Tuesday, August 13, 2019

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها عبدالله المسافر بالله 

11 - The Wisdom Of Opening In The Word Of SALIH

الفقرة الأولي:
متن فصوص الحكم الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
11 - فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية
من الآيات آيات الركائب ... و ذلك لاختلاف في المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عين ... و أما القاطعون هم الجنائب
و كل منهم يأتيه منه ...   فتوح غيوبه من كل جانب
اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية و لها التثليث، فهي من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» و هذه ذات، ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هي نسبة التوجه بالتخصيص لتكوين أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه كن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء.
ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء، و بها من جهته صح تكوينه و اتصافه بالوجود، و هي شيئيته و سماعه و امتثاله أمر مكونه بالإيجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها، وسماعه في موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين في موازنة قوله كن، فكان هو فنسب التكوين إليه فلو لا أنه من- قوته التكوين من نفسه عند هذا القول ما تكون.
فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.
فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلك في إيجاد المعاني بالأدلة:
فلا بد من الدليل أن يكون مركبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحينئذ ينتج لا بد من ذلك، وهو أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة تحوي على مفردين فتكون أربعة واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين لتربط إحداهما بالأخرى كالنكاح فتكون ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما.
فيكون المطلوب إذا وقع هذا الترتيب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد الذي به يصح التثليث.
والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة أو مساويا لها، وحينئذ يصدق، وإن لم يكن كذلك فإنه ينتج نتيجة غير صادقة.
وهذا موجود في العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا.
والحق ما أضافه الا إلى الشيء الذي قيل له كن.
ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب.
ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرر الحادث في المقدمتين.
والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين.
فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت.
فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر كون الفساد فيهم فسمى ذلك الظهور هلاكا، فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة إسفار وجوه السعداء في قوله تعالى «وجوه يومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء في قوم صالح.
ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء «ضاحكة»، فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهي في السعداء احمرار الوجنات.
ثم جعل في موازنة تغير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور في بشرتهم كما أثر السواد في بشرة الأشقياء.
ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان» وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة.
فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه.
وأعني بالخير ما يوافق غرضه ويلائم طبعه ومزاجه، وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه.
ويقيم صاحب هذا الشهود معاذير الموجودات كلها عنهم وإن لم يعتذروا، ويعلم أنه منه كان كل ما هو فيه كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم، فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه: يداك أوكتا وفوك نفخ.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

متن نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
11 - نقش فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية :
لما أعطيت الحقائق أن النتيجة لا تكون إلا عن الفردية والثلاثة أو الأفراد .
جعل الله إيجاد العالم عن نفسه وإرادته وقوله ....
والعين واحدة والنسب مختلفة ....
فقال : " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " [النحل : 40] .
ولا يحجبنك تركيب المقدمات في النظر فب المعقولات فإنها وإن كانت أربعة فهي ثلاثة لكون المفرد الواحد من الأربعة يتكرر في المقدمتين . فافهم .
فالتثليت معتبرٌ في الإنتاج والعالم نتيجة بلا شك .

الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص صدر الدين القونوي 673 هـ :

11 - فك ختم الفص الصالحي
1 / 11 - واعلم ان شيخنا رضى الله عنه بسط في هذا الفص الكلام في التثليث  وتوقف الإيجاد عليه .
واما في الجزء المتضمن التنبيه  على بعض كليات   اصل كل فص فإنه لم يزد عند الترجمة  عن اصل هذا الفص على الكلام على سر الإيجاد وتوقيفه على التثليث .
وانا اوضح لك الحكمة في ذلك وان لم يكن سألت الشيخ رضى الله عنه ولا فاوضته فيه ولا استشرحت عليه هذا الكتاب ولا غيره من تصانيفه ، وان كان معظم ما فتح الله على من بركاته من ومنزلاته من فيض الحق المار على مرتبته ومشكاته .

2 / 11 -  فأقول : لما ترجم رضى الله عنه هذا الفص بالحكمة الفتوحية ، كذلك نبه على سر الإيجاد الذي هو اول الفتح الظاهر واما سر قوله : فتوحيه ، ولم يقل فاتحية : ان الفتوح على انواع عددها عدد مفاتيح الغيب ، فراعى في ذلك الأدب الإلهي قصد الموافقة للحق في التنبيه على البدء الايجادى من الغيب الذاتي والوجود المطلق الاحاطى وقد ذكرت من امهات مفاتيح الغيب جملة في  تفسير الفاتحة وأجبت عن سؤال القاصرى الإدراك والفهم .
الذين فهموا من قوله تعالى : " وعِنْدَه مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ " [ الانعام / 59 ] انفراده سبحانه بعلمها دون الكمل ، وبينت من اى وجه يتعذر فهمها ومن اى وجه تحصل .
وسأذكر في كشف هذا الفص جملة اخرى من مفاتح الغيب وأنبه على ما يختص منها بالغيب الإضافي النسبي وما يختص بالغيب الحقيقي والعلم الذاتي الإلهي .
وأنبه على الحكمة التي كانت سببا في اختيار شيخنا رضى الله عنه ذكر الفتوح في هذا الفص الصالحي ، ولنبدأ بذكر انواع الفتوحات الإلهية بعون الله ومشيئته .

3 / 11  - فنقول : اول مفاتيح الغيب الجمع الاحدى الذي هو البرزخ الجامع بين الاحكام الوجوب والإمكان ، فان الوحدة الذاتية والتجلي الوجودي الإطلاقى لا يضاف إليهما اعتبار من الاعتبارات الثبوتية و السلبية - كالاقتضاء الايجادى او نفيه - ولا الأثر الوحدانى ايضا ولا التعدد وكيف ذلك ؟ و
التحقيق أفاد ان تأثير كل مؤثر في كل متأثر موقوف على الارتباط ، ولا ارتباط بين شيئين او الأشياء الا بمناسبة او امر مشتركة بينهما .
ولا ارتباط بين الاحدية الذاتية من حيث تجردها عن الاعتبارات وبين شيء اصلا - كما سبق التنبيه عليه في فك ختم الفص الهودى قبل هذا .

4 / 11 - فوضح ان مبدئية الحق ونسبة صدور شيء او أشياء عنه انما يصح من حيث الواحدية ، فإنه الواحد والواحدية تلى الاحدية وهي مشرع الصفات والأسماء التي لها الكثرة النسبية ، وانها من حيث الحق الواحد حيثيات او اعتبارات كيف قلت ، تقتضي تعديد الفيض والأثر الوحدانى الذاتي الإلهي واظهار تعيناته الكامنة بواسطة المعلومات المتعددة لذاتها ، المرتسمة في عرصة العلم الذاتي ، وهذه الحيثيات المشار إليها هي احكام الوجوب .

5 / 11  -  ولما كان في مقابلة كل تأثير قابل له متأثر سمى تلك القابليات بأحكام الإمكان ، ولما كانت هذه الاعتبارات والصفات الإضافية متفاوتة المراتب كالشهيد والرقيب والحسيب ، فإنها من لوازم العليم وتوابع له .
وكذلك الاسم الخالق والبارئ والمصور والقابض والباسط والفالق والفاطر من توابع الاسم القدير ولوازمه ، لزم بيان الأمهات منها التي لها الاولية ليتضح  تبعية ما سواها لها .

6 / 11  - وإذا تقرر هذا فاعلم : ان اول المفاتيح الغيبية بعد الجمع الاحدى المنبه عليه ، الأسماء الذاتية التي لا يعلمها الا الكمل .
وهي من اعظم اسرار الحق المحرم افشائها ، وامهات الأسماء الالوهية - التي هي العلم والحياة والإرادة والقدرة - كالظلالات والسدنة للأسماء الذاتية .
ولها ، اعنى الأسماء الذاتية الغيب الحقيقي ، وهي السارية بالذات والحكم في المفاتيح التي قلت انها تختص بالغيب الإضافي ، وهي التي كنى الحق عنها بالفطر والفتق والفلق والزرع والخلق والجعل والإخراج .
7 / 11 -  فالفطر والفتق مفتاحان لتميز المواد الجامعة بذاتها بين اللطائف والكثائف والصلبة والرخوة ، أحدهما لتكثير الواحد والاخر لتفصيل المجمل .

8 / 11 -  والزرع والفلق مفتاحان للاظهار والتوليد والتكوين ، أحدهما لتهيئة المادة لقبول التصريف والاخر لتكميل التصريف بإخراج ما في القوة الى الفعل .

9 / 11  - والخلق مفتاح مختص بالصور والأجسام من حيث الجمع والتركيب والتعيين.

10 / 11  - اما الإخراج فعلى ضربين : اخراج منه كالمطر من السحاب والمعادن من جوف الأرض والجبل والمياه ، واخراج كالمطر يخرج به النبات من الأرض ، وكل هذا مفاتيح .

 11 / 11واما الجعل فإنه مفتاح ايجاد الصفات اللازمة للمخلوقات والخصيص بالحق من ذلك ، اعنى من مفاتيح الغيب شهود كيفية الفتح وإدراكه الذاتي بالسراية المكنى عنه بالمعية .
كما قال سبحانه : "أَلا يَعْلَمُ من خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " [ الملك / 14 ] .
فإنه اللطيف لسريانه فيما خلق وصحبته كل شيء ممازجة ولا حلول ، الخبير بكيفية السريان وحكمه بالسريان المظهر سر الخبرة التي هي آخر ظهورات حكم العلم واكمل درجاته .
فلذلك قلت الخصيص بالحق في ادراك كيفية الفتح بالذات والانفراد بمشاهدة الفتح الأول من المفاتيح الأول التي سبق التنبيه عليها ، فان ذلك هو سر تعلق القدرة بالمقدور .

12 / 11 - واما مفتاح الإيجاد الامرى الذي نتيجته وجود الأرواح فهو القول ، فإنه نتيجة اجتماع بعض الحروف الربانية وقد ذكرنا في فك ختم الفص العيسوى .
وذكرنا ايضا مراتب جميع الحروف الربانية واسرارها في تفسير الفاتحة فليكشف من هناك ، فان إعادة ذكرها يفضي الى مزيد بسط لا يليق بهذا المختصر .

13 / 11واما سر ايجاد عالم المعاني : فإنه نتيجة التوجه الأول الذاتي من حيث روح الجمع الاحدى ، فافهم .
ثم اعلم ان لأحكام الأسماء التي ذكرنا انها الخصيصة بالغيب الإضافي امتزاجات معنوية وتداخلا من بعضها في البعض ، وانما ترتيب الإضافة على النحو المذكور مراعاة الأغلب والأظهر ، حكما في الشيء الموجود.
كما يقول : الفلفل حار يابس والقرع بارد رطب ، مع ان كلا منهما لا يخلو عن الطبائع والكيفيات الأربع.
فاعلم ذلك وتدبر ما سمعت ، فقد ذكرت لك انواع المفاتيح وأجناسها وما فتح بكل منها ، ودسست للبيب في ذلك اسرار خفية لم توجد في الكتب ولا يتسلق إليها المدارك والفهوم .
والله المرشد .

14 / 11  -  واما باب وجه المناسبة بين الفتوح وبين صالح عليه السلام :
فمن أجل آيتها التي بعث بها ، اعنى الناقة التي انفلق الجبل عنها ، وأضافها الحق اليه سبحانه كما أضاف ايجاد آدم اليه من حيث المباشرة ومن حيث نفخ الروح فيه ايضا ، وافرد الإضافة الى نفسه فقال : " إِنِّي خالِقٌ بَشَراً من طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُه ونَفَخْتُ فِيه من رُوحِي فَقَعُوا لَه ساجِدِينَ " [ ص / 71 - 72 ] .
ولم يذكر مثل هذا في حق غيره ، وراعى سبحانه حكم هذا الافراد في توبيخه لإبليس بقوله : " ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ " [ ص / 75 ] .
واستعمل في حق غيره عند الاخبار عن صورة الإيجاد بضمير الجمع اعتبارا للوسائط والأسباب ، فقال تعالى في موضع : " فَنَفَخْنا " [ الأنبياء / 91 ] .
وقال في موضع : " مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً " [ يس / 71 ] ونحو ذلك بما ورد التعريف به في الكتاب والسنة في غير ما موضع .

15 / 11  -  فالحيوانات على اختلاف أنواعها وان كان مبدأ تكوينها من التعفين الحاصل من الجمادات ، غير ان لآدم والناقة وما يشبههما ولو من بعض الوجوه مزيد اختصاص لا يطلع عليه الا الأكابر من اهل الله .

16 / 11 - ثم اعلم : ان آدم وحواء عليهما السلام مفتاحا باب التوالد والتناسل الإنساني ، فإنه لم يكن قبلهما توالد وهما مخلوقان من الجمادات المخبر عنها بالتراب تارة وبالطين تارة وبالحمأ المسنون تارة وبالصلصال كالفخار تارة .
ولما أخبر الحق من مبدأ شأنهما قال : " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ من نَفْسٍ واحِدَةٍ وجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ به فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا الله رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ من الشَّاكِرِينَ " [ الأعراف / 189 ] .

17 / 11 - وورد ان مرادهما كان ان يرزقا ولدا ذكرا صالحا من حيث الصفة ، فاستزلهما الشيطان .
وقال : ان اشترطتما ان تسمى الولد عبد الحرث فانى التزم ان يكون ذكرا ، فاذعنا له ، فلما ولد المولود وهو شيث عليه السلام ظنا ان ابليس كان له في ذلك الامر مدخل ، فذكر الحق ذلك بلسان العتب عليهما عقيب الاية التي ذكرناها .

""
فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195) سورة الأعراف  ""
ثم بعث الله فيما بعد من ذريته من جعل اسمه وسماه صالحا بالذات والصفة وجعل الله لقومه الناقة التي خلقها الله من الجماد - كما خلق آدم - وأضافها اليه وأمرهم باحترامها كما امر الملائكة بالسجود لادم .
فمن آمن بصالح عليه السلام فبالصفة الملكية المقتضية للسجود وامتثال الامر الإلهي .

18 / 11 - واما عاقروا الناقة : فمظاهر ابليس الذي ابى واستكبر وكان من الكافرين ، لا جرم استحقوا العذاب  كما استحق ابليس اللعنة الى يوم الدين .
ولولا خوف التطويل لذكرت سر اختصاص موسى عليه السلام بالخطاب من الشجرة وبغير ذلك مما يستبشر الى طرف من ذلك وغيره في الفص المحمدي ان شاء الله تعالى .
واختصاص نوح عليه السلام بالماء والخليل عليه السلام بالنار واختصاص هود بالريح العقيم .
وبينت ان كل واحد من العناصر الأربع والمولدات الثلاث التي هي المعدن والنبات والحيوان ، انما يستند الى الحق من حيثية اسم خاص ."العناصر الأربع ماء ، هواء ، تراب ، نار"
وان كل نبى مما ذكرنا صدرت رسالته من حضرة الاسم الذي يستند اليه آيته ، وسنذكر ما يسر الله ذكره من اسرار الأنبياء سلام الله عليهم وآياتهم في الفص المحمدي صلى الله عليه وسلم .


كلمات و مصطلحات وردت في فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية :

عن مصطلح الثلاثة والتثليث في اصطلاح الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي :

تقول د.سعاد الحكيم لفهم فكرة التثليث عند الشيخ الأكبر، فالتثليث هو أصل الخلق ومبدأ النتاج على كل المستويات الوجودية:
 الحسية والمنطقية والمعنوية ... كل خلق لن يكون إلا إذا استوفى شروط التثليث، فالتثليث أصل وجود المخلوق في مقابل (التربيع) الذي يقوم عليه كيان المخلوق، يقول ابن العربي الطائي الحاتمي:
" إن الأمر مبني في نفسه على الفردية وله التثليث ، فهي من الثلاثة فصاعدا ، فالثلاثة أول الأفراد ، وعن هذه الحضرة الإلهية وجد العالم .
فقال تعالى : " إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون " وهذه ذات ، ذات إرادة وقول ...
ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء ، وبها من جهته صح تكوينه واتصافه بالوجود ، وهي شيئية وسماعه وامتثاله أمر مكونة بالإيجاد ،
فقابل ثلاثة بثلاثة :
ذاته الثابتة في حال عدمها في موازنة ذات موجدها .
وسماعه في موازنة إرادة موجده .
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التكوين قوله كن ...
فقام أصل التكوين على التثليث أي من الثلاثة من الجانبين ،من جانب الحق ومن جانب الخلق ، ثم سرى ذلك ... فأصل الكون التثليث “ .

ويقول : " إن الأحد لا يكون عنه شيء البتة ... ولا يكون عن الاثنين شئ أصلا ما لم يكن ثالث يزوجهما ويربط بعضهما ببعض ويكون والجامع لهما ، فحينئذ يتكون عنهما ما يتكون بحسب ما يكون هذان الاثنان عليه ... فيسري التثليث في جميع الأمور لوجوده في الأصل “ .

التثليث إذا مبدأ الخلق والنتاج ، كان في الأصل ، تثليث الحق "الذات – الأسماء - الصفات" في مقابل تثليث الخلق "النساء – الطيب – قرة العين في الصلاة  " ، لذلك فهو يسري في كل ما هو دونه ، فيظهر في كل ما هو دونه ، فيظهر في جميع ما يذكره الشيخ ابن العربي عن الحب ، والنتاج في عالمي الكائنات والمعاني " .

يقول الشيخ داود خليل : " مثلث الكمية  هو حصول الكمالات الثلاث في المراتب الثلاث ، أي تزكية النفس بالشريعة ، وتصفية القلب بالطريقة ، وتجلية الروح بالمعرفة "

يقول الشيخ محمد بهاء الدين البيطار:" أهل شراب الخمرة الوترية هم المكنى عنهم : بأهل الدير ، الذين هم أهل المقام العيسوي ... لهم شراب وترية التثليث ، لا شراب أحدية التحقيق "

تقول الدكتورة سعاد الحكيم :
" النكاح عند الشيخ ابن العربي الطائي الحاتمي  : هو ازدواج شيئين لنتاج ثالث على أي صعيد كان . وهو ما يسميه أحيانا بالتثليث ، ولذلك تتعدد أنواع النكاح عنده ، بتعدد توجهات النتاج بين كل طرفين " .

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي:
النكاح القدسي وهو نكاح معنوي تتداخل فيه الأسماء الثلاثة : العلم ، والإرادة ، والقدرة ، بعضها مع البعض لتظهر العالم كله أعلاه وأسفله ، أوله وأخره ، ليتم به مقتضى الكمال .

يقول الشيخ ابن العربي فى الفتوحات الباب الثاني والسبعون في الحج وأسراره
[العالم خرج على صورة الحق]
فإنك إن لم تعرف الأمور من جهة حقائقها لم تعرف أن العالم خرج على صورة الحق .
يرتبط ما فيه من الحقائق بالحقائق الإلهية وهذا مدرك صعب عليه حجب كثيرة لا ترتفع بفكر ولا بكشف .
فالأمر دائر بين تأثير حق في خلق وخلق في حق
قال تعالى :" أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ "
وقال : "ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ الله"
فللناقة "شرب" أعني ناقة صالح "ولَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ"
ضرب مثال لقوم يعقلون" وما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ "
فالحصر عم الوجود فكل موجود موصوف بحصر ما ، فهو محصر من ذلك الوجه . وقد أبنت لك ما لا يقدر على دفعه كشف ولا دليل عقل نظري .
والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ.أهـ

يقول الشيخ كمال الدين عبد الرزاق القاشاني عن التثليث في النكاح الساري في جميع الذراري:
هو التوجه الحبي المشار إليه في قوله:" كنت كنزًا مخفيا فأحببت أن أعرف" .
فإن قوله:"كنت كنزًا مخفيا " يشير إلى الخفاء والغيبة والإطلاق على الظهور والتعين سبقًا أزليا ذاتيا.
وقوله:" فأحببت أن أعرف " يشير إلى ميل أصلي، وحب ذاتي.
هو الوصلة بين الخفاء المشار إليه بقوله:" كنت كنزًا مخفيا " وبين الظهور المشار إليه بـ" بأن أعرف ". فتلك الوصلة هي أصل النكاح الساري في جميع الذراري.
فإن الوحدة المقتضية لحب ظهور شؤون الأحدية تسري في جميع مراتب التعينات المترتبة وتفاصيل كلياتها بحيث لا يخلو منها شيء، وهي الحافظة لشمل الكثرة في جميع الصور عن الشتات والتفرقة؛ فاقتران تلك الوحدة بالكثرة هو وصُلة النكاح .
أوًلًا في مرتبة الحضرة الواحدية بأحدية الذات في صور التعينات.
وبأحدية جمع الأسماء.
ثم بأحدية الوجود الإضافي في جميع المراتب والأكوان بحسبها .
حتى في حصول النتيجة من حدود القياس والتعليم والتعلم والغذاء والمغتذى والذكر والأنثى، فهذا الحب المقتضي للمحبة والمحبوبية. بل العلم المقتضي للعالمية والمعلومية .
هو أول سريان الوحدة في الكثرة، وظهور التثليث الموجب للإيجاد بالتأثير والفاعلية والمفعولية. وذلك هو النكاح الساري في جميع الذراري.

مصطلح الحضرة الإلهية :

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي:
" الحضرة الإلهية : هي الجامعة للنعت العلي الأعلى ، والنعت الدني الأدنى ".
ويقول : " الحضرات الإلهية ... هي التي كنى الله عنها : بالأسماء الحسنى "
ويقول : " الحضرة الإلهية : عبارة عن الذات والصفات والأفعال " .
[ تعليق ] :
تقول د. سعاد الحكيم :
" إن كل اسم إلهي مع تجلياته في الكون هو حضرة إلهية ( نكرة ) ، أما الحضرة الإلهية ( معرفة ) فهي الذات الإلهية مع صفاتها وأفعالها في مقابل الحضرة الإنسانية ( مظاهر الحضرة الإلهية وتجلياتها "( ) .

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني:
" الحضرة الإلهية : هي الأفق الأعلى " .

يقول الشيخ عبد الغني النابلسي :
" الحضرات الإلهية : وهي ما يحضر الحق تعالى به من عوالم الإمكان ، بحيث يغيب العبد عن شهوده نفسه وغيرها ، ويحضر عنده ربه متجليا بكل شيء "( ) .

يقول الشيخ عبد الغني النابلسي :
" لاشك أن لله تعالى حضرتين ، الأولى : حضرة الذات ، وهي القائلة .
والثانية : حضرة الصفات ، وهي المخاطبة في الأزل بقول ( كن ) على التحقيق وسماها الله تعالى ( شيئا ) بالتنكير ، لأنها مصدر مشتق من المشيئة ، يقال : شاء يشيء شيئا " .

يقول الشريف الجرجاني :
" الحضرات الخمس الإلهية :
حضرة الغيب المطلق ، وعالمها عالم الأعيان الثابتة في الحضرة العلمية .
وفي مقابلتها حضرة الشهادة المطلقة ، وعالمها عالم الملك .
وحضرة الغيب المضاف : وهي تنقسم إلى ما يكون أقرب من الغيب المطلق وعالمه عالم الأرواح الجبروتية والملكوتية ، أعني : عالم العقول والنفوس المجردة ، وإلى ما يكون اقرب من الشهادة المطلقة وعالمه عالم المثال ، ويسمى : بعالم الملكوت .
والخامسة الحضرة الجامعة للأربع المذكورة ، وعالمها عالم الإنسان الجامع بجميع العوالم وما فيها .
فعالم الملك مظهر عالم الملكوت ، وهو عالم المثال المطلق ، وهو مظهر عالم
الجبروت ، أي : عالم المجردات ، وهو مظهر عالم الأعيان الثابتة ، وهو مظهر الأسماء الإلهية والحضرة الواحدية ، وهي مظهر الحضرة الأحدية " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" الإنسان الفرد [هو آدم ] أصل هذا النوع ، وهو قوله تعالى : " خلقكم من نفس واحدة "
يقول الشيخ : " اعلم إن هذه الحقيقة التي جعلته يسمى إنسانا مفردا هي في كل إنسان ، ولكن كانت في آدم أتم ؛ لأنه كان ولا مثل له .
ثم بعد ذلك أنشأت منه الأمثال ، فخرجت على صورته كما انتشأ هو من العالم ومن الأسماء الإلهية.
 فخرج على صورة العالم وصورة الحق ، فوقع الاشتراك بين الأناسي في أشياء وانفرد كل شخص بأمر يمتاز به عن غيره كما هو العالم ، فبما ينفرد به الإنسان يسمى الإنسان المفرد وبما يشترك به يسمى الإنسان الكبير ...
وهذا الإنسان المفرد يقابل بذاته الحضرة الإلهية ، وقد خلقه الله من حيث شكله وأعضاؤه على جهات ست ظهرت فيه .
فهو في العالم كالنقطة من المحيط .
وهو من الحق كالباطن .
 ومن العالم كالظاهر .
 ومن القصد كالأول ، ومن النشىء كالآخر .
فهو أول بالقصد ، آخر بالنشىء ، وظاهر بالصورة ، وباطن بالروح .
كما أنه خلقه الله من حيث طبيعته وصورة جسمه من أربع :
 فله التربيع من طبيعته ، إذ كان مجموع الأربعة أركان . و
أنشأ جسده ذا أبعاد ثلاثة من طول وعرض وعمق فأشبه الحضرة الإلهية ذاتا وصفات وأفعالا .
فهذه ثلاث مراتب مرتبة شكله  وهو عين جهاته ، ومرتبة طبيعته ،ومرتبة جسمه.
 ثم إن الله جعل له مثلا وضدا وما ثم سوى هذه الخمسة "

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي: عن الحضرة
" الحضرة الإنسانية كالحضرة الإلهية ،لا بل هي عينها على ثلاث مراتب: ملك وملكوت وجبروت ، وكل واحدة من هذه المراتب تنقسم إلى ثلاث ، فهي تسعة فتمتد من كل حقيقة من التسعة الحقية رقائق إلى التسعة الخلقية ، وتنعطف من التسعة الخلقية رقائق على التسعة الحقية "

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي:
" الأنس : أثر مشاهدة جمال الحضرة الإلهية في القلب ، وهو جمال الجلال ".

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني :
" الأفق الأعلى: هو نهاية مقام الروح، وهي الحضرة الواحدية، والحضرة الإلهية ".

يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
"آخر المولدات هو الإنسان، وقد حفظ الله به الاسم (الآخر) على الحضرة الإلهية أو حفظه الله بالاسم (الآخر)"

يقول ابن العربي الطائي الحاتمي :
" إن الحضرة الإلهية على ثلاث مراتب : باطن وظاهر ووسط ، وهو ما يتميز به الظاهر عن الباطن وينفصل عنه ، وهو البرزخ ، فله وجه إلى الباطن ووجه إلى الظاهر .
بل هو الوجه عينه فإنه لا ينقسم ، وهو الإنسان الكامل أقامه الحق برزخا بين الحق والعالم فيظهر بالأسماء الإلهية فيكون حقا ، ويظهر بحقيقة الإمكان فيكون خلقا "

مصطلح البرنامج :
البرنامج في اللغة : " البرنامج منهج أو مخطط يوضع لغرض ما"

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
البرنامج : هو الإنسان ، لأنه ثمرة جميع العالم  .

تقول د. سعاد الحكيم البرنامج :
هو لفظ فارسي دال على النسخة أو الصورة أو المختصر ، وقد استعمله ابن العربي دالا على الإنسان ، لأن الإنسان جمع في كونه الصغير كل الحقائق المتفرقة في العالم الكبير ، ومن جهة ثانية يقابل الحضرة الإلهية بذاته من حيث كونه نسخة أو صورة الحق .
فالإنسان الكامل صورة الحضرتين : الحقية والخلقية ، وبالتالي هو برنامج جامع للصورتين  .

تقول د. سعاد الحكيم البرنامج الأكمل عند ابن العربي :
هو شخص محمد صلى الله عليه وسلم نفسه .

تقول د. سعاد الحكيم عن البرنامج الجامع :
" كما تقدم في لفظ البرنامج الجامع من أن ابن العربي استعمله للدلالة على الإنسان الخليفة الذي استحق الخلافة بقبول الصورتين الحقية والخلقية .

تقول د. سعاد الحكيم أما البرنامج الأكمل :
فهو الإنسان الكامل أيضا ، ولكن كماله ليس تحققا بل له بالأصالة ، أي هو شخص محمد نفسه .
وكل ما يورد الشيخ الأكبر من أفعال التفضيل لإثبات أسبقية في الرتبة والذات فكثيرا ما تكون لتمييز الحقيقة المحمدية وكمالها عن بقية الكمالات الإنسانية .
فالإنسان هو البرنامج الجامع الكامل ، ومحمد هو البرنامج الأكمل " .

يقول الشيخ الأكبر ابن العربي البرنامج الجامع :
هو آدم ، لأنه جامع لنعوت الحضرة الإلهية ، التي هي : الذات ، والصفات ، والأفعال .
تقول د. سعاد الحكيم برنامج العالم عند ابن العربي :
"هو الإنسان ، لأنه يقابل نسخة العالم ، مختصر العالم ، صورة العالم " .

مصطلح الساذج :
يقول الشيخ أبو العباس التجاني :
 " حقيقة الذات الساذج  معناها الصرف والمحض والخالص ".

يقول الشيخ أبو العباس التجاني:
" الذات الساذج هو تجليه بذاته في ذاته لذاته عن ذاته مع عرو النسب ، فلا أحدية ولا كثرة ولا وصف ولا اسم عرية عن النسب والإضافات ".

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
الذات الساذج : هو الروح الكامل ، وهو جوهر الجواهر الذي يقبل معناه الانطباع بكل صورة من صور الوجود ، سواء كان تجليات الألوهية أم عينيات كونية ، أم حكميات علمية ، فيستطيع أن يتحقق بالصفات الإلهية ، وأن يبرز إلى الفعل ما هو بالقوة ، وأن ينطق بالشأن الإلهي الكلي ، لأنه غير مقيد بالحصر الجزئي .

يقول الشيخ أبو العباس التجاني :
" الفرق بين الأحدية والذات الساذج : أن الذات الساذج لا امتياز فيها لأحدية ولا كثرة إذ طمست النسب كلها فيها ، فليس فيها اختصاص نسبة وهي غاية البطون وهي العماء ...
والأحدية تماثلها في الذات الساذج إلا أن فيها ظهر نسبة الأحدية عن الكثرة والغيرية ، وهي مرتبة ظهور الحق ".

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
" الذات الصرف الساذج إذا نزلت عن سذاجتها وصرافتها ،
كان لها ثلاثة مجال ملحقات بالصرافة والسذاجة :
المجلى الأول : الأحدية ...
والمجلى الثاني : الهوية ...
المجلى الثالث : الإنية "


مصطلح ثالوث الحق : الذات – الصفات – الأسماء
مصطلح ثالوث الخلق : النساء - والطيب  - وجعلت قرة عيني في الصلاة
يقول الشيخ علاء الدين المهائمي :
حب (النساء) لحب الذات،فحبها حب الشيء لجزئه الذي هو على صورته لأن حواء خلقت من ضلع آدم عليه السلام. فهو مظهر حب الحق لما هي على صورته . ومرجعها حب الشيء لنفسه الموجب لمعرفتها الموجبة لمعرفة ربه.
 (والطيب) لحب الصفات،
("وجعلت قرة عيني في الصلاة" )؛ لحب الأسماء .  


مثال : ( يداك أوكتا وفوك نفخ ) .  هذا مثل مشهور أي ، يداك وما اكسبتا بفعلك.
يحكى ان : أن رجلا كان في جزيرة من جزائر البحر. فأراد أن يعبر على زق، قد نفخ فيه، فلم يحسن إحكامه حتى إذا توسط البحر. خرجت من زقه الريح، وغرق
.  فلما غشيه الموت، استغاث برجل. فقال له الرجل: يداك أوكتا وفوك نفخ
. يضرب مثلا لمن يجنى على نفسه بعمله
كما قال تعالى : " لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " .
.
واتساب

No comments:

Post a Comment