Tuesday, August 13, 2019

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة السابعة .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة السابعة .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة السابعة .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

11 - The Wisdom Of Opening In The Word Of SALIH

الفقرة السابعة:
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب. فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم. فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة. فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة. فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين.)

(وظهر في) هذه النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة، وهي الأولى (و) ذلك (هو السبب فالوجه الخاص) في هاتين المقدمتين (هو تكرار) لفظ (الحادث) مرتين (والشرط الخاص) في نتيجة هذا الدليل (هو عموم العلة) للحكم فيه (لأن العلة) في هذا الدليل (في وجود الحادث السبب وهو)، أي السبب (عام في حدوث العالم عن) أمر (الله) تعالى (أعني الحكم) في النتيجة.
فإن الحكم فيها وهو حدوث العالم عن أمر الله تعالى خاص بالنسبة إلى علته، وهو كل حادث فله سبب، فإنه أمر عام (فنحكم بهذا) الأمر العام (على كل حادث أن له سببة سواء كان ذلك السبب) وهو العلة في هذا الحكم (مساويا للحكم) المذكور هنا (أو أن يكون الحكم المذكور أعم منه)، أي من السبب.
والحاصل أن قوله : كل حادث فله سبب هو العلة وهي عامة في جميع الحوادث وهو السبب في حدوث العالم.
وقوله : العالم حادث هو الحكم، فقد يراد بالحادث الحادث الذي ذكر في العلة وهو كل حادث فله سبب، فيكون السبب مساوية للحكم بأن العالم حادث، وقد يراد بالحادث ما هو أعم من السبب المذكور.
 فيكون قوله : العالم حادث شاملا لكل سبب من أسباب العالم أيضا
(فيدخل السبب) حينئذ (تحت حكمه) وهو الحكم بالحدوث لكونه من العالم
فتصدق النتيجة عن هذا الدليل حينئذ .
وهي قول إن العالم له سبب فيبقى السبب المطلق حينئذ خارجا عن العالم الحادث وهو أمر الله تعالى .
وأعيان العالم الممكنة الثابتة في العدم الأصلي من غير وجود.
 فلولا أمر الله تعالى ما تكون من العالم شيء أصلا، 
وكذلك لولا أعيان العالم الممكنة الثابتة في العدم الأصلي ما تكون من العالم شيء البتة.سواء كان ذلك أفعال العباد أو ذواتهم،
 فلا يصح نسبة أفعال العباد إلى العباد فقط ولا يصح نسبة التكوين إلى الله تعالی فقط.
فإن السبب مجموع الشيئين، وهما أمر الله تعالى والأعيان الثابتة.
 فالفعل من الأمر وقبوله وهو الانفعال من الأعيان الثابتة؛ ولهذا نسبت الأفعال إلى العباد بأمره تعالى كما قال تعالى: "وهم بأمره يعملون" [الأنبياء: 27].
"وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها " [هود: 41].  فنسب الإجراء والإرساء إليها باسم الله . 
وقال ابن مريم عليه السلام: "فأنفخ فيه فيكون طيرا يإين الله" [آل عمران: 49]، وهكذا الوارد في نصوص الكتاب والسنة .
(فلهذا أيضا قد ظهر) لك (حكم التثليث في إيجاد المعاني) العقلية (التي تقتنص)، أي تصطاد وتؤخذ (بالأدلة) العقلية عند أهل النظر كما ذكر (فأصل الكون).
 أي هذا العالم الحادث (التثليث) فما ظهر عن فاعله إلا عن التثليث ما ظهر هو فاعلا إلا بالتثليث .
ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله تعالى شأنها (في تأخير أخذ)، أي إهلاك (قومه) لما كذبوه في الحق الذي جاء به وكفروا ولم يؤمنوا (ثلاثة أيام) كما قال تعالى : ("وعد غير مكذوب" [هود: 65] فأنتج) هذا التثليث الواقع في الأيام (صدقا وهو الصيحة التي أهلكهم) الله تعالی (بها فأصبحوا في دارهم)، أي قطرهم وأرضهم التي كانوا فيها (جاثمين)، أي منطرحين مضطربين من ألم العذاب الواقع بهم .


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

(فظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب) .
وهو قوله : فله سبب (فالوجه الخاص)، وهو قوله على نظام مخصوص (وهو تكرار الحادث والشرط الخاص هو عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب) في قوله فله سبب (وهو) أي السبب (عام في حدوث العالم من الله أعني) بقولي وهو عام (الحكم) أي المحكوم به وهو فله سبب .
(فنحكم على كل حادث أن له سببة سواء كان ذلك السبب مساوية للحكم) أي المحكوم عليه وهو كل حادث كما إذا أردنا بالحادث معنی عاما 

في الحدوث الذاتي والزماني فحينئذ يساوي المحكوم به وهو فله سبب للمحكوم و عليه وهو كل حادث.
(أو يكون الحكم) أي المحكوم به (أعم منه) أي من المحكوم عليه كما إذا أردنا بالحادث حدوث زمانية فحين يكون محمول الكبرى وهو فله سبب أعم من موضوعه وهو كل حادث فاياما كان (فيدخل) المحكوم عليه (تحت حكمه) أي تحت حكم المحكوم به (فنصدق النتيجة) وهو أن العالم له سبب.
(فهذا) أي إيجاد المعاني (أيضا) أي كإيجاد الأعيان قام على التثليث فهذا مبتدأ خبره محذوف للعلم به وهو قام على التثليث.
(قد ظهر) لك بالبيان (حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتص) أي تكتسب (بالأدلة) فإذا كان أصل التكوين مطلقأ عينا كان أو معنى التثليث (فاصل الكون) الذي حصل من التكوين (التثليث).
(ولهذا) أي ولأجل كون أصل الكون التثليث (كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهرها الله قوله في تأخير أخذ قومه) متعلق بكانت (ثلاثة أيام) منصوب بالتأخير (وعدا غير مكذوب) خبر كانت .
(فأنتج) هذا التثليث وهو ثلاثة أيام (صدقا) أي نتيجة صادقة (وهي) أي النتيجة الصادقة (الصيحة التي أهلكهم الله بها) أي بهذه الصيحة كما أخبر الله عن هلاكهم بقوله : (" فأصبحوا في دارهم جاثمين") أي هالكين

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب. فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم. فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.  فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة. فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال : أن الفردية من خواصها التثليث، لأن فردية الواحد لا تقبل الكلام ولذلك لم يكن الواحد من العدد، بل أول العدد هو إثنان، لكن لما كان الأمر لا يستقر إلا على الفردانية .
اقتضى الأمر إثبات ثالث يرد الشرك إلى التوحيد ويظهر ذلك مما قاله، رضي الله عنه، في ذكر القول والإرادة وكلمة کن، ويقابلها شيئية " المكون، اسم مفعول .
وهو في قوله تعالى: لشيء، فأثبت له شيئية المعلومية للعلم الإلهي.
وبمثل هذا يتمسك الشيخ رضي الله عنه، في اثبات الأعيان وأنها ثابتة قبل كونها.
وجوابه أن في الكلام مجازا، فنعود ونقول الشيئية مقابلة حضرة العلم، والسماع مقابلة الإرادة، لأن السماع میل للمسموع والإرادة ميلة للمراد .
والامتثال مقابلة قوله: کن، ثم أخذ في اعتبار کون الحق تعالی نسب الكون إلى فعل الشيء المقول له کن، وذلك ظاهر في قوله : فيكون من قوله
تعالی: "وإنما قولنا لقي إذا أردنا أن تقول له كن فيكون" (النحل: 40) .
فهو يرى أن الاقتضاء في الأصل هو من العين الثابتة في حضرة الإمكان وما وقع الحكم في الإيجاد إلا بمقتضى طلبها الذاتي.
فكأنه أشار إلى سر القدر وهو أنه لا يكون إلا بمقتضى الأعيان الثابتة، فيستريح من عرف هذا من الكد والتعب.
وأخذ يقوى حكم التثليث في ذكر المقدمتين وأنها تعود مفرداتها، وهي حدود القياس إلى ثلاثة: 
الأصغر 
والأوسط المكرر 
والأكبر. 
قال: ومن جملة اعتبارات أحكام التثليث، الآيات التي ظهرت في مبشرات قومه في الثلاثة الأيام التي أمهلوا فيها حتى نفذ فيهم حكم الله تعالى.
 فهي ثلاثة أحوال في ثلاثة أيام كل يوم حال وهؤلاء أشقياء وفي مقابلتهم سعداء، لهم أيضا أحوال ثلاثة. 


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )
، وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدّمة وهو السبب .
فالوجه الخاصّ هو تكرار الحادث ، والشرط الخاصّ عموم العلَّة ، لأنّ العلَّة في وجود الحادث السبب وهو عامّ في الحدوث عن الله أعني الحكم .
فنحكم على كلّ حادث أنّ له سببا ، سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم ، أو يكون الحكم أعمّ منه ، فيدخل تحت حكمه وتصدق النتيجة " .)
يشير رضي الله عنه إلى ما قرّر أوّلا أنّ الحكم وهو السبب أعمّ من العلَّة وهو الحدوث ، إذ العلَّة في وجوب السبب الحدوث وهي عامّة في كل حادث .

قال رضي الله عنه : ( فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلَّة ، فأصل الكون التثليث ، ولهذا كانت حكمة صالح - التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيّام - وعدا غير مكذوب . فأنتج صدقا وهي الصيحة التي أهلكهم بها ، فأصبحوا في دارهم جاثمين)  أي أخذهم عذاب الهلاك ، فلم يستطيعوا على القيام .
يعني رضي الله عنه : أنّ ظهور العذاب ومباشرته بشرتهم ، إنّما كان منهم فيهم ولم يؤتهم الله ذلك لهم من الخارج ، كما لم يكن التكوين المأمور به في قوله : " كن "
لأنّهم الذين كانوا كما أمروا باستعداد خواصّ وأهليّة وصلاحية ذاتية فيهم لذلك الأمر والتكوين . وهذه المباحث المذكورة في هذه الحكمة ظاهرة لا يحتاج فيها إلى مزيد بسط على ما قرّرنا أوّلا من كون الفردية سببا للإيجاد والتكوين .
كما كان التثليث موجبا أيضا لتكوين الناقة أوّلا وتكوين الصيحة على الكافرين آخرا ، وقد صحّ أنّ التكوين والإيجاد في الذوات والصفات والمعاني والصور والأحكام والآثار إنّما هو من حضرة الفردية الإلهية .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : (  فظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة ) يعنى الكبرى ( وهو السبب ) وفي لفظه تسامح فإن الأكبر قولنا له سبب لا نفس السبب ، لكن مثل هذا مما يسامح فيه .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فالوجه الخاص هو تكرار الحادث والشرط الخاص عموم العلة ) أي في الخارج لا في الذهن لأن الوسط في برهان إني هو المعلوم المساوى ، وهو علة في الذهن لثبوت الأكبر للأصغر كما ذكر ، والمراد بقوله : عموم العلة ، عموم الأكبر الذي هو علة في نفس الأمر في الأوسط لا في البرهان ، لأن المراد بالعلة في البرهان علة الحكم وهو الأوسط ، ومراده العلة في الوجود أي الأكبر .
ألا ترى إلى قوله ( لأن العلة في وجود الحادث السبب ) أي وجوده في الخارج ( وهو عام في حدوث العالم عن الله ) يعنى أن السبب بمعنى ثبوت السبب أعم من حدوث العالم عن الله.
( أعنى الحكم ) أي الحكم بثبوت السبب للعالم الموصوف بالحدوث فيكون الحكم أعم من علة الحكم الذي هو الحدوث فتكون الكبرى كلية كما ذكر أعنى الحكم ( فنحكم على كل حادث أن له سببا يعنى في الكبرى سواء كان ذلك السبب ) يعنى سبب الحكم في البرهان أي العلة المذكورة التي هي الوسط وهو الحادث في مثالنا ( مساويا للحكم ) كما إذا أردنا بالحادث في هذا المثال الحادث بالحدوث الذاتي فإنه مساو لما له سبب .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( أو يكون الحكم أعم منه ) كما إذا أردنا بالحادث الحادث الزماني ( فيدخل تحت حكمه ) أي فيدخل العالم تحت حكم السبب في الحالتين ( فتصدق النتيجة فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة ) فهذا مبتدأ قد ظهر خبره وحكم التثليث بدله أو بيانه كائن قال فهذا الذي حكم التثليث .
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فأصل الكون التثليث ، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهرها الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب ) وفي بعض النسخ وعد كما هو لفظ المصحف على الحكاية أو على خبر المبتدأ كما في القرآن أي ذلك وعد غير مكذوب ( فأنتج صدقا وهو الصيحة التي أهلكهم الله بها " فَأَصْبَحُوا في دارِهِمْ جاثِمِينَ ") أي هلكوا فلم يستطيعوا القيام .


مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : ( فظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة ، وهو ( السبب ) ) أي ، وهو قوله : (فله سبب).
قال رضي الله عنه : ( فالوجه الخاص ، هو تكرار ( الحادث ) ) أي ،الحد الأوسط في المثال المذكور ،هو (الحادث) المكرر . وإنما سماه ب‍ ( الوجه ) ، لأن المحمول من حيث إنه مغائر للموضوع ، نسبة من نسبه ووجه من وجوهه .
قال رضي الله عنه : ( والشرط الخاص هو عموم العلة ) . أي ، الشرط الخاص في هذا المثال المذكور ، هو عموم علة الوجود وسببه ، لأن كل ما هو حادث محتاج في وجوده إلى علة وسبب .
فالمراد ب‍ ( العلة ) هنا الأكبر ، وهو قوله : ( فله سبب ) لا الحد  الأوسط الذي هو علة نسبة الأكبر إلى الأصغر .
لذلك قال : ( لأن العلة في وجود الحادث " السبب " ) . أي ، لأن العلة في الوجود الخارجي للحادث ، السبب الذي يوجده . ( وهو ) أي ،السبب . ( عام في حدوث العالم عن الله ) .يعنى،
ماله السبب ، أعم من العالم وحدوثه ، من الله . فإن الأسماء والصفات الإلهية
ليست من العالم ، لكونها غير موجودة في الخارج ، مع أنها في فيضانها من الله تحتاج
إلى سبب .
قوله : ( أعني الحكم ) أي ، أعني بقولي ، وهو عام الحكم ، أي ، الحكم بأن كل ما هو حادث فله سبب ، حكم عام كلي ، سواء كان الحادث حادثا بالحدوث  الزماني كالمخلوقات ، أو الذاتي كالمبدعات.
لذلك أردفه بقوله : ( فنحكم على  كل حادث بأن له سببا ، سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم ، أو يكون الحكم أعم منه ، فيدخل تحت حكمه ، فتصدق النتيجة .
المراد ب‍ ( السبب ) في قوله : ( سواء كان السبب مساويا ) ، الحد الأوسط ، لأنه سبب الربط بين محمول النتيجة وموضوعها . كما عبر عنه ب‍ ( العلة ) في قوله : ( والشرط المخصوص أن يكون الحكم أعم من العلة ، أو مساويا لها ) . والمراد ب‍ ( الحكم ) الأكبر .
ولا ينبغي أن يتوهم أن المراد ب‍ ( السبب ) هنا السبب المذكور في المثال ، لأنه لا يمكن أن يكون الحكم أعم منه ، وإن كانت المساواة ممكنة بينهما ، لأن المراد بالحكم حينئذ المحكوم عليه ، وهو قولنا : كل حادث .
إذ لا يمكن حمل الحكم هنا على النسبة الحاصلة بين الموضوع والمحمول ، لأنها لا توصف بأنها أعم من طرفيها ، أو أخص أو مساو ، بل يوصف بذلك بحسب نسبة أخرى حين يلزم
من صدقها ، صدقها ، كما يقال ، إذا كان الشئ حادثا ، كان له سبب .
فبين الحادث وبين ما له السبب ، مساواة . وذلك في الشرطية لا الحملية .
والمحكوم عليه إن كان أعم من قوله : ( فله سبب ) ، يلزم حمل الأخص على الأعم ، وهو محال ، لعدم صدق قولنا : الحيوان إنسان ، والجسم حيوان .
اللهم إلا أن يقال ، هذا المثال ( مثال المساواة ) فحينئذ يكون صحيحا ومثال المساواة بين ( السبب ) و ( الحكم ) ، أي المحكوم به ، قولنا : كل حادث فله سبب .
إذا أردنا ب‍ ( الحادث ) الحدوث الذاتي ، لصدق قولنا : كل ماله سبب فهو الحادث بالحدوث الذاتي . فبينهما مساواة .
ومثال كون الحكم ، أي المحكوم به ، أعم من السبب الذي هو الحد الأوسط .
قولنا : كل حادث فله سبب . إذا أردنا ب‍ ( الحادث ) الحدوث الزماني ، لأن ماله سبب ، قد يكون حادثا بالحدوث الذاتي ، وقد يكون حادثا بالحدوث الزماني ، فيدخل ( الأوسط ) في الحالين تحت حكم الأكبر ، فتصدق النتيجة .
قال رضي الله عنه : ( فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة) . تقدير الكلام : فهذا حكم التثليث ، قد ظهر أيضا في إيجاد المعاني التي يكتسب بالأدلة . ( فهذا ) مبتدأ ، ( حكم التثليث ) مبتدأ خبر ما بعده خبره ، والجملة خبر الأول . كقولك : هذا زيد يكرمني .
ويجوز أن يكون ( حكم التثليث ) بيانا ( هذا ) .
أو بدلا منه . أي ، فهذا حكم التثليث قد ظهر . فيكون المجموع جملة واحدة .
قال رضي الله عنه : ( فأصل الكون التثليث ) . أي ، فأصل الوجود الخارجي الذي للعالم ، التثليث .
( ولهذا كانت حكمة صالح ، عليه السلام ، التي أظهر الله ) أي ، أظهرها الله .
قال رضي الله عنه : ( في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب ) . أي ، لما كان أصل الكون مبنيا على التثليث ، كان حكمة صالح ، عليه السلام ، في إهلاك قومه أيضا مبنية عليه ، فأهلكهم الله في ثلاثة أيام ، ليناسب الفساد الكون .
وقوله : ( في تأخير ) متعلق بقوله : ( كانت ) . وقوله : ( ثلاثة أيام ) منصوب على أنه مفعول ( التأخير ) . وقوله : ( وعدا ) منصوب على أنه خبر ( كانت ) .
وفي بعض النسخ : ( وعد غير مكذوب ) . كما في القرآن . أي ، ذلك وعد غير مكذوب ، أورده على الحكاية .
قال رضي الله عنه : ( فأنتج صدقا وهي الصيحة التي أهلكم بها ) . ( فأنتج ) أي ، الوعيد بثلاثة أيام حال كونه صادقا نتيجة . أو : نتج ذلك التثليث نتيجة صادقة ، وهي الصيحة التي أهلكهم بها .
قال رضي الله عنه : ( "فأصبحوا في دارهم جاثمين") أي ، فأصبحوا هالكين في ديارهم حيث لم يستطيعوا القيام .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : ( وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب. فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم. فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.  )

(في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة) من الأصغر والأكبر، مضمر ما أحدهما إلى الأخر،
(والوجه الخاص) الموجب لهذا الظهور بعد الخفاء (هو تكرار الحادث) الموجب للربط بينهما، (والشرط الخاص) الموجب لكون النتيجة موجبة كلية.
(هو عموم العلة) أي: قولنا له سبب؛ فإنه يستوعب إفراد الحادث الذي هو الأوسط، وسمي السبب علة لهذا، وقد سمي بها الأوسط فيما تقدم؛ (لأن العلة) المؤثرة (في وجود الحادث) الذي هو الأوسط هو (السبب)، فهو علة في الخارج .
والوسط علة في الذهن، (وهو) أي: السبب (عام في حدوث) إفراد (العالم عن الله) فهو علة النتيجة بحسب الخارج.
 وذلك لأن كل حادث لا بد له من محدث؛ فإن كان أيضا حادثا افتقر إلى آخر، فإما أن يلزم التسلسل المحال أو ينتهي إلى الله تعالی.
"" أضاف المحقق : يقول الشيخ ابن العربي في الباب الثامن والتسعون ومائة :
ومن علم الاتساع الإلهي علم أنه لا يتكرر شيء في الوجود وإنما وجود الأمثال في الصور يتخيل أنها أعيان ما مضى وهي أمثالها لا أعيانها ومثل الشيء ما هو عينه...
فالقديم لا يصح أن يكون محلا للحوادث، ولا يوصف بالقدم لأن الحادث يقبل الاتصاف به.
والحادث لا يوصف بالقدم ولا يصح أن يكون القديم حالا في المحدث لا قديم ولا حادث .
فإذا اتصف به الحادث يسمي حادثا 
وإذا اتصف به القديم فيسمى قديما 
وهو قديم في القديم حقيقة و حادث في المحدث حقيقة.
 لأنه بذاته يقابل كل صفة متصف به:
كالعلم يتصف به الحق والخلق فيقال في علم الحق أنه قديم فإن الموصوف به قديم فعلمه بالمعلومات قديم لا أول له.
ويقال في علم الخلق محدث؛ فإن الموصوف به لم يكن ثم كان كصفته مثله إذا ما ظهر حكمها فيه إلا بعد وجودها فيه عينه فهو حادث مثله.
والعلم في نفسه لا يتغير عن حقيقته بالنسبة إلى نفسه وهو في كل ذات حقيقية عينه، وما له عين وجودية سوى عين الموصوف .أهـ  ""
ولما أطلق العلة على الأوسط أو توهم أن المراد هنا، فرفعه بقوله: (أعني الحكم) أي: المحكوم به في الكبرى لا الأوسط، فإذا عم الحكم الذي هو قولنا له سبب كل حادث؛
(فنحكم على كل حادث) سواء اعتبر کلا إفرادا أو مجموعا (أن له سببا) حتى يقال على تقدير جواز التسلسل أن مجموع العالم لا يفتقر إلى السبب.
ثم ذكر ما يشير إلى أن المراد بعموم السبب استيعابه إفراد الحادث لا كونه صاد  فاعلية، وعلى غيره بخلاف ما مر.
فقال: (سواء كان السبب مساويا للحكم) أي: المحكوم به في الصغرى، وهو الأوسط 
أعني قولنا: الحادث أطلق عليه الحكم ليشير إلى أن المراد بعموم الحكم ومساواته فيما نقدم ما وقع محكوما به سواء كان أصغر أو وسط أو أكبر.
(أو يكون الحكم) أي: المحكوم به في الكبرى، وهو قولنا له سبب (أعم منه) أي: من الحكم أي: المحكوم به في الصغرى .
أعني: الأوسط فإن قولنا له سبب يمكن أن يجعل لغير الحادث كأسماء الله تعالى على تقدير مغایرتها، والمساواة على تقدير عینیتها، (فيدخل) العالم (تحت حكمه) أي: حكم ما له سبب مما يفتقر إليه.
(فتصدق النتيجة) الموجبة الكلية على التقديرين تقدير العموم، وتقدير المساواة.
وهذا صار المثال صالحا للعموم والمساواة، وعلم موجب النتيجة الموجبة الكلية بحيث ينقاس عليه السالبة الكلية، بل الجزئيات أيضا.

قال رضي الله عنه : ( فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة. فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : (فهذا) أي: ظهور النتيجة بعد اعتبار التثليث في الدليل "الله الذات المحض الغني والمستغني عن كل شيء ولا يحتاج لشيء ، الأسماء والصفات الإلهية التي تطلب الخلق لتكون سارية ونافذة لتحقق الغرض منها  ، المخلوقات التى تطلب وتحتاج للأسماء والصفات الإلهية لتحيا وتتعلم وترزق  " .
قال رضي الله عنه : (أيضا) دل على أنه (قد ظهر حكم التثليث) من أصل الإيجاد الخارجي (في إيجاد المعاني) في الذهن.
لأن الأمور الذهنية تابعة للأمور الخارجية سيما إذا كانت من الأمور (التي تقتنص بالأدلة فأصل التكون التثليث) إذ لولاه لم يظهر في إيجاد المعاني.
قال رضي الله عنه : (ولهذا) أي: ولأجل أن أصل الكون التثليث (كانت حكمة صالح عليه السلام ) مدة حكمته العملية (التي أظهر الله) فيها سر إيجاده "الناقة" .إذ لم يلدها والداها، بل انفلق عنها الجبل (ثلاثة أيام) ليجعلها متضمنة سرا لتثليث .
كـ الأصغر والأوسط والأكبر في إنتاج العذاب.
(وعدا) نصب على أنه حال من الأخذ، ورفع على حذف المبتدأ (غير مكذوب) في لزومه کالنتيجة للدليل، (فأنتج) سر التثليث في الأيام وعدا (صدقا، وهي) أي: تلك النتيجة (الصيحة التي أهلكهم بها) مثل ما كان للناقة عند إهلاكها ("فأصبحوا في ډيرهم جاثمين" [هود:67]) ميتين كما ماتت عند قتلها.
ولما كانت هذه الأيام متضمنة سر التثليث الموجد للعذاب كان كل يوم حامل سر من الأسرار الموجبة للشقاوة كأجزاء الدليل.

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : (يظهر في النتيجة ما ذكر في المقدّمة الواحدة ) المسمّاة بالكبرى ، لاشتمالها على الأكبر ، يعني الحكم في النتيجة ( وهو السبب ) فإنّ الحكم والمحمول هو الظاهر على المحكوم عليه والموضوع ، وبهذا الاعتبار له الأكبر .
قال رضي الله عنه : ( فالوجه الخاصّ هو تكرار الحادث ) هاهنا ( والشرط الخاصّ عموم العلَّة ) فإنّ العلَّة هو الحكم هاهنا ( لأنّ العلَّة في وجود الحادث السبب ، و ) ذلك السبب الذي هو الحكم هاهنا .
قال رضي الله عنه : ( هو عامّ في حدوث العالم عن الله) فإنّ ما له سبب أعمّ من الحادث من الله - الذي هو العالم - والحادث من سبب آخر ، وإنّما صرّح بذلك تنبيها على أنّ الحكم في هذا المثال أعمّ من العلَّة فقوله : ( أعني الحكم ) - تفسير للضمير الغائب ( فنحكم على كلّ حادث أنّ له سببا ، سواء كان ذلك السبب ) أي العلَّة التي هي الوسط في القياس - وهو الحادث هاهنا - ( مساويا للحكم ) - كما في مثالنا هذا إذا أطلق الحادث على الذاتي ، ولم يخصّ بالحادث عن الله ، كما نبّه عليه آنفا - ( أو يكون الحكم أعمّ منه ) كما إذا أخذ الحادث زمانيّا أو لم يخصّ .
قال رضي الله عنه : ( فيدخل ) الحادث ( تحت حكمه ) في الصورتين ( فتصدق النتيجة ) ضرورة تعدّى الحكم منه إلى الأصغر .
وإنّما اختلط هاهنا في التعبير ، حيث أطلق السبب تارة على الأكبر ، وأخرى على الأوسط ، والعلَّة أيضا كذلك : تنبيها على أنّ محافظة أمر المصطلحات وتعيين مفهوماتها وتبيين أحكامها وموضوعاتها - على ما أكبّ عليه أرباب هذه الصناعة - مما لا يجدي فيها بطائل ، وتعريضا لهم بذلك .وعاد دعاوى القيل والقال وانج من  عوادي دعاو صدقها قصد سمعة.
قال رضي الله عنه : ( فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلَّة ،فأصل الكون التثليث) ظهوريّا أو إظهاريّا ، وجوديّا أو عدميّا .

[ حكمة تأخير نزول العذاب على قوم صالح ]
قال رضي الله عنه : (ولهذا كانت حكمة صالح عليه السّلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام ) - لما في كلمته وحكمته من حكم التثليث - ( وعدا غير مكذوب)  وفي بعض النسخ « وعد » - كما هو لفظ التنزيل - على الحكاية أو على خبر مبتدأ محذوف : أي ذلك وعد غير مكذوب .
قال رضي الله عنه : ( فأنتج ) التثليث ذلك ( صدقا ) أي ما يطابق الواقع ( وهو الصيحة التي أهلكهم بها " فَأَصْبَحُوا في دِيارِهِمْ جاثِمِينَ " ) [ 11 / 67 ] أي هالكين . وهذا الذي تنتجه الصيحة من أثر التثليث.

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم.
فنحكم على كل حادث أن له سببا سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة.
فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة.
فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )
 
قال رضي الله عنه : (  وظهر في النتيجة ما ذكر في المقدمة الواحدة وهو السبب. فالوجه الخاص هو تكرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة في وجود الحادث السبب، وهو عام في حدوث العالم عن الله أعني الحكم. فنحكم على كل حادث أن له سببا )
قال رضي الله عنه : (  فظهر في النتيجة) تفصيلا (ما ذكر في المقدمة الواحدة) المسماة بالكبرى إجمالا وما ذكر في النتيجة تفصيلا ، وفي تلك المقدمة إجمالا (وهو أن العالم له السبب فالوجه الخاص) الذي أشار إليه أولا بقوله على الوجه المخصوص (هو تكرار الحادث) ليتعدی الحكم بالأكبر إلى الأصغر .
فليس المراد بالوجه الأوسط (والشرط الخاص) الذي أشار إليه أولا بقوله : والشرط المخصوص (هو عموم العلة)، أي عموم هذا الحكم المخصوص يعني الأكبر الذي هو قولنا : له سبب العلة المخصوصة ، يعني الأوسط الذي هو الحادث فتكون إضافة العموم إلى العلة من قبيل إضافة المصدر إلى مفعوله .
ويمكن أن يراد بالعلة الأكبر، لأن الأكبر في هذه المادة مو السبب والعلة ترادف السبب فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل.
ثم أشار إلى عموم الأكبر لكل أفراد الأوسط بقوله رضي الله عنه: (لأن العلة)، أي العلة المؤثرة قال رضي الله عنه : (في وجود الحادث السبب) فالحادث له سبب (وهو) أي الحكم بأن الحادث له سبب.
أو قولنا له سبب (عام في حدوث العالم) ، أي شامل لكل أفراد الحادث المحمول على العالم .
وقوله رضي الله عنه : (عن الله) قيد اتفاقي أشار إلى ما عليه الأمر
في نفسه (أعني الحكم) سواء أريد بالحكم النسبة الإيقاعية أو المحكوم به كما أشرنا إليه تفسير للضمير الغائب أعني هو (فنحكم على كل حادث أن له سببأ )

 (  سواء كان ذلك السبب مساويا للحكم أو يكون الحكم أعم منه فيدخل تحت حكمه، فتصدق النتيجة. فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث في إيجاد المعاني التي تقتنص بالأدلة. فأصل الكون التثليث، ولهذا كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام وعدا غير مكذوب، فأنتج صدقا وهو الصحيحة التي أهلكهم الله بها فأصبحوا في ديارهم جاثمين. )

قال رضي الله عنه : (سواء كان السبب) أي الوسط فعبر عنه به أولا بالعلة (مساويا للحكم)، أي الأكبر فيكون الحكم أيضا مساويا له وذلك إذا أردنا بالحادث الحادث الذاتي.

قال رضي الله عنه : (أو يكون الحكم أعم منه) وذلك إذا أردنا بالحادث الحادث الزماني (فيدخل) أن السبب الذي هو الأوسط (تحت حكمه)، أي حكم الأكبر (فتصدق النتيجة) ضرورة تعدي الحكم من الأوسط إلى الأصغر.
قال رضي الله عنه : (فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث)، أي هذا حكم التثليث على أن يكون اسم الإشارة مبتدأ وحكم التثليث بیانة به أو بدلا عنه .
وقوله : وقد ظهر خبره أو يكون حكم التثلیث خبرة عنه.
وقوله: قد ظهر استئنافا أو قيدا للخبر ويحتمل أن يكون هذا مبتدأ وما بعده خبره على تقدير عائد إليه.
أي هذا أيضا قد ظهر به حكم التثليث الواقع (في إيجاد المعاني التي تقتضي بالأدلة) وحينئذ يكون إيراد قوله أيضا بالنظر إلى مطلق التثليث
(فأصل الكون)، أي ما ينبني عليه الكون خارجا أو ذهنا (التثليث).
قال رضي الله عنه : (ولهذا)، أي لكون الأصل في الكون التثليث (كانت حكمة صالح عليه السلام التي أظهر الله)، أي أظهرها الله.
 (في تأخير أخذ قومه ثلاثة أيام) يتلونون فيها بثلاثة ألوان (وعدا) صادقا (غير مكذوب) قوله : في تأخير.
متعلق بقوله : كانت أو بقوله: أظهر .
وقوله : ثلاثة أيام مفعول فيه للتأخير. 
وقوله : وعدة منصوب على أنه خبر كانت.
وفي النسخة المقروءة على الشيخ رضي الله عنه وعد غير مكذوب بالرفع كما هو في القرآن أورده على سبيل الحكاية أو هو مرفوع خبر مبتدأ محذوف، أي ذلك وعد غير مكذوب وحينئذ تكون كانت تامة .
أو يكون قوله : في تأخير أخذ قومه خبر لها. ويحتمل أن يكون على تقدير النصب أيضا تامة ويكون المنصوب حالا من الحكم أو الأخذ
قال رضي الله عنه : (فأنتج) التثليث المذكور (صدقا)، أي نتيجة صادقة موعودة غير مكذوبة (وهي الصبحة التي أهلكهم بها فأصبحوا في ديارهم)، أي ما كانوا فيه (جاثمين) أي قاعدين لا يستطيعون القيام بالترقي عنه .
.
.

واتساب

No comments:

Post a Comment