Monday, April 13, 2020

السفر السابع والعشرون فص حكمة فردية في كلمة محمدية الفقرة الرابعة والعشرون .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السابع والعشرون فص حكمة فردية في كلمة محمدية الفقرة الرابعة والعشرون .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السابع والعشرون فص حكمة فردية في كلمة محمدية الفقرة الرابعة والعشرون .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
الفقرة الرابعة والعشرون :-
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد و ي من الروائح الطيبة. فليس الورد عند الجعل بريح طيبة.
ومن كان على مثل هذا المزاج معنى و صورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله»، و وصفهم بالخسران فقال «أولئك هم الخاسرون ... الذين خسروا أنفسهم» . فإن من لم يدرك الطيب من الخبيث فلا إدراك له.
فما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الطيب من كل شيء وما ثم إلا هو.
وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء، لا يعرف الخبيث، أم لا؟ قلنا هذا لا يكون: فإنا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه يكره و يحب، وليس الخبيث إلا ما يكره ولا الطيب إلا ما يحب.)

قال رضي الله عنه :  ( كما أنّ مزاج الجعل يتضرّر برائحة الورد وهي الرّوائح الطّيبة . فليس ريح الورد عند الجعل بريح طيبة . ومن كان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضرّ بالحقّ إذا سمعه وسرّ بالباطل : وهو قوله :وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ؛ ووصفهم بالخسران فقال :أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ [ العنكبوت : 52 ] الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ [ الأنعام : 12 ] فإنّه من لم يدرك الطّيّب من الخبيث فلا إدراك له .  فما حبّب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلّا الطّيّب من كلّ شيء وما ثمّة إلّا هو . وهل يتصوّر أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلّا الطيّب من كلّ شيء ولا يعرف الخبيث أم لا ؟ قلنا هذا لا يكون : فإنّا ما وجدناه في الأصل الّذي ظهر العالم منه وهو الحقّ ، فوجدناه يكره ويحبّ ؛ وليس الخبيث إلّا ما يكره ولا الطّيب إلّا ما يحبّ . )

قال رضي الله عنه :  (كما أن مزاج الجعل) بضم الجيم وفتح العين المهملة دابة مولدة من الزبل والنجاسة يتضرر برائحة الورد ، فإذا وضع في الورد يكاد يموت من ريح ذلك وهي ، أي رائحة الورد من الروائح الطيبة دون الخبيثة (فليس ريح الورد عند الجعل بريح طيبة) لعدم ملاءمتها لمزاجه .
قال رضي الله عنه :  (ومن كان) من الناس (على مثل هذا المزاج) ، أي مزاج الجعل (معنى) من حيث تولده في المخالفات وإنشاؤه في قبائح الأحوال حتى انطبع على المآثم والفواحش والضلال والغي.
قال رضي الله عنه :  (وصورة) من حيث إنه صار يتضرر بضد ذلك الذي انتشى عليه وانطبع فيه (أضرّ به) ، أي بخلقته (الحق) من الأقوال والأعمال والأحوال (إذا سمعه) من أحد وسر ، أي دخل عليه السرور (بالباطل) من ذلك (وهو) ، أي ما ذكر معنى (قوله) تعالى (والذين آمنوا) ، أي صدقوا وأذعنوا واعترفوا (بالباطل) من الأديان والآلهة (وكفروا باللّه تعالى الحق وما فعلوا ذلك مع وجود عقولهم إلا للمناسبة التي عليها فيما انطبعوا فيه من الغي والضلال وظنوه رشدا وهداية بل قطعوا بأنه كذلك .
قال رضي الله عنه :  (ووصفهم) اللّه تعالى (بالخسران) فيما فعلوا (فقال) تعالى ("أُولئِكَ")، أي الذين فعلوا ما ذكر (هم الخاسرون الذين خسروا أنفسهم) حيث لم يقدروا من ضعف بصائرهم وأبصارهم بما هم فيه من الضلال أن يفرقوا بين الحق والباطل ، فكأنهم لا نفوس لهم لعدم إمكانهم الانتفاع بها في الفرق المذكور فقد خسروها.
قال رضي الله عنه :  (فإنه) ، أي الشأن من (لم يدرك) بنفسه (الطيب من الخبيث فلا إدراك له) أصلا (فما حبب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلا الطيب من كل شيء) لصحة مزاجه صلى اللّه عليه وسلم وكمال نشأته (وما ثم) ، أي هناك في العالم (إلا هو) ، أي الطيب كما سبق في القول إنه من حيث هو إلهي بالأصالة كله طيب .

قال رضي الله عنه :  (وهل يتصوّر) ، أي يجوز أن يكون في هذا العالم مزاج لأحد من المخلوقين (لا يجد إلا الطيب من كل شيء لا يعرف) ، أي ذلك المزاج الأمر (الخبيث ، أم لا) يكون ذلك قلنا في الجواب عن ذلك هذا الأمر المذكور لا يكون أبدا فإنا ما وجدناه ، أي المذكور معشر المحققين في معرفة اللّه تعالى (في الأصل الذي ظهر) جميع هذا العالم منه وهو ، أي ذلك الأصل الحق تعالى فكيف نجده في غيره سبحانه فوجدناه تعالى كما ورد في النصوص يكره أشياء ويحب أشياء .

قال تعالى :"وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ"[ التوبة : 46 ] .  وقال :" فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ"[ المائدة : 54 ] .
وفي الحديث قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « إن اللّه يكره من الرجال الرفيع الصوت ويحب الخفيض من الصوت » . رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي أمامة .
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « إن اللّه يكره فوق سمائه أن يخطأ أبو بكر الصديق في الأرض » . رواه الطبراني في الكبير ومسند الشاميين عن معاذ .
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « إن اللّه يحب العطاس ويكره التشاؤب » . رواه البخاري وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة .
وليس الخبيث من الأشياء إلا ما يكره سبحانه ولا الطيب منها إلا ما يحبه تعالى.

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد وهي من الروائح الطيبة. فليس الورد عند الجعل بريح طيبة.
ومن كان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «والذين آمنوا بالباطل و كفروا بالله»، ووصفهم بالخسران فقال «أولئك هم الخاسرون ... الذين خسروا أنفسهم» . فإن من لم يدرك الطيب من الخبيث فلا إدراك له.
فما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا الطيب من كل شيء و ما ثم إلا هو.
وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء، لا يعرف الخبيث، أم لا؟ قلنا هذا لا يكون: فإنا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه يكره و يحب، وليس الخبيث إلا ما يكره ولا الطيب إلا ما يحب.)

قال رضي الله عنه  : ( كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد وهي من الروائح الطيبة فليس الورد عند الجعل بريح طيبة ) كما أن رائحة النكهة التي حصلت من الصوم يتضرر الإنسان بها وهي عند اللّه أطيب من المسك ( ومن كان ) من الناس ( على مثل هذا المزاج ) أي الجعل ( معنى ) بأن يكون قلبه مائلا إلى الباطل ( وصورة ) بأن يفعل القبائح ( أضرّ به الحق ) وهو ريح طيبة ( إذا سمعه وسرّ بالباطل ) وهو ريح خبيثة فكان محمد عليه السلام عند هذه الطائفة كالورد عند الجعل ( وهو ) أي المذكور ( قوله تعالى :"وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ")[ العنكبوت : 52 ] ، ووصفهم بالخسران .

فقال رضي الله عنه  : ("أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ . الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ "فإنه ) أي الشأن ( من لم يدرك الطيب من الخبيث ) كالملائكة التي نازعت في آدم فقالوا : أتجعل فيها من يفسد فيها ولم يدركوا أن آدم طيب مدرج في الخبيث ، ( فلا ادراك له فما حبب إلى رسول اللّه عليه السلام إلا الطيب من كل شيء وما ثمة ) أي وليس في الحقيقة أي بالنسبة إلى مقام الجمع لا بالنسبة إلى المظاهر ( إلا هو ) أي الطيب .

قال رضي الله عنه  : ( وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء لا يعرف الخبيث أم لا ، قلنا : هذا لا يكون فإنا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه وهو الحق فوجدناه يكره ويحب وليس الخبيث إلا ما يكره ولا الطيب إلا ما يحب ) مبنيان للمفعول هذا باعتبار المظاهر فإن اللّه يحب ويكره بها وأما باعتبار الجمعي الاتحادي فيحب كل شيء وإلا لما أجاد ما يكرهه في المظاهر فظهر أن ما يكرهه في المظاهر يحبه في مقامه الجمعي.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد وهي من الروائح الطيبة. فليس الورد عند الجعل بريح طيبة.
و من كان على مثل هذا المزاج معنى و صورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «والذين آمنوا بالباطل و كفروا بالله»، و وصفهم بالخسران فقال «أولئك هم الخاسرون ... الذين خسروا أنفسهم» . فإن من لم يدرك الطيب من الخبيث فلا إدراك له.
فما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا الطيب من كل شيء وما ثم إلا هو.
وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء، لا يعرف الخبيث، أم لا؟ قلنا هذا لا يكون: فإنا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه يكره و يحب، وليس الخبيث إلا ما يكره ولا الطيب إلا ما يحب.)
قال رضي الله عنه : ( كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد وهي من الروائح الطيبة. فليس الورد عند الجعل بريح طيبة. و من كان على مثل هذا المزاج معنى و صورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «والذين آمنوا بالباطل و كفروا بالله»، و وصفهم بالخسران فقال «أولئك هم الخاسرون ... الذين خسروا أنفسهم» . فإن من لم يدرك الطيب من الخبيث فلا إدراك له. فما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا الطيب من كل شيء وما ثم إلا هو.
وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء، لا يعرف الخبيث، أم لا؟ قلنا هذا لا يكون: فإنا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه يكره و يحب، وليس الخبيث إلا ما يكره ولا الطيب إلا ما يحب.)

قوله: فقال للمشتاقين يا داود إني أشد شوقا إليهم يعني للمشتاقين إليه وهو لقاء خاص، 
فإنه قال في حديث الدجال: «إن أحدكم لن يرى ربه حتى يموت» (29) فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.

قلت: يعني أن من لا يرى ربه حتى يموت كيف لا يشتاق إلى لقاء ربه ثم أن ربه تعالی أشوق إليه.
فإن قال قائل: فكيف يشتاق الحق إليهم وهم عنده وهو عندهم. فالجواب: أنه مثل قوله حتى نعلم وهو يعلم ثم انشاده؟: 
يحن الحبيب إلى رؤيتي وإني إليه أشد حنينا 
وتهفو النفوس ويأبي القضا فأشكو الأنين ويشكو الأنينا
الحق تعالی أشد حنينا إلى الإنسان من الإنسان إليه في هذين البيتين. 
قال: إني إليه أشد حنين، فإذن الناطق بهذين البيتين جعلهما على لسان الحق، لأنه هو الذي هو أشد حنین.

قال: وإنما اشتاق الحق تعالى إلى نفسه لأنه تعالی نفخ فيه من روحه فإلى روحه اشتاق. وقد ذكر، رضي الله عنه، أن الروح المنفوخة في الإنسان هي نار أي حار يابسة وهو الحق ولولا طول الكلام لشرحت كيف ذلك ومنه الخطاب الموسوي في النار.
قال: ثم اشتق له أي للإنسان من ذاته شخصا هو حواء خلقت من ضلع آدم، عليه السلام، فالمرأة خلقت من الرجل، فحنينه إليها حنينه إلى ذاته وهو لها وطن، فحنينها إليه حنين إلى الوطن والحق تعالى هو الوطن فلذلك تحن إليه قلوب العارفين.

قاله رضي الله عنه: ولا يشاهد الحق تعالی مجردا عن المواد آبدا.

ثم قال: فلو علمها أي علم مرتبة الأنوثة حقيقة لعلم بمن التذ؟ ومن التذ؟ 
وهذا كلام يتضمن التوحيد الذي به الكمال وهو حاصل للنشأة المحمدية وعن ذلك عبر، عليه السلام، بقوله: "حبب إلي النساء."
وباقي الفص ظاهر من كلام الشيخ.
  
شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد وهي من الروائح الطيبة. فليس الورد عند الجعل بريح طيبة.
و من كان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «و الذين آمنوا بالباطل و كفروا بالله»، ووصفهم بالخسران فقال «أولئك هم الخاسرون ... الذين خسروا أنفسهم» . فإن من لم يدرك الطيب من الخبيث فلا إدراك له.
فما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الطيب من كل شيء وما ثم إلا هو.
وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء، لا يعرف الخبيث، أم لا؟ قلنا هذا لا يكون: فإنا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه يكره و يحب، وليس الخبيث إلا ما يكره ولا الطيب إلا ما يحب.)

قال رضي الله عنه : ( كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد وهي من الروائح الطيبة. فليس الورد عند الجعل بريح طيبة. و من كان على مثل هذا المزاج معنى و صورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «والذين آمنوا بالباطل و كفروا بالله»، و وصفهم بالخسران فقال «أولئك هم الخاسرون ... الذين خسروا أنفسهم» . فإن من لم يدرك الطيب من الخبيث فلا إدراك له. فما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا الطيب من كل شيء وما ثم إلا هو.
وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء، لا يعرف الخبيث، أم لا؟ قلنا هذا لا يكون: فإنا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه يكره و يحب، وليس الخبيث إلا ما يكره ولا الطيب إلا ما يحب.)

يشير رضي الله عنه  إلى ارتفاع الخبيث عن الإدراك ، وإلَّا فمن حيث أعيان الأشياء وما به هي هي ، ومن حيث الوجود الحق المتعين بكل شيء فليس شيء في  العالم خبيثا وما يكون بعض الأمور طيّبا أو خبيثا عند الحق فذلك من حيث تعيّنه في مرتبة ما ، فيطيب له ما يشاكل الحال والوصف والنعت الخصيص بتلك المرتبة ، وتكره أيضا كذلك من حيث هي ما يضارّها ويناقضها ويباينها وينافيها لا غير ، والكل - من حيث هو هو - طيّب له وعنده ، وهو عند الكلّ طيّب كلَّه ، كما مرّ .
  
شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد وهي من الروائح الطيبة. فليس الورد عند الجعل بريح طيبة.
ومن كان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضر به الحق إذا سمعه و سر بالباطل: و هو قوله «والذين آمنوا بالباطل و كفروا بالله»، و وصفهم بالخسران فقال «أولئك هم الخاسرون ... الذين خسروا أنفسهم» . فإن من لم يدرك الطيب من الخبيث فلا إدراك له.
فما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا الطيب من كل شيء و ما ثم إلا هو.
وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء، لا يعرف الخبيث، أم لا؟ قلنا هذا لا يكون: فإنا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه يكره و يحب، وليس الخبيث إلا ما يكره ولا الطيب إلا ما يحب.)

قال رضي الله عنه :  ( كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد وهي من الروائح الطيبة ، فليس ريح الورد عند الجعل بريح طيبة ، ومن كان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل ، وهو قوله تعالى :" والَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وكَفَرُوا بِالله " ووصفهم بالخسران فقال :" أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ " ،   "الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ " فإنه لم يدرك الطيب من الخبيث ) أي لم يميزه منه ( فلا إدراك له ، فما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الطيب من كل شيء ، وما ثم إلا هو ) أي وما بحضرته إلا هو : أي الطيب ( وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء لا يعرف الخبيث أم لا ؟ قلنا : هذا لا يكون ) إلا إذا انحرف عن الاعتدال الطبيعي وآل إلى مزاج مرضى ، كما أن بعض من انحرف مزاجه يجد من كل شيء رائحة الدخان والعفونة في هذا الإدراك والتمييز

قال رضي الله عنه :  ( فإنا وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه وهو الحق فوجدناه يكره ويحب ، وليس الخبيث إلا ما يكره ولا الطيب إلا ما يحب )
يعنى رفع الخبيث عن الإدراك بالذوق فإن الطبائع مختلفة ، وليس الطيب إلا ما يلائم مزاج المدرك وطباعه ، والخبيث ما لا يلائم مزاجه وطبعه ، وكل طيب بالنسبة إلى مدرك فقد يكون خبيثا بالنسبة إلى مريض ومزاجه مزاج الذي يستطيبه ويستلذه كما ذكر في رائحة الورد مع الجعل ، فالطيب والخبيث أمران نسبيان ،
فإن المبرود يكره رائحة الكافور والمحرور يستطيعه ، فلا يصح رفع الخبيث عن الكون بالنسبة إلى صور الأسماء المتضادة المؤثرة في العالم ، فأما من حيث أعيان الأشياء وحقائقها من حيث هي هي ، من حيث أن الوجود الحق هو المتعين بكل شيء فليس شيء في العالم خبيثا .
وأما كون بعض الأمور طيبا عند الحق وبعضه خبيثا عنده فذلك من حيث تعين ذلك الشيء في مرتبة ما فيطيب منه ما يشكل مرتبة ويناسبها في الحال ، ويكره منه ما يضادها وينافيها بحسب الحال

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد وهي من الروائح الطيبة. فليس الورد عند الجعل بريح طيبة.
ومن كان على مثل هذا المزاج معنى و صورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «و الذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله»، ووصفهم بالخسران فقال «أولئك هم الخاسرون ... الذين خسروا أنفسهم» . فإن من لم يدرك الطيب من الخبيث فلا إدراك له.
فما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا الطيب من كل شيء و ما ثم إلا هو.
وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء، لا يعرف الخبيث، أم لا؟ قلنا هذا لا يكون: فإنا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه يكره و يحب، و ليس الخبيث إلا ما يكره ولا الطيب إلا ما يحب.)

واستحب استعمال الروائح الطيبة لتحصل المناسبة بيننا وبين الملائكة ، فتلحق بالطيبن ( كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد ، وهي من الروائح الطيبة ، فليس ريح الورد عند الجعل بريح طيبة . ومن كان على مثل هذا المزاج معنى وصورة ، أضر به الحق إذا سمعه ، وسر بالباطل ) ( وهو ) أي ، هذا المعنى المذكور .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( قوله : "والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله" . ووصفهم بالخسران فقال : "أولئك هم الخاسرون الذين خسروا أنفسهم" فإنه من لم يدرك الطيب من الخبيث ) أي ، من لم يدرك المعنى الطيب الذي هو مدرج في الخبيث وباطن فيه ولم يميز بينهما ( فلا إدراك له . )
وإنما قال كذلك ، لأن ما هو خبيث الذي هو مشتمل بوجه آخر على المعاني الطيبة في نفسها ، فإنه مظهر من مظاهر الهوية الإلهية ، وهي الطيبة ، وإن كان خبيثا في الظاهر .
وأيضا ، لو لم يكن كذلك ، لما وجد من الطيب الحقيقي ، إذ لا بد من المناسبة بين العلة والمعلول ولو بوجه ما . وفي الحقيقة خبث الخبيث وطيب الطيب أمران نسبيان ، يعودان إلى المدرك ، وليس في نفس الأمر إلا الطيب .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا الطيب من كل شئ ، وما ثمة إلا هو.) أي ، وما يكون في حضرته إلا الطيب .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شئ ولا يعرف الخبيث ، أم لا ؟ قلنا : هذا لا يكون : فإنا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه ، وهو الحق ، فوجدناه يكره ويحب ، وليس الخبيث إلا ما يكره ، ولا الطيب إلا ما يحب )
على المبنى للمفعول والعالم على صورة الحق .
 
خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه : (كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد و هي من الروائح الطيبة. فليس الورد عند الجعل بريح طيبة.
و من كان على مثل هذا المزاج معنى و صورة أضر به الحق إذا سمعه و سر بالباطل: و هو قوله «و الذين آمنوا بالباطل و كفروا بالله»، و وصفهم بالخسران فقال «أولئك هم الخاسرون ... الذين خسروا أنفسهم» . فإن من لم يدرك الطيب من الخبيث فلا إدراك له.
فما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا الطيب من كل شيء و ما ثم إلا هو.
وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء، لا يعرف الخبيث، أم لا؟ قلنا هذا لا يكون: فإنا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه و هو الحق ، فوجدناه يكره و يحب، و ليس الخبيث إلا ما يكره و لا الطيب إلا ما يحب.)

قال رضي الله عنه : ( كما أنّ مزاج الجعل يتضرّر برائحة الورد وهي الرّوائح الطّيبة . فليس ريح الورد عند الجعل بريح طيبة . ومن كان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضرّ بالحقّ إذا سمعه وسرّ بالباطل : وهو قوله : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ[ العنكبوت : 52 ] . )

( كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد وهي ) في العرف من ( الروائح الطيبة ) ، لكن لا يتضرر بالطيب أحد يكون عنده طيبا ، ( فليس ريح الورد عند الجعل بريح طيبة ) لغاية بعده عن الأصل بكثرة التغيرات ؛ ولذلك ( من كان على هذا المزاج ) الجعلي ( معنى ) بذهاب إنسانيته ( وصورة ) بدناءة عقله وغمته وتلطخه بالقاذورات آخرية ( الحق ، إذا سمعه وسر بالباطل ) لبعده عن الأصل وألفه للتغيرات الباطلة ، ( وهو ) الذي أشار إليه ( قوله :وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ .)

قال رضي الله عنه :  ( ووصفهم بالخسران ؛ فقال :أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ [ العنكبوت : 52 ]الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ [ الأنعام : 12 ] ؛ فإنّه من لم يدرك الطّيّب من الخبيث فلا إدراك له ، فما حبّب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلّا الطّيّب من كلّ شيء وما ثمّة إلّا هو ، وهل يتصوّر أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلّا الطيّب من كلّ شيء ولا يعرف الخبيث أم لا ؟
قلنا : هذا لا يكون ؛ فإنّا ما وجدناه في الأصل الّذي ظهر العالم منه وهو الحقّ ، فوجدناه يكره ويحبّ ؛ وليس الخبيث إلّا ما يكره ولا الطّيب إلّا ما يحبّ )

وأشار إلى سبب ذلك بما ( وصفهم بالخسران ) للأصل ، ( فقال :أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) [ العنكبوت : 52 ] بطريق الحصر ، ثم بيّن أنه خسران الأصل الذي به إنسانيتهم ، فقال :( الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ[ الأنعام : 12 ] ؛ لخسران إنسانيتهم بفوات الإدراك ، ( فإنه لم يدرك الطيب من الخبيث فلا إدراك له ) ، والحب فرع الإدراك ، وهو بقدر الإنسانية ، وهي بقدر البقاء على الفطرة ، ( فما حبب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلا الطيب من كل شيء ) ؛ لكمال بقائه على الفطرة التي هي أنسب للأصل ، فيحب بهذه المناسبة ما بقي على الأصل ،

وإن كان ( ما ثمة ) أي : في الأصل ( إلا هو ) ، أي : الطيب باعتبار مظهرية الحق ، ونظر الكامل إنما يكون إلى الأصل ، لكنه مع ذلك إنما يحب ما لم يتغير عنه ، وينظر إلى التغيرات بمزاجه الذي يناسبه ، والكامل من المزاج ، وإن كان يدرك الأصل باعتبار رجوعه إلى الوحدة عند إنكار طبائع أجزائه ، لكن ( هل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا ) يدرك ( إلا الطيب من كل شيء ) بحيث ( لا يعرف الخبيث أم لا ، قلنا : هذا ) وإن أمكن عقلا ( لا يكون ) موجودا ، فإن غاية أمر المزاج في ترك الطبائع المختلفة ، والأخذ في الوحدة أن يتشبه بالأصل الذي وجد منه ، لكن ليس هذا في ذلك .

( فإن ما وجدناه في الأصل الذي ظهر منه العالم ) الذي من جملته المزاج ، ولما توهم من الأصل هاهنا الهيولى أو العناصر ، قال :وَهُوَ الْحَقُّ[ محمد : 2 ] ، بل وجدنا فيه ما يدل على إدراكه الخبيث والطيب ، ( فوجدناه يكره ) شيئا ( ويحب ) شيئا آخر ، ( وليس الخبيث إلا ما يكره ، ولا الطيب إلا ما يحب ) فوجب في حقه التمييز بينهما كالأصل

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد وهي من الروائح الطيبة. فليس الورد عند الجعل بريح طيبة.
ومن كان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله»، ووصفهم بالخسران فقال «أولئك هم الخاسرون ... الذين خسروا أنفسهم» . فإن من لم يدرك الطيب من الخبيث فلا إدراك له.
فما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا الطيب من كل شيء وما ثم إلا هو.
وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء، لا يعرف الخبيث، أم لا؟ قلنا هذا لا يكون: فإنا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه يكره و يحب، وليس الخبيث إلا ما يكره ولا الطيب إلا ما يحب.)

قال رضي الله عنه :  (كما إنّ المزاج الجعلي يتضرّر برائحة الورد ، وهي من الروائح الطيّبة ) في نفسها ، ( فليس الورد عند الجعل بريح طيّبة ) ، فالذي يكره بطبعه من ميله الذاتي وحبّه المزاجي - لا التحبّب الإلهي - سبيله في كراهة الأشياء سبيل الجعل ، وإليه أشار بقوله : ( ومن كان على مثل هذا المزاج صورة ومعنى ) - يعني في المكاره الحسيّة الجسمانيّة التي تخالف طبعه صورة ، والعقليّة الروحانيّة التي تخالف أغراضه معنى ، كما لذوي العقائد التقليديّة من أصحاب الأغراض النفسانيّة - ( أضرّ به الحقّ إذا سمعه ) - كما أضرّ بالجعل رائحة الورد - ( وسرّ بالباطل ) سروره بالرائحة الخبيثة .

قال رضي الله عنه :  ( و ) الذي يدلّ على ذلك في القرآن ( هو قوله تعالى : "وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِالله " ووصفهم بالخسران فقال : " أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ " ، " الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ " )  في عدم الإدراك والكمال العلمي الذي هو أصل بضاعة السفر الوجوديّ ، والحركة الحبّية
( فإنّه من لم يدرك الطيّب من الخبيث فلا إدراك له ) - إذ من شأن الإدراك التمييز.

قال رضي الله عنه :  ( فما حبّب إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ) بالتحبّب الإلهيّ دون حبّه الطبيعيّ والنفسانيّ ( إلَّا الطيّب من كلّ شيء ، وما ثمّ )  في مشهده الختميّ ومقامه المحمود ( إلَّا هو ) ، يعني الطيّب من كلّ شيء بالتحبّب الإلهيّ لا الحبّ المزاجيّ .

هل يمكن رفع الخبيث عن العالم
قال رضي الله عنه :  ( وهل يتصوّر أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلَّا الطيّب من كلّ شيء ولا يعرف الخبيث ) من حيث المزاج والطبيعة ، لا بالتحبّب الإلهيّ ، ( أم لا ) ؟
(قلنا : هذا لا يكون ، فإنّا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر منه العالم ، وهو الحقّ ، فوجدناه يكره ويحبّ ) بهويّته الإطلاقيّة المحتوية على الأضداد وتعانق الأطراف ، ( وليس الخبيث إلا ما يكره والطيّب إلا ما يحبّ ) ، والعالم على صورة الحقّ ، والإنسان على الصورتين صورة العالم وصورة الحقّ .

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه : (كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد وهي من الروائح الطيبة. فليس الورد عند الجعل بريح طيبة.
ومن كان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله»، ووصفهم بالخسران فقال «أولئك هم الخاسرون ... الذين خسروا أنفسهم» . فإن من لم يدرك الطيب من الخبيث فلا إدراك له.
فما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا الطيب من كل شيء وما ثم إلا هو.
وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء، لا يعرف الخبيث، أم لا؟ قلنا هذا لا يكون: فإنا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه يكره و يحب، وليس الخبيث إلا ما يكره ولا الطيب إلا ما يحب.)

قال رضي الله عنه :  ( كما أنّ مزاج الجعل يتضرّر برائحة الورد وهي الرّوائح الطّيبة . فليس ريح الورد عند الجعل بريح طيبة . ومن كان على مثل هذا المزاح معنى وصورة أضرّ بالحقّ إذا سمعه وسرّ بالباطل : وهو قوله :"وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ"؛ ووصفهم بالخسران فقال :"أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ"[ العنكبوت : 52 ]. "الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ" [ الأنعام : 12 ] فإنّه من لم يدرك الطّيّب من الخبيث فلا إدراك له .  فما حبّب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلّا الطّيّب من كلّ شيء وما ثمّة إلّا هو . وهل يتصوّر أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلّا الطيّب من كلّ شيء ولا يعرف الخبيث أم لا ؟ قلنا هذا لا يكون : فإنّا ما وجدناه في الأصل الّذي ظهر العالم منه وهو الحقّ، فوجدناه يكره ويحبّ؛ وليس الخبيث إلّا ما يكره ولا الطّيب إلّا ما يحبّ ).

( كما أن مزاج الجعل يتضرر برائحة الورد وهي من الروائح الطيبة ) عند الإنسان ( فليس الورد ) ، أي ريحه ( عند الجعل بريح طيبة ومن كان على مثل هذا المزاج ) ، الجعلي في الأمور الجسمانية الحسية ( معنى ) في المكاره العقلية الروحانية ( وصورة أضرّ به الحق إذا سمعه ) ، كما أضرب بالجعل رائحة الورد ( وسر بالباطل ) ، سرور الجعل بالرائحة الخبيثة ( و ) الذي يدل على ذلك ( هو قوله :وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ ووصفهم بالخسران فقال :أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ[ العنكبوت : 52 ] الذين خسروا أنفسهم فإنه من لم يدرك الطيب ) مميزا إياه
( من الخبيث فلا إدراك له فما حبب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ) بالتحبب الإلهي دون التحبب الطبيعي ( إلا الطيب من كل شي وما ثم ) ، أي في الوجود ( إلا هو ) ، أي الطيب

( وهل يتصور أن يكون في العالم مزاج لا يجد إلا الطيب من كل شيء ولا يعرف الخبيث أم لا ؟ قلنا : هذا لا يكون ، فإنّا ما وجدناه في الأصل الذي ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه يكره ويحب ، وليس الخبيث إلا ما يكره ولا الطيب إلا ما يحبّ).
والعالم على صورة الحق والإنسان على الصورتين صورة الحق وصورة الخلق

.
الفقرة الرابعة والعشرون على منتدي إتقوا الله ويعلمكم الله
واتساب

No comments:

Post a Comment