Monday, April 13, 2020

السفر السابع والعشرون فص حكمة فردية في كلمة محمدية الفقرة السادسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السابع والعشرون فص حكمة فردية في كلمة محمدية الفقرة السادسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السابع والعشرون فص حكمة فردية في كلمة محمدية الفقرة السادسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فشوق الحق لهؤلاء المقربين مع كونه يراهم فيحب أن يروه و يأبى المقام ذلك. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع كونه عالما.
فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصة التي لا وجود لها إلا عند الموت، فيبل بها شوقهم إليه كما قال تعالى في حديث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته و لا بد له من لقائي».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت.    )

قال رضي الله عنه :  ( فشوق الحقّ لهؤلاء المقرّبين مع كونه يراهم فيحبّ أن يروه ويأبى المقام ذلك . فأشبه قوله :حَتَّى نَعْلَمَ [ محمد : 31 ] مع كونه عالما فهو سبحانه وتعالى يشتاق لهذه الصّفة الخاصّة الّتي لا وجود لها إلّا عند الموت . فيبلّ بها شوقهم إليه كما قال تعالى في حديث التّردّد وهو من هذا الباب : « ما تردّدت في شيء أنا فاعله كتردّدي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بدّ له من لقائي » فبشّره بلقائه . وما قال له ولا بدّ له من الموت لئلا يغمّه بذكر الموت . )

قال رضي الله عنه :  (فشوق الحق) تعالى أي محبته العظيمة (لهؤلاء المقربين) إلى جنابه الشريف (مع كونه) تعالى (يراهم كما يرى غيرهم) ، من كل شيء واللّه بكل شيء بصير (فيحب) سبحانه (أن يروه) هم أيضا كما يراهم هو (ويأبى) ، أي يمتنع (المقام) في الحياة الدنيا على مقتضى التقدير الإلهي الأزلي (ذلك) ، أي أن يروه فإنهم لا يرونه إلا بعد موتهم اضطرارا واختيارا كما ذكر فأشبه ، أي هذا الشوق منه تعالى لمن يراهم قوله تعالى :"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ" [ محمد : 31 ] (مع كونه تعالى عالما) بذلك .

قال رضي الله عنه :  (فهو سبحانه وتعالى يشتاق) إليهم (لهذه الصفة) له تعالى (الخاصة التي) هي محبته سبحانه أن يروه (لا وجود لها) ، أي لهذه الصفة (إلا عند الموت) ، أي موتهم الاضطراري أو الاختياري (فيبلّ) ، أي يبرد من البلل وهو الرطوبة (بها) ، أي بالصفة المذكورة (شوقهم) ، أي العباد (إليه تعالى كما قال) النبي صلى اللّه عليه وسلم (في حديث التردد وهو من هذا الباب) ، أي باب شوقه تعالى إلى عباده المؤمنين (ما ترددت) ، أي فعلت فعل المتردد من التأني في الأمر وعدم الإقدام عليه من كمال اللطف والعناية (في شيء) من الأشياء (أنا فاعله) ، أي فاعل ذلك الشيء (مثل ترددي) ، أي لطفي وعنايتي (في قبض) روح (عبدي المؤمن يكره الموت) بنفسه البشرية لأنه يوحشها ويبطل ما هي مستأنسة به من أحوال الدنيا ، ويقطع عليها شهواتها وإن قلبه يحن إلى الموت ، لأنه تحفته كما ورد في الحديث (وأكره) من كمال اللطف والمحبة

قال رضي الله عنه :  (مساءته) ، أي حال السوء على العبد المؤمن كما قال سبحانه :اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ[ الشورى : 19 ] ، وهم عباد الاختصاص المضافون إليه تعالى ليخرج عبيد الهوى والدنيا وعبد الدرهم وعبد الدينار وعبد الخميصة وعبد الزوجة ، كما قال تعالى :إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا[ الحج : 38 ] ، أي الكاملين في الإيمان .

قال رضي الله عنه :  (ولا بد له) ، أي لذلك العبد المؤمن ("من لقائي" ) . رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي في سننه الكبرى.

أي بذلك اللقاء الخاص (بشره بلقائه) ، أي بشر اللّه تعالى عبده المؤمن باللقاء الذي هو مطلوب المحب على كل حال . قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « من أحب لقاء اللّه لقاءه ومن كره لقاء اللّه كره اللّه تعالى لقاءه ». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن عائشة وعن عبادة بن الصامت ورواه غيرهما .

قال رضي الله عنه :  (وما قال) تعالى في الحديث المذكور(له) ، أي لعبده المؤمن (ولا بد له) ، أي لذلك العبد (من الموت لئلا يغمّه) ، أي يدخل عليه الغم (بذكر الموت) ، لأن ذكره مما يغم الإنسان باعتبار طبعه البشري .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فشوق الحق لهؤلاء المقربين مع كونه يراهم فيحب أن يروه و يأبى المقام ذلك. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع كونه عالما.
فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصة التي لا وجود لها إلا عند الموت، فيبل بها شوقهم إليه كما قال تعالى في حديث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته و لا بد له من لقائي».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت.    )

قال رضي الله عنه :  ( فشوق الحق ) ثابت ( لهؤلاء المقرّبين مع كونه يراهم ) بالشهود المطلق الأزلي ( فيجب أن يروه ) بالرؤية الخاصة بموت العبد فإن رؤيتك نفسك في نفسك لا كرؤيتك في المرآة فإنها رؤية خاصة لا تكون بدون المرآة .

قال رضي الله عنه :  ( ويأبى المقام ) الدنيوي ( ذلك ) اللقاء فلا بد من الخروج من هذا المقام بالموت الطبيعي لحصول اللقاء فأشبه قوله أني أشدّ شوقا إليهم ( قوله حتى نعلم مع كونه عالما ) بجميع الأشياء بعلمه الأزلي وهو علم خاص حاصل له بصور المظاهر ( فهو ) أي الحق ( يشتاق لهذه الصفة الخاصة التي لا وجود لها إلا عند الموت ) الطبيعي وإنما قيدنا الموت الطبيعي فإن الموت الإرادي وإن كان سببا لمشاهدة الرب لكنه ليس سببا لهذا اللقاء الخاص وتعميم الموت بالارادي وغيره في هذا المقام كما قال البعض لا يجوز لأن الحق لا يشتاق إلا للمقرّبين الذين يموتون بالموت الإرادي ، كما قال فاشتاق الحق لهؤلاء المقرّبين فلقاء الموت الطبيعي غير لقاء الموت الإرادي ( فيبل ) الحق ( بها ) أي بتلك الصفة التي هي الرؤية الخاصة بالموت ( شوقهم إليه ) وينجيهم بماء الوصال عن عذاب نار الشوق نار الفراق

قال رضي الله عنه :  ( كما قال تعالى في حديث التردد وهو ) أي حديث التردد ( من هذا الباب ) وهو باب الشوق إليهم ( ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره ) من كره يكره ( مساءته ) أي وأنا أكره ما يكرهه المؤمن من الموت فإن المحب هو الذي يكره ما يكرهه محبوبه ( ولا بد له من لقائي ) فلا بد له من الموت ( فبشره ) أي بشر الحق العبد المؤمن بلقائه بقوله ولا بد من لقائي ( وما قال له ) أي ولم يقل للعبد المؤمن ( ولا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت)

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فشوق الحق لهؤلاء المقربين مع كونه يراهم فيحب أن يروه و يأبى المقام ذلك. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع كونه عالما.
فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصة التي لا وجود لها إلا عند الموت، فيبل بها شوقهم إليه كما قال تعالى في حديث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته و لا بد له من لقائي».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت.)

قال رضي الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقربين مع كونه يراهم فيحب أن يروه و يأبى المقام ذلك. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع كونه عالما. فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصة التي لا وجود لها إلا عند الموت، فيبل بها شوقهم إليه كما قال تعالى في حديث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته و لا بد له من لقائي».فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت.)


قال رضي الله عنه: فإن شئت منعت أن أحدا يعرف ربه من نفس هذا الخبر حتى كأنك قلت: من عرف نفسه فقد عرف ربه؛ لكنه لا يعرف أحد نفسه فإذن لا يعرف أحد ربه. 
وهو معنى قوله: فإنه سائغ" فيه أي قد يفهم من هذا الحديث تعذر المعرفة بالعجز عن درکها.
قال: وإن شئت قلت: بثبوت المعرفة من ظاهر هذا الحديث،
فكأنك قلت: من عرف نفسه فقد عرف ربه، لكن كل أحد يعرف نفسه فإذن كل أحد يعرف ربه وهو معنى قول: وإن شئت قلت: بثبوت المعرفة.
ثم ذكر أن شوق العباد إلى ربهم هو من حنين الفرع إلى أصله وشوق الحق تعالى إلى المشتاقين إليه هو بالعكس.
من هذا وقد ورد على بعض الفقراء خطاب صورته: «يا عبد أنا أشوق إليك منك إلي، تطلبني بطلبي وأنا أطلبك بطلبك وبطلبي»، 
وذكر البيتين الشعر ثم ذكر التثليث الذي في محمد صلی الله عليه وسلم: 
أنه حق ورجل وامرأة فحن الرجل إلى أصله الذي هو ربه کحنين المرأة إليه، إذ هو أصلها. فمحبته، عليه السلام، للنساء محبة الأصل الفرعه كما أحب الله تعالى عبده.

ثم ذكر أن المحبة أوجبت عموم الشهوة بجميع البدن قال: ولذلك وجب الغسل من الانزال.
قال: وسر وجوبه أن لذة الانزال في الجماع تغمر قلب العبد حتى يغيب غالبا عن حضوره مع الله تعالى، والغيبة نجاسة عمت جميع أجزاء العبد"، فوجب أن يتطهر في جميعه ويرجع بالنظر الاعتباري إلى أن يرى كل ما فني فيه قلب العبد بالغيبة عن ربه تعالى، فهي نجاسة ولا يكون إلا ذلك، فإن الأنانية نجاسة واضمحلال الرسم باب الشهود الإلهي وفي هذا الكلام أسرار شريفة يقال مشافهة إن شاء الله تعالی.

قوله: فقال للمشتاقين يا داود إني أشد شوقا إليهم يعني للمشتاقين إليه وهو لقاء خاص، 
فإنه قال في حديث الدجال: «إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت» (29) فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.
  
شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقربين مع كونه يراهم فيحب أن يروه و يأبى المقام ذلك. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع كونه عالما.
فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصة التي لا وجود لها إلا عند الموت، فيبل بها شوقهم إليه كما قال تعالى في حديث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له من لقائي».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت. )

قال رضي الله عنه  : ( فشوق الحق لهؤلاء المقرّبين مع كونه يراهم ، فيحبّ أن يروه ) .
يعني : بارتفاع حجابية التعيّن من العين ، الموجب في زعمه بالبين في البين ، وبارتفاعه يرتفع الغين من العين ، فتقرّ العين بالعين ، فيقرب أين العين من العين ، إن شاء الله تعالى .

قال رضي الله عنه  : ( ويأبى المقام ذلك ، فأشبه قوله :   " حَتَّى نَعْلَمَ "  مع كونه عالما ، فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصّة التي لا وجود لها إلَّا عند الموت ، فيبلّ بها شوقهم إليه ، كما قال في حديث التردّد وهو من هذا الباب : « ما تردّدت في شيء أنا فاعله تردّدي في قبض نسمة عبدي المؤمن يكره الموت ، وأنا أكره مساءته ، ولا بدّ له من لقائي " يعني ليس ذلك إلَّا بارتفاع الحجاب واندفاع الحجّاب من الباب . " فبشّره بلقائه ، وما قال له : ولا بدّ له من الموت ، لئلَّا يهمّه  بذكر الموت )

قال العبد : ولأنّ الشوق إنما يكون ممّن أحبّ وشهد محبوبه ، ثمّ وقع الفراق ، وامتنع الوصال والاعتناق ، فينبعث باعث طلب الاتّحاد والاشتباك بتقوية ما به الاشتراك ، والتعرية عمّا به المباينة والانفكاك ، والتبرئة عن حجاب التعين القاضي على الشائق بالهلاك ، المفضي إلى الارتياب والارتباك ،
فذلك الانبعاث العشقي لطلب الوصال في الفراق هو الشوق ، والاشتياق الذي يزداد ويشتدّ إنّما يكون للقاء خاصّ في عين الشهود والوصال ، وهو بارتفاع التعيّن العبدانيّ ، وفنائه في العين الأحدية بالبقاء الربّاني ، فيتّسع سعة وطنه ، بعد ضيق عطنه ، ويرتفع من حضيض تقييده ، إلى ذروة إطلاقه وتوحّده ،
وإلَّا فهي في الشهود دائما لربّه ، الذي هو متعلَّق شوقه ووجده ، وربّه دائم الشهود لعبده ، في جميع مراتب قربه وبعده ، شهود جمع في جمع ، على ما هو عليه الأمر في نفسه ، فناء في بقاء ، وبقاء في فناء من جهة العبد ، وبقاء في بقاء من جهة الربّ .

ثمّ الذي يشهد التعيّن نسبة ذاتية للمتعيّن ، ويراه عينه ، ويرى عينه إيّاه ، وفإنّه دائما في لقاء وهو في فناء فناء وبقاء بقاء ، ولكن هذا النوع من الاشتياق المنسوب إلى الأبرار إنّما يكون بالنسبة إلى من ليس مشهده ما ذكرنا .

وأمّا اشتياق العبد البالغ فإنّه لا يزول مع دوام الشهود ، ولا يحول مع اتّصال الوصال والوجود ، جعلنا الله وإيّاكم ممّن امتنّ عليه بهذا التجلَّي الدائم ، إنّه وليّ الوهب والجود .

وأمّا من حيث هذا الاشتياق واللقاء الخاصّ ، فشوقه أضعاف أضعاف جمع الشائقين والمتلقّين للقاء ربّ العالمين ، وله شوق آخر من حيث أحديّة جمع الشوقين والاشتياقين ، أعني شوق أهل الحجاب واشتياق أهل الشهود ، بمعنى أنّ هذا العبد يموت في عين حياته الدنيا ، ويتوفّاه الله إليه ، ويلقاه ويلقى ربّه ، فيبلّ كلّ واحد من صاحبه شوقه ، ويشهد كلّ منهما كلَّا منهما جمعا وفرادى في الصور البرزخية النورية والهيئات المثالية والفلكية الصورية التي لا وصول إلى شهود الحق فيها بهذا التعين النقلي السفلي وبعد ذلك اللقاء والموت عن هذه النشأة ،

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فشوق الحق لهؤلاء المقربين مع كونه يراهم فيحب أن يروه و يأبى المقام ذلك. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع كونه عالما.
فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصة التي لا وجود لها إلا عند الموت، فيبل بها شوقهم إليه كما قال تعالى في حديث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته و لا بد له من لقائي».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت.    )

قال رضي الله عنه :  ( فشوق الحق لهؤلاء المقربين مع كونه يراهم فيحب أن يروه ) يعنى بارتفاع حجاب الإنية من العين الموجب في زعمه البين في البين ( ويأبى المقام ذلك ) أي الكون في هذه الحياة الدنيا ، والكون إلى مقام النفس ( فأشبه قوله " حَتَّى نَعْلَمَ " مع كونه عالما ) من حيث أنه يشتاق إلى حصول رؤيته نفسه في عين العبد مع رؤيته نفسه مطلقا كظهور علمه في مظاهر المؤمنين مع علمه القديم الذاتي .

"" أضاف بالي زاده :-
قوله :- "حَتَّى نَعْلَمَ " مع كونه عالما بجميع الأشياء بعلمه الأزلي ، وهو علم خاص حاصل له بصور المظاهر .أهـ بالى زاده  ""

قال رضي الله عنه :  ( فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصة ) وهي ارتفاع حجاب إنية العبد فيشهده بعينه ( التي لا وجود لها إلا عند الموت فيبل بها شوقهم إليه كما قال في حديث التردد ، وهو من هذا الباب « ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددى في قبض نسمة عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مماته ولا بد له من لقائي » ) يعنى بارتفاع الحجاب ، ولا يرتفع إلا بمفارقة البدن ( فبشره) بما بعد الموت من اللقاء .
قال رضي الله عنه :  ( وما قال له ولا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت ،) لوجود هذا الموت ، فاشتياق الحق اللقاء الذي لا يكون إلا بعد الموت هو الذي يكون عند ارتفاع الحجاب البدني والتجرد عن الغواشي الطبيعية ،

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فشوق الحق لهؤلاء المقربين مع كونه يراهم فيحب أن يروه و يأبى المقام ذلك. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع كونه عالما.
فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصة التي لا وجود لها إلا عند الموت، فيبل بها شوقهم إليه كما قال تعالى في حديث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته و لا بد له من لقائي».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت.  )

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فشوق الحق لهؤلاء المقربين مع كونه يراهم ، فيحب أن يروه ) أي ، شوق الحق المحب ثابت في نفس الأمر لهؤلاء المقربين ، مع كون الحق يراهم بالشهود الأزلي ، ويجب أن يروه في صور تجلياته ومظاهر أسمائه وصفاته .
ف‍ ( الفاء ) في قوله : ( فيحب ) عاطفة ، والمعطوف عليه هو قوله : " يراهم " .
( ويأبى المقام ) الدنيوي ( ذلك . ) لأن المقام الدنياوي مقام حجاب فمن لا يخرج عنه ، إما بالموت الإرادي وإما بالموت الطبيعي ، لا يرتفع عنه الحجاب ، فلا يرى ربه .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأشبه قوله تعالى : "حتى نعلم" مع كونه عالما . ) أي ، فصار هذا القول شبيها بقوله تعالى : ( حتى نعلم ) لأنه كان يرى أعيان هؤلاء المقربين في الغيب قبل ظهورهم بالوجود العيني وتلك الرؤية لا تتغير أبدا ، ومع ذلك وصف نفسه بالشوق ، هو يقتضى فقدان صورة المحبوب ، فهذا الشوق له لا يكون بحسب مقام الجمع ، بل بحسب مقام التفصيل .
كما مر في قوله تعالى : ( حتى نعلم ) من أن العلم بالمعلومات حاصل له أزلا وأبدا ، فقوله : ( حتى نعلم ) من مقام الاختبار وتجليات الاسم ( الخبير ) .
وهو في صور المظاهر لا غيره  

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصة التي لا وجود لها إلا عند الموت ) أي ، فالحق يشتاق في صور مظاهره لحصول هذه الصفة ، وهي الرؤية التي لا تحصل إلا عند الموت بارتفاع الحجاب وشهود الحق في تجلياته . وذلك الذي لا يحصل إلا بالموت .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فيبل بها ) أي ، بتلك الصفة . ( شوقهم إليه . ) أي ، يسكن بماء الوصال وارتفاع الحجب نار شوقهم إليه ( كما قال تعالى في حديث " التردد " وهو من هذا الباب ) أي ، من باب الشوق إلى لقائهم (ما ترددت في شئ أنا فاعله ترددي في قبض عبدي المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مسائته ) لأن المحب يكره ما يكرهه محبوبه ( ولا بد له من لقائي فبشره ) أي ، بشر المحبوب باللقاء ( وما قال له ولا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت) .
 
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فشوق الحق لهؤلاء المقربين مع كونه يراهم فيحب أن يروه و يأبى المقام ذلك. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع كونه عالما.
فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصة التي لا وجود لها إلا عند الموت، فيبل بها شوقهم إليه كما قال تعالى في حديث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته و لا بد له من لقائي».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت.  )

قال رضي الله عنه :  ( فشوق الحقّ لهؤلاء المقرّبين مع كونه يراهم فيحبّ أن يروه ويأبى المقام ذلك ، فأشبه قوله : "حَتَّى نَعْلَمَ" [ محمد : 31 ] مع كونه عالما فهو سبحانه وتعالى يشتاق لهذه الصّفة الخاصّة الّتي لا وجود لها إلّا عند الموت ، فيبلّ بها شوقهم إليه كما قال تعالى في حديث التّردّد وهو من هذا الباب : « ما تردّدت في شيء أنا فاعله كتردّدي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بدّ له من لقائي » . رواه البخاري،  فبشّره بلقائه ، وما قال له ولا بدّ له من الموت لئلا يغمّه بذكر الموت)

( فشوق الحق لهؤلاء المقربين ) بالفناء والبقاء ( مع كونه يراهم ) مظاهر كاملة له أن يرى ذاته برؤيتهم له ، ( فيحب أن يروه ) ، وإن كان يرى ذاته بذاته ؛ ليحصل له في ذاته رؤية ، ولكن ( يأبى المقام ) الإلهي ( ذلك ) أن يحدث فيه رؤية ، لكنه بالرؤية القديمة تحدث له نسبة عن رؤيتهم ، ( فأشبه قوله :حَتَّى نَعْلَمَ) بعلمهم الأشياء ( مع كونه عالما ) بها بنفسه ، فالحق وإن رأى أكثر صفاته ظهرت فيهم على الكمال لم ير فيهم ظهور صفة بصره بحيث يبصرونه ؛ ليرى ذاته برؤيتهم بعد رؤيته بذاته .

( فهو ) أي : الحق ( يشتاق ) إلى لقائهم ( لهذه الصفة الخاصة ) ، وإن كان ظهورها يستلزم بطلان ظهور أكثر الصفات ؛ لأنها ( التي لا وجود لها ) لا عنه لموت المبطل لمظهرية أكثر الصفات إلا أنه يشتاق إليها ؛ لأن لها خصوصية ببعض المظاهر الكاملة في الغاية ، وإذا كانت هذه الصفة التي اشتاقوا إليها لا تحصل ( إلا بالموت ) شوقهم إلى الموت مع كراهتهم إياه ، لكنهم يتحملون تلك الكراهة لخصوصية هذه الصفة ( فيبل بها ) ، أي : بهذه الصفة ( شوقهم ) ؛ ليسهل عليهم بحمل الموت ، لأنهم إذا علموا أن للحق شوقا إلى هذه الصفة ازداد شوقهم ( إليه ، كما قال تعالى في حديث التردد ) ما يشير إلى [ . . . ] .

 شوق المؤمنين بهذه الصفة ؛ ليهون عليهم محمل الموت من أجلها ، ( وهو ) أي : حديث التردد ( من هذا الباب ) ، أي : شوق الحق إلى لقاء المؤمن لهذه الصفة الخاصة ( ما ترددت ) ، أي : أخرت ( في فعل ) خير من خير وشر ( أنا فاعله كترددي في قبض ) نفس ( عبدي المؤمن ) حتى يرضى بقبضها بالتشويق إلى لقائي ؛ لأنه ( يكره الموت ) بسنية الموت بدون هذا الشوق ، ( وأنا أكره مساءته ) ، فأنا أكره له الموت ، ولكن ( لا بد له من لقائي ) لاشتياقه إليّ ، وأنه أشد شوقا إلى لقائه ، ولكن اللقاء لا يحصل إلا بالموت ، فلابدّ من الموت ، لكنه لم يصرح به ، واقتصر على ذكر اللقاء ، ( فبشره ) بمحض بشارة في اللفظ ، ( وما قال : لا بدّ له من الموت ) ، وإن تضمنته بشارة اللقاء ( لئلا يغمه بذكر الموت ). وهو إساءة وقد كرهها ، ولكنه صار في حكم المذكور ؛ لأنه

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فشوق الحق لهؤلاء المقربين مع كونه يراهم فيحب أن يروه و يأبى المقام ذلك. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع كونه عالما.
فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصة التي لا وجود لها إلا عند الموت، فيبل بها شوقهم إليه كما قال تعالى في حديث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته و لا بد له من لقائي».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت.  )

شوق الحقّ تعالى لماذا ؟
(فشوق الحقّ لهؤلاء المقرّبين ) في الدنيا المنحجبين عنه بسائر الحجب مطلقا وبهذه الجمعيّة والإطلاق استحصل القرب ، ولذلك سمّي هذه النشأة الجمعيّة بالدنيا ، والقرب أيضا من الحجب ، كما قيل :-
وفي القرب تبعيدي عن إدراك ذاته  .....  ومالي سوى الذات النزيهة مطلب

""أضاف الجامع :   عن حجاب القرب
القرب حجاب عن الذات ، لأن فيه مشاهدة بقاء الرسم ، ومن بقي رسمه فلا مشاهدة ومن لا مشاهدة له فلا معرفة له بالذات كما قيل .
وفي القرب تبعيد عن إدراك ذاته ..... وما لي سوى الذات النزيهة مطلب
  ص 65 كتاب الحجب الشيخ ابن العربي ""

فهذا الحجاب هو الذي منع أهل هذه النشأة أن يروه ( مع كونه يراهم ) وهم في غفلة وذهول عن أنّهم بمرأى منه ومسمع ، ( فيحب أن يروه ، ويأبى المقام ذلك ) ، فإنّ قهرمان الأمر إنّما هو للمقام ، وهو يمنع اللقاء كما عرفت .

اللقاء لا يمكن إلا بالموت
وفيه إشارة إلى أنّ الحجاب إنّما هو لأهل المقام ، يختص بهم فإنّ المنخلعين عنه قد ماتوا عنه ، وبما انخلعوا وماتوا عنه حصل لهم اللقاء ، فشوق الحقّ إنّما هو لرؤيتهم له ، وإن كان ذلك أيضا رؤيته ، ( فأشبه ) الرؤية هذه بالعلم المشار إليه في ( قوله ) تعالى : "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ " ( " حَتَّى نَعْلَمَ " ) " الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ " [ 47 / 31 ] ( مع كونه عالما ) .

(فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصة التي لا وجود لها إلَّا عند الموت ) - إراديّا كان أو طبيعيّا - أو جامعا بينهما فالحيّ الذي لم يتحقّق به لم يكن له نصيب من هذا الشوق ، والمتحقّق بقدر ما تحقّق به يحصل له السهم منه ، فأهل حجاب الدنيا قاصرون في الشوق .
( فنبل ) الحقّ ( بها ) - أي بهذه الخاصيّة - ( شوقهم إليه ) ، أي فضل على شوقهم بهذه الصفة ، من قولهم : « نبل » - بالضم – " ينبل " : إذا فضل وكبر وهو إشارة إلى مؤدّى قوله : " أشد شوقا " فعلم إنّ الأحياء - في أيّ مرتبة كانوا - قاصرين في الشوق .

(كما قال تعالى في حديث التردّد - وهو من هذا الباب - : « ما تردّدت في شيء أنا فاعله ، تردّدي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ، ولا بدّ له من لقائي » فبشّره ) بما هو غاية الموت من اللقاء ، ( وما قال له : « ولا بدّ من الموت » ، لئلا يغمّه بذكر الموت ) على ما هو مقتضى مقام الشوق

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  (  فشوق الحق لهؤلاء المقربين مع كونه يراهم فيحب أن يروه و يأبى المقام ذلك. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع كونه عالما.
فهو يشتاق لهذه الصفة الخاصة التي لا وجود لها إلا عند الموت، فيبل بها شوقهم إليه كما قال تعالى في حديث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته و لا بد له من لقائي».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت.    )
قال رضي الله عنه :  ( فشوق الحقّ لهؤلاء المقرّبين مع كونه يراهم فيحبّ أن يروه ويأبى المقام ذلك . فأشبه قوله :حَتَّى نَعْلَمَ[ محمد : 31 ] مع كونه عالما فهو سبحانه وتعالى يشتاق لهذه)

( فتشوق الحق ) ، إنما يكون ( لهؤلاء المقربين ) ، أي إليهم ( مع كونه يراهم ) قبل موتهم ( فيجب أن يروه ) بعده حتى يراهم رائين له ولكن بهم ( ويأبى المقام ) الدنيوي ( ذلك ) فما لم يخرج المقرب عنه بالموت إراديا كان أو طبيعيا فيرتفع عنه الحجاب الدنيوي لا يرى ربه ولا يراه ربه رائيا له به ( فأشبه ) رؤية الحق إياه رائيا له به .

( قوله : حتى نعلم مع كونه عالما ) بالمعلومات أزلا وأبدا فالعلم الحاصل بالاختيار إنما هو العلم الحاصل في صور المظاهر ، فكذلك الحق سبحانه كان يراهم أزلا وأبدا ، فالرؤية الحاصلة بعد الموت إنما هي في صورة المظاهر ، وكذلك رؤيته إياه رائيا له ، والشوق إلى هذه الرؤية كلها في صور المظاهر ( فهو سبحانه وتعالى يشتاق لهذه)

قال رضي الله عنه :  ( الصّفة الخاصّة الّتي لا وجود لها إلّا عند الموت . فيبلّ بها شوقهم إليه كما قال تعالى في حديث التّردّد وهو من هذا الباب : « ما تردّدت في شيء أنا فاعله كتردّدي في قبض عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بدّ له من لقائي » فبشّره بلقائه .
وما قال له ولا بدّ له من الموت لئلا يغمّه بذكر الموت . )

( الصفة الخاصة ) ، أي إليها وهي رؤيته ( التي لا وجود لها إلا عند الموت فيبلّ بها ) ، أي بتلك الصفة التي هي الرؤية ، أي يسكن بماء الوصال ( شوقهم ) ، أي حرارة شوقهم ( إليه ) وقولنا فهو يشتاق إلى الصفة التي هي الرؤية بعد الموت باعتبار الاشتمال على ذكر اشتياقه إلى لقاء العبد .
( كما قال تعالى في حديث التردد وهو ) ، أي حديث التردد ( من هذا الباب ) ، أي من باب ذكر اشتياقه إلى لقاء العبد ( ما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي ) ، أي مثل ترددي ( في قبض نسمة عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له من لقائي فبشره ) رواه البخاري وابن حبان ورواه غيرهما.
أي عبده المؤمن ( باللقاء ) حيث قال ولا بد له من لقائي . ( وما قال ولا بد له من الموت لئلا يغمه بذكر الموت .) ولما كان لا يلقى العبد المؤمن.
  .
واتساب

No comments:

Post a Comment