Tuesday, August 13, 2019

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة التاسعة .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة التاسعة .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الحادي عشر فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية الفقرة التاسعة .موسوعة 
فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي لجامعها عبدالله المسافر بالله

11 - The Wisdom Of Opening In The Word Of SALIH

الفقرة التاسعة :
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134هـ:
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا. فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان» وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» . فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام. فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم. فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة.)

قال رضي الله عنه : (قال) تعالى (في) حق (الفريقين) السعداء والأشقياء (بالبشرى أي يقول) تعالى (لهم)، أي الفريقين (قوة يؤثر في بشرتهم فيعدل بها)، أي ببشرتهم (إلى لون) آخر (لم تكن) تلك (البشرة تتصف به)، أي بذلك اللون (قبل هذا) اللون .
قال رضي الله عنه : (فقال الله تعالى في حق السعداء يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان، وقال في حق الأشقياء "قبشرهم بعذاب أليم") [الانشقاق : 24]، أي موجع.
قال رضي الله عنه : (فأثر في بشرة كل طائفة) من الفريقين (ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام) وهو الإخبار المقتضي للسرور أو للحزن (فما ظهر عليهم في ظواهرهم إلا حكم ما استقر) عندهم.
قال رضي الله عنه : (في بواطنهم من) المعنى (المفهوم) الهم (فما أثر فيهم سواهم) حيث بواطنهم أثرت في ظواهرهم (كما لم یکن التكوين)، أي تكوينهم بالاتصاف بالوجود بعد العدم (إلا منهم) حيث أمرهم الله تعالى بذلك فامتثلوا أمره وانفعلوا له كما قدمناه .
(فلله) سبحانه عليهم ("الحجة البالغة ") [الأنعام: 149]، فليس لأحد حجة على الله أصلا.
قال تعالى: ("ولا يظلم ربك أحدا" [الكهف: 49]، وقال : "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" [النحل: 811].  

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : (قال تعالى في) حق (الفريقين بالبشرى أي بقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم) أي يؤثر هذا القول في بشرة كل من الفريقين (فيعدل) العبد (بها) أي بسبب هذه البشرى (إلى لون لم يكن البشرة تتصف به) أي بهذا اللون (قبل هذا) اللون (فقال في حق السعداء يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان، وقال في حق الأشقياء "فبشرهم بعذاب أليم ") فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام .
قال رضي الله عنه : (فما ظهر عليهم في ظواهرهم إلا حکم ما استقر في بواطنهم من المفهوم) من مفهوم الكلام (فما أثر فيهم سواهم) بل أثر فيهم أنفسهم
(كما لم يكن التكوين إلا منهم فلله الحجة البالغة) فما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، بإستحقاقهم بما لا يلائم غرضهم .

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )
قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا. فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»  وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» . فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.  فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.  فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

يتمسك الشيخ رضي الله عنه، في اثبات الأعيان وأنها ثابتة قبل كونها.
وجوابه أن في الكلام مجازا، فنعود ونقول الشيئية مقابلة حضرة العلم، والسماع مقابلة الإرادة، لأن السماع میل للمسموع والإرادة ميلة للمراد .
والامتثال مقابلة قوله: کن، ثم أخذ في اعتبار کون الحق تعالی نسب الكون إلى فعل الشيء المقول له کن، وذلك ظاهر في قوله : فيكون من قوله
تعالی: "وإنما قولنا لقي إذا أردنا أن تقول له كن فيكون" (النحل: 40) .
فهو يرى أن الاقتضاء في الأصل هو من العين الثابتة في حضرة الإمكان وما وقع الحكم في الإيجاد إلا بمقتضى طلبها الذاتي.
فكأنه أشار إلى سر القدر وهو أنه لا يكون إلا بمقتضى الأعيان الثابتة، فيستريح من عرف هذا من الكد والتعب.
وأخذ يقوى حكم التثليث في ذكر المقدمتين وأنها تعود مفرداتها، وهي حدود القياس إلى ثلاثة: 
الأصغر 
والأوسط المكرر 
والأكبر. 
قال: ومن جملة اعتبارات أحكام التثليث، الآيات التي ظهرت في مبشرات قومه في الثلاثة الأيام التي أمهلوا فيها حتى نفذ فيهم حكم الله تعالى.
 فهي ثلاثة أحوال في ثلاثة أيام كل يوم حال وهؤلاء أشقياء وفي مقابلتهم سعداء، لهم أيضا أحوال ثلاثة. 
وجوه السعداء مسفرة ووجوه الأشقياء في اليوم الأول مصفرة .
وفي اليوم الثاني وجوه السعداء ضاحكة و وجوه الأشقياء محمرة كما وقع في قوم صالح.
ووجوه السعداء في اليوم الثالث مستبشرة ووجوه الأشقياء فيه مسودة.
 وباقي ذكر في هذه الحكمة ظاهرة.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
 قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : ولهذا قال في الفريقين بالبشرى ، أي يقول لهم قولا يؤثّر في بشرتهم ، فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتّصف به قبل هذا.  فقال في السعداء: " يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْه ُ وَرِضْوانٍ " . وقال في حق الأشقياء : " فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ " ، فأثّر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام ، فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلَّا حكم ما استقرّ في بواطنهم من المفهوم ، فما أثّر فيهم سواهم ، كما لم يكن التكوين إلَّا منهم فيهم ، " فَلِلَّه ِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ ").

يعني رضي الله عنه : أنّ ظهور العذاب ومباشرته بشرتهم ، إنّما كان منهم فيهم ولم يؤتهم الله ذلك لهم من الخارج ، كما لم يكن التكوين المأمور به في قوله : " كن "
لأنّهم الذين كانوا كما أمروا باستعداد خواصّ وأهليّة وصلاحية ذاتية فيهم لذلك الأمر والتكوين . وهذه المباحث المذكورة في هذه الحكمة ظاهرة لا يحتاج فيها إلى مزيد بسط على ما قرّرنا أوّلا من كون الفردية سببا للإيجاد والتكوين .
كما كان التثليث موجبا أيضا لتكوين الناقة أوّلا وتكوين الصيحة على الكافرين آخرا ، وقد صحّ أنّ التكوين والإيجاد في الذوات والصفات والمعاني والصور والأحكام والآثار إنّما هو من حضرة الفردية الإلهية .

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : (ولهذا قال في الفريقين " بِالْبُشْرى"  أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا ، فقال في حق السعداء " يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْه ورِضْوانٍ " . وقال في حق الأشقياء : " فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ " فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام ، فما ظهر عليهم في ظواهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم ،فما أثر فيهم سواهم ،كما لم يكن التكوين إلا منهم "فَلِلَّه الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ".)
كله ظاهر غنى عن الشرح .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : (ولهذا قال ) أي ، الحق .
قال رضي الله عنه : ( في الفريقين بالبشرى ، أي ، يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم ، فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة يتصف به قبل هذا . فقال في حق السعداء : ( يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم ) . وقال في حق الأشقياء : ( فبشرهم بعذاب اليم ) .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام ، فما ظهر عليهم في ظواهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم ) . أي ، من مفهوم ( الكلام ) .
( فما أثر فيهم سواهم ، كما لم يكن ( التكوين ) إلا منهم فلله الحجة البالغة )
هذا الكلام رجوع إلى ما كان في تقريره أولا ، أي ، هم الذين يؤثرون في أنفسهم بحسب استعداداتهم وقبولهم لفيض الحق وأمره لا غيرهم ، كما لم يكن (التكوين) الا منهم. فلله الحجة البالغة على الناس في كونهم سعداء وأشقياء .
( فما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) . لأن الحق يعطى الوجود : فإن استحقوا خيرا ، أعطاهم وجوده ، وإن استحقوا شرا ، أعطاهم وجود ذلك .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا. فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان» وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» . فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام. فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم. فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

(ولهذا) أي ولاشتراك ما يحصل للسعداء والأشقياء في تغيير بشرة الوجه.
(قال) تعالى (في) حق (الفريقين بالبشرى) من اختصاصها في الفرق بالخبر الصادق المسر؛ فلا بد من تأويلها بما ذكرنا .
(أي: يقول لهم) أي لكل واحد من أفراد الفريقين (قوة يؤثر في بشرتهم فيعدل بها) أي: بالبشرة بتغيرها (إلى لون) جدید (لم تكن البشرة تتصف به).
أي: بذلك اللون (قبل هذا) القول، فكأنه أخذ البشري من البشرة باعتبار تأثيرها فيه، (فقال تعالى في حق السعداء :
"يبشرهم ربهم برحمة منه" [التوبة:22]) هي رؤية وجهه الكريم ("ورضوان") هي الطاقة المعنوية وقت الرؤية وغيرها وجنات هي إنعاماته الحسية.
(وقال في حق الأشقياء:
 "فبشرهم بعذاب أليم") ولا شك أن القول إنما يؤثر في الباطن الذي هو النفس الحيوانية والناطقة والإلهية المعبر عنها في اصطلاح القوم بالنفس والقلب والروح ويسرى منه إلى الظاهر.
(فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم) الحيوانية والناطقة والإلهية (من أثر هذا الكلام)، ولا شك أن هذه النفوس أيضا ظواهر الأعيان الثابتة كالأجسام وقواها لهذه النفوس.
(فما ظهر عليهم في ظواهرهم) أي: النفوس المذكورة والأجسام والقوى (إلا حكم ما استقر في بواطنهم) التي هي الأعيان الثابتة .
وفسر ذلك المستقر في البواطن بقوله: (من المفهوم) أي: المفهومات التي كانت في استعداداتها من حيث هي ثابتة في العلم على نهج المفهومية المحضة يؤثر في ظواهرهم تأثیر مفهوم الكلام في الباطن والظاهر.
وإذا كان كذلك (فما أثر فيهم) بالسعادة والشقاوة، وسائر الأعراض المسرة والمؤلمة وغيرها (سواهم، كما لم يكن التكوين إلآ منهم) من جهة امتثالهم أمر ربهم (فلله الحجة البالغة) عليهم إذا عاقبهم بكفرهم ومعاصيهم.
إذا كان الكفر والمعاصي والعقاب عليهما من تأثيرات أعيانهم وتكويناتها.

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى ، أي يقول لهم قولا  يؤثّر في بشرتهم ، فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا ) ضرورة أنّ ذلك اللون متبطَّنة فيهم إلى أن يقول الخاتم ويظهر ، فإنّ القول هو الإظهار ، ليس إلَّا .
وفي قوله هاهنا تلميحات وإشارات خفيّة إلى أنّ الأشقياء هم المختصّون بخصائص أولى النهايات من ذوي الولايات ، كما أنّ السعداء لهم الكمال المختصّ بأهل البدايات من اولي النبوات ، كما قال ابن الفارض مصرّحا ببعض ما فيه من الإشارات:
وقل لقتيل الحب وفيت حقه  ....   و للمدعى هيهات ما الكَحَلُ الكُحلُ
 وفي حبها بعت السعادة بالشقا، ... ضلالا وعقلي عن هداي به عقل
وما في الحديث أيضا على ما هم عليه:  " الفقر سواد الوجه في الدارين " .
وكذا في قوله رضي الله عنه :: (فقال في حقّ السعداء : "يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْه ُ وَرِضْوانٍ") [ 9 / 11 ] على صيغة الخبر والوعد بالرحمة العامّة والرضوان ).
 وقال في حقّ الأشقياء :" فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ "[ 9 / 34 ]  .
 على صيغة الخطاب ، والأمر ببشارتهم بالعذاب الذي هو من المنح الخاصّة .
على ما نصّ عليه قوله تعالى : " عَذابِي أُصِيبُ به من أَشاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " [ 7 / 156 ] .
قال رضي الله عنه : ( فأثّر في بشرة كلّ طائفة ) وظاهر أمرهم ( ما حصل في نفوسهم ) و بواطن قابليّاتهم ( من أثر هذا الكلام ) الجمعي والإظهار الختمي.
قال رضي الله عنه : ( فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلَّا حكم ما استقرّ في باطنهم من المفهوم ) عن ذلك الكلام ( فما أثّر فيهم سواهم ، كما لم يكن التكوين إلَّا منهم ، فللَّه الحجّة البالغة ) على الكل فيما يفيض عليهم ويمنحهم .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان»
وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم» .
فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام.
فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة. )

قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا. فقال في حق السعداء «يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان» وقال في حق الأشقياء «فبشرهم بعذاب أليم" . فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر  هذا الكلام. فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم. فما أثر فيهم سواهم كما لم يكن التكوين إلا منهم. فلله الحجة البالغة.)

قال رضي الله عنه : ( ولهذا قال الحق تعالى في الفريقين بالبشرى، أي يقول لهم قولا يؤثر في بشرتهم فيعدل بها إلى لون لم تكن البشرة تتصف به قبل هذا فقال تعالى في حق السعداء " يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان" [التوبة: 21]. 
وقال في حق الأشقياء: "فبشرهم بعذاب أليم " [التوبة: 34]. 
قال رضي الله عنه : (فأثر في بشرة كل طائفة ما حصل في نفوسهم من أثر هذا الكلام فما ظهر عليهم في ظاهرهم إلا حكم ما استقر في بواطنهم من المفهوم عن ذلك الكلام فما أثر فيهم سواهم)، أي أمر خارج عنهم.
قال رضي الله عنه : (كما لم يكن التكوين إلا منهم "فلله الحجة البالغة" ) [ الأنعام : 149] على الناس كلهم سعيدهم وشقيهم فيما يعطيهم ويظهر عليهم في أيام السعادة والشقاوة .
.
.
واتساب

No comments:

Post a Comment