Friday, April 3, 2020

السفر السادس والعشرون فص حكمة صمدية في كلمة خالدية الفقرة السادسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس والعشرون فص حكمة صمدية في كلمة خالدية الفقرة السادسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر السادس والعشرون فص حكمة صمدية في كلمة خالدية الفقرة السادسة .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
شرح فصوص الحكم من كلام الشيخ الأكبر ابن العربي أ. محمود محمود الغراب 1405 هـ:
26 - فص حكمة صمدية في كلمة خالدية  
وأما حكمة خالد بن سنان فإنه أظهر بدعواه النبوة البرزخية، فإنه ما ادعى الإخبار بما هنالك إلا بعد الموت : فأمر أن ينبش عليه ويسأل فيخبر أن الحكم في البرزخ على صورة الحياة الدنيا، فيعلم بذلك صدق الرسل كلهم فيما أخبروا به في حياتهم الدنيا. "2"
فكان غرض خالد صلى الله عليه وسلم إيمان العالم كله بما جاءت به الرسل ليكون رحمة للجميع: فإنه تشرف بقرب نبوته من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وعلم أن الله أرسله رحمة للعالمين.
ولم يكن خالد برسول، فأراد أن يحصل من هذه الرحمة في الرسالة المحمدية
………………………...
1 - المناسبة
سميت الحكمة حكمة صمدية ، لأن خالد بن سنان كان يتمنى أن يخبر فومه عن حياة وعلم البرزخ ، وعلم البرزخ هو العلم الذي يستند ويصمد إليه فإن له الحكم في جميع الحضرات الوجودية.

2 ۔ حكم الخيال في الدنيا وفي البرزخ
من لا يعرف مرتبة الخيال لا معرفة له جملة واحدة ، يؤيد ما ذكرناه أنك لا تشك أنك مدرك لما أدركته أنه حق محسوس ، لما تعلق به الحس ، وأن الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله « الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا » 
فنبه أن ما أدركتسوه في هذه الدار مثل إدراك النائم ، بل هو إدراك النائم في النوم وهو خیال ، ولا تشت أن الناس في برزخ بين هذه الدار والدار الآخرة ، وهو مقام الخيال ، فانتباهك بالموت هو كمن يرى أنه استیقظ في النوم في حال نومه ، 
فيقول في النوم " رأيت كذا وكذا "، وهو يظن أنه قد استيقظ ، ثم إذا بعث في النشأة الآخرة يقول المبعوث " من بعثنا من مرقدنا هذا" ، فكأن كونه في مدة موته كالنائم في حال نومه ، مع كون الشارع سماه يقظة . 
الفتوحات ج 2 / 2113 ، 313 

ص 420


على حظ وافر.
ولم يؤمر بالتبليغ، فأراد أن يحظى بذلك في البرزخ ليكون أقوى في العلم في حق الخلق. "3" فأضاعه قومه.
ولم يصف النبي صلى الله عليه و سلم قومه بأنهم ضاعوا وإنما وصفهم بأنهم أضاعوا نبيهم حيث لم يبلغوه مراده، فهل بلغه الله أجر أمنيته؟
فلا شك ولا خلاف أن له أجر الأمنية ، وإنما الشك والخلاف في أجر المطلوب: هل يساوي تمني وقوعه عدم وقوعه بالوجود أم لا.
فإن في الشرع ما يؤيد التساوي في مواضع كثيرة: كالآتي للصلاة في الجماعة فتفوته الجماعة فله أجر من حضر الجماعة، وكالمتني مع فقره ما هم عليه أصحاب الثروة والمال من فعل الخيرات فله مثل أجورهم.
ولكن مثل أجورهم في نياتهم أو في عملهم فإنهم جمعوا بين العمل والنية؟
ولم ينص النبي عليهما ولا على واحد منهما.
فالظاهر أنه لا تساوي بينهما. "4"
……………………………..
3 - علم البرزخ
البرزخ أتم المقامات علما بالأمور ، فإن البرزخ يعم الطرفين. وهو مقام الأسماء الإلهية ، فإنها برزخ بيننا وبين المسسی ، فلها نظر إليه من كونها اسما له . ولها نظر إلينا من حين ما تعطي فينا من الآثار المنسوبة إلى المسمي. فمعرف المسمي وتعرفنا .
فعلم البرزخ له من القيامة الأعراف . ومن الأسماء الاتصاف ، فقد حاز الأنصاف . 
فما هو عين الاسم ولا عين المسمى ، ولا يعرف هويه إلا من يفك المعمي. 
وقد استوي فيه البصير والأعمى ، وهو الظل بين الأنوار والظلم .
والحد الفاصل بين الوجود والعدم ، وإليه ينتهي الطريق الأمم ، وهو حد الوقفة بين المفامين لمن فهم .
له من الأزمنة الحال اللازم ، فهو الوجود الدائم . 
فمن أراد العلم بصورة الحال . فليحقق علم الخيال ، فيه ظهرت القدرة ، وهو الذي أنار بدره ، فلا ينقلب إلا في الصور ، ولا يظهر إلا في مقام البشر ، ولست أعني بالبشر الأناسي ، فإني كنت أشهد على نفسي بإفلاسي . 
فما ثم إلا وعاء وآنية ملاء ، فتدبر تتبصر
الفتوحات ج 2 / 203 ، 609 - ج 4 / 377 ، 389 

4 - أجر تمني عمل الخير *
ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي لا قوة له ولا مال له فيری رب المال الموفق يتصدق ويعطي في فك الرقاب ، ويرى أيضا من هو أجلد منه على العبادات

ص 421

ولذلك طلب خالد بن سنان الإبلاغ حتى يصح له مقام الجمع بين الأمرين فيحصل على الأجرين والله أعلم .
……………………….
التي ليس في قوة جسمه أن يقوم بها ، و يتسني أنه لو كان له مثل صاحبه من المال والفوة ، لعمل مثل عمله . فال صلى الله عليه وسلم فهما في الأجر سواء.

وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم في الذي يفوته خير الدنيا ويرى من له شيء من ذلك الخير يعمل به في طاعة الله ، لو كان لي مثل هذا العامل من الخير لفعلت مثل ما فعل ، فهما في الأجر سواء.

فهذا قد فاته العمل وجني ثمرته بالنمحي وساوی من لم يفته العمل ، وربما اربي عليه لا بل أر بي عليه ، فإن العامل مسؤول ، ليسأل الصادقين عن صدقهم ، وهذا غير مسؤول لأنه ليس بعامل ، 
ومعنى ذلك أن الله يعطيه في الجنة مثل ذلك التني من النعيم الذي أنتجته تلك الأعمال ، فيكون له ما تسنى ، وهو أقوى في اللذة والتنعم مما لو وجده في الجنة قبل هذا التمني ، 
فلما انفعل عن تمنيه كان النعيم به أعلى ، فمن جنات الاختصاص ما يخلق الله له من هسته وتمنيه ، فهو اختصاص عن عمل معقول منوهم وتمن لم يكن لو وجد ثمرة في الدنيا ، فهذا لا يكون إلا لمن لم يعطه الله أمنيته من الخير الذي تمنى العمل به ، فإن أعطاه ما تمناه من الخير فليس له هذا الأجر ، وينتقل حكمه إلى ما يعمله فيما أعطاه الله من الخير . 
الفتوحات ج 1 / 322 - ج 2 / 182

ص 422
 .
العودة إلى الفهرس
واتساب

No comments:

Post a Comment