Saturday, January 25, 2020

السفر التاسع عشر فص حكمة غيبية في كلمة أيوبية الفقرة الثالثة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر التاسع عشر فص حكمة غيبية في كلمة أيوبية الفقرة الثالثة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر التاسع عشر فص حكمة غيبية في كلمة أيوبية الفقرة الثالثة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصا من وجوه الله.
وقد عين الله الحق وجها خاصا من وجوه الله وهو المسمى وجه الهوية فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا، وليست إلا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه.
فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة.
وهذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله، فإن لله أمناء لا يعرفهم إلا الله ويعرف بعضهم بعضا.  وقد نصحناك فاعمل وإياه سبحانه فاسأل. )
قال رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصّا من وجوه اللّه . وقد عيّن الحق وجها خاصّا من وجوه اللّه وهو المسمّى وجه الهويّة فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضّرّ عنه لا من الوجوه الأخر المسمّاة أسبابا ، وليست إلّا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه . فالعارف لا يحجبه سؤاله هويّة الحقّ في رفع الضّرّ عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثيّة خاصّة . وهذا لا يلزم طريقته إلّا الأدباء من عباد اللّه الأمناء على أسرار اللّه ، فإنّ للّه أمناء لا يعرفهم إلّا اللّه ؛ ويعرف بعضهم بعضا . وقد نصحناك فاعمل وإياه سبحانه فاسأل ).

قال رضي الله عنه :  (وأعني) ، أي أقصد (بالغير) ، أي غير اللّه تعالى (وجها خاصا) ظاهرا بالشيء الهالك من وجوه اللّه تعالى الكثيرة كما قال تعالى :كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ[ القصص : 88 ] ،
وقال :فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ[ البقرة : 115 ] ، (وقد عين الحق) تعالى في الشرع (وجها خاصا من وجوه اللّه) تعالى الكثيرة (وهو المسمى وجه الهوية) الإلهية في قلب العارف باللّه تعالى وهو من جملة تلك الوجوه الكثيرة ، وما تميز عنها إلا بتعيين اللّه تعالى له بحكمه الشرعي لضرورة صرف العبادة إليه والرجوع في المهمات (فيدعوه) ،

أي يدعو اللّه تعالى ذلك العبد المؤمن من ذلك الوجه الذي عينه الحق تعالى (في رفع) ،
أي إزالة (الضر) ، أي البلاء المؤلم عنه لا يدعوه من تلك (الوجوه الأخر) الكثيرة التي له تعالى (المسماة) بين المؤمنين أسبابا يفعل اللّه تعالى المسببات عندها لا بها وليست ،
أي تلك الوجوه الأخر (إلا هو) سبحانه (من حيث تفصيل الأمر) الإلهي الواحد (في نفسه) بصور الخلق المختلفة .

قال رضي الله عنه :  (فالعارف) باللّه تعالى الكامل (لا يحجبه سؤاله) ، أي طلبه ما يريد من (هوية) ، أي ذات (الحق) تعالى الظاهرة له بصورة كل شيء محسوس أو معقول (في رفع) ، أي إزالة الضر الذي ابتلاه اللّه تعالى به عنه ، أي عن ذلك العارف عن أن متعلق بيحجبه تكون جميع الأسباب التي هي وجوه الحق تعالى إلى كل شيء عينه ، أي عين الحق تعالى من حيثية خاصة يعرفها العارف باللّه تعالى في نفسه ذوقا وكشفا ، وتخفى على الجاهل المحجوب .

وهذا المقام المذكور لا يلزم طريقته إلا الأدباء جمع أديب من عباد اللّه تعالى المحققين الأمناء جمع أمين وهو المحتفظ على أسرار اللّه تعالى في خلقه ، وقد ورد أن يعقوب عليه السلام كان يجلس على طرق من طريق العامة فيشكو لهم ما يجده من فقد يوسف عليه السلام ، ويحكى حالته للمارة حتى قال له بقية أولاده :"تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ"[ يوسف : 85 ] ،

فقال لهم مجيبا من هذا المقام المذكور "أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ"[ يوسف : 86 ] وهو علمه بوجه الحق تعالى من تلك الحيثية الخاصة مما لا يعلمه غيره
 .
قال رضي الله عنه :  (فإن للّه) تعالى (أمناء) على أسراره من عباده (لا يعرفهم) أحد إلا اللّه تعالى (و) هم (يعرف بعضهم بعضا) بأسرار سيشيرون إليها وأحوال يقفون عليها (وقد نصحناك) يا أيها السالك بما شرحنا لك من العلم الإلهي (فاعمل) عليه في باطنك وظاهرك (وإياه سبحانه) ، أي لا غيره (فأسأل) ، أي أطلب منه كل ما تريد فإنه لطيف بالعبيد .


شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصا من وجوه الله.
وقد عين الله الحق وجها خاصا من وجوه الله وهو المسمى وجه الهوية فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا، وليست إلا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه.
فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة.
وهذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله، فإن لله أمناء لا يعرفهم إلا الله ويعرف بعضهم بعضا.  وقد نصحناك فاعمل وإياه سبحانه فاسأل. ) 
قال رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصا من وجوه اللّه ) متعينا بتعينات متعددة وهو الوجه المفصل والمقيد ( وقد عين الحق وجها خاصا من وجوه اللّه وهو المسمى وجه الهوية فيدعوه ) أي فيدعو العبد المبتلى من الحق ( من ذلك الوجه في رفع الضرّ لا ) يدعو ( من الوجوه الأخر المسماة أسبابا وليست ) أي والحال إن الوجوه الأخر والأسباب ليست ( إلا هو ) أي الأعين ذلك الوجه الخاص المدعوّ في رفع الضرّ .

قال رضي الله عنه :  ( من حيث تفصيل الأمر في نفسه فالعارف لا يحجب سؤاله هوية الحق في رفع الضرّ عنه عن أن يكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة ) فإذا سأل غير العارف زيدا في رفع ضرّه عنه فقد سأل عن الحق المتعين بذلك الوجه الخاص من وجوه اللّه فسؤاله إنما يكون هوية الحق لكن سؤاله يحجبه عن أن يكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة بخلاف العارف وإن كان سؤاله عما سأله غير العارف لكن لا يحجبه سؤاله عن أن يكون جميع الأسباب عينه فسؤال العارف حين سأل وجه الهوية الخاصة سؤال عن وجه الهوية المطلقة التي تجمع جميع الوجوه وهو الاسم اللّه ولا كذلك غير العارف لاحتجابه عن العينية كان سؤاله عن الغير لا عن اللّه .

قال رضي الله عنه :  ( وهذا ) أي ما ذكرناه ( لا يلزم طريقته ) أي لا يلازم ولا يداوم عن السؤال الذي على هذه الطريقة ( إلا الأدباء من عباد اللّه الأمناء على أسرار اللّه فإن اللّه أمناء لا يعرفهم إلا اللّه ويعرف بعضهم بعضا وقد نصحناك فاعمل وإياه سبحانه فاسأل ) فكن من عباد اللّه الأمناء .

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصا من وجوه الله.
وقد عين الله الحق وجها خاصا من وجوه الله وهو المسمى وجه الهوية فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا، وليست إلا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه.
فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة.
وهذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله، فإن لله أمناء لا يعرفهم إلا الله ويعرف بعضهم بعضا.  وقد نصحناك فاعمل وإياه سبحانه فاسأل. ) 
قال رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصا من وجوه الله. وقد عين الله الحق وجها خاصا من وجوه الله وهو المسمى وجه الهوية فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا، وليست إلا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه. فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة. وهذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله، فإن لله أمناء لا يعرفهم إلا الله ويعرف بعضهم بعضا.  وقد نصحناك فاعمل وإياه سبحانه فاسأل. )

قال  : وأما أن السؤال من الله تعالى أن يرفع الضر فمشروع في الحجاب ولا يقدح السؤال في حقيقة وجود الصبره وأما في عالم الكشف فيمتنع السؤال. 
ورد في المناجاة: " یا عبد طلبك مني وأنت لا تراني عبادة وطلبك مني وأنت تراني استهزاء. "
""  أضاف الجامع :  ورد في المواقف والمخاطبات لعبد الجبار النفرى : "
يا عبد إن لم تؤثرني على كل مجهول ومعلوم فكيف تنتسب إلى عبوديتي.
يا عبد كيف تقول حسبي الله وأنت تطمأن بالجهل على المجهول كما تطمأن على العلم بالمعلوم.
يا عبد طلبك مني أن أعلمك ما جهلت كطلبك أن أجهلك ما علمت فلا تطلب مني أكفك البتة".أهـ ""

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصا من وجوه الله.
وقد عين الله الحق وجها خاصا من وجوه الله وهو المسمى وجه الهوية فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا، وليست إلا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه.
فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة.
وهذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله، فإن لله أمناء لا يعرفهم إلا الله ويعرف بعضهم بعضا.  وقد نصحناك فاعمل وإياه سبحانه فاسأل. ) 
قال رضي الله عنه : (وأعني بالغير وجها خاصّا من وجوه الله، وقد عيّن الله وجها خاصّا من وجوه الله وهو المسمّى وجه الهوية، فيدعوه في ذلك الوجه برفع الضرّ عنه، لا من الوجوه الأخر المسمّاة أسبابا، وليست إلَّا هو من حيث تفصيل الأمر فيه نفسه).

يشير رضي الله عنه : إلى أنّ السبب الذي يتوجّه إليه غير العارف إنّما هو حجابية التعيّن ، والمتعيّن بذلك التعيّن الخاصّ هو السبب ، فهو من كونه متعيّنا في ذلك التعيّن والمعيّن وجه خاصّ من وجوه الله المتعيّنة في كل وجه وجهة ووجهة ، وهو وإن كان حقّا معيّنا من الله في تلك الجهة ، فإنّما هو وجه من وجوه الله ، لا هو هو.

فالأوّاب هو الرّجاع إلى الهوية الإلهيّة المحيطة بجميع الهويات المتعيّنة بالمسمّيات أسبابا ، وهي أيضا - من حيث عدم تحقّقها بدون المتعيّن ومن حيث تحقّقها بالمتعيّن فيها - وجه من وجوه الحق ، وأنت أيضا من حيث عدم تحقّقها بدون المتعيّن ومن حيث تحقّقها بالمتعيّن فيها وجه من وجوه الحق ، وأنت أيضا كذلك وجه من الوجوه الإلهية ، ولكن لا يتوجّه ولا توجّه وجه قلبك إلَّا إلى مستندك ، وهو الذي استندت إليه الوجوه كلَّها، ولا يتقيّد بوجه خاصّ، فقد لا يجيبك فيه، لعلمه أنّ ما تسأله في وجه آخر، فإذا سألت أحدية جميع جميع الوجوه وتوجّهتها ، فقد أصبت ، فالزم ، ولا يلزم التقيّد ، فافهم
.

قال رضي الله عنه : ( فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضرّ عنه ، عن أن يكون جميع الأسباب عينه ، وهذا لا يلزم طريقته إلَّا الأدباء من عباد الله ، الأمناء على أسرار الله ، فإنّ لله أمناء لا يعرفهم إلَّا الله ، ويعرف بعضهم بعضا ، وقد نصحناك فاعمل ، وإيّاه - سبحانه - فاسأل ) .

يعني رضي الله عنه : وجه الهوية الذي عيّنه على لسان الشارع ، فعليك بالسؤال عن الحق من ذلك الوجه في كلّ قليل وكثير ، وبالجزم بالإجابة إيمانا وتصديقا لقوله تعالى : " ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ " .
 "وَالله يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ".

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصا من وجوه الله.
وقد عين الله الحق وجها خاصا من وجوه الله وهو المسمى وجه الهوية فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا، وليست إلا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه.
فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة.
وهذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله، فإن لله أمناء لا يعرفهم إلا الله ويعرف بعضهم بعضا.  وقد نصحناك فاعمل وإياه سبحانه فاسأل. ) 
قال رضي الله عنه :  ( وأعنى بالغير وجها خاصا من وجوه الله ، وقد عين الحق وجها خاصا من وجوه الله وهو المسمى وجه الهوية ، فيدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر عنه لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا ، وليست إلا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه ) .

قد مر أن لله تعالى في كل تعين وجها خاصا ، فالهوية المتعينة بذلك التعين هي السبب ، وغير العارف إنما يتوجه إلى حجابية التعين لاحتجابه ويدعو له لدفع الضر ، وكل متعين وجه من وجوه الله وسبب من الأسباب ،
وهو وإن كان حقا لكنه من حيث تعينه وجه وسبب وغير ، لا أنه أعرض في التوجه إليه عن الوجوه الأخر ، وقد يكون رافع الضر من جملتها ، فالذي يوجه إليه ليس إلا هو من حيث التفصيل لأنه من حيث أحدية الجمع هو هو ، فهو لا هو من حيث الخصوصية ،
فالأواب هو الرجاع إلى الهوية الإلهية المطلقة الجامعة المحيطة بجميع الهويات المتعينة ،
فلا يوجه وجهه إلا إلى السيد الصمد المطلق الذي تتوجه الوجوه كلها واستندت الأسباب جميعا إليه ، ولا يتقيد بوجه خاص فقد لا يجيبك فيه لعلمه أن ما تسأله في وجه آخر ،
فإذا سألت حضرة جمع جميع الوجوه ووجهت وجهك نحو الأحد الصمد والوجه المطلق فقد أصبت .

قال رضي الله عنه :  (فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة ، هذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله ، فإن لله أمناء لا يعرفهم إلا لله ، ويعرف بعضهم بعضا ، وقد نصحناك فاعمل ، وإياه سبحانه فاسأل ) .

الهوية الحقانية التي سألها العارف هي التي عينها الساعي بالخصوصية الإلهية، ولا يحتجب العارف بسؤال الخصوصية الإلهية عن أن تكون هي جميع الأسباب وجميع الأسباب عينها،
ولا يلزم طريقة الخصوصية الإلهية إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسراره، فعليك بالسؤال من ذلك الوجه في كل قليل وكثير وبالجزم بالإجابة إيمانا وتصديقا،
فإن الله يقول : " ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ "  ومنه التوفيق .

"" أضاف بالي زادة : فكانت غفلتك سببا لابتلائك باشتغالك بغير الله ، الغفلة في الحقيقة إعراض عن الحق .
فإذا سأل غير العارف في رفع ضره عنه فقد سأل عن الحق المتعين بذلك الوجه الخاص من وجوه الله فسؤاله إنما يكون هوية الحق ، لكن سؤاله يحجبه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة ، بخلاف العارف فإنه وإن كان سؤاله عما سأله غير العارف ،
لكن لا يحجبه سؤاله من أن يكون جميع الأسباب عينه ،
فسؤال العارف عين سؤال وجه الهوية الخاصة سؤال عن وجه الهوية المطلقة التي تجمع جميع الوجوه وهو الاسم « الله » ولا كذلك غير العارف لاحتجابه عن العينية ، كان سؤاله عن العين لا عن الله اهـ بالى زادة. ""

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصا من وجوه الله.
وقد عين الله الحق وجها خاصا من وجوه الله وهو المسمى وجه الهوية فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا، وليست إلا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه.
فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة.
وهذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله، فإن لله أمناء لا يعرفهم إلا الله ويعرف بعضهم بعضا.  وقد نصحناك فاعمل وإياه سبحانه فاسأل. )
قال رضي الله عنه :  (وأعنى بالغير وجها خاصا من وجوه الله . وقد عين الحق وجها خاصا من وجوه الله ، وهو المسمى وجه الهوية ، فيدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر عنه ، لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا . وليست إلا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه . )
هذا جواب عن سؤال مقدر .
وهو قول القائل : جميع الموجودات مظاهر الحق وليس للغير وجود ، فكيف يتصور الشكوى لغير الله ؟
فأجاب بأن المراد بالغير هو الهوية المتعينة بتعينات مقيدة ، جزئية كانت أو كلية ، وهي الوجوه الخاصة .
والحق سبحانه قد عين وجها خاصا ، وهي المرتبة الإلهية الأحدية الجامعة ،  لتكون قبلة الحاجات ، فيطلب المطالب من ذلك الوجه الجامع لجميع الوجوه والتعينات بأحدية جمعه .

 (وهو المسمى وجه الهوية) أي وجه الهوية المطلقة التي يجمع الوجوه كلها، وهو الاسم (الله) . فيدعوه الداعي من ذلك الوجه ، لا من الوجوه الأخر التي هي منعوتة بالسوى والغيرية والأسباب .
وإن كانت هذه الوجوه أيضا ليست إلا تفصيل ذلك الوجه الجامع ، فهي هو في الحقيقة لكن من حيث التفصيل ، لا من حيث الجمع ، كما قيل :
كل الجمال غدا لوجهك مجملا  .....     لكنه  في  العالمين  مفصلا

قال رضي الله عنه :  ( فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة .  وهذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله ، الأمناء على أسرار الله . فإن لله أمناء لا يعرفهم إلا الله ويعرف بعضهم بعضا. وقد نصحناك فاعمل وإياه سبحانه فاسأل.)
أي ، العارف إذا سأل عن الوجه الجامع الإلهي في رفع الضر عنه ، لا تحتجب به عن الوجوه الأخر التي هي الأسباب في كونها عينه من حيثية أخرى خاصة ، كما احتجب به غيره وحكم بالمغايرة بين ذلك الوجه وبين الوجوه الآخر مطلقا ، بل يحكم بأن الوجوه كلها مجتمعة في حقيقة
واحدة هي يجمعها .

والوجه الذي صار قبلة الحاجات في الشرع ، مجمل تلك الوجوه ومجمعها ، وهي تفصيله ، فبالجمع والتفصيل وقعت المغايرة بينهما لا بالحقيقة .
وهذا المعنى لا يلزم طريقته ولا يعرف حقيقته إلا الأدباء من عباد الله ، الأمناء على أسرار الله ، لا يعرفهم حق المعرفة الا الله والعارفون .
وقد نصحناك في أن لا تسأل في البلوى والضراء إلا من الله .
فاعمل بمقتضاه ، ومن الحق سبحانه فاسئل لا من غيره وسواه .
والله الموفق للخير وهو يهدى السبيل .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصا من وجوه الله.
وقد عين الله الحق وجها خاصا من وجوه الله وهو المسمى وجه الهوية فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا، وليست إلا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه.
فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة.
وهذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله، فإن لله أمناء لا يعرفهم إلا الله ويعرف بعضهم بعضا.  وقد نصحناك فاعمل وإياه سبحانه فاسأل. ) 
قال رضي الله عنه :  (وأعني بالغير وجها خاصّا من وجوه اللّه ، وقد عيّن الحق وجها خاصّا من وجوه اللّه وهو المسمّى وجه الهويّة فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضّرّ عنه لا من الوجوه الأخر المسمّاة أسبابا ، وليست إلّا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه ، فالعارف لا يحجبه سؤاله هويّة الحقّ في رفع الضّرّ عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثيّة خاصّة ، وهذا لا يلزم طريقته إلّا الأدباء من عباد اللّه الأمناء على أسرار اللّه ؛ فإنّ للّه أمناء لا يعرفهم إلّا اللّه ؛ ويعرف بعضهم بعضا ، وقد نصحناك ؛ فاعمل وإيّاه سبحانه فاسأل ) .

ثم استشعر سؤالا بأن الغير منتف عند أهل التوحيد ، فكيف يتصور عندهم الشكوى إلى الغير ؟
فقال رضي الله عنه  : ( وأعني بالغير وجها خاصّا ) ، وهو ظهوره في المظاهر المحدثة ، فإنها باعتبار محالها غيره وإن كانت ( من وجوه ) تجلي ( اللّه ) التي عينيتها بذلك الاعتبار عند أهل التوحيد ، فلا منافاة بين عينيتها وغيرتها ، فلما كانت فيها العينية والغيرية لم تكن وجوها معينة للعبادة والتصريح والدعاء ؛

ولذلك ( قد عين الحق ) للعبادة والدعاء والتصريح ( وجها خاصّا ) هو تجليه في ذاته ، وهو وإن كان من ( وجوه اللّه ) ، فليس كسائر الوجوه التي فيها الغيرية ، كيف ( وهو المسمى وجه الهوية ) إذ هو هو من كل وجه فلا غيرته فيها أصلا ، ( فدعوه من ذلك الوجه ) ؛ لأنه عينه الحق لذلك فلا وجه للغيرية فيه ، وكيف لا يدعوه من ذلك الوجه وهو الذي لحقه الأذى بالنهج المذكور ؟

فكأنك تدعوه ( في رفع الضر عنه لا من الوجوه الأخرى ) التي هي باعتبار الظهور في المظاهر ، وإن كانت رافعة للضر عنك لكونها ( المسماة أسبابا ) لرفع الضر ، وإن كانت تلك الوجوه ( ليست إلا هو ) أي : الوجه المسمى وجه الهوية لا ( من حيث ) هي في الظاهر ، بل من حيث ( تفصيل الأمر ) أي : أمر التجلي ( في نفسه ) ، فإنه لما تجلى في نفسه ظهرت له الأعيان الثابتة للأشياء وتفصل فيها هذا التجلي الذي له في نفسه .

ولذلك ترى العارف يستعمل الأشياء مع أنه لا يسأل إلا من الوجه الذي عينه الحق له ، فإن ( العارف لا يحجبه سؤال هوية الحق ) الذي عينه الحق للسؤال ( في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه ) ، فيستعملها مع ذلك من حيث هي عينه ، إذ لا رجوع إلى الغير أصلا ، وهي وإن كانت غيرت من حيث ظهورها في المظاهر المحدثة ؛ فهي عينه ( من حيثية ) حاجته هي كونها تفصيل تجليه في ذاته ، والتفصيل عين المجمل .

قال رضي الله عنه  : ( وهذا ) أي : سؤال الهوية مع استعمال الأسباب من حيث عينيتها ( لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد اللّه ) الذين ينزهون عن الحدوث ولا يرون له غير ( الأمناء على أسرار اللّه ) ، فلا يفشون سر ظهوره في الأسباب على العامة ؛ لئلا يتوهموا تأثيرها بالاستقلال ولا بعد في ذلك ، ( فإن للّه أمناء لا يعرفهم إلا اللّه ) ؛ لأنهم إنما يعرفون بتلك الأسرار المودعة عندهم وهم لا يفشونها إلى العامة فلا تعرفهم العامة ،

ولكن ( يعرف بعضهم بعضا ) إما لإفشائهم تلك الأسرار إليهم ، وإما لأنهم يكاشفون بأنهم كوشفوا بذلك ، ( وقد نصحناك ) بالشكوى في الضر ، وبالدعاء من الوجه المسمى وجه الهوية لا من سائر الوجوه ، وتحفظ الأمانة حتى لا تفشى الأسرار إلى غير أهلها ، ( فاعمل وإياه سبحانه ، فسأل ) لا الأسباب ، ولو باعتبار ظهور الحق فيها .
ولما فرغ عن الحكمة الغيبية التي كمالها إشراق نور الحياة ، التي هي أول الصفات على الماء ، الذي هو أول الأركان شرع في الحكمة الجلالية ، التي هي إشراق نور أول الأسماء ، وهو اسم الذات الذي لا اسم قبله ؛
فقال
: فص الحكمة الجلالية في الكلمة اليحيوية

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصا من وجوه الله.
وقد عين الله الحق وجها خاصا من وجوه الله وهو المسمى وجه الهوية فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا، وليست إلا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه.
فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة.
وهذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله، فإن لله أمناء لا يعرفهم إلا الله ويعرف بعضهم بعضا.  وقد نصحناك فاعمل وإياه سبحانه فاسأل. ) 
قال رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصّا من وجوه الله ) عيّنه الشاكي نفسه للشكوى إليه ، تصوّرا منه أنّه السبب في ذلك ، ( وقد عيّن الحقّ وجها خاصّا من وجوه الله ، وهو المسمّى وجه الهوية ) للدعاء وإزالة الشكوى
كما قال : فادعوه مخلصين له الدين" فَادْعُوا اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " .
قال رضي الله عنه :  ( فيدعوه من ذلك الوجه في رفع الضرّ - لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا - وليست ) تلك الأسباب ( إلا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه ) .

قال رضي الله عنه :  ( فالعارف لا يحجبه سؤاله هويّة الحقّ في رفع الضرّ عنه ، عن أن يكون جميع الأسباب عينه من حيثيّة خاصّة ) كل بحسب خصوصيّته في حضرة النسب الأسمائيّة .
قال رضي الله عنه :  (وهذا ) وإن أمكن طروقه لبعض الموقنين من المؤمنين ، ولكن ( لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله ) العارفون بآداب العبوديّة والموفون حقّها والأمناء على أسرار الله من الذين لا يظهرون منها على غير أهله ، كما قيل :
ومستخبر عن سر ليلي رددته ..... بعمياء من ليلي بغير يقين
يقولون خبرنا فأنت أمينها ..... وما أنا إن أخبرتهم بأمين

قال رضي الله عنه :  ( فإن لله أمناء لا يعرفهم إلا الله ، ويعرف بعضهم بعضا ، وقد نصحناك فاعمل ).
( وإيّاه سبحانه فاسأل ).

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصا من وجوه الله.
وقد عين الله الحق وجها خاصا من وجوه الله وهو المسمى وجه الهوية فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا، وليست إلا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه.
فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة.
وهذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله، فإن لله أمناء لا يعرفهم إلا الله ويعرف بعضهم بعضا.  وقد نصحناك فاعمل وإياه سبحانه فاسأل. ) 
قال رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصّا من وجوه اللّه . وقد عيّن الحق وجها خاصّا من وجوه اللّه وهو المسمّى وجه الهويّة فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضّرّ عنه لا من الوجوه الأخر المسمّاة أسبابا ، وليست إلّا هو من حيث تفصيل الأمر في نفسه . فالعارف لا يحجبه سؤاله هويّة الحقّ في رفع الضّرّ عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثيّة خاصّة . وهذا لا يلزم طريقته إلّا الأدباء من عباد اللّه الأمناء على أسرار اللّه ، فإنّ للّه أمناء لا يعرفهم إلّا اللّه ؛ ويعرف بعضهم بعضا .).

قال رضي الله عنه :  ( وأعني بالغير وجها خاصا من وجوه اللّه ) عينه الشاكي لرفع الضر عنه توهما منه أنه السبب في ذلك ( وقد عين الحق وجها خاصا من وجوه اللّه وهو المسمى وجه الهوية ) للدعاء وإزالة الشكوى كما قال تعالى :" فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ " [ غافر : 14 ] .
( فيدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا و ) إن كانت هذه الوجوه ( ليست إلا هو ) ، أي الوجه الجامع لجميع الوجوه ( من حيث ) أنها ( تفصيل الأمر ) الجامع للوجوه ( في نفسه ) ، أي في نفس ذلك الأمر الجامع لا في الخارج عنه ولا شك أن للمفصل عين المجمل لا فرق بينهما إلا بالتفصيل والإجمال .

قال رضي الله عنه :  (فالعارف لا يحجبه سؤاله هوية الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب ) ، أي كل واحد منهما ( عينه من حيثية خاصة ) هي عينية لاسم خاص هو عين الهوية المطلقة ( وهذا ) المعنى لا يعرف و ( لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد اللّه ) المتأدبون بآداب العبودية و ( الأمناء على أسرار اللّه ) الذين لا يظهرون على غير أهله ( فإن للّه أمناء لا يعرفهم إلا اللّه وهم يعرف بعضهم ) من حيث فناؤه في اللّه ( بعضا ) فتكون معرفته معرفة اللّه ، فلا ينافي حصر المعرفة في اللّه أولا

قال رضي الله عنه :  (وقد نصحناك فاعمل وإياه سبحانه فاسأل .)

( وقد نصحناك ) بلب الحقائق ( فاعمل ) عمل أولي الألباب ( وإياه سبحانه ) من حيث وجه هويته العينية الأحدية ( فاسأل ) لا وجوهه المسماة بالعلل والأسباب وهو الموفق .

 .
واتساب

No comments:

Post a Comment