Friday, April 3, 2020

26 - فص حكمة صمدية في كلمة خالدية .كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي مع تعليقات د. أبو العلا عفيفي

26 - فص حكمة صمدية في كلمة خالدية .كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي مع تعليقات د. أبو العلا عفيفي

26 - فص حكمة صمدية في كلمة خالدية .كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي مع تعليقات د. أبو العلا عفيفي

تعليقات د. أبو العلا عفيفي على كتاب فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
الفص السادس والعشرون حكمة صمدية في كلمة خالدية
(1) حكمة صمدية في كلمة خالدية "خالد بن سنان".
(1) هو خالد بن سنان بن غيث العبسي من أهل زمن الفترة بين عيسى و محمد عليهما السلام، أو ممن عاش قبل زمن عيسى على بعض الأقوال.
والمعروف عنه أنه كان يقول بالتوحيد قبل البعثة المحمدية، ناهجاً منهج الملة الحنفية.
وقد عده كثير من المسلمين، ومنهم ابن العربي، من الأنبياء، استناداً فيما يظهر على ما يروى من أن ابنته أو إحدى بنات ذريته جاءت إلى الرسول فقال لها: «مرحباً يا بنت نبي أضاعه قومه». و يقال إنها لما أتت إلى النبي سمعته يقرأ: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» فقالت قد كان أبي يقرأ هذا.
ويظهر أن سبب شهرة خالد بين العرب ما حكموا من أن ناراً عظيمة ظهرت في بلاد عَبْس في الجاهلية تعرف بنار الحَرَّتين وهي التي قال فيها الشاعر:
ونار الحرتين لها زفير  .....  يصم لهوله الرجل السميع
و كانت تظهر ساطعة بالليل، فإذا كان النهار ارتفع منها دخان عظيم، و ربما بدر منها عنق فأحرق من مر بها.
ففزع العبسيون إلى خالد بن سنان، و كانوا يقصدونه في الممات فأخمدها. قالوا إنه أخذ من كل بطن من بني عيسى رجلًا،
وخرج بهم نحو النار ومعه درة حتى انتهى إلى طرفها، و قد خرج منها عنق كأنه عنق بعير، فجعل يضرب العنق بدرته ويقول بدا بدا حتى رجع، وجعل يتبعه والقوم يتبعونه كأنه ثعبان ينحك في حجارة الحوة، حتى انتهى إلى غار فانساب فيه فدخل خالد خلفه
فقال ابن عم له يقال له عروة بن شبة: «لا أرى خالداً يخرج إليكم».
و لكن خرج سالماً و يداه على رأسه من الألم الذي أصابه من صياح القوم به.
فقال لهم «ضيعتموني وأضعتم قولي وعهدي» لأنه كان عاهدهم ألا يصيحوا به وهو في المغارة.
ثم أخبرهم بموته وأمرهم أن يقبروه ويرقبوه أربعين يوماً: فإذا أتى قطيع من الغنم يقدمه حمار أبتر وحاذى قبره ووقف، نبشوا عليه قبره، فإنه يقوم ويخبرهم بجلية الأمر بعد الموت عن شهود ورؤية، فيحصل للخلق كلهم عين اليقين بما أخبرت به الرسل.

فلما مات وحدث ما أخبرهم به من قدوم قطيع الغنم، هَمَّ مؤمنو قومه وأولاده أن ينبشوا عليه، فأبى أكابرهم وقالوا يكون ذلك عاراً علينا عند العرب، فيقال فينا أولاد المنبوش، فحملتهم الحمية الجاهلية على ذلك، فضيعوا وصيته وأضاعوه.
"" راجع شرح القاشاني على الفصوص ص 426. قارن بلوغ الأرب للألوسي ج 1 ص 176 و ج 2 ص 164 و ما بعدها.""
هذا ما نعرفه من قصة خالد بن سنان نبي العرب قبل الإسلام، و قد ذكره ابن العربي في هذا الفص ممثلًا للنبوة البرزخية، وهي الإخبار بأحوال الآخرة في البرزخ.
وقد كان هذا قصد خالد عند ما سأل أهله أن ينبشوا عليه قبره ليخرج إليهم، فيخبرهم أن أمر الآخرة إنما هو على نحو ما وصف الأنبياء لأقوامهم، و بذلك يصدق دعوى الأنبياء جميعاً.
ولكنه ضيعه قومه لأنهم لم ينبشوا قبره كما طلب ولم يبلغوه مراده.
وليس في الفص غير هذا يستحق التعليق.
 .
التسميات:
واتساب

No comments:

Post a Comment