ومكانها لكونه المكان المنزه عن الجهات الست .
وهو المنظر الأعلى والحل الأزهى الشامل لجميع أنواع الموجودات فهو في الوجود المطلق كالجسم للوجود الإنسان باعتبار أن العالم الجسماني شامل للعالم الروحاني والخيالي والعقلي إلى غير ذلك.
ولهذا عبر عنه بعض الصوفية بأنه ألجسم الكلي، وفيه نظر، لأن الجسم الكلي وإن كان شاملا لعالم الأرواح فالروح فوقه والنفس الكلي فوقه.
ولا نعلم أن في الوجود شيئا فوق العرش إلا الرحمن"... "واعلم أن الجسم في الهيكل الإنسان جامع لجميع ما تضمنه وجود الإنسان من الروح والعقل والقلب وأمثال ذلك، فهر في الإنسان نظم العرش في العالم.
فالعرش هيكل العالم وجسده الجامع لجميع متفرقاته وهذا الاعتبار قال أصحابنا إنه الجسم الكلي، ولا اختلاف بيننا لاتحاد المعني في العبارتين".
وفي عدة أبواب من الفتوحات بين الشيخ شرف الجسم وقواه الحسية ووسع أرض البدن، فهي أرض الحقيقة وهي أرض العبودية الواسعة التي أشارت إليها الآية 56 من العنكبوت " يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون ".
ولهذا سمي الشيخ منزل العنكبوت بمنزل الأرض الواسعة في الباب 22 من الفتوحات .
وأخبر عن واقعة غريبة حصلت له لما دخل إلى هذه الأرض وهو يصلي بتونس. وقد خصص لهذه السورة الباب 355 الذي عنوانه: "منزل السبل المولدة وارض العبادة واتساعها" ثم ذكر الآية.
وفصل تفصيلا وافيا مكانة الأرض البدنية والعرش من العالم إلى أن نال ما خلاصته: (إن أرض بدنك هي الأرض الحقيقية الواسعة التي أمرك الحق أن نعبده فيها وجعلها واسعة لما وسعته من القرى والمعاني التي لا توجد إلا في هذه الأرض البدنية الإنسانية . وفيها تهاجر من محل الهوى إلى محل العقل منها .
وأنت في كل هذا فيها ما خرجت منها.
ومن لم يعبد الله في أرض بدنه الواسعة فما عبد الله في أرضه التي خلق منها.
ثم يعيدنا فيها كما أنشأنا وذلك في النشأة الأخرى.
فخلق أرواحنا من أرض أبداننا في الدنيا لعبادته وأسكننا أرض أبداننا في الآخرة لمشاهدته إن كنا سعداء.
والموت بين النشأتين حالة برزخية تعمر الأرواح فيها أجسادا برزخية خيالية مثل التي عمرها في النوم وهي أجساد متولدة عن هذه الأجسام الترابية فان الخيال قوة من قواها فما برحت أرواحها منها أو مما كان منها). إلى آخر ما فصله بأحسن بيان.
ويكفي في بيان وسع وشرف أرض البدن أن القوة المخيلة التي هي أوسع القوى وأعظمها ما هي إلا شعبة من شعبها.
وقد خصص الشيخ لبيان أرض عوالم الخيال الباب الثامن من الفتوحات الذي عنوانه: (معرفة الأرض التي خلقت من بقية خميرة طينة آدم عليه السلام وهي أرض الحقيقة وذكر بعض ما فيها من الغرائب والعجائب) .
ويصف وسعها فيقول: (... وفضل من الطينة بعد خلق النخلة قدر السمسمة في الخفاء فمد الله في تلك الفضلة أرضا واسعة الفضاء إذ جعل العرش وما حواه والكرسي والسماوات والأرضون وما تحت الثرى والجنات كلها والنار في هذه الأرض كان الجميع فيها كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض وفيها من العجائب والغرائب ما لا يقدر قدره ويبهر العقول أمره).
وفي هذا الباب الثامن ذكر ملوك هذه الأرض وقال إنه صحب منهم جماعة وفيهم لطف وحنان منهم التالي وذو العرفي و السابح والسابق والقائم بأمر الله والرادع. أشار هؤلاء الملوك إلى القوى الحسية والمعنوية في ذات الإنسان كالجوارح والحواس والعقل والفكر والحافظة وغيرها...
وقد صرح الشيخ بذلك في الباب 346 - وهو منزل سورة ص :
 الذي فصل فيه شرف الحس عن ما سواه فقال متكلما عن القوى الحسية: (هي أتم لأن لها الاسم الوهاب لأنها هي التي تهب للقوى الروحانية ما تصرف فيه وما يكون به حباها العلمية من قوة خيال وفكر وحفظ وتصور ووهم و عقل وكل ذلك من مواد هذه القرى الحسية .
ولهذا قال الله تعالى في الذي أحبه من عباده: كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به وذكر الصورة المحسوسة وما ذكر من القوى الروحانية شيئا ولا أنزل نفسه مزلتها .
لأن منزلتها منزلة الافتقار إلى الحواس . والحق لا ينزل منزلة من يفتقر إلى غيره والحواس مفتقرة إلى الله لا إلى غيره.
فنزل لمن هو مفتقر إليه لم يشرك به أحدا فأعطاها الغني فهي يؤخذ منها وعنها ولا تأخذ هي من سائر القوى إلا من الله.
فاعرف شرف الحس وقدره وإنه عين الحق ولهذا لا تكمل النشأة الآخرة إلا بوجود الحس والمحسوس لأنها لا تكمل إلا بالحق فالقوى الحسية هم الخلفاء على الحقيقة في أرض هذه النشأة عن الله).
وأنسب الحروف لهذه المرتبة الخلافية الجامعة الخامسة هو خامس الحروف اللفظية أي الغين لأنه حرف الغاية ومفتاح الاسم "غني" الذي هو من أسماء الذات.
وللغين غاية العدد أي الألف فاليه انتهى نفس الرحمن عددها كما انتهى كونيا عند جسم الإنسان ولهذا يصفه الشيخ في الباب الثاني من الفتوحات فيقول:
الغين مثل العين في أحواله      …. إلا تجليه الأطم الأخطر
في الغين أسرار التحلي الأقهر  …. فاعرف حقيقة فيضه وتستر
وانظر إليه من ستارة كونه     ….. حذرا على الرسم الضعيف الأحقر
وأنسب الكمل لحضرة الجسم الكل الظاهر هو سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام  لعدة وجوه:
أولا: الحقيقة الإبراهيمية العرشية - كما سبق ذكره في فص إسماعيل لها تدبير الأرزاق الحسية.
ولا قيام للجسم إلا برزق الغذاء فروح الجسم الكل المعدة له بالرزق هو الحقيقة الإبراهيمية.
ومرتبة الإمداد بالأرزاق هي المهيمنة على المراتب العرشية الأخرى وهي الأرواح والأجسام ومرتبتي الوعد والوعيد.
لأن الوعد والوعيد تابعان لأحوال وأعمال النفوس المتولدة عن الأرواح والأجسام، والأرواح متولدة عن الأجسام ولا قيام للأجسام إلا بغذاء الأرزاق الإبراهيمية التي تكلم الشيخ عنها في آخر هذا الفص وقرنها بمقام الخلة.
ولهذا نجد في كتاب "العبادلة" عنوانا هو عبد الله بن إبراهيم بن عبد القيوم.
ثانيا: سيرته عليه السلام مشحونة بمظاهر الاسم الظاهر ومرتبة الجسم:
كسر اجسام أصنام قومه إلا كبيرا لهم.
و رمي جسمه في النار فكانت عليه بردا وسلاما لتخلل ذاته بالنور.
وكانت حجته على قومه أنوار الأجسام الفلكية: الكواكب والقمر والشمس.
وسن القرى أي إكرام الضيف بتقديم الغذاء له و بذبح الحيوان كما فعل عندما زارته الملائكة حيث جاء بعجل حنيذ وقدمه إليهم وقال: "ألا تأكلون" الصافات 91 .
او كما سن الختان وباقي خصال الفطرة و كلها تتعلق بالعناية بالبدن.
وورد في الخبر النبوي أن أول من يكسی بدنه يوم القيامة هو إبراهيم عليه السلام .
وعزم على التضحية بجسم ابنه ففدي بذبح كبش القربان.
وبني جسم بیت الله الكعبة حرما آمنا مباركا وهدى للعالمين ودعا الله أن يغذي سكان حرمه فقال: ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)) سورة إبراهيم. ومن مناجاته: " والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا  مرضت فهو يشفين" (الشعراء 79-80) .
ثم أنجب الله من جسمه رسولين عظيمين إسماعيل أبي العرب وإسحاق جد بني إسرائيل عليهما السلام، فهو أبو الأنبياء.
وهنا تظهر العلاقة الأصيلة بين الفصوص المتتالية الثلاثة فصوص إبراهيم وإسحاق وإسماعيل .
لأن الجسم الكل الإبراهيمي والشكل الكل الإسحاقي ظهرا أولا في العرش الإسماعيلي فكلهم واحد .
ولبيان هذا المعنى يقول الشيخ في الفصل 15 من الفتوحات الباب 198 وهو فصل الجسم الكل ما خلاصته: ( اعلم أن الله تعالى لما جعل في النفس القوة العملية أظهر الله بها صورة الجسم الكل في جوهر الهباء فعمر به الخلاء المستدير . ثم فتح في هذا الجسم صور العالم وجعله مستديرا متحركا بحركة دورية كالرحى لغلبة حرارة الطبيعية الحاكمة عليه فإن الاعتدال لا يظهر عنه شيء أصلا. وقبلت تلك الصور الأرواح من النفس الرحماني.
وظهر حكم الزمان بالحركة فظهرت الصور بالترتيب تقديما وتأخيرا وظهر حكم الأسماء الإلهية بوجود هذه الصور وما تحمله) إلى آخر ما فصله.
وكما أن للجسم الثبات والإحاطة من حيث عينه والتغير في الشكل من حيث صوره فكذلك ظهر من إبراهيم إسماعيل الذي له مرتبة العرش المحيط الثابت وإسحاق الذي له مرتبة الشكل الكل المتغير والمستمد من الحكيم.
ولعلاقة الثبوت بالمرتبة الإبراهيمية كان لهذه المرتبة العدد خمسة إذ هي خامس المراتب.
والخمسة - كما يقول الشيخ - تحفظ نفسها وغيرها.
فبقيت الملة الإبراهيمية عند ذرية إسماعيل محفوظة إلى يوم القيامة وبقي اسم إبراهيم مذكورا بالتعظيم عند جل الأمم والملل مصداقا لدعائه :"واجعل لي لسان صدق في الآخرين" (الشعراء، 84) .
ومذكورا عند كل صلاة وعند كل حج وعمرة وعند كل أضحية، وذكر اسمه في القرآن 69 مرة.
فالمسلمون هم أبناء و ورثة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام وورث منه العرب سر الثبات فثبتوا على ملته الحنيفية الصافية المستقيمة أكثر من عشرين قرنا.
وما ظهر فيهم الانحراف الى الشرك إلا بفعل التأثير الخارجي مدة بعد المسيح عليه السلام .
ولم يدم ذلك طويلا فمحى إشراق الشمس المحمدية الخاتمة تلك الظلمة العارضة. ورمز ثباتهم على فطرة الحق وجود البيت العتيق أول بيت وضعه الله للناس ببكة مباركا وهدى للعالمين عندهم فهم أهل هذا الحرم الأمن الذي لم يزل نابتا من بداية الخلق إلى أخر الزمان...
ومن سر هذا الثبات الرباني العربي نزل القرآن المجيد آخر كتاب إلهي بلغة العرب وتولي الله حفظه ليبقى إلى الأبد ثابتا مثبتا.
ووصف الحق تعالى أهله بالثبات فقال عنهم: " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " (الأحزاب، 23) .
وهذا كله من سر اسمه تعالى المهيمن المحيط المتوجه على إيجاد الكلمتين الإبراهيمية والإسماعيلية.
ولهذا وصف الحق تعالی القرآن العربي بالإحاطة والهيمنة فقال: " ما فرطنا في الكتب من شيء " (الأنعام، 38) .
وقال: ( وأنزلنا إليك الكتب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) المائدة، 48.
ولهذا نجد الشيخ في أحد أبواب كتاب "العبادلة" بنسب عبد المهيمن إلى إسماعيل.
كما نجده في الباب 558 من الفتوحات يقرن القرآن بالمهيمن فيقول عن الاسم المهيمن: (اعلم أن من هذه الحضرة نزل هذا الكتاب المسمی قرآنا خاصة دون سائر الكتب والصحف المترلة.
وما خلق الله من أمة من أمم نبي ورسول من هذه الحضرة إلا هذه الأمة المحمدية وهي خير أمة أخرجت للناس ولهذا أنزل الله في القرآن في حق هذه الأمة " لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " (البقرة، 143) فنأتي يوم القيامة بقدمنا القرآن ونحن نقدم سائر أهل الموقف). انتهى.
وأما تغير أشكال الصور على عين الجسم فظهر في مرتبة الشكل الكل الإسحاقي. أي أن ثبوت الظهور الجسمي يستلزم التضحية بشكل ليظهر الشكل الجديد في عملية الخلق المتجدد مع الأنفاس.
وهذه هي المرتبة الإسحاقية السادسة والستة - كما يقول الشيخ - تخفظ نفسها ولكن - بخلاف الخمسة - لا تحفظ غيرها.
فكل شكل محدود بصورته هو محفوظ لكنه غير حافظ.
وكما ظهرت صفة الثبوت الإحاطية في بني إسماعيل لاستمدادهم من المهيمن المحيط.
كذلك ظهرت صفة التغير الحكمي في بني إسحاق أي بني إسرائيل لاستمدادهم من الاسم الحكيم.
فـ لبني إسماعيل العلوم الإحاطية والإجمال والكيف . فهم حسب اصطلاح الشيخ أهل الذات والأسرار.
ولبني إسرائيل العلوم التفصيلية والكم فهم أهل الصفات والأنوار، ولهذا نجد في
كتاب "العبادلة" بابا عنوانه "عبد الله بن إسحاق ابن عبد الحسيب" فالحساب متعلق بالكم والتفصيل لأنهما من مظاهر حكمة الحكيم المتوجه على إيجاد مرتبة الشكل الاسحاقي المتغير.
والتغيرات المعنوية والحسية في تاريخ بني إسرائيل بن إسحاق كثيرة ومشهورة.
وفي أواخر هذا الفص تكررت كلمات: حكم، حاكم، تمهيدا لفص إسحاق الموالي المستمد من الاسم الحكيم.
قال الشيخ في فصل الإشارات الإبراهيمية من كتاب "الإسراء":
قال: ( تراه قد نظر في النجوم فقال إني سقيم ؟ قلت إشارة إلى حكمة علوية صدرت له من اسمه الحكيم) .
إشارة: عدد الاسم: ظاهر هو 1106. وبالاضافة العدد 5 عدد هذه المرتبة ينتج العدد القطبي الأكبر المشير لقطبية إبراهيم قطب الأنبياء.
و لقطبية الاسم الظاهر لنفس الرحمن، أي العدد 1111 الذي هو عدد كلمة (خلافة): وهر مجموع عدد القطبية الأوسط (111 =قطب - ألف= هو ق) مع ألف غين الغاية ظهور نفس الرحمان (1111-1000 +111) فالآحاد الأربعة القطبية المرائب الكلية الأربعة: اللاهوت - الملكوت -الجبروت - الملك.
أو باعتبار آخر الهوية والذات والأسماء والصفات.
أو حضرتی رجال الأفراد الذين لهم الاسم:
(هو =11) والأقطاب (111 = قطب = أعلى = كافي)
وإنما ذكرنا علاقة هذا العدد بالخلافة لأنها لا تتم إلا عند القطب الظاهر في الأرض بجسمه الطيني الكثيف المناسب لهذه المرتبة الخامسة مرتبة الجسم الكلى. 

السورة الخاصة بالفص الإبراهيمي
05:   سورة فص إبراهيم عليه السلام
الحاكم على هذا الفص - كما ذكرناه - هو الاسم "الظاهر" المتوجه على إيجاد الجسم الكل و حرف الغين.  والغين هو الحجاب فالجسم حجاب الروح.
والغين حرف الغاية وعدده "1000" له غاية المراتب بعد الآحاد والمئات.
وغاية الظهور تتم في الجسم. وأنسب سورة الحقيقة "الظاهر" في "الجسم" هي سورة "البيئة" لأن البيان هو الظهور.
والفص مشحون بمشتقات كلمة "ظهر و كشف"، وهو نفس ما نجده في الباب "286- فتوحات " المتعلق بمنزل "البينة" حيث يتكلم عن النور الذي به يتم ظهور الأشياء وبيان الحقائق.
فبدأه بقوله: "من هذا المنزل قيدت جزءا سميته"
الفناء في المشاهدة ... "فأعلم أن مظهر هذا المنزل اسمه النور".
وافتتح الباب بالأبيات التالية مبتدئا بالإشارة إلى أول السورة أي "لم يكن"، وهذه الكلمة تشير إلى مقام الفناء المعبر عنه بقول: " فيفنى من لم یكن ويبقى من لم يزل" والمشار إليه في الحديث المعروف بمقام الإحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه. فان لم تكن تراه فإنه يراك" فقال الشيخ:
شمس الفناء بدت في كاف تكويني    …… لعلمها أنا بالنور تفنيني 
وقد أشارت ولم أعلم إشارتها       …… بأن في ذلك الإماء تعنيني
فكنت واوا لعين العلم ظاهرة         ….. خفية العين بين الكاف والنون
فصلت في اللوح أسرارا متوجة    …… قد كان أحملها الرحمن في النون
وفي الوصل "17" من الفتوحات الباب "369" وهو الوصل المتعلق بـ "البينة" - يعود إلى مسألة هذا النور الظاهر المبين.
فيقول مثلا: "ومن أصحاب هذا المقام من جعل أمر الخلق مع الحق كالقمر مع الشمس في النور الذي يظهر في القمر..." إلى آخره،
وقصة إبراهيم عليه السلام مع قومه في بيانه لهم أفول أنوار الكوكب والقمر والشمس معروفة.
فتخلل نور الشمس جرم القمر وظهور القمر بالشمس أو ظهور الشمس بالقمر هو نفس موضوع هذا الفص الذي يتكلم على مقام الخلة وظهور الحق في الخلق أو ظهور الخلق بالحق....
ومن مناسبات البينة مع إبراهيم  آیتها 5 ( وما أمرو إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) وقد تكررت كلمة حنيفا كوصف لإبراهيم في القرآن تسع مرات، ومرة واحدة لسيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام.
وعلى إبراهيم نزلت الصحف كالصحف المذكورة في الآيتين: 3 / 2 " رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة . فيها كتب قيمة "
وقول الشيخ: "... فعم ما ذم وحمد، وما ثم إلا محمود ومذموم" يشير إلى الفريقين الذين عليهما مدار "البينة" وهما "هم شر البرية... هم خير البرية" ( البيئة، 76)
وأخر السورة " رضي الله عنهم ورضوا عنه " (البينة،: يشير إلى ذلك التخلل فعلا وانفعالا بين الحق والخلق .
وهو قول الشيخ: "فأنت غذاؤه بالأحكام وهو غذاؤك بالوجود فتعين عليه ما تعين عليك. فالأمر منه إليك ومنك إليه".
وكاد الشيخ أن يصرح بالآية "رضى الله عنهم ورضوا عنه"
فقال: "فيحمدي وأحمده" إلى آخر الأبيات.

علاقة هذا الفص بسابقه ولاحقه
اولى مظاهر العلاقة بين هذا الفص و سابقه الإدريسي تتجلى في الاسمين الحاكمين على مرتبتيهما أي "الآخر" و"الظاهر" فهما متجاوران في غالب الأحيان.
كقوله تعالى: "هو الأول والآخر والظاهر والباطن" فجاء "الظاهر" تلو "الآخر" كتلاوة فص إبراهيم الجسمي لفص إدريس الهبائي.
ولهذا نجد الشيخ يقرهما فيقول: "وهذا كله من حكم الاسم الآخر الظاهر التي هي كلمة النفس الرحماني وذلك خلال كلامه عن الهباء.
وكما ختمت سورة الفص السابق بالرضا: "ولسوف يرضى" , فكذلك ختمت سورة الفص به:" رضى الله عنهم ورضوا عنه " .
وختم الشيخ الفص بفقرة حول الأرزاق والغذاء.
والاسم "الرزاق" هو المتوجه على إيجاد النبات في المرتبة الثالثة والعشرين ولها فص لقمان الثالث والعشرون.
وسنرى أن له سورة الزلزلة الموالية في ترتيب المصحف السورة هذا الفص أي البينة.
فانظر كيف لوح الشيخ بالرابطة بين الفصين المتكاملین تكامل الجسم بالغذاء.
وحيث أن للقمان الحكمة من اسمه تعالى: "الحكيم".
فتلويح الشيخ لفص لقمان هو تمهيد للدخول لفص إسحاق التالي لأن سورته سورة التين ننتهي بالحكمة في آياتها "أليس الله بأحكم الحاكمين" والمتوجه على إيجاد مرتبة الشكل الكلي في فص إسحاق التالي هو الاسم "الحكيم".
.
واتساب

No comments:

Post a Comment