Tuesday, August 13, 2019

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الرابعة .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الرابعة .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة الرابعة .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله 

11 - The Wisdom Of Opening In The Word Of SALIH

الفقرة الرابعة :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال رضي الله عنه : (  فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة. وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله. وهذا هو المعقول في نفس الأمر. كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده. فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

(فما أوجد هذا الشيء) في نفسه (بعد أن لم يكن عند الأمر) له (بالتكوين) من الحق تعالى (إلا نفسه)، أي نفس ذلك الشيء بالاستعداد الذي فيه لقبول التكوين وذلك الاستعداد غیر مجعول في ذلك الشيء بل هو عين ذات ذلك الشيء.
وهو معدوم ممکن بالعدم الأصلي، والعدم الأصلي غير مجعول في كونه عدمة أصلية ، لأن الجعل إفاضة الوجود على الممكن المعدوم من طرف الموجود الحق سبحانه .
(فأثبت الحق تعالى أن التكوين) الحاصل لكل شيء إنما هو منسوب (للشيء نفسه لا) منسوب (للحق) تعالى (و) إنما (الذي للحق) تعالى (فيه)، أي في تكوين ذلك الشيء (أمره)، أي أمر الحق تعالی لذلك الشيء بالتكوين (خاصة ولذا)، أي ولأجل هذا (أخبر) الله تعالى عن نفسه سبحانه (في قوله : "إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون" [النحل: 40] فنسب التكوين لنفس الشيء عن) امتثال (أمر الله) تعالى (وهو)، أي الله تعالى (الصادق في قوله) ذلك . 
قال تعالى : "ومن أصدق من الله قيلا" [النساء: 122]، أي قولا.
(وهذا) المذكور (هو المعقول)، أي الذي يدرك بالعقول النورانية (في نفس الأمر) عند أهل الكشف (كما يقول الأمر)، أي المولى (الذي يخاف) بالبناء للمفعول أيضا ، أي يخافه غيره (ولا يعصى) بالبناء للمفعول أيضا، فلا يعصيه من خافه (لعبده قم) بصيغة الأمر له بالقيام (فيقوم) ذلك (العبد امتثالا ) منه (لأمر سیده).
 أي مولاه (فليس للسيد)، أي المولى (في) صدور (قیام هذا العبد) من العبد (سوى أمره له بالقيام) فقط (والقيام من فعل) ذلك (العبد لا من فعل السيد)، أي المولى، وإذا كان الأمر كذلك فلا يرد عليه أن التكوين حينئذ من فعل غير الله تعالى، لأن العبد في

المثال المذكور ليس مأمورا بإيجاد نفسه وإنما هو مأمور بفعل آخر وهو حين الأمر له موجود بوجود يساوي فيه مولاه الذي أمره.
وأما في مسألة الأمر الإلهي للكائنات العدمية بالتكوين، فإنه أمر بإيجاد النفس صادر من موجود حق إلى معدوم صرف .
فامتثاله للأمر وظهور تكوينه لنفسه عن نفسه بالأمر الإلهي كناية عن قبول تأثير فعل الله تعالى فيه، نظير الفعل المطاوع في اللغة العربية كقولهم: كسرت الإناء فانكسر.
فقوله : (کن) مثل قولهم: كسرت الإناء 
وقوله تعالى: "فيكون"، مثل قولهم : فانكسر، فإنه يسمى فعلا صادرة من الإناء مع أن الإناء مفعول لا فاعل، فهو مفعول من وجه وفاعل من وجه، وليس للكاسر في الإناء غير الكسر .
وأما الانكسار فهو فعل الإناء لا فعل الكاسر.
ولهذا إذا كان الإناء من حجر صلب ووجد الكسر، أي صورة الفعل من الكاسر ولم يوجد الانكسار كان الكاسر فاعلا .
 ولم يكن الإناء فاعلا لعدم قبوله وعدم استعداده لأثر فعل الكاسر فلم يصدر عنه فعل.
وفي حقيقة الأمر جميع الأفعال الصادرة من غير الحق تعالی من تكوين النفس وتحريكها وتسكينها في الخير والشر ظاهرا أو باطنا إنما هي انفعالات عن فعل الحق تعالى والانفعالات تسمى أفعالا مطاوعة.
 فيقال : كون الله تعالى الأشياء بأمره فتكونت هي في نفسها بنفسها وحركها وسكنها بأمره في الخير والشر في ظاهرها أو باطنها فتحركت وسكنت هي في نفسها بنفسها.
فلا يكون لله تعالى في ذلك غير مجرد الأمر لها المسمی فعلا من وجه وقولا من وجه فمن حيث إنه أثر فيها حملها وألجأها واضطرها إلى قبول مقتضاه على حسب استعدادها يسمی فعلا بطريق القهر لها كما قال تعالى: "هو القاهر فوق عباده" [الأنعام: 18] والكل عباده . 
قال سبحانه : "إن الله من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا* لقد أحصاهم وعدهم عدا " [مريم: 93 - 94].
ولأنه فعل أمر أيضا فإنهم سموا الأمر فعلا، لأنه يفعل الامتثال في القابل له، ومن حيث إنه اقتضى فعلا آخر يصدر من الأشياء مطاوعة له على حسب مراده يسمی قوة، فكان نظير قول المولى الذي يخاف فلا يعصي لعبده قم  فإنه يسمی فعلا من أنه فعل أمر،
وقد ألجأ العبد واضطره إلى القبول، فكأنما كان القبول منفعة عنه ، وتسميته قوة على ظاهره، والله بكل شيء عليم .


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)
(فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه) فلا ينسب الإيجاد إلا إلى نفس ذلك الشيء.
 نعم ينسب إلى الحق لكونه أمرا بالتكوين فكان إسناد الإيجاد في الحق مجازة وفي العبد حقيقة (فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه بجر نفسه تأكيد للشيء لا للحق والذي للحق فيه) أي في التكوين (أمره) أي أمر الحق للشيء بكن .

(خاصة وكذا) أي وكإخباره عن نفسه في قوله تعالى : "إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " 40 سورة النحل  .
(اخبر عن نفسه في قوله إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له "كن فيكون" فنسب التكوين) بالنص الإلهي (لنفس الشيء) أي إلى نفس الشيء (عن أمر الله) متعلق بنسب.
فالحق آمر بالتكوين والعبد فاعل به (وهو الصادق في قوله وهذا) أي كون التكوين صفة لنفس الشيء لا للحق (هو المعقول في نفی الأمر) أي لا استحالة فيه عند العقل فلا يحتاج النصوص الواردة في حقه إلى التأويل و لإيضاح هذا الأمر المعقول أورد مثالا في الخارج .
فقال : (كما يقول الأمير الذي يخاف فلا يعصى) مبنيان للمفعول (لعبده قم ، فيقوم العيد امتثالا لأمر سیده ، فليس للسيد في قيام هذا العبد سوي أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد) .
فكان التكوين من فعل العبد المأمور بكن لا من فعل الحق .
وإنما كان هذا هو الأمر المعقول في نفسه إذ يجوز أن الله أعطى لذلك الشيء وجودا مغايرا لهذا الوجود و به سمع كلام الحق وامتثل أمره .
كما في ذرية آدم عليه السلام حين قال :
"ألست بربكم" فسمعوا كلامه وامتثلوا أمره وقالوا : بلي من قبيل هذا الوجود

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه. فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.  وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.  وهذا هو المعقول في نفس الأمر. كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده. فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال : اعلم وفقك الله أن الأمر مبني في نفسه على الفردية، يعني أن الله تعالى كان ولا شيء معه، ثم أشار إلى أن الفردية من خواصها التثليث، لأن فردية الواحد لا تقبل الكلام ولذلك لم يكن الواحد من العدد، بل أول العدد هو إثنان، لكن لما كان الأمر لا يستقر إلا على الفردانية .
اقتضى الأمر إثبات ثالث يرد الشرك إلى التوحيد ويظهر ذلك مما قاله، رضي الله عنه، في ذكر القول والإرادة وكلمة کن، ويقابلها شيئية " المكون، اسم مفعول .
وهو في قوله تعالى: لشيء، فأثبت له شيئية المعلومية للعلم الإلهي.
وبمثل هذا يتمسك الشيخ رضي الله عنه، في اثبات الأعيان وأنها ثابتة قبل كونها.
وجوابه أن في الكلام مجازا، فنعود ونقول الشيئية مقابلة حضرة العلم، والسماع مقابلة الإرادة، لأن السماع میل للمسموع والإرادة ميلة للمراد .
والامتثال مقابلة قوله: کن، ثم أخذ في اعتبار کون الحق تعالی نسب الكون إلى فعل الشيء المقول له کن، وذلك ظاهر في قوله : فيكون من قوله
تعالی: "وإنما قولنا لقي إذا أردنا أن تقول له كن فيكون" (النحل: 40) .
فهو يرى أن الاقتضاء في الأصل هو من العين الثابتة في حضرة الإمكان وما وقع الحكم في الإيجاد إلا بمقتضى طلبها الذاتي.


شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلَّا نفسه) .
قال العبد : وأهليّته لقبول الامتثال ، فما أوجده إلَّا هو ، ولكن بالحقّ وفيه ، فافهم ، فإنّه دقيق .

قال رضي الله عنه : ( فأثبت الحق تعالى أنّ التكوين للشيء نفسه لا للحق ، والذي للحقّ أمره خاصّة ، وكذا أخبر عن نفسه بقوله : " إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناه ُ أَنْ نَقُولَ لَه ُ كُنْ فَيَكُونُ " فنسب التكوين لنفس ذلك الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله. وهذا هو المعقول في نفس الأمر .)

يعني رضي الله عنه : لمّا ذكر الكون عقيب الأمر ، فلا ينسب إلَّا إلى المأمور بذلك وهو الأنسب وإن احتمل اللفظ أن ينسب الكون إلى الآمر ، أي يكون هو من كونه عين المعلوم المعدوم العين المأمور بالكون من كونه ثابتا في العلم .
فيكون فيه هو بموجب ما أمر والمأمور مظهر لكونه فيه ، لأنّ الكون أمر وجودي ، فالأنسب أن ينسب الأمر الوجودي إلى الوجود الحق المتعيّن في قابلية المظهر لا إلى ما لا وجود له ، فإنّه ليس للممكن القابل إلَّا أن يمكن الكون فيه بموجب الأمر.
 فالمظهر القابل صالح لظهور كون الوجود فيه متعيّنا بحسب ما كان كامنا في عينه الثابتة بموجب أمر الآمر .

وقد ذهب إلى هذا القول ، جلَّة من المحقّقين ، ولكنّ الشيخ رضي الله عنه بيّن سياق الآية فبموجب ذلك ينسب التكوين إلى المأمور ، ثمّ التحقيق يقتضي ما ذكرنا من كون ذلك الكون المأمور به كامنا في القابل ، فظهر بأمر الآمر فينسب إلى المأمور لا إلى الآمر ، فإنّ الكون وإن كان وجوديا ، ولكن إنّما يكون بحسب القابل وفيه ، فالأنسب إذن أن ينسب إليه ، فافهم مقتضى الذوقين .

قال رضي الله عنه ممهّدا لما هو بصدد بيانه من نسبة الكون إلى المظهر المأمور  :
(كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده : « قم » فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده ، فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام ، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد) .
فظهر على ما قرّر رضي الله عنه من جميع الوجوه ، أنّ الإيجاد من الفردية الثلاثية أمّا مطلقا فمن جهة القابل والفاعل والفعل فثلاثة ، ومن جهة الفاعل ثلاثة كما مرّ ، ومن قبل القابل أيضا كذلك .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه ) .
فالعين الغير المجعولة عينه تعالى ، والفعل والقبول له بك كما ذكر في الفص الأول فهو الفاعل بإحدى يديه والقابل بالأخرى والذات واحدة والكثرة نقوش وشئون ، فصح أنه ما أوجد الشيء إلا نفسه وليس إلا ظهوره .
قال رضي الله عنه : ( فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق والذي للحق فيه أمره خاصة ، وكذا أخبر عن نفسه في قوله :" إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناه أَنْ نَقُولَ لَه كُنْ فَيَكُونُ "  فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله ). أي إلى نفس الشيء ، يقال : نسب إليه وله بمعنى واحد .
قال رضي الله عنه : ( وهو الصادق في قوله فهذا هو المعقول في نفس الأمر ) كما في هذا المثال.
قال رضي الله عنه : ( كما يقول الآمر الذي يخاف ولا يعصى لعبده قم ، فيقوم العبد امتثالا لأمر السيد فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام ، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.) ظاهر غنى عن الشرح .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)
(فما أوجد هذا الشئ بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه ، فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشئ نفسه ) ( نفسه ) ، بالجر ، تأكيد ( للشئ ) .
( لا للحق . والذي للحق فيه أمره خاصة .
وكذا أخبر عن نفسه في قوله : ( إنما أمرنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون . فنسب ( التكوين ) لنفس الشئ ) . أي ، إلى نفس الشئ .
ف‍ ( اللام ) بمعنى ( إلى ) . ( عن أمر الله وهو الصادق في قوله . وهذا هو المعقول في نفس الأمر . كما يقول الآمر ، الذي يخاف فلا يعصى ) على البناء للمفعول .
( لعبده : قم . فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده . فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام . والقيام من فعل العبد ، لا من فعل السيد ) . معناه ظاهر .
فإن قلت : الأشياء قبل وجودها معدومة ، فكيف تتصف بالامتثال والقبول للأمر والانقياد ؟
وهذه المعاني إنما تحصل مما له الوجود ، وكيف يمكن أن يتكون الشئ الذي وجوده مستفاد من غيره بنفسه ؟
وكيف يقاس ما ليس بموجود إلى ما هو موجود ، كمثال العبد والسيد ؟
قلت : إنها موجودة بالوجود العلمي الإلهي أزلا وأبدا ، وإن كانت معدومة بالنسبة إلى الوجود الخارجي .
وهذه الصفات التي للأشياء ليست من لوازم الوجود الخارجي فقط ، بل من لوازم الوجود العلمي ، فهي متصفة بها أيضا حال كونها متصفة بالوجود العلمي .
غاية ما في الباب ، أن هذه الصفات يتفاوت ظهورها بحسب عوالمها التي هي فيها ، كما يتفاوت الأعيان باللطافة والكثافة في عالم الأرواح والأجسام .
وسر نسبة ( التكوين ) إلى الأعيان وتحقيقها ، أن تلك الأعيان لكونها عين الحق من حيث الحقيقة لها الظهور والإظهار لنفسه في جميع مراتب الوجود ، لاتصافها بالصفات الإلهية حينئذ . ومن حيث إنها متعينة بتعينات خاصة مستمدة ممن لا تعين له ، محتاجة إليه ، لها العجز والضعف والنقص وغيرها من الصفات الكونية .
فنسبة ( التكوين ) و ( الإيجاد ) إليها ، بالاعتبار الأول ، والعجز والفقر والمسكنة ، بالاعتبار الثاني . فلا تضيق صدرك بما سمعت ، واحمد ربك على ما فهمت .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال رضي الله عنه : (  فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة. وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.  وهذا هو المعقول في نفس الأمر. كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده. فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)
قال رضي الله عنه : (فما أوجد) أي: أخرج إلى الفعل (هذا الشيء بعد أن لم يكن بالفعل)، فيه إشارة إلى أن التكوين، وإن كان فيه بالقوة دائما فلا يلزم وجوده في الأزل؛ لأنه لم يخرج إلى الفعل إلا بالأمر.
ولذلك قال: (عند الأمر بالتكوين إلا) هو (نفسه)، وإن لم تكن نفسه المعدومة علة لوجوده ولا تكوينه؛ لأنهما عدمیان بل هو الأمر الإلهي الموجود والتكوين من الإضافات التي هي غير موجودة، فلا يجعل من صفات الحق كما يقوله المعتزلة في العالمية والقادرية؛ لأن صفاته تعالی موجودة قديمة قائمة بذاته.
قال رضي الله عنه : (فأثبت الحق تعالى التكوين للشيء نفسه)؛ لأنه معدوم ثابت للشيء (لا للحق) الذي هو بذاته وصفاته موجود قديم.
(والذي للحق فيه) أي: في التكوين حيث قيل فيه أنه مكون الأشياء وخالقها (أمره خاصة)؛ لأنه من الموجودات التي صح كونها من صفات الحق.
قال رضي الله عنه : (وكذا) أي: كما قلنا بأن صفة الحق إرادته وأمره لا التكوين، (أخبر الحق عن نفسه في قوله: "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون" [يس: 82]) .
فأثبت الإرادة والقول لنفسه والتكوين للشيء.
فإن الضمير في قوله: "فيكون" إنما يعود إلى الشيء هو نفسه، ولكن ذلك ليس علة وجوده بل هي (أمر الله) فهو إنما تكون عن أمر الله لا بتكوين نفسه.
ثم قال الشيخ رحمه الله: (وهو) أي: الله تعالى (الصادق) فيما أخبر عن نفسه، فلا يصدق في مقابلة إخباره قول الماتريدي، وكيف لا يصدق، (وهذا هو المعقول في نفس الأمر) في امتثال جميع الأوامر، فإنه لا يصدر المأمور به من الأمر، وإن كان قاهرا.
وإليه الإشارة بقوله: (كما يقول الأمر الذي يخاف فلا يعصی) لكونه قاهرا (لعبده قم، فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده، فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام)، إذ لا يتصور منه مباشرة قيام عبده.
وذلك للعلم الضروري أن (القيام من فعل العبد)، وإن كان مقهورا (لا من فعل السيد) فكذا التكوين لكونه من الأمور الإضافية العدمية، لا تتصور إلا الأمر معدوم ثابت في العلم لا يتصور كونه من الصفات القديمة الموجودة.
وإن سلم فلا معنى لامتثال الأمر إذ لا يتصور مع كون المأمور به من فعل الأمر من كل وجه، وهذا التمثيل مبني على أن هذا الامتثال بالكره لكن النص الأخر دل على أنه بالطوع، وهو قوله تعالى: "ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين " [فصلت: 11] 
وكيف لا وهو الكمال المطلوب إذ هو خير محض، وفيه خروج عما هو أصل الشر وهو العدم،

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال رضي الله عنه : (فما أوجد الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلَّا نفسه ) وليس للحقّ تعالى سوى الأمر فقط ، ( فأثبت الحقّ تعالى  أنّ التكوين للشيء نفسه ، لا للحقّ ، والذي للحقّ فيه أمره خاصّة ، وكذا أخبر عن نفسه ) بشهادة أداة الحصر على الأمر .
( في قوله : " إِنَّما أَمْرُه ُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَه ُ كُنْ فَيَكُونُ " [ 36 / 82 ] فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله ) فإنّ الغاية للإرادة وتوجّه الذات بالتخصيص الأمري إلى الشيء إنّما هو تكوينه ، فلذلك قال : "فَيَكُونُ " أي بدون فاعل من خارج ، وللإشعار بأن الشيء هي الغاية قال : « لنفس الشيء » باللام دون إلى .
قال رضي الله عنه : ( وهو الصادق في قوله ) . هذا ما يدلّ على ما ذكرنا بحسب منطوق النقل .
قال رضي الله عنه : (وهذا هو المعقول) أيضا ( في نفس الأمر كما يقول الآمر الذي يخاف ولا يعصى لعبده : «قم» ، فيقوم العبد امتثالا لأمر سيّده ، فليس للسيّد في قيام هذا العبد سوى أمره بالقيام ، والقيام من فعل العبد ، لا من فعل السيّد. (
ومما يلوّح عليه تلويحا كاشفا اشتمال « الله » على الثلاثة المتكرّرة من لامي الفاعل والقابل ، وبهما تمّ أمر الظهور ، كما أنه بالستّة - التي هي من ألف الابتداء وهاء المنتهى - تمّ أمر الإظهار .
ولما بيّن سريان الفرديّة الثلاثيّة في أمر الظهور أخذ يبيّن ذلك في أمر الإظهار قائلا

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة.
وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله.
وهذا هو المعقول في نفس الأمر.
كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده.
فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال رضي الله عنه : ( فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه. فأثبت الحق تعالى أن التكوين للشيء نفسه لا للحق، والذي للحق فيه أمره خاصة. )

قال رضي الله عنه : (فما أوجد هذا الشيء بعد أن لم يكن عند الأمر بالتكوين إلا نفسه).
يعني هو بنفسه محركه من العدم.  أي من الوجود العلمي إلى العين.
 أي الوجود الخارجي بعد ما أمر به ، وليس للحق سبحانه إلا الأمر.
(فأثبت الحق تعالی) بقوله : "فيكون" ،حيث أسند الكون إلى الشيء نفسه لا إلى الأمر المكون.
(أن التكوین)، أي التكون (للشيء) المأمور بالکون (نفسه لا للحق والذي للحق فيه)، أي في التكوين (أمره خاصة) لا الفعل المأمور به.
قال رضي الله عنه : ( وكذلك أخبر عن نفسه في قوله «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» فنسب التكوين لنفس الشيء عن أمر الله وهو الصادق في قوله. وهذا هو المعقول في نفس الأمر. كما يقول الآمر الذي يخاف فلا يعصى لعبده قم فيقوم العبد امتثالا لأمر سيده. فليس للسيد في قيام هذا العبد سوى أمره له بالقيام، والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد.)

قال رضي الله عنه : (وكذا أخبر عن نفسه في قوله) في موضع آخر (إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون فنسب التكوين لنفس الشيء)، أي إلى نفسه لا إلى الله سبحانه وتعالى .
لكنه (عن أمر الله) والله سبحانه (هو الصادق في قوله) المنبيء عن حصر أمره في القول وعن انتساب التكوين إلى الشيء نفسه .
قال رضي الله عنه : (وهذا)، أي انحصار أمر أنه في القول وانتساب التكوين إلى الشيء نفسه كما أنه المفهوم من قوله المنقول كذلك (هو المعقول في نفس الأمر).
فإن الأمر إنما يطلب من المأمور بصيغة الأمر مبدأ الاشتقاق لا الاشتقاق الذي هو من جملة أفعاله الصادرة عنه فالأمر بكون الفعل المأمور للأمر والفعل المأمور به لئمأمور.
قال رضي الله عنه : ( كما يقول الأمر الذي يخاف) على البناء للمفعول .
وكذلك قوله : (فلا يعصى) والجار والمجرور في قوله (لعبده) متعلق بقوله يقول، أي يقول الأمر لعبده (قم فيقوم العيد امتثالا لأمر سیده فليس للسيد في قيام العبد سوي أمره له بالقيام والقيام من فعل العبد لا من فعل السيد ).
.
واتساب

No comments:

Post a Comment