Friday, August 16, 2019

11 - فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .كتاب شرح فصوص الحكم مصطفي بالي زاده على فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

11 - فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .كتاب شرح فصوص الحكم مصطفي بالي زاده على فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

11 - فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .كتاب شرح فصوص الحكم مصطفي بالي زاده على فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
شرح الشيخ مصطفى بالي زاده الحنفي أفندي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

11 - فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية
(فص حكمة فتوحية) أي خلاصة العلوم المنسوبة إلى الفتوح مودعة (في كلمة صالحية) أي في روح هذا النبي الفتح حصول شيء عن الشيء الذي لم يتوقع حصوله عن ذلك الشيء كناقة صالح عليه السلام.
فإن الجبل لم يتوقع خروج الناقة منه فقد انفتح فخرج منه الناقة معجزة له عليه السلام ولكون صالح عليه السلام مظهر الاسم الفتاح انفتح له الجبل وخرجت منه الناقة .
""أضاف المحقق : تشرح هذه الكلمة معنى الخلق كما يفهمه الشيخ ابن العربي  والخلق عنده فتوح، أي سلسلة من التجليات والظهور لا إحداث لوجود من عدم""
أورد الحكمة الفتوحية في كلمة صالحية وبين الفتوح الغيبية فيها فقال : (من الآيات) خبر (آیات الركائب) مبتدأ وإضافة الآيات إلى الركائب إضافة عام إلى خاص من وجه الركائب جمع رکيبة أي ومن جملة المعجزات الدالة على صدق الأنبياء معجزات.
الركائب كالبراق لمحمد صلى الله عليه وسلم والناقة لصالح عليهما السلام .
فكل آیات لیست بركائب وكذا كل الركائب ليست بآيات .
وإن كان المراد بالركائب هنا نفس الآيات وهي البراق والناقة لكنه صح الإضافة من حيث مغايرتهما بحسب المفهوم بالعموم والخصوص من وجه
(وذلك) أي كون الركائب من الآيات (لاختلاف في المذاهب) أي بأن كان بعضها ذاهبة إلى الحق وبعضها إلى براري عالم الظلمات والركائب قابلة للذهاب إلى كل منهما موصلة للراكب إلى مقصوده من حق أو غيره، وهي جمع مذهب وهو الطريق فكما أن المراكب الصورية يركبه البعض عليها ويقطع بها المنازل للوصول إلى مراداته النفسانية مما لا يرضي الله عنه والبعض الآخر للوصول إلى أمر الله .
كذلك الركائب الحقيقة وهي صورة النفس الحيوانية التي هي مراكب النفوس الناطقة فإن بعض النفوس يركب عليها لتحصيل الكمالات الإلهية ويستخدمها في طريق الحق بأمر الحق وإرادته لا بإرادة أنفسهم فيحصل لهم العلم من عند الله ويعلم به الأشياء على ما هي عليه .
والبعض الآخر يستعملها بإرادة أنفسهم على مقتضى عقولهم ويستخدمها في ترتيب المقدمات المعلومة للوصول إلى المجهولات ويبين هذين الطائفتين بقوله: (فمنهم) أي وإذا كان المذاهب مختلفة فمن عباد الله (قائمون بها)

أي أقاموا مراكبها وهي صورة النفوس الحيوانية في طريق الحق وطاعته (بحق) أي بأمر حق لا بأمر أنفسهم (ومنهم قاطعون بها) أي بتلك المراكب (السباسب) أي صحاری عالم الأجسام التي تاهوا فيها ولم يخرجوا عنها .
(فأما القائمون فأهل عين) وشهود وهم الواصلون حقيقة العلم والمخلصون عن ظلمات الجهل وهم أهل الكشف واليقين .
(وأما القاطعون هم الجنائب) أي البعداء عن معرفة الحق وإذا استدلوا بنظرهم الفكري من الأثر إلى المؤثر لكنهم محجوبون عن حقيقة العلم وهم أهل النظر والاستدلال حذف الفاء من فهم لضرورة الشعر .
(وكل منهم) أي وكل واحد من القائمين والقاطعين (يأتيه منه) أي من الحق (فتوح غيوبه) أي غبوب الحق (من كل جانب) أي من جانب ربهم الخاص فيكون لكل واحد منهم جانب خاص يأتيه غيوبه من الحق من جانبه لا من جانب آخر .
فكان كل في قوله من كل جانب تصرف إلى روحاني وجسماني. 
ولما كانت الفتوح حاصلة من مفاتيح الغيب التي هي سبب الإيجاد وكان وجود العالم من الفتوح الغيبية شرع في بيان الأمر الإيجادي وكيفيته بقوله : 
(اعلم) ولما كان هذه المسألة من المسائل الغامضة طلب من الله للسالكين التوفيق فقال : (وفقك الله أن الأمر) الإيجادي (مبني في نفسه على الفردية ولها) خبر (التثليث) مبتدا أقدم الخبر لاختصاص التثليث بالفردية .
(فهي) أي الفردية حاصلة (من الثلاثة فصاعدا) كالخمسة والسبعة وغيرهما (فالثلاثة أول الأفراد من هذه الحضرة الإلهية) أي الحضرة الفردية الأولية وهي الفردية الثانية التي سنذكرها تفصيلا .
(وجد العالم فقال تعالى) أي فالدليل على أن وجود العالم عن الحضرة الفردية الإلهية قوله تعالى: (إنما قولنا) أي أمرنا( لشيء إذا أردناه) أي إذا أردنا وجوده في الخارج (أن نقول له) أي أن نخاطب له بقولنا: (" كن فيكون") .
ذلك الشيء بلا مهلة وتراخ عن قولنا کن.
(فهذه) الفردية الثلاثية (ذات ذات إرادة وقول فلولا هذه الذات) وهي ذات الحق (وارادتها) أي وإرادة الذات (وهي) أي الإرادة
(نسبة التوجه) أي توجه الذات (بالتخصيص لتكوين أمر ما ، ثم لولا قوله عند هذا التوجه کن لذلك الشيء ما كان ذلك الشيء) .
أي لو لم يكن هذه الثلاثة لم يكن ذلك الشيء. 
ولما بين الفردية التي من جهة العلة شرع في بيان الفردية التي من جهة المعلول فقال : (ثم ظهرت الفردية الثلاثية أيضا في ذلك الشيء) الكائن (وبها صح) أي وبسبب الفردية الظاهرة (من جهته) أي من جهة ذلك الشيء (صح تكوينه)  أي صح أن يجعل ذلك الشيء مكونة .
(و) صح (اتصافه) أي انصاف ذلك الشيء المأمور بقول "کن" (بالوجود وهو) أي فردية الشيء ذكر الضمير باعتبار الشيء (شيئيته وسماعه وامتثاله أمر مكونه بالإيجاد فقابل ثلاثة) التي من طرف المعلول .

(بثلاثة) التي من طرف العلة (ذاته) أي ذات ذلك الشيء (الثابتة في حال عدمها في موازنة) أي مقابلة (ذات موجدها وسماعه في موازنة إرادة موجده وقبوله بالامتثال لما أمره) موجده (به من التكوين) بيان لما (في موازنة قوله : "كن" فكان هو) أي فوجد ذلك الشيء بهاتين الفرديتين الثلاثيتين (فنسب) الحق (التكوين إليه) أي إلى الشيء الممكن في قوله كن فيكون .


(فلولا أنه في قوته التكوين من نفسه) أي: فلو لم يكن التكوين حاصلا بالفيض الأقدس في قوة نفس ذلك الشيء (عند هذا القول) وهو قول کن (ما تكون) .
ويوجد ذلك الشيء عند سماع ذلك القول من الله تعالی فإذا كان الأمر كذلك (فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه) فلا ينسب الإيجاد إلا إلى نفس ذلك الشيء.

 نعم ينسب إلى الحق لكونه أمرا بالتكوين فكان إسناد الإيجاد في الحق مجازة وفي العبد حقيقة (فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه بجر نفسه تأكيد للشيء لا للحق والذي للحق فيه) أي في التكوين (أمره) أي أمر الحق للشيء بكن .


(خاصة وكذا) أي وكإخباره عن نفسه في قوله تعالى : "إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " 40 سورة النحل  .
(اخبر عن نفسه في قوله إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له "كن فيكون" فنسب التكوين) بالنص الإلهي (لنفس الشيء) أي إلى نفس الشيء (عن أمر الله) متعلق بنسب.
فالحق آمر بالتكوين والعبد فاعل به (وهو الصادق في قوله وهذا) أي كون التكوين صفة لنفس الشيء لا للحق (هو المعقول في نفی الأمر) أي لا استحالة فيه عند العقل فلا يحتاج النصوص الواردة في حقه إلى التأويل و لإيضاح هذا الأمر المعقول أورد مثالا في الخارج .
فقال : (كما يقول الأمير الذي يخاف فلا يعصى) مبنيان للمفعول (لعبده قم ، فيقوم العيد امتثالا لأمر سیده ، فليس للسيد في قيام هذا العبد سوي أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد) .
فكان التكوين من فعل العبد المأمور بكن لا من فعل الحق .

وإنما كان هذا هو الأمر المعقول في نفسه إذ يجوز أن الله أعطى لذلك الشيء وجودا مغايرا لهذا الوجود و به سمع كلام الحق وامتثل أمره .


كما في ذرية آدم عليه السلام حين قال : "ألست بربكم" فسمعوا كلامه وامتثلوا أمره وقالوا : بلي من قبيل هذا الوجود (فقام أصل التكوين على التثليث أي) حصل (من الثلاثة من الجانبين من جانب الحق ومن جانب الخلق).
ولما بين كيفية الإيجاد في الأعيان شرع في بيان الإيجاد في المعاني لكونها من الفتوح، فقال : 

(ثم سرى ذلك) التثليث (في إيجاد المعاني) وهي النتائج (بالأدلة) يتعلق بإيجاد (فلا بد من الدليل) أي في الدليل أن يكون (مركبا من ثلاثة) موضوع النتيجة و محمولها والحد الأوسط وهي أجزاء مادية له (على نظام مخصوص) متعلق بمركبا وهو جزئي صوري له .



(وشرط مخصوص) وهو أن يكون الصغرى موجبة والكبري كلية في الشكل الأول (وحينئذ) أي فحين تحقق هذه المذكورات في الدليل (بنتج) الدليل (من ذلك) أي من أجل تركبه من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص :

(وهو) أي النظام المخصوص أو تركب الدليل من ثلاثة (أن يركب الناظر دليله من مقدمتين كل مقدمة) أي كل واحد منها (تحوي) أي تشتمل (على مفردین) موضوع ومحمول (فیکون أربعة، واحد من هذه الأربعة يتكرر في المقدمتين ليربط إحداهما بالأخرى).

ولإيضاح هذا الأمر المعقول ذکر مثالا في الأمور العينية بقوله: 

(كالنكاح) فإن النكاح قائم على ثلاثة أركان زوج وزوجة وولي عاقد والشهود شروط (فيكون) أي فيوجد (فيه ثلاثة لا غير لتكرار الواحد فيهما فیکون) أي فيوجد (المطلوب).
(إذا وقع هذا الترتيب على هذا الوجه المخصوص وهو) أي الوجه المخصوص .
(ربط إحدى المقدمتين بالأخرى بتكرار ذلك الواحد المفرد) على صفة اسم الفاعل أي الواحد الذي يجعل الدليل بتكراره فرد (الذي به) أي بسبب ذلك الفرد
(صح التثليث) أي كان الدليل ثلاثة (والشرط المخصوم) هو (أن يكون الحكم) أي المحكوم به في النتيجة (أعم من العلة) كقولنا: 
الإنسان حيوان وكل حيوان جسم فالجسم هو المحكوم به و أعم من العلة وهو الحيوان (أو مساوية لها) 
كقولنا: الإنسان حيوان وكل حيوان حساس فالإنسان حساس والحساس هو المحكوم به ومساو للعلة وهو الحيوان (وحينئذ) أي وحين تحقق الشرط المخصوص (بصدق) أي ينتج القياس نتیجة صادقة .
(وإن لم يكن كذلك) إما بانتفاء النظم والشرط معا أو بانتفاء أحدهما (فإنه) أي الشأن (ينتج) الدليل (نتيجة غير صادقة وهذا) أي كون الدليل منتجا نتيجة غير صادقة (موجود في العالم) عالم الشهادة .
(مثل إضافة الأفعال إلى العبد معزاة عن نبتها إلى الله)، وهذا تعريض للمعتزلي ومن تابعهم فإنهم قالوا
العبد خالق لأفعاله (أو إضافة التكوين الذي نحن بصدده إلى الله مطلقا) من غير مدخل للعبد فيه هذا تعريض لبعض أهل النظر من أهل السنة فإنهم قالوا التكوين صفة لله (والحق ما أضافه إلا إلى الشيء الذي قيل له کن) فلا ينتج قياس الفريقين إلا نتيجة غير صادقة إذ أفعال العباد منسوبة إلى الله من وجه وإلى العبد من وجه.
 كذا التكوين منسوب إلى الله من وجه وهو الأمر إلى العبد من وجه .
وهو التكوين فإضافة التكوين إلى الله مطلقا غير صادقة وكذا إضافة الأفعال إلى العبد مطلقة غير صادقة.
ولما بين حقيقة القياس الصحيح وأحواله أورد مثالا لزيادة الانكشاف .
(ومثاله) أي مثال الدليل المنتج نتيجة صادقة (إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول كل حادث فله سبب فمعنى الحادث والسبب ثم نقول في المقدمة الأخرى والعالم حادث فتكرار الحادث في المقدمتين والثالث قولنا: العالم فانتج أن العالم له سبب) .
وهو نتيجة صادقة لكون الدليل على نظام مخصوص وشرط مخصوص (فظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب) .
وهو قوله : فله سبب (فالوجه الخاص)، وهو قوله على نظام مخصوص (وهو تكرار الحادث والشرط الخاص هو عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب) في قوله فله سبب (وهو) أي السبب (عام في حدوث العالم من الله أعني) بقولي وهو عام (الحكم) أي المحكوم به وهو فله سبب .
(فنحكم على كل حادث أن له سببة سواء كان ذلك السبب مساوية للحكم) أي المحكوم عليه وهو كل حادث كما إذا أردنا بالحادث معنی عاما 

في الحدوث الذاتي والزماني فحينئذ يساوي المحكوم به وهو فله سبب للمحكوم و عليه وهو كل حادث.
(أو يكون الحكم) أي المحكوم به (أعم منه) أي من المحكوم عليه كما إذا أردنا بالحادث حدوث زمانية فحين يكون محمول الكبرى وهو فله سبب أعم من موضوعه وهو كل حادث فاياما كان (فيدخل) المحكوم عليه (تحت حكمه) أي تحت حكم المحكوم به (فنصدق النتيجة) وهو أن العالم له سبب.
(فهذا) أي إيجاد المعاني (أيضا) أي كإيجاد الأعيان قام على التثليث فهذا مبتدأ خبره محذوف للعلم به وهو قام على التثليث.
(قد ظهر) لك بالبيان (حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتص) أي تكتسب (بالأدلة) فإذا كان أصل التكوين مطلقأ عينا كان أو معنى التثليث (فاصل الكون) الذي حصل من التكوين (التثليث).
(ولهذا) أي ولأجل كون أصل الكون التثليث (كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهرها الله قوله في تأخير أخذ قومه) متعلق بكانت (ثلاثة أيام) منصوب بالتأخير (وعدا غير مكذوب) خبر كانت .
(فأنتج) هذا التثليث وهو ثلاثة أيام (صدقا) أي نتيجة صادقة (وهي) أي النتيجة الصادقة (الصيحة التي أهلكهم الله بها) أي بهذه الصيحة كما أخبر الله عن هلاكهم بقوله : (" فأصبحوا في دارهم جاثمين") أي هالكين (فأول يوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم وفي الثاني احمرت وفي الثالث اسودت فلما كملت الثلاثة صح الاستعداد) بالنتيجة وهي الهلاك .
(فظهر کون) أي وجود (الفساد فيهم) بالتثليث (فسمي ذلك الظهور) أي الوجود (هلاكا) لخروجهم عن الوجود الشهادي ودخولهم في الوجود البرزخي فهو كون في الحقيقة لإهلاکه فقام أصل الكون في ذلك أيضا على التثليث .
(فكان اصفرار وجوه الأشقياء في موازنة) أي في مقابلة (اصفرار وجوه السعداء في قوله تعالى:" وجوه يومئذ مسفرة " 38 من السفور وهو الظهور كما كان الاصفرار في أول يوم ظهور علامة الشقاء ، في قوم صالح عليه السلام ثم جاء في موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى في السعداء "ضاحكة" فإن الضحك من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه فهي في السعداء احمرار الوجنات ثم جعل في موازنة تغيير بشرة الأشقياء بالسواد قوله تعالى: "مستبشرة ") .
والمقصود قام دخول السعداء في الجنة وهو الكون على التثليث الحاصل في بشرتهم من علامة السعادة .
وقام دخول الأشقياء في النار وهر الكون على التثليث الحاصل في بشرتهم من علامة الشقاء (وهو) أي الوجه المستبشر (ما) أي الذي (أثر السرور في بشرتهم) أي في بشرة السعداء (كما أثر السواد في البشرة الأشقياء ولهذا) أي ولأجل التأثير الحاصل في بشرة الفريقين.
(قال تعالى في) حق (الفريقين بالبشرى أي بقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم) أي يؤثر هذا القول في بشرة كل من الفريقين (فيعدل) العبد (بها) أي بسبب هذه البشرى (إلى لون لم يكن البشرة تتصف به) أي بهذا اللون (قبل هذا) اللون (فقال في حق السعداء يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان، وقال في حق الأشقياء "فبشرهم بعذاب أليم ") فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام .
(فما ظهر عليهم في ظواهرهم إلا حکم ما استقر في بواطنهم من المفهوم) من مفهوم الكلام (فما أثر فيهم سواهم) بل أثر فيهم أنفسهم
(كما لم يكن التكوين إلا منهم فلله الحجة البالغة) فما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، بإستحقاقهم بما لا يلائم غرضهم .
(فمن فهم هذه الحكمة وقررها في نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغيره .
وعلم أنه لا يؤتى عليه بخير ولا بشر إلا منه وأعني بالخير ما يوافق فرضه ويلائم طبعه ومزاجه وأعني بالشر ما لا يوافق غرضه ولا يلائم طبعه ولا مزاجه ويقيم صاحب هذا الشهود) 
قوله: (معاذير الموجودات كلها) مفعول يقيم قوله: (عنهم) أي عن الموجودات يتعلق بيقيم .
(وإن) وصل (لم يعتذروا ويعلم) صاحب هذا الشهود (أنه منه) أي من نفسه .
يتعلق بقوله: (كان كل ما هو فيه) أي في نفسه (كما ذكرناه أولا في أن العلم تابع للمعلوم فيقول لنفسه إذا جاءه ما لا يوافق غرضه) 
قوله : (يداك أو كتا) أي كسبتا (وفوك نفخ) مقول القول وهو مثل مشهور 
("والله يقول الحق وهو يهدي السبيل").
.
التسميات:
واتساب

No comments:

Post a Comment