Friday, April 3, 2020

السفر السادس والعشرون فص حكمة صمدية في كلمة خالدية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس والعشرون فص حكمة صمدية في كلمة خالدية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس والعشرون فص حكمة صمدية في كلمة خالدية الفقرة الأولى .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
الفقرة الأولي :-
متن فصوص الحكم الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
26 - فص حكمة صمدية في كلمة خالدية
وأما حكمة خالد بن سنان فإنه أظهر بدعواه النبوة البرزخية، فإنه ما ادعى الإخبار بما هنالك إلا بعد الموت : فأمر أن ينبش عليه ويسأل فيخبر أن الحكم في البرزخ على صورة الحياة الدنيا، فيعلم بذلك صدق الرسل كلهم فيما أخبروا به في حياتهم الدنيا.
فكان غرض خالد صلى الله عليه وسلم إيمان العالم كله بما جاءت به الرسل ليكون رحمة للجميع: فإنه تشرف بقرب نبوته من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلم أن الله أرسله رحمة للعالمين.
ولم يكن خالد برسول، فأراد أن يحصل من هذه الرحمة في الرسالة المحمدية على حظ وافر.
ولم يؤمر بالتبليغ، فأراد أن يحظى بذلك في البرزخ ليكون أقوى في العلم في حق الخلق. فأضاعه قومه.
ولم يصف النبي صلى الله عليه و سلم قومه بأنهم ضاعوا وإنما وصفهم بأنهم أضاعوا نبيهم حيث لم يبلغوه مراده، فهل بلغه الله أجر أمنيته؟
فلا شك ولا خلاف أن له أجر الأمنية ، وإنما الشك والخلاف في أجر المطلوب: هل يساوي تمني وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا.
فإن في الشرع ما يؤيد التساوي في مواضع كثيرة: كالآتي للصلاة في الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة، وكالمتني مع فقره ما هم عليه أصحاب الثروة والمال من فعل الخيرات فله مثل أجورهم.
ولكن مثل أجورهم في نياتهم أو في عملهم فإنهم جمعوا بين العمل والنية؟
ولم ينص النبي عليهما ولا على واحد منهما.
فالظاهر أنه لا تساوي بينهما.
ولذلك طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتى يصح له مقام الجمع بين الأمرين فيحصل على الأجرين والله أعلم .

متن نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
26 -  نقش فص حكمة صمدية في كلمة خالدية
جعل آيته بعد انتقاله إلى ربه. فأضاع ألائه. وأضاع قومه. فأضاعوه.
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في ابنته: "مرحباً بابنة نبيٍ اضاعهُ قومه" وما أضاعه إلا بنوه حيث لم يتركوا الناس ينبشونه لما يطرأ على العرب من العار المعتاد.

الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص صدر الدين القونوي 673 هـ :
26 - فك ختم الفص الخالدي

 1 / 26- اعلم ان للاسم الصمد معنيين :
أحدهما باعتبار ان الصمد هو الذي لا جوف له ،
والاخر هو بمعنى القصد والالتجاء ، والمراد هنا معنى القصد والالتجاء ،
والسر فيه : ان خالدا لم يظهر حكم نبوته مع قومه في الحس  لمخالفتهم إياه  فأوصاهم ان يقصدوا قبره بعد موته بسنة ، فإذا مر بهم قطيع من الغنم فيه حمار مقطوع الذنب ينشأ من قبره فيخبرهم بما شاء الحق فيما اطلعه عليه ،
فلم يمكَّن بنوه قومه من ذلك فلم يظهر احكام نبوته ، فكانت نبوته برزخية كما أشار اليه شيخنا رضى الله وتفصيل قصته مذكور في الحديث والاخبار ،
ولما لم يظهر احكام نبوته في هذا الموطن ، لم يعتبره نبينا صلى الله عليه وسلم ،
لذلك كان يقول : انا اولى الناس بعيسى بن مريم ، فإنه ليس بينى وبينه نبى ، فاعلم ذلك ، والله المرشد.


كلمات ومصطلحات وردت في فص حكمة صمدية في كلمة خالدية :

مصطلح  النبوّة البرزخيّة
النبوة البرزخية: هي الاخبار بأحوال الآخرة في البرزخ.
يقول الشيخ ابن العربي :
" واما حكمة خالد بن سنان فإنه اظهر بدعواه: النبوة البرزخية، فإنه ما ادعى الاخبار بما هنالك الا بعد الموت: فأمر ان ينبش عليه، ويسأل، فيخبر ان الحكم في البرزخ على صورة الحياة الدنيا. . . فكان غرض خالد صلى اللّه عليه وسلم، ايمان العالم كله، بما جاءت به الرسل ليكون رحمة للجميع "

يقول الشيخ ابن العربي في
محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار :
" وهو خالد بن سنان بن غيث العبسي" وأما خالد بن سنان العبسي عليه السلام
قيل: هو من ولد إسماعيل، أدركت ابنته النبي صلى اللّه عليه وسلم. قال ابن عباس رضي اللّه عنهما:
ظهرت نار بالبادية بين مكة والمدينة في الفترة، فسمّتها العرب: بدا، وكادت طائفة منهم أن تعبدها مضاهاة للمجوس، فقام خالد هذا، فأخذ عصاه، واقتحم النار يضربها بعصاه حتى أطفأها اللّه تعالى. ثم قال: إني ميت، فإذا متّ، وحال الحول، فأرصدوا قبري، فإذا رأيتم حمارا عند قبري، فارموه واقتلوه، وانبشوا قبري، فإني أحدثكم بكل ما هو كائن.
فمات، فلما حال الحول، رأوا الحمار فقتلوه، وأرادوا نبشه، فمنعهم أولاده، وقالوا: لا نسمّى بني المنبوش.
وقص النبي صلى اللّه عليه وسلم قصته على أصحابه، حين جاءته ابنته، فانتسبت له، فقال لها:
" مرحبا بابنة نبي أضاعه قومه ". ثم قال عليه الصلاة والسلام: " لو نبشوه لأخبرهم بشأني، وشأن هذه الأمة، وما يكون منها ". أهـ

و رحّب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بابنة نبيّ كان قبله يقال له خالد بن سنان، قال لها حين علم بها: " مرحبا بابنة نبيّ أضاعه قومه "، ثم قصّ خبره. وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه، ولا كريم أكرم من آل محمد. كلهم كبير وليس فيهم صغير ". أهـ

وفى فتح الباري لابن حجر ج 13 / 79 :-
وقد وقع في بعض بلاد الحجاز في الجاهلية نحو هذه النار التي ظهرت بنواحي المدينة في زمن خالد بن سنان العبسي فقام في أمرها حتى أخمدها ومات بعد ذلك في قصة له ذكرها أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب الجماجم وأوردها الحاكم في المستدرك من طريق يعلى بن مهدي عن أبي عوانة عن أبي يونس عن عكرمة عن بن عباس أن رجلا من بني عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه اني أطفي عنكم نار الحدثان فذكر القصة وفيها فانطلق وهي تخرج من شق جبل من حرة يقال لها حرة أشجع فذكر القصة في دخوله الشق والنار كأنها جبل سقر فضربها بعصاه حتى أدخلها وخرج وقد أوردت لهذه القصة طرفا من ترجمته في كتابي في الصحابة .أهـ

وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم ج 2/ 654:-
4173 - أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، وجعفر بن محمد الخلدي، قالا: ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا معلى بن مهدي، ثنا أبو عوانة، عن أبي يونس، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رجلا، من بني عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه: إني أطفئ عنكم نار الحدثان، قال: فقال له عمارة بن زياد، رجل من قومه: والله ما قلت لنا يا خالد قط إلا حقا فما شأنك وشأن نار الحدثان تزعم أنك تطفئها قال: فانطلق وانطلق معه عمارة بن زياد في ثلاثين من قومه حتى أتوها وهي تخرج من شق جبل من حرة يقال لها حرة أشجع فخط لهم خالد خطة فأجلسهم فيها فقال: إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضا قال: فاستقبلها خالد فضربها بعصاه وهو يقول: بدا بدا بدا كل هدى زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثناي بيدي حتى دخل معها الشق قال: فأبطأ عليهم قال: فقال عمارة بن زياد: والله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج إليكم بعد، قالوا: ادعوه باسمه، قال: فقالوا: إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه فدعوه باسمه قال: فخرج إليهم وقد أخذ برأسه فقال: ألم أنهكم أن تدعوني باسمي قد والله قتلتموني فادفنوني فإذا مرت بكم الحمر فيها حمار أبتر فانتبشوني فإنكم ستجدوني حيا،
قال: فدفنوه فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فقلنا: انبشوه فإنه أمرنا أن ننبشه. قال عمارة بن زياد: لا تحدث مضر أنا ننبش موتانا والله لا ننبشه أبدا، قال: وقد كان أخبرهم أن في عكم امرأته لوحين فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما فإنكم سترون ما تسألون عنه وقال: لا يمسهما حائض،
قال: فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض قال: فذهب بما كان فيهما من علم قال: فقال أبو يونس: قال سماك بن حرب سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ذاك نبي أضاعه قومه»
وقال أبو يونس: قال سماك بن حرب: إن ابن خالد بن سنان أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «مرحبا بابن أخي» قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، فإن أبا يونس هو الذي روى عن عكرمة هو حاتم بن أبي صغيرة وقد احتجا جميعا به واحتج البخاري بجميع ما يصح عن عكرمة، فأما موت خالد بن سنان هكذا فمختلف فيه» فإني سمعت أبا الأصبغ عبد الملك بن نصر، وأبا عثمان سعيد بن نصر، وأبا عبد الله بن صالح المعافري، الأندلسيين وجماعتهم عندي ثقات يذكرون: «أن بينهم وبين القيروان بحر وفي وسطها جبل عظيم، لا يصعده أحد، وإن طريقها في البحر على الجبل، وأنهم رأوا في أعلى الجبل في غار هناك رجلا عليه صوف أبيض محتبيا في صوف أبيض، ورأسه على يديه، كأنه نائم لم يتغير منه شيء، وإن جماعة أهل الناحية يشهدون أنه خالد بن سنان والله تعالى أعلم» . الحاكم في المستدرك وروى مثله الطبراني و تاريخ المدينة لابن شبة وفتح الباري لابن حجر العسقلاني إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطلاني و فيض القدير للمناوي و إتحاف المهرة بالفوائد لابن حجر العسقلاني و مجمع الزوائد ومنبع الفوائد لابن الهيثمي

وفي تاريخ المدينة لابن شبة 262هـ (2/ 425)
حدثنا أحمد بن معاوية قال: حدثنا إسماعيل بن مجالد قال: حدثنا مجالد، عن الشعبي أن رجلا من عبس في الجاهلية يقال له: خالد بن سنان، دعا قومه إلى الإسلام، وأن يقروا له بالنبوة، فأبوا، وكانت نار تستوقد في أرض قريب من أرض بني عبس
 فقال لهم: إن أطفأت لكم هذه النار أتشهدون أني نبي؟
قالوا: نعم قال: فأخذ عسيبا من نخل رطب فدخل النار وهو يضربها بالقضيب
وهو يقول: باسم رب الأعلى، كل هدى مودى، زعم ابن راعية المعزى، أن لا أخرج منها وثيابي تندى.
فما من شيء كان أصابه ذلك العسيب إلا انطفأ، فأطفأها،
ودعاهم فأبوا فكذبوه ثانية فقال لهم: إني لبثت أي كذا وكذا يوما، فإذا دفنتموني وأتى علي ثلاثة أيام فأتوا قبري، فإذا عرضت لكم عانة من حمر وحش وبين يديها عير تتبعه فانبشوني؛ فإني أقوم فأخبركم ما هو كائن إلى يوم القيامة،
فأتوا القبر بعد ثلاث، وسنحت لهم الحمر وبين يديها عير تتبعه، فقام قومه من أهل بيته وبني عمه فقالوا: لا ندعكم تنبشون صاحبنا فنعير.
فقال الشعبي: إن رجلا من ولده سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "نبي ضيعه قومه".
.
العودة إلى الفهرس
واتساب

No comments:

Post a Comment