Monday, April 13, 2020

السفر السابع والعشرون فص حكمة فردية في كلمة محمدية الفقرة العشرون .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السابع والعشرون فص حكمة فردية في كلمة محمدية الفقرة العشرون .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السابع والعشرون فص حكمة فردية في كلمة محمدية الفقرة العشرون .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( حكمة الطيب و جعله بعد النساء، فلما في النساء من روائح التكوين، فإنه أطيب الطيب عناق الحبيب.
كذا قالوا في المثل السائر. و لما خلق عبدا بالاصالة لم يرفع رأسه قط إلى السيادة، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتى كون الله عنه ما كون.
فأعطاه رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطيبة.
فحبب إليه الطيب: فلذلك جعله بعد النساء. )

قال رضي الله عنه :  ( وأمّا حكمة الطّيب وجعله بعد النّساء فلما في النّساء من روائح التّكوين ، فإنّه أطيب الطّيب عناق الحبيب . كذا قالوا في المثل السائر . ولمّا خلق عبدا بالأصالة لم يرفع رأسه قطّ إلى السّيادة ، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتّى كوّن اللّه عنه ما كوّن . فأعطاه رتبة الفاعليّة في عالم الأنفاس الّتي هي الأعراف الطّيّبة . فحبّب إليه الطّيب : فلذلك جعله بعد النّساء . )

قال رضي الله عنه :  (وأما حكمة) ذكر (الطيب وجعله بعد) ذكر (النساء فلما في النساء من روائح التكوين) ، أي الإيجاد الإلهي للمخلوقات (فإنه) ، أي الشأن (أطيب الطيب) ، أي ما يكون منه (عناق) ، أي التزام (الحبيب) خصوصا الحبيب الحقيقي (كذا قالوا في المثل) بفتحتين (السائر) بين الناس لمعنى العام (ولما خلق) نبيا صلى اللّه عليه وسلم (عبدا) خالصا للّه تعالى (بالأصالة) ، أي الاستقلال دون التبعية لشيء من الدنيا والآخرة أي لاعتبار احتياجه إلى اللّه تعالى في أمر من الأمور مطلقا .

قال تعالى : وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) سورة الجن .

فسماه عبدا للاسم الذاتي الجامع (لم يرفع رأسه) صلى اللّه عليه وسلم (قط) ، أي لم يلتفت ولم يرغب (إلى) شائبة من (السيادة) فعبوديته للّه تعالى محضة (بل لم يزل) عليه السلام (ساجدا) بين يدي اللّه تعالى كما قال تعالى :وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ( 219 ) [ الشعراء : 219 ] .

قال رضي الله عنه :  (واقفا) في خدمة مولاه كما قام من الليل حتى تورمت قدماه فأنزل اللّه تعالى عليه :" طه ( 1 ) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ( 2 ) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى( 3 )"[ طه : 1 - 3 ] ،
أي إلا أن تذكر بالقرآن تذكرة لكل من يخشى اللّه تعالى من الناس (من كونه) صلى اللّه عليه وسلم (منفعلا) أي مخلوقا عن قدرة اللّه تعالى (حتى كوّن) بالتشديد أي خلق (اللّه) تعالى (عنه) صلى اللّه عليه وسلم ما كوّن ، أي خلق من نسائه عليه السلام كما أشار إليه صلى اللّه عليه وسلم بقوله : « استوصوا بالنساء خيرا ، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا » . رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة .

قال رضي الله عنه :  (فأعطاه) اللّه تعالى لنبينا عليه السلام (رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس) ، وهو الخلق الجديد المتكرر مع اللمحات من غير التباس ، كما أعطى تعالى ذلك لمن هو دونه عليه السلام آصف بن برخيا وزير سليمان عليه السلام ، فقال :أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ[ النمل:40 ].
 وأتى به كما قال بأمر اللّه تعالى الذي هو "كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ"[ القمر : 50 ] .
بأنه كان من أولي الأمر التي هي ، أي الأنفاس الأعراف جمع عرف بالفتح وهو الرائحة الطيبة الفائحة من حضرة الحق تعالى .

قال رضي الله عنه :  (فحبب إليه) صلى اللّه عليه وسلم (الطيب) ، لأنه يذكر ذلك في الجملة ، ويشبهه عنده على قرب منه وعدم غفلة عنه (فلذلك جعله)، أي الطيب في الذكر (بعد النساء).

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( حكمة الطيب و جعله بعد النساء، فلما في النساء من روائح التكوين، فإنه أطيب الطيب عناق الحبيب.
كذا قالوا في المثل السائر. و لما خلق عبدا بالاصالة لم يرفع رأسه قط إلى السيادة، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتى كون الله عنه ما كون.
فأعطاه رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطيبة.
فحبب إليه الطيب: فلذلك جعله بعد النساء. )

قال رضي الله عنه :  ( وأما حكمة الطيب وجعله بعد النساء فلما في النساء من روائح التكوين ) فإنهن سبب لتكوين الأولاد ( فإنه أطيب الطيب عناق الحبيب كذا قالوا في المثل السائر ) .
ولما فرغ عن بيان حقائق كلامه شرع في بيان كماله في نفسه فقال ( ولما خلق ) رسول اللّه عليه السلام ( عبدا بالأصالة لم يرفع رأسه قط ) فعلا وقولا ( إلى السيادة بل لم يزل ساجدا واقفا ) أي ثابتا .

قال رضي الله عنه :  ( مع كونه منفعلا ) ولم يتجاوز إلى كونه فاعلا ( حتى كوّن اللّه عنه ما كوّن ) كما قال خلقتك من نوري وخلقت الأشياء من نورك ( فأعطاه ) أي أعطى اللّه النبي ( رتبة الفاعلية ) يتصرف بأمر اللّه خلافة عنه ( في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطيبة ) وهي عالم الأرواح المدبرة بنفوسهم في الوجود الشهادي فإن فيها روائح الطيبة الوجودية فعالم الأنفاس بمنزلة النساء في الشهادة فأعطاه رتبة الفاعلية في النساء فكما وجد في النساء روائح التكوين كذلك وجد في عالم الأنفاس روائح الوجود إذ ما يحصل الوجود الشهادي إلا بعالم الأنفاس .

قال رضي الله عنه :  ( فحبب إليه الطيب ) كما حبب إليه ما فيه الطيب وهو عالم الأنفاس والنساء فالطيب هو الرائحة الطيبة فكانت عرضا متأخرا الوجود عن الجوهر قائما به قوله فحبب إليه يجوز أن يكون معلوما ومجهولا ( فلذلك ) أي فلأجل كون الطيب متأخرا بالوجود عما يقوم به ( جعله ) أي جعل رسول اللّه عليه السلام الطيب ( بعد النساء).

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( حكمة الطيب و جعله بعد النساء، فلما في النساء من روائح التكوين، فإنه أطيب الطيب عناق الحبيب.
كذا قالوا في المثل السائر. و لما خلق عبدا بالاصالة لم يرفع رأسه قط إلى السيادة، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتى كون الله عنه ما كون.
فأعطاه رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطيبة.
فحبب إليه الطيب: فلذلك جعله بعد النساء. )

قال رضي الله عنه : ( حكمة الطيب و جعله بعد النساء، فلما في النساء من روائح التكوين، فإنه أطيب الطيب عناق الحبيب. كذا قالوا في المثل السائر. و لما خلق عبدا بالاصالة لم يرفع رأسه قط إلى السيادة، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتى كون الله عنه ما كون.
فأعطاه رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطيبة. فحبب إليه الطيب: فلذلك جعله بعد النساء. )
قوله: فقال للمشتاقين يا داود إني أشد شوقا إليهم يعني للمشتاقين إليه وهو لقاء خاص، 
فإنه قال في حديث الدجال: «إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت» (29) فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.

قلت: يعني أن من لا يرى ربه حتى يموت كيف لا يشتاق إلى لقاء ربه ثم أن ربه تعالی أشوق إليه.
فإن قال قائل: فكيف يشتاق الحق إليهم وهم عنده وهو عندهم. فالجواب: أنه مثل قوله حتى نعلم وهو يعلم ثم انشاده؟: 
يحن الحبيب إلى رؤيتي وإني إليه أشد حنينا 
وتهفو النفوس ويأبي القضا فأشكو الأنين ويشكو الأنينا
الحق تعالی أشد حنينا إلى الإنسان من الإنسان إليه في هذين البيتين. 
قال: إني إليه أشد حنين، فإذن الناطق بهذين البيتين جعلهما على لسان الحق، لأنه هو الذي هو أشد حنین.

قال: وإنما اشتاق الحق تعالى إلى نفسه لأنه تعالی نفخ فيه من روحه فإلى روحه اشتاق. وقد ذكر، رضي الله عنه، أن الروح المنفوخة في الإنسان هي نار أي حار يابسة وهو الحق ولولا طول الكلام لشرحت كيف ذلك ومنه الخطاب الموسوي في النار.
قال: ثم اشتق له أي للإنسان من ذاته شخصا هو حواء خلقت من ضلع آدم، عليه السلام، فالمرأة خلقت من الرجل، فحنينه إليها حنينه إلى ذاته وهو لها وطن، فحنينها إليه حنين إلى الوطن والحق تعالى هو الوطن فلذلك تحن إليه قلوب العارفين.

قاله رضي الله عنه: ولا يشاهد الحق تعالی مجردا عن المواد آبدا.

ثم قال: فلو علمها أي علم مرتبة الأنوثة حقيقة لعلم بمن التذ؟ ومن التذ؟ 
وهذا كلام يتضمن التوحيد الذي به الكمال وهو حاصل للنشأة المحمدية وعن ذلك عبر، عليه السلام، بقوله: "حبب إلي النساء."
وباقي الفص ظاهر من كلام الشيخ.
  
شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( حكمة الطيب و جعله بعد النساء، فلما في النساء من روائح التكوين، فإنه أطيب الطيب عناق الحبيب.
كذا قالوا في المثل السائر. و لما خلق عبدا بالاصالة لم يرفع رأسه قط إلى السيادة، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتى كون الله عنه ما كون.
فأعطاه رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطيبة.
فحبب إليه الطيب: فلذلك جعله بعد النساء. )

قال رضي الله عنه : ( حكمة الطيب و جعله بعد النساء، فلما في النساء من روائح التكوين، فإنه أطيب الطيب عناق الحبيب. كذا قالوا في المثل السائر. و لما خلق عبدا بالاصالة لم يرفع رأسه قط إلى السيادة، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتى كون الله عنه ما كون.
فأعطاه رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطيبة. فحبب إليه الطيب: فلذلك جعله بعد النساء. )
يشير رضي الله عنه  إلى أنّه من حيث برزخيته الجامعة لمّا كان منفعلا عن عين العين الجامعة ببرزخيته وفعله وانفعاله ، ظهر صلَّى الله عليه وسلَّم بتحقّق العبدانية المنفعلة بالأصالة عن الربوبية الفعّالة المؤثّرة - ولم يظهر بالربوبية والسيادة ، فآتاه الله الفعل من عين العين ، فتساوى فيه طرفا الفعل والانفعال ، فكان قاب قوسي بحر الوجوب والإمكان بوجوده ، كما كان جامعا بين التعين واللا تعين برتبته ،
وأوتي السيادة العظمى لما تحقّق بالعبودة الكاملة الكبرى ، فكان فاعليته في عالم الأنفاس لكونه أوتي جوامع الكلم ، وهي هيئات اجتماعية نفسية بحقائق الحروف كما علمت ، فلهذا حبّب الطيب إليه ، وتأخيره عن « النساء » كشفا من حيث إنّ النفس متأخّر عن الأصل والأمّ الذي هو المتعيّن الأوّل الذاتي ، وأوّل ما تعيّن وخرج من غير انتقال عن هذا الأمّ هو النفس الذي نفّس الله عن الحقائق كلَّها به ، فظهرت به ، فهو مسبوق بالمتنفّس بذلك النفس المنفّس عن نفسه وعمّا في نفسه ، كما مرّ ، فتذكَّر .
  
شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( حكمة الطيب و جعله بعد النساء، فلما في النساء من روائح التكوين، فإنه أطيب الطيب عناق الحبيب.
كذا قالوا في المثل السائر. و لما خلق عبدا بالاصالة لم يرفع رأسه قط إلى السيادة، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتى كون الله عنه ما كون.
فأعطاه رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطيبة.
فحبب إليه الطيب: فلذلك جعله بعد النساء. )

قال رضي الله عنه :  ( وأما حكمة الطيب وجعله بعد النساء لما في النساء من روائح التكوين ، فإن أطيب الطيب عناق الحبيب كذا قالوا في المثل السائر ، ولما خلق ) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عبدا بالأصالة لم يرفع رأسه قط إلى السيادة بل لم يزل ساجدا خاضعا واقفا مع كونه منفعلا حتى كوّن الله عنه ما كون فأعطاه رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطيبة ، فحبب إليه الطيب فلذلك جعله بعد النساء)

يعنى لما كان عليه الصلاة والسلام متعينا بالتعين الأول منحصرا في برزخيته منفعلا عن الحقيقة عبدا مقيدا في تعينه ظاهرا في خلقيته ، وإن كان جامعا للحقية والخلقية والوجوب والإمكان ، لكن الغالب عليه حكم الخلقية والإمكان ، لم يرفع رأسه إلى السيادة مراعيا للأدب مع الله ، غير مجاوز حد مرتبته في العبودية ساجدا لله غير متكبر ، لأنه غاية التذلل في مقابلة كمال العظمة وصورة الفناء الذي هو من لوازم الإمكان وأحكامه ،

واقفا في مقام الانفعال الذي هو حق الممكن وخاصيته بالأصالة ، فإن أصله عدم ثم انفعال من حيث ثبوت عينه من موجده بإيجاده حتى آتاه الله الفعل والتأثير لما فيه من الحقية ، وغلب فيه حكمها على أحكام الخلقية ، وأظهر أحكام الوجوب فتساوى فيه طرف الفعل والانفعال " فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ " الوجوب والإمكان ، وفوض إليه الفاعلية بحكم الخلافة والسيادة الكبرى في عالم الأنفاس لكونه أوتى جوامع الكلم ،
وهي هيئات اجتماعية بحقائق الحروف الأولية : أي المعاني المنفردة الجنسية والفصلية ، والصفات العارضة التي يتركب منها الماهيات المسماة كلمات : أي الحقائق الظاهرة بالوجود الخارجي ، فإن الأنفاس فيضان الوجودات على الحقائق النوعية المتعينة بالتعينات الشخصية حتى يتحقق بالتكوين ،
فنسائم التكوين هي الأنفاس والأعراف : أي الروائح الطيبة ، فعند ذلك حبب له الطيب فلذا أخره عن النساء تنبيها على أن النفس متأخر عن الأصل المتنفس الذي هو الأم ، أي التعين الأول .
وأول ما ظهر عن هذه الأم ، المسماة أم الكتاب باعتبار هو النفس الذي نفس الله به عن الحقائق التي هي أحرف هذا الكتاب وكلماته فظهرت به فهو مسبوق بالمتنفس بذلك النفس ،

"" أضاف بالي زاده :-
ذو العرش لاستوائه : أي استواء النبي العرش باسم الرحمن ، فإن العرش مخلوق من العقل الأول الذي هو روحه عليه الصلاة والسلام فكان عليه الصلاة والسلام ذا العرش ، فإن الدرجات كما تنسب إلى الحق تنسب إليه عليه الصلاة والسلام تبعا لا أصله ، فإذا استوى على العرش فلا يبقى فيمن حوى  .أهـ بالى زاده  ""

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( حكمة الطيب و جعله بعد النساء، فلما في النساء من روائح التكوين، فإنه أطيب الطيب عناق الحبيب.
كذا قالوا في المثل السائر. و لما خلق عبدا بالاصالة لم يرفع رأسه قط إلى السيادة، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتى كون الله عنه ما كون.
فأعطاه رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطيبة.
فحبب إليه الطيب: فلذلك جعله بعد النساء. )

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما حكمة الطيب وجعله بعد النساء ، فلما في النساء من روائح التكوين (
أي ، روائح تكوين أهل العالم . لأن المرأة لها رتبة الأمومة التي بها وجود الأولاد .
وصاحب الكشف يشم روائح وجودهم فيها ويدرك بذوق الشم ، فلذلك جعله بعد ذكر النساء . وتلك الرائحة ألذ الروائح .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فإنه "أطيب الطيب عناق الحبيب" . كذا قالوا في المثل السائر . ) أي ، الشأن أن أطيب الطيب ما يجده المحب من عناق الحبيب ، وذلك لأنه يجد فيه رائحة عينه وحقيقته .
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولما خلق ) رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . ( عبدا بالأصالة ، لم يرفع رأسه قط إلى السيادة ) مراعاة لما تقتضيه عينه الثابتة من العبودية الذاتية الحاصلة من التعين والتقيد وحفظا للأدب مع الحضرة الإلهية .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( بل لم يزل ساجدا ) لربه متذللا لحضرته ( واقفا مع كونه منفعلا ) أي ، واقفا في مقام عبوديته ومرتبة انفعاليته . ( حتى كون الله عنه ما كون . ) أي ، حتى وجد الله من روحه جميع الأرواح ومظاهرها .
كما جاء في الحديث : ( إن الله لما خلق العقل ، قال له : أقبل ، فأقبل . ثم قال له : أدبر ، فأدبر . فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحب إلى منك ، بك آخذ وبك أعطى وبك أثيب وبك
أعاقب ) . - الحديث . و ( العقل ) المذكور هو روحه المشار إليه بقوله : ( أول ما خلق الله نوري ) .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأعطاه رتبة الفاعلية ) بأن جعله خليفة للعالم ، متصرفا في الوجود العيني ، معطيا لكل من أهل العالم كماله .

ولما كان كلامه صلى الله عليه وسلم  في الطيب ، جعل ذلك التصرف في عالم الأنفاس فقال رضي الله عنه  : ( في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطيبة ، فحبب إليه الطيب ، فلذلك جعله ) رسول الله ، صلى الله عليه . ( بعد النساء . ) المراد ب‍ ( عالم الأنفاس ) هو عالم الأرواح المؤثرة بأنفاسهم في الوجود الظاهري ، وب‍ ( الأعراف الطيبة ) الروائح الطيبة الوجودية .

ولما كانت الأرواح مبادئ للموجودات الشهادية التي تحملها الطبيعة الكلية الروحانية ، صارت موصوفة ب‍ ( الأعراف الطيبة ) .
وهي الروائح الوجودية للأعيان الأزلية العلمية . ولكون هذه الروائح حاصلة بعد وجود الطبيعة التي هي أم بالنسبة إلى الكل ، جعل الطيب بعد ذكر النساء .
 
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه : ( حكمة الطيب و جعله بعد النساء، فلما في النساء من روائح التكوين، فإنه أطيب الطيب عناق الحبيب.
كذا قالوا في المثل السائر. و لما خلق عبدا بالاصالة لم يرفع رأسه قط إلى السيادة، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتى كون الله عنه ما كون.
فأعطاه رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطيبة.
فحبب إليه الطيب: فلذلك جعله بعد النساء. )

قال رضي الله عنه :  ( وأمّا حكمة الطّيب وجعله بعد النّساء فلما في النّساء من روائح التّكوين ، فإنّه أطيب الطّيب عناق الحبيب . كذا قالوا في المثل السائر ، ولمّا خلق عبدا بالأصالة لم يرفع رأسه قطّ إلى السّيادة ، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتّى كوّن اللّه عنه ما كوّن . فأعطاه رتبة الفاعليّة في عالم الأنفاس الّتي هي الأعراف الطّيّبة ، فحبّب إليه الطّيب : فلذلك جعله بعد النّساء ).

(وأما حكمة الطيب وجعله بعد النساء فلما في النساء من روائح التكوين ) ، فإنهن ، وإن ظهرت فيهن الذات الإلهية ، فإنما ظهرت فيهن من حيث الانفعال المشار إليه في قوله :وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ[ الشورى : 25 ] ، وهو سابق في حق العبد على تخلقه بالأخلاق الإلهية التي هي الروائح الطيبة ، بل إنما تحصل بالانفعال ، وإنما كانت روائح طيبة إذ بها غاية التقرب من المحبوب بحيث يصير فاعلا بأسمائه كفعله ، فكأنه معانق له والمعانقة غاية الطيب ، ( فإنه من أطيب الطيب عناق الحبيب ) ، وهو وإن لم يكن كلام من يتمسك بقوله من الأنبياء والأولياء ؛ فهو مقبول في العامة فيصح التمسك به في باب الإشارات التي تكفي فيها الخطائيات  إذ هم ( كذا قالوا في المثل السائر ) .

ثم استشعر سؤالا بأنه عليه السّلام كيف قدم جهة الانفعال فيما حبب إليه بعد النبوة التي لا تكون إلا بكمال التخلق ؟

فأجاب بقوله : ( ولما خلق صلّى اللّه عليه وسلّم عبدا ) ؛ لأن جهة العبودية فيه ( بالأصالة لم يرفع رأسه قط إلى السيادة ) التي يفعل بها بالأسماء الإلهية عند التحقيق بها بعد التخلق ، وإن بلغ من كمال التخلق ما بلغ ، بل من كمال التخلق ما بلغ ، ( بل لم يزل ساجدا ) وهو أنه كان عند التخلق بالأسماء الإلهية ( واقفا مع كونه منفعلا ) عنها إلا فاعلا بها ( حتى كون اللّه عنه ما كون ) بأسمائه التي تخلق بها ، ( فأعطاه رتبة الفاعلية ) بتلك الأسماء ؛ ليتحقق بها بعد التخلق الذي هو انفعال عنها ، وذلك بأن جعله عند كمال التخلق بها ( في عالم الأنفاس ) الرحمانية ( التي هي الأعراف ) ، أي : الروائح ( الطيبة ) عن تلك الأسماء للنفخ في الموجودات .

وهي المشار إليها بقوله صلّى اللّه عليه وسلّم : « ألا إن للّه في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها » ، رواه الطبراني في الأوسط  والكبير والسيوطي في الجامع الصغير والهيثمي في مجمع الزوائد
فانقسم هذا الطيب إلى طيب التخلق ، ( فحبب إليه الطيب ) عند كمال طيبه المعنوي الطالب لمناسبة الذي هو الطيب الحسي ، وكان الطيب الأول انفعاليّا وهذا فعليّا ؛ ( فلذلك جعله بعد النساء ) كأنه إذ ضل فيهن الطيب الانفعالي ، فكأنه لظهور الحق بأسمائه فيه ترتيب ،

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( حكمة الطيب و جعله بعد النساء، فلما في النساء من روائح التكوين، فإنه أطيب الطيب عناق الحبيب.
كذا قالوا في المثل السائر. و لما خلق عبدا بالاصالة لم يرفع رأسه قط إلى السيادة، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتى كون الله عنه ما كون.
فأعطاه رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطيبة.
فحبب إليه الطيب: فلذلك جعله بعد النساء. )

وجه ذكر الطيب بعد النساء
قال رضي الله عنه :  ( وأمّا حكمة الطيب وجعله بعد النساء ) - وهما حكمتان - ( فلما في النساء من روائح التكوين ) والفعل ، فإنّ أصل ما هي عليه إنّما هو التكوّن والانفعال ، والكلمة الجامعة لا بدّ وأن تكون مع جمعيّتها للأطراف متناسبة الأحكام ، والنساء - مع أنّها في أصل طبيعتها لها الانفعال - فيها رائحة الفعل أيضا ، بتلك الرائحة تناسب الطيب ، ( فإنّه « أطيب الطيب عناق الحبيب » ) أي أشدّه تأثيرا ( - كذا قالوا في المثل السائر - ) الذي به يتكلَّم لسان الوقت في كلّ زمان .
فظهر من هذا الكلام وجه المناسبة بينهما، وحكمة التعرّض للطيب ، وهو الأول من الحكمتين .
وأمّا بيان ترتيبه - وهو الثاني منهما - فهو أنّ النساء عبارة عمّا عليه الأصل من القابليّة والانفعال ، المعبّر عنه في لسان الشريعة بالعبوديّة .

قال رضي الله عنه :  ( ولما خلق عبدا بالأصالة ) ، أي قدّره على ما عليه في أصل جبلَّته وخلقته ( لم يرفع قطَّ رأسه إلى السيادة ) التي هي مقتضى الفعل والظهور ، (بل لم يزل ساجدا ) على جهة عبودته ووجهة عبادته ( واقفا مع كونه منفعلا) غير متجاوز عنه أصلا

قال رضي الله عنه :   ( حتّى كوّن الله عنه ما كوّن ، فأعطاه ) الله ( رتبة الفاعليّة ) والظهور بها ( في عالم الأنفاس ) ، بصورها المظهرة الكلاميّة ، الكاشفة عن سيماء الكلّ .

فعلم إنّ عالم الأنفاس والمرتبة الكلاميّة ( التي هي الأعراف الطيّبة ) متأخّرة عن العبد ، متكوّنة عنه بالكون الإلهي ، ( فحبّب إليه الطيب ) الذي هو آخر المراتب ، فإنّه إشارة إلى مرتبة النفس الرحماني ، الذي هو مادّة الكلام وهو صورته ، ( فلذلك جعله بعد النساء ) التي هي كناية عن القابليّة الأولى ، فهما صورتا الأول والآخر ، والصلاة هي صورة الجمعيّة التي بها يصل الأول بالآخر .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : ( حكمة الطيب و جعله بعد النساء، فلما في النساء من روائح التكوين، فإنه أطيب الطيب عناق الحبيب.
كذا قالوا في المثل السائر. و لما خلق عبدا بالاصالة لم يرفع رأسه قط إلى السيادة، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتى كون الله عنه ما كون.
فأعطاه رتبة الفاعلية في عالم الأنفاس التي هي الأعراف الطيبة.
فحبب إليه الطيب: فلذلك جعله بعد النساء. )

قال رضي الله عنه :  ( وأمّا حكمة الطّيب وجعله بعد النّساء فلما في النّساء من روائح التّكوين ، فإنّه أطيب الطّيب عناق الحبيب . كذا قالوا في المثل السائر . ولمّا خلق عبدا بالأصالة لم يرفع رأسه قطّ إلى السّيادة ، بل لم يزل ساجدا واقفا مع كونه منفعلا حتّى كوّن اللّه عنه ما كوّن . فأعطاه رتبة الفاعليّة في عالم الأنفاس الّتي هي الأعراف الطّيّبة . فحبّب إليه الطّيب : فلذلك جعله بعد النّساء .)

( وأما حكمة ) جعل ( الطيب ) مما أحب صلى اللّه عليه وسلم ( وجعله بعد النساء ) في الذكر مبنيا على تأخيره في الرتبة ، أما الأولى ( فلما في النساء من روائح التكوين ) ، متضاعفة أي تكوين اللّه إياها في أنفسها وتكوين الأولاد منها وفيها مرتبة ، وأما روائحه فالنفحات الجودية والأنفاس الرحمانية الوجودية التي تشم منها من حيث أنفسها ومن حيث أولادها الذين منهم الطيبون والطيبات ،

فكما وجدت النساء بمقتضى قوله : حبب إليّ النساء مرتبة المحبوبين له صلى اللّه عليه وسلم كذلك الروائح الطيبة الفائحة منهن عند لقائها وعناقها صارت محبوبة ( فإن أطيب الطيب عناق الحبيب ) ، أي ما يثمر عناقه ( كذا قالوا في المثل السائر ) ، وحيث حبب إليه تلك الروائح بتبعية النساء حبب إليه كل طيب يكون وراءها لأنه صورتها ، وأما الثاني فلأن النساء في أصل جبلتهن للقابلية والانفعال عما فوقهن .

( و ) النبي صلى اللّه عليه وسلم ( لما خلق عبدا بالأصالة ) ، أي منفعلا متأثرا عن سيده ومولاه في أصل جبلته ( لم يرفع رأسه قط إلى السيادة ) ، التي هي الظهور بالفعل والتأثير ( بل لم يزل ساجدا ) ، على جهة عبوديته ( واقفا مع كونه منفعلا ) غير متحاذر عنه أصلا ( حتى كوّن اللّه عنه ما كوّن فأعطاه رتبة الفاعلية والتأثير في عالم النفوس ) ، حتى أتى بجوامع الكلم

( التي هي الأعراف الطيبة ) ، المتأخرة عن مرتبة عبديته ( فحبب إليه الطيب ، فلذلك ) ، أي ترتب الأعراف الطيبة المرتبة على رتبة فاعليته المتأخرة عن جهة عبوديته التي هي القابلية
والانفعال ( جعله ) ، أي الطيب ( بعد النساء ) التي هي صورة تلك القابلية والانفعال .
.
واتساب

No comments:

Post a Comment