Friday, April 3, 2020

26 - فص حكمة صمدية في كلمة خالدية .شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص الشيخ عبد الغني النابلسي

26 - فص حكمة صمدية في كلمة خالدية .شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص الشيخ عبد الغني النابلسي

26 - فص حكمة صمدية في كلمة خالدية .شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص الشيخ عبد الغني النابلسي 


كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص الشيخ عبد الغني النابلسي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي
هذا فص الحكمة الخالدية ، ذكره بعد حكمة موسى عليه السلام لأنه آخر أنبياء بني إسرائيل كما أن موسى عليه السلام أوّلهم .
(فص حكمة صمدية) ، أي منسوبة إلى الصمد من أسماء اللّه تعالى ، وهو الذي يصمد إليه بالحوائج ، أي يقصد فيها (في كلمة خالدية .)
إنما اختصت حكمة خالد بن سنان بكونها صمدية لأن نبوّته كانت برزخية ، ففيها الكشف عن أحوال البرزخ الأخروي ، والجميع محتاجون إلى معرفة ذلك وبيانه لهم ، فهو مصمود إليه بذلك ومقصود في بيانه من حيث نفس الأمر ، وإن أضاعه قومه ، ولم يعتبروا منه ما هم محتاجون إليه .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأمّا حكمة خالد بن سنان فإنّه أظهر بدعواه النّبوّة البرزخيّة .
فإنّه ما ادّعى الإخبار بما هنالك إلّا بعد الموت ، فأمر أن ينبش عليه ويسأل فيخبر أنّ الحكم في البرزخ على صورة الحياة الدّنيا ، فيعلم بذلك صدق الرّسل كلّهم فيما أخبروا به في حياتهم الدّنيا .
فكان غرض خالد عليه السّلام إيمان العالم كلّه بما جاءت به الرّسل ليكون رحمة للجميع .
فإنّه تشرّف بقرب نبوّته من نبوّة محمّد صلى اللّه عليه وسلم ، وعلم أنّ اللّه أرسله رحمة للعالمين . ولم يكن خالد برسول ، فأراد أن يحصل من هذه الرّحمة في الرّسالة المحمّديّة على حظّ وافر . ولم يؤمر بالتّبليغ ، فأراد أن يحظى بذلك في البرزخ ليكون أقوى في العلم في حقّ الخلق فأضاعه قومه . )

(وأما حكمة خالد بن سنان) عليه السلام العبسي من بني عبس . روي أن ابنته سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرأ :"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ"[ الإخلاص : 1 ] .
فقالت : كان أبي يقرأ هذا . ذكره الدميري في حياة الحيوان في التفسير وقصته : أنه كان مع قومه يسكنون بلاد عدن من اليمن ، فخرجت نار عظيمة من مغارة هناك فأهلكت الزرع والضرع ، فالتجأ إليه قومه في دفع ذلك عنهم ، فأخذ خالد عليه السلام يضرب تلك النار بعصاه حتى رجعت هاربة منه إلى المغارة التي خرجت منها ،

ثم قال لأولاده : إني أدخل المغارة خلف هذه النار حتى أطفئها وأمرهم أن ينادوه بعد ثلاثة أيام تامة ، فإنهم إن نادوه قبل ثلاثة أيام فإنه يخرج ويموت ،
وإن صبروا ثلاثة أيام ونادوه يخرج سالما .
فلما دخل صبروا يومين واستفزهم الشيطان فلم يصبروا تمام ثلاثة أيام ، وظنوا أنه هلك ، فنادوا به فخرج عليه السلام من المغارة وعلى رأسه ألم حصل له من صياحهم به قبل الوقت
فقال : ضيعتموني وأضعتم قولي ووصيتي وأخبرهم بأنه يموت وأمرهم أن يقبروه ويرقبوه أربعين يوما ،
فإنه يأتيهم قطيع من الغنم يقدمها حمار أبتر ، أي مقطوع الذنب ، فإذا حاذى قبره ووقف فلينبشوا عليه قبره ، فإنه يقوم ويخبرهم بأحوال البرزخ وأحوال القبور عن يقين ورؤية ،
فانتظروا بعد موته أربعين يوما ، فجاء القطيع ويقدمه حمار أبتر فوقف حذاء قبره ، فأراد المؤمنون من قومه أن ينبشوا عليه كما أمر فامتنع أولاده من ذلك خوفا من العار لئلا يقال لهم أولاد المنبوش فحملتهم الحمية الجاهلية على ذلك فضيعوا وصيته وأضاعوه  . رواه الحاكم في المستدرك

فلما بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جاءت بنت خالد فقال لها صلى اللّه عليه وسلم : " مرحبا يا بنت نبي أضاعه قومه " . رواه الحاكم في المستدرك
وروى الدارقطني : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : " كان نبيا فضيعه قومه " ، يعني خالد بن سنان .
وذكر غيره من العلماء : أن ابنته أتت النبي صلى اللّه عليه وسلم فبسط لها رداءه فقال : " أهلا ببنت خير نبي " أو نحو ذلك .

ذكره الكواشي والزمخشري وغيرهما أنه كان بين محمد وعيسى عليهم السلام أربعة أنبياء من بني إسرائيل وواحد من العرب وهو خالد بن سنان العبسي . وذكر البغوي أنه لا نبي بينهما . وقيل : إن خالد بن سنان هو النبي الذي دعا على العنقاء الطير الكبير المشهور لما شكا إليه قومه ما يلقون منها ، فانقطع نسلها وانقرضت ، فلا توجد إلى يوم القيامة .

وقيل : إنه كان وكّل به من الملائكة مالك خازن النار ، ذكره الدميري في حياة الحيوان في العنقاء (فإنه) ، أي خالدا عليه السلام (أظهر بدعواه) إلى اللّه تعالى (النبوّة) مفعول أظهر (البرزخية) ، أي المقتضية للأخبار عن أحوال البرزخ وهو العالم الذي بين الدنيا والآخرة الذي تنتقل إليه نفوس الأموات بعد موتهم ويبقون فيه على مراتب ما كانوا عليه في الدنيا إلى أن ينفخ في الصور وينتقلوا إلى الآخرة فيكونون في جنة أو في نار وإظهار ذلك منه بقوله : إنه يخبرهم بأحوال البرزخ والقبور ،

(فإنه) ، أي خالدا عليه السلام (ما ادعى الإخبار بما هنالك) ، أي بأحوال البرزخ والقبور (إلا بعد الموت) ، أي بعد موته ووضعه في القبر
(فأمر أن ينبش عنه) قبره ويسأل عن ذلك حتى يكون إخباره عن ذوق حقيقي وكشف حسي .
وقد أخبرت الأنبياء عليهم السلام عن أحوال البرزخ والقبور ، ولكن بطريق الوحي والخبر الإلهي الواصل إليهم ، لأن ذلك كان منهم قبل موتهم ،
وخالد عليه السلام أراد أن يخبر بعد موته وعوده إلى الدنيا ثانيا (فيخبر أن الحكم) الواقع (في البرزخ) من أحوال الموتى (على صورة) ما كانوا عليه من نتائج الأعمال والأحوال (الحياة الدنيا) طبق ما أمرتهم به الرسل عليهم السلام ونهتهم عنه من أحكام اللّه تعالى ،
وإن لم يشعروا بذلك وهم في الحياة الدنيا ، وإنما المؤمنون به بالغيب والكافرون كافرون به حتى يموتوا فيذوقونه ويشهدونه حسا وكشفا .

(فيعلم) بالبناء للمفعول (بذلك) ، أي بما يخبر عنه (صدق الرسل كلهم) من آدم إليه عليهم السلام (فيما أخبروا) ، أي الرسل عليهم السلام (به في حياتهم الدنيا) قبل موتهم مما هو نافع للمكلفين في أمور آخرتهم عند اللّه تعالى أو ضار لهم فيها من الأعمال والأقوال والأحوال ظاهرا وباطنا
(فكان غرض خالد صلى اللّه عليه وسلم) حصول إيمان ، أي تصديق العالم كله ، أي جميع المكلفين (بما جاءت به الرسل) عليهم السلام من عند اللّه تعالى وإزالة شبه الجميع عن أقوال الرسل وإخباراتهم عليهم السلام (ليكون) ، أي خالد عليه السلام (رحمة للجميع) ، أي الرسل وأممهم حيث اقتضت نبوّته تصديق الكل بالحق وزوال التكذيب به عنهم .

(فإنه) ، أي خالدا عليه السلام (تشرف) ، أي صار شريفا فارتفعت همته إلى هذا الأمر العظيم الشأن الجسيم ، الذي لم تتطاول إليه يد نبي من الأنبياء الماضين عليهم السلام أصلا (بقرب) ، أي بسبب قرب (نبوّته) ، أي خالد عليه السلام (من نبوّة محمد صلى اللّه عليه وسلم) ، الذي قال اللّه تعالى فيه ":وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ" [ الأنبياء  : 107].

(وعلم) ، أي خالد عليه السلام بالوحي الكشفي (أن اللّه) تعالى (أرسله) ، أي أرسل محمد صلى اللّه عليه وسلم ، وإن لم يظهر زمان إرساله لأنه حق كائن في وقته (رحمة للعالمين) .
(ولم يكن خالد) عليه السلام (برسول اللّه) وإنما كان نبيا من أنبياء بني إسرائيل ، ولهذا أضاعه قومه ، لأن اللّه تعالى أوحى إليه ولم يأمره بالتبليغ ، ولو أمره لما قدر على إضاعته أحد كما أمر المرسلين من أولي العزم وغيرهم عليهم السلام وتعرض لهم قومهم بالتكذيب والجحود وإبطال الحق الذي جاؤوا به والمنع من متابعتهم ، ولم يقدروا وقد أعجزهم اللّه تعالى وردهم مخذولين خاسرين خائبين في الدنيا والآخرة كما قال تعالى :"وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ ( 171 ) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ( 172 ) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ" [ الصافات : 171 - 173 ] .

وكذلك اتباع المرسلين عليهم السلام من ورثتهم الذين هم خاصة أممهم ملحقون بهم أيضا أهل دعوة إلى اللّه تعالى صحيحة مأمورا بها كما قال تعالى :" قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي " [ يوسف : 108 ] ،
فلا يمكن رد دعواهم ولا إضاعتهم أصلا ، وإنما هم منصورون نافذ أمرهم ونهيهم على كل حال لقوله صلى اللّه عليه وسلم " فليبلغ الشاهد منكم الغائب ".

وقوله عليه السلام : « الشيخ في جماعته كالنبي في أمته » .  
""حديث : بجلوا المشايخ، فإن تبجيل المشايخ من إجلال الله، فمن لم يبجلهم فليس مني".
رواه ابن حبان في التاريخ ، والديلمى عن أنس .""

ولكنهم كما يرثون الأنبياء في علومهم الإلهية وأحوالهم الكمالية يرثونهم أيضا في وقائعهم وقت التبليغ من تكذيب الناس لهم وأذيتهم والسخرية عليهم ، واللّه تعالى حافظهم وناصرهم على كل حال . والأنبياء الذين ليسوا بمرسلين لم يؤمروا بالتبليغ إلى الناس،
وإنما هم مأمورون بالعمل الصالح في أنفسهم والاستقامة عليه ونصح من تابعهم برضى خاطره وانقاد إليهم من الأمم ، فإذا خالفوهم وعصوهم فإنهم لم يؤمروا بمحاربتهم ولا قتالهم ولا التعرض لهم في شيء أصلا ولم يخبر تعالى أنه ناصرهم ولا حافظهم ممن كذبهم ، فلهذا قتل يحيى ونشر زكريا وكثير من بني إسرائيل عليهم السلام لتعرضهم للعصاة والكافرين وهم لا يؤمرون بذلك ، وخالد بن سنان عليه السلام كان كذلك فلهذا أضاعه قومه .

(فأراد) ، أي خالد عليه السلام (أن يحصل من هذه الرحمة) الواسعة لجميع العالمين الكائنة (في) زمان (الرسالة المحمدية) إلى كافة البرية (على حظ وافر) ونصيب متكاثر حيث يكون ممهدا لقواعدها ومشيدا لأركانها قبل مجيء زمانها .

وهذه كانت نيته وهي من أكبر الطاعات لكن لا خصوص إذن له بذلك من اللّه تعالى ، وإنما معه في ذلك الإذن العام بعمل الخير والطاعة فله ثواب ذلك ويحشر يوم القيامة على نيته وفعل طاعته .

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " يبعث الناس على نياتهم" . رواه الإمام أحمد بن حنبل عن أبي هريرة رضي اللّه عنه وابن ماجه في سننه.

ولم يؤمر ، أي خالد عليه السلام بالتبليغ ، أي تبليغ ما أوحى اللّه تعالى إليه إلى قومه كما أمرت المرسلون عليهم السلام وورثتهم كما ذكرنا .

(فأراد) ، أي خالد عليه السلام (أن يحظى) ، أي يفوز (بذلك) ، أي بالحظ الوافر من الرحمة العامة في الرسالة المحمدية (في) بيان (أحوال البرزخ) والقبور (ليكون) ذلك (أقوى في العلم) الإلهي (في حق الخلق) فيعلمون به إذا بلغه إليهم صدق المرسلين عليهم السلام في جميع ما بلغوه عن اللّه تعالى من الحق (فأضاعه) ، أي خالدا عليه السلام (قومه) ، ولم يحفظوا وصيته كما سبق بيانه .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولم يصف النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم قومه بأنّهم ضاعوا وإنّما وصفهم بأنّهم أضاعوا نبيّهم حيث لم يبلّغوه مراده .
فهل بلّغه اللّه أجر أمنيته ؟ فلا شكّ ولا خلاف أنّ له أجر أمنيته . وإنّما الشكّ والخلاف في أجر المطلوب ؛ هل يساوي تمنّي وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا ؟
فإنّ في الشّرع ما يؤيّد التّساوي في مواضع كثيرة : كالآتي للصّلاة في الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة ؛ وكالمتمنّي مع فقره ما همّ عليه أصحاب الثّروة والمال من فعل الخيرات فله مثل أجورهم . ولكنّ مثل أجورهم في نيّاتهم أو في عملهم فإنّهم جمعوا بين العمل والنّيّة ؟ ولم ينصّ النّبيّ عليهما ولا على واحد منهما . والظّاهر أنّه لا تساوي بينهما . ولذلك طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتّى يصحّ له مقام الجمع بين الأمرين فيحصل على الأجرين ، واللّه أعلم . )

(ولم يصف النبي صلى اللّه عليه وسلم قومه) ، أي قوم خالد عليه السلام (بأنهم ضاعوا وإنما وصفهم) ، أي قوم خالد عليه السلام (بأنهم أضاعوا نبيهم) خالدا عليه السلام (حيث لم يبلغوه) ، أي يوصلوه ويحققوا له (مراده) ، أي الذي أراده من ظهور أحكام نبوّة البرزخية (فهل بلغه) ، أي حقق (اللّه) تعالى في يوم القيامة (أجر) ، أي ثواب (أمنيته) ، أي قصده الحسن ومراده المطلوب له الذي هو من أشرف الطاعات .
(فلا شك ولا خلاف) لأحد أصلا (في أن له) ، أي لخالد عليه السلام (أجر أمنيته) ، أي ثواب قصده وإرادته لغرضه المذكور ، لأن الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى كما مر (وإنما الشك والخلاف في) أن (الأجر المطلوب) ، أي المراد والمقصود (هل يساوي) ، أي يجعل سواء (تمنّي) فاعل يساوي أي إرادة (وقوعه) ونية ذلك بالقلب (عدم) مفعول يساوي (وقوعه) ، أي وقوع ذلك المطلوب

(بالوجود) ، أي وجود ذلك المطلوب (أم لا) ، يساوي التمني عدمه بالوجود (فإن في الشرع) المحمدي (ما يؤيد التساوي) بينهما من النصوص (في مواضع كثيرة كالآتي) ،
أي الساعي (للصلاة بالجماعة) في المسجد (فتفوته الجماعة) ، فيصلي وحده (فله أجر من حضر الجماعة) وكما قالوا إنه لا يشترط للثواب صحة العبادة ، بل يثاب على نيته وإن كانت عبادته فاسدة بغير تعمده كما لو صلى محدثا على ظن طهارته ،
وقالوا : إنه يستحب للحائض أن تتوضأ وقت الصلاة وتجلس في مسجد بيتها تسبح وتهلل كيلا تنسى العادة ، ويكتب لها ثواب أحسن صلاة كانت تصلي .
(وكالمتمني) من الناس (مع) وجود (فقره) ، وقلة في يده وإلا كان تمنيه كاذبا (ما) ، أي الذي (هم عليه أصحاب الثروة) ، أي الغنى الكثير والمال الوافر (من فعل الخيرات) كالصدقات والمبرات (فله)،
أي لذلك المتمني مع فقره (مثل أجورهم) ، أي أجور تلك الأغنياء في خيراتهم التي يفعلونها .

(ولكن له مثل أجورهم في نياتهم) لفعل تلك الخيرات أو مثل أجورهم (في عملهم) لتلك الخيرات (فإنهم) ، أي الأغنياء (جمعوا) في ذلك (بين العمل) للخيرات (والنية) لها (ولم ينص النبي صلى اللّه عليه وسلم عليهما) في الأخبار الواردة عنه في مثل ذلك (ولا على واحد منهما)، أي من الوجهين المذكورين (والظاهر) في ذلك (أنه) ،
أي الشأن (لا تساوي بينهما) ، أي بين نية العمل والعمل ، وربما يقال بالتساوي من وجه الثواب ليوافق ما ذكر ولو بعدم التساوي في المضاعفة ،
فإن العمل يضاعف والنية لا تضاعف لمن قال : لا إله إلا اللّه وهو يعدها مرة بعد مرة حتى قالها مائة مرة أو ألف مرة .
ومن قال بلسانه مرة واحدة لا إله إلا اللّه أو مائة مرة أو ألف مرة ، فإنه يساوي ذلك في الثواب ولا يساويه في المضاعفة ، وعلى كل حال فلا مساواة (ولذلك) ،
أي لأجل عدم المساواة (طلب خالد بن سنان) عليه السلام حصول (الإبلاغ ) له ،
أي توصيل ما أراده إلى قومه بالفعل مع نيته (حتى يصح له مقام الجمع بين الأمرين) الفعل والنية (فيحصل على الأجرين) ،
أي أجر الفعل المضاعف له أضعافا كثيرة وأجر النية غير المضاعف ويأبى اللّه تعالى إلا ما يريد ، لأنه موالي العبيد (واللّه أعلم) بحقائق الأحوال وإليه المرجع والمآل .
 تم الفص الخالدي
.
واتساب

No comments:

Post a Comment