Thursday, March 5, 2020

السفر الرابع والعشرون فص حكمة إمامية في كلمة هارونية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع والعشرون فص حكمة إمامية في كلمة هارونية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع والعشرون فص حكمة إمامية في كلمة هارونية الفقرة الخامسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين.
فهم عباد الوقت مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها، وإنما عبدوا الله فيها لحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى، ويستره العارف المكمل من نبي ورسول و وارث عنهم. )  

قال رضي الله عنه :  ( وأمّا العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكا لما عبد من الصّور لأنّ مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرّسول الّذي آمنوا به عليهم الّذي به سمّوا مؤمنين . فهم عبّاد الوقت مع علمهم بأنّهم ما عبدوا من تلك الصّور أعيانها ، وإنّما عبدوا اللّه فيها بحكم سلطان التّجلّي الّذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الّذي لا علم له بما تجلّى . وستره العارف المكمّل من نبيّ ورسول ووارث عنهم . )

(وأما العارفون) من أهل اللّه تعالى (بالأمر) الإلهي (على ما هو عليه) في نفسه (فيظهرون) بين الناس كما ظهرت الأنبياء والمرسلون عليهم السلام (بصورة الإنكار لما عبد) بالبناء للمفعول (من الصور) من دون اللّه تعالى وإن عرفوا نفس الأمر على ما هو عليه كما سبق (لأن مرتبتهم) ، أي العارفين (في العلم) الإلهي (تعطيهم أن يكونوا) قائمين (بحكم الوقت) ، أي الزمان الذي هم فيه موجودون تابعين (لحكم الرسول الذي آمنوا) ،

أي صدقوا به ، أي بذلك الحكم (عليهم) متعلق بحكم الذي نعت الحكم (به) ، أي بسببه (سموا مؤمنين) ، أي مصدقين مذعنين ويجوز كون الموصولين نعتا للرسول (فهم) ، أي العارفون (عبّاد) بالتشديد جمع عابد (الوقت) ،
أي الزمان الذي هم بحكمه قائمون لتنفيذهم مقتضاه في ظواهرهم والمراد أنهم عباد اللّه تعالى الكاملون في الوقت (مع علمهم) ، أي العارفين (بأنهم) ، أي عباد الصور من دون اللّه تعالى (ما عبدوا من تلك الصور) من الأصنام وغيرها (أعيانها) ، أي ذواتها

(وإنما عبدوا اللّه) تعالى الظاهر (فيها) ، أي في تلك الصور (بحكم سلطان التجلي) الإلهي ، أي الانكشاف (الذي عرفوه) ، أي العارفون (منهم) ، أي من عباد الصور (وجهله) ، أي ذلك التجلي (المنكر الذي لا علم له بما تجلى) ، أي ظهر وانكشف من الحق تعالى في تلك الصور المعبودة وستره ، أي ذلك التجلي العارف المكمل في المعرفة من رسول ، أي صاحب كتاب وشريعة (ونبي) مقرر شريعة من قبله (ووارث) من الأولياء للعلم الإلهي (عنهم) ، أي عن المرسلين والأنبياء صلوات اللّه عليهم .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين.
فهم عباد الوقت مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها، وإنما عبدوا الله فيها لحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى، ويستره العارف المكمل من نبي ورسول و وارث عنهم. )  

قال رضي الله عنه :  ( وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه ) وهو الذين علموا أن الحق واحد ظاهر في مجالي متعددة ( فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور ) مع علمهم بأن الصور كلها مجالي إلهي عبد فيها الحق ( لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به ) أي الايمان الذي يسببه .

قال رضي الله عنه :  ( سموا مؤمنين فهم عباد الوقت ) أي يعبدون اللّه بمقتضى الوقت فالوقت يحكم على ظهورهم بصورة الإنكار لما عبد من الصور قوله ( مع علمهم ) يتصل إلى قوله فيظهرون العارفون بصور الإنكار مع علمهم ( بأنهم ) أي بأن عبدة الأصنام ( ما عبدوا من تلك الصور أعيانها ) المسماة بأسماء المحدثات ( وإنما عبدوا اللّه فيها ) أي في أعيان الأصنام .

قال رضي الله عنه :  ( بحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم ) أي من صور أصنامهم فعبادتهم للأصنام ليست إلا ما كان عليه الأمر فإنكار العارفين ليس عن جهل بحقيقة الأمر بل مرتبتهم في العلم تعطيهم ذلك وقوله بحكم يتعلق بقوله عبدوا اللّه ( وجهله ) أي جهل بما علم العارفون من أن عبدة الأصنام ما عبدوا أعيانها ( المنكر الذي لا علم له بما تجلى ) اللّه لعباده في صور الأكوان ( وستره ) أي ستر تجلي الحق في الصور الكونية والعبادة فيها

قال رضي الله عنه :  ( العارف المكمل من نبي ورسول ووارث عنهم ) فإنكارهم ستر الإنكار على الحقيقة.

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين.
فهم عباد الوقت مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها، وإنما عبدوا الله فيها لحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى، ويستره العارف المكمل من نبي ورسول و وارث عنهم. )  
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين. فهم عباد الوقت مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها، وإنما عبدوا الله فيها لحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى، ويستره العارف المكمل من نبي ورسول و وارث عنهم. )  

للإنسان، فله أن يحكم فيه بما شاء لأن درجة الإنسان فوق درجة من سواه في قوله تعالى: "ورفع بعضكم فوق بعض درجات" (الأنعام: 165). 
ثم قسم التسخير إلى قسمين: تسخير قهري، وتسخير حالي ومثل التسخیرین.
ثم ذكر أنه لم يبق شيء من الأشياء لم يعبد، إما عبادة تأله وإما عبادة حال وأنه تعالى عين الأشياء لأنه تعالى قضى أن لا يعبد سواه
وذلك نص في قوله:"وقضى ربك ألا تبدوا إلا إياه " (الإسراء: 23) ، أي حكم ولا مرد لحكمه، فإذن هو المعبود من درجات كثيرة ولذلك يسمی تعالی برفیع الدرجات ولم يقل رفيع الدرجة. 
قال وأعظم ما عبد فيه درجة الهوى " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه" (الجاثية:23) ثم بين أنه ما عبد عابد إلا هواه وكلامه واضح.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين.
فهم عباد الوقت مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها، وإنما عبدوا الله فيها لحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى، ويستره العارف المكمل من نبي ورسول و وارث عنهم. )

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأمّا العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور إلَّا أنّ  مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرسول - الذي آمنوا به - عليهم الذي به سمّوا مؤمنين فهم عبّاد الوقت مع علمهم بأنّهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها ، وإنّما عبدوا الله فيما يحكم سلطان التجلَّي الذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلَّى ، وستره العارف المكمّل من نبيّ ورسول ووارث عنهم ) المعنى ظاهر



شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين.
فهم عباد الوقت مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها، وإنما عبدوا الله فيها لحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى، ويستره العارف المكمل من نبي ورسول و وارث عنهم. )

قال رضي الله عنه : (وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور ، لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين. فهم عباد الوقت )
لأنهم علموا أن الوقت مجلى عظيم من مجالي الحق يتجلى في كل وقت ببعض صفاته ، ولهذا كان الدهر اسما من أسمائه سبحانه

قال عليه الصلاة والسلام « لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر » فيغلب على الناس في كل وقت حكم الوصف الذي يتجلى به في ذلك الوقت والرسول الذي بعث فيه هو المظهر الأعظم لكمال ذلك الوصف ، فيدعو الخلق إلى الحق المتجلى فيه بطاعته طاعة الحق كقوله تعالى " من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله ".

فلذلك وجب الإيمان به وطاعته ، فالعارفون هم الذين يعرفونه ويحبونه أحب من أنفسهم ويتبعونه حق الاتباع ، فهم عباد الوقت لأن الوقت  هو الدهر الحاضر
الذي قال : « إن الدهر هو الله » فهم في الحقيقة عباد الوقت الحق ينقلبون مع تجلياته في الأوقات التي هي أجزاء الدهر المستمر مطيعين له دائما بحكم أوامره ونواهيه حقيقة طوعا وشهودا ، كمن تحول إلى القبلة في أثناء الصلاة عند تحول الرسول من غير أمر ظاهر لشهود تحول الحق في تجليه

قال رضي الله عنه : ( مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانا ) متعلق بقوله : فيظهرون بصورة الإنكار : أي ينكرون ما عبد من الصور متابعة للرسول مع علمهم بأنهم ما عبدوها ( وإنما عبدوا الله فيها بحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم ) أي من عباد الصور وإن لم يشعروا بذلك وجهلوه ، والباء في بحكم يتعلق بقوله مع علمهم ومعناها السببية أي علموا ذلك بسبب حكم سلطان التجلي الذي عرفوه .

قال رضي الله عنه : ( وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى الله وستره العارف المكمل من نبي ورسول ووارث عنهم ).
إنما ستر العارف المكمل تعظيما وإجلالا وتنزيها له عما هو مبلغ علمهم من التعين والتشبه ، وتكميلا لمن استعد من الأمم بالطريق له من التقييد إلى الإطلاق ومن المحسوس إلى المعقول ، فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصور الجزئية ليهتدوا إلى المعنى المطلق الذي هو الكلى الطبيعي فيجمعوا بين الإطلاق والتقييد ،

ويتوسلوا بتوسط التخيل والتعقل إلى محض الشهود والتجلي إن شاء الله ، وذلك من الوفاء بصحة متابعتهم الرسول في العلم إذا قرن بالعمل المزكى للنفوس المصفى للقلوب ، فيكمل الناس بالاقتداء بهم ، .

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين.
فهم عباد الوقت مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها، وإنما عبدوا الله فيها لحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى، ويستره العارف المكمل من نبي ورسول و وارث عنهم. )  

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه ) وهم الذين يعرفون وحدة الحق وظهوره في مجالي متعددة ( فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور ) أي ، ينكرون المعبودات المتعينة مع علمهم بأنها مجال الحق .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت بحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين . )
أي ، ولأن العلم اللدني الحاصل لهم يعطيهم أن يكونوا بحكم رسولهم ونبيهم لوجوب متابعة النبي ، والنبوة ما يقتضى إلا الإنكار عليهم ، فأنكروا ذلك ، وبذلك الإنكار وبالاتباع للأنبياء سموا مؤمنين .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فهم عباد الوقت ) أي ، فالعارفون عباد الله بحسب الوقت ، وما يعطيه الحق بتجلي اسم ( الدهر ) في كل حين في صور أنبيائهم .
أو العابدون للأصنام هم عباد الله بحكم أوقاتهم التي يتجلى لهم الحق فيها ( مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها ) أي ، مع أن العارفين يعلمون أن العابدين للمجالي ما عبدوا الأصنام لأجل أعيانها المتكثرة المسماة بالأسماء الكونية . هذا على الأول . وعلى الثاني ، أي مع علم العابدين بأنهم ما عبدوها لأجل أعيانها ، بل لأجل أنها آلهة . والثاني أنسب .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإنما عبدوا الله فيها بحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم . ) أي ، عباد الأصنام إنما عبدوا الله في تلك المجالي بسبب تسلط سلطان التجلي الذي أدركه العابدون من المعبودين .
فقوله : ( بحكم ) متعلق ب‍ ( عبدوا الله ) . وإن جعلنا فاعل ( عرفوه ) عائدا إلى ( العارفين ) ، وضمير ( منهم ) إلى ( العابدين ) ، فمعناه : مع علمهم بحكم سلطان التجلي الذي عرفوه من العابدين أنهم ما عبدوا تلك الصور أعيانها . ف‍ ( الباء ) يتعلق ب‍ ( العلم ) .
( وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى ) أي ، وجهله المؤمن المنكر الذي لا علم له بأن الحق يتجلى بالصور الكونية . ( ويستره العارف المكمل من نبي ورسول ووارث عنهم ) أي ، العارف يعرفه ويستره .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين.
فهم عباد الوقت مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها، وإنما عبدوا الله فيها لحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى، ويستره العارف المكمل من نبي ورسول و وارث عنهم. )  

قال رضي الله عنه :  ( وأمّا العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصّور ؛ لأنّ مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرّسول الّذي آمنوا به عليهم الّذي به سمّوا مؤمنين ، فهم عبّاد الوقت مع علمهم بأنّهم ما عبدوا من تلك الصّور أعيانها ، وإنّما عبدوا اللّه فيها بحكم سلطان التّجلّي الّذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الّذي لا علم له بما تجلّى ، وستره العارف المكمّل من نبيّ ورسول ووارث عنهم ).

كما أشار إليه بقوله : ( وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه ) ، فيعلمون أن الحق ، وإن تجلى فيهم بالصورة الوجودية ، فلم يتجل في شأن بالإلهية ؛ لأنها بوجوب الوجود بالذات ولا يمكن التجلي بها ، فلا تستحق هذه المظاهر العبادة ؛ لأن أصلها العبودية ، وهي باقية في أسمائها الحقيقية ، والأسماء المحاذية لا نطلق عليها ؛ لأنها مما يفسد الاعتقاد الصحيح ، والحق وإن أراد أن يعبد فيها ، فإنما أراد ذلك من المحجوبين الذين يرون في ظهوره فيها كماله مع ما فيها من القصور ،

قال رضي الله عنه :  ( فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور ) ، وإن لم ينكروا ظهور الحق فيها ولا إرادته أن يعبد فيها ، كما قال أهل السنة : إن اللّه يريد الكفر من الكافر ،
وهم وإن كانوا على مراد الحق ، فالحق إنما أراد منهم الإنكار ، إذ أعطاهم العلم بأنه لم يظهر بالإلهية فيها في الواقع ، وأنه إنما أراد عبادتها من المحجوب مع أنه أراد الإنكار عليه في مظهر هذا المنكر ؛
ولذلك قال بصورة الإنكار ؛ ليشير على أن المنكر حقيقة هو اللّه تعالى في مظهرهم ؛
وتلك ( لأن مرتبتهم في العلم ) التي أعطاها اللّه إياهم ( تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت ) الذي هو مقتضى مظهريتهم في الحال ، الذي غلبت عليهم من كمال المعرفة الموجبة للإيمان بالرسل عن معرفة كمال مظهريتهم الموجبة للإيمان بهم ،
كالإيمان بربهم وإن لم يوجب لهم استحقاق العبادة التي هي بالإلهية التي لا يمكن ظهورها أصلا ، وهو تعظيم الإنكار ، فالحق يريد من مظاهرهم ذلك ،

إذ قد بيّن الرسول عليه السّلام هذه الإرادة الإلهية من مظهر هذا المنكر ؛
قال رضي الله عنه :  ( لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم ) أن ينكروا على عبدة الصورة ؛ لإنكار مراد الحق منهم ، كما أن عبادتها مرادة له من عابديها ، فهو ينكر بإرادة الحق فيه على إرادة الحق فيهم ، وقد رجح هذه الإرادة منه حكم الرسول ( الذي سمّوا به مؤمنين ) ، فدل ذلك على أن هذه الإرادة هي التي لها الكمال .

قال رضي الله عنه :  ( فهم ) وإن رأوا من الحق إرادتين مختلفتين بحسب التعلق بمظهره ومظاهرهم ( عبّاد الوقت ) الذي هم فيه من كمال المعرفة التي منشأها الإيمان الحاكم عليهم بالإنكار ، فهم ينكرون بإرادة الحق على إرادة الحق مع بقاء حقه في الواقع في الإرادتين فهم ينكرون عبادة الصور ( مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها ) الثابتة التي لا وجود لها ،

قال رضي الله عنه :  ( وإنما عبدوا اللّه ) الذي ظهر ( فيها ) ، لكنهم أنكروا على قصدهم عبادة الغير أو على رؤيتهم أن الحق تجلى فيها بالألوهية مع أنه محال ؛ لأنها بوجوب الوجود ، ومع ذلك فلا تسمى إلها إلا بالمجاز ، والمستحق للعبادة إنما هو الإله بالحقيقة لا بالمجاز ، أو على رؤيتهم أنه الكمال الإلهي مع أنه عين القصور ( وجهله ) ، أي : كون الحق هو الموجود فيها
( المنكر ) من العامة ، وهو ( الذي لا علم له بما تجلّى ) ، فهو وإن أخطأ في معرفة التجلي أصاب في الإنكار ؛

ولذلك ( يستره ) أي : التجلي عليه ( العارف المكمّل ) للعامة ، وإن كان من شأنه التكميل في المعرفة ( من نبيّ ورسول ووارث ) ؛ لئلا يتقلع عن إنكاره بتوهم حقيقة العبادة فيها عند علمه بتجلي الحق فيها ، أو بتحيره في الإنكار على إرادة الحق بإرادة الحق .
وإذا ستره العارف المكمل عن المنكر ،

شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين.
فهم عباد الوقت مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها، وإنما عبدوا الله فيها لحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى، ويستره العارف المكمل من نبي ورسول و وارث عنهم. )  

قال رضي الله عنه  : ( وأما العارفون بالأمر ) وهم المكمّلون ، الذين يرون الكلّ مجالي الواحد الحقّ ولكن لا يظهرون إلا ما يقتضي الوقت الظاهر بصور الأنبياء والرسل إظهاره ، لأنّهم عرفوا الأمر ( على ما هو عليه ، فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور ) ، مع رؤيتهم أنّها من مجالي الحقّ ( لأنّ مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت ) فيما يظهرون به من الصورة الكلاميّة ( بحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم ) وهم مغلوبون تحت ذلك الحكم ، محاطون به ،
وذلك الحكم هو ( الذي به سمّوا مؤمنين ، فهم عبّاد الوقت ) وذلك هو المجلى الجمعيّ الذي له الإحاطة بالكلّ .
والمتّصف بتلك العبادة هو المتّقي ، كما يدلّ عليه تلويحه ، فإن التقوى هو الظهور بحكم الوقت ، والحاكم من الشيء هو باطنه - كما عرفت مرارا - فلذلك ترى باطن الوقت ظاهر التقوى .
ولذلك ينكرون غيرهم من العابدين ،

قال رضي الله عنه  :  ( مع علمهم بأنّهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها ، وإنما عبدوا الله فيها بحكم سلطان التجلَّي ) الظاهر حكمه عليهم ،
وهو ( الذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلَّى ) ، أو له علم ( و ) لكن ( يستره ) ، وهو ( العارف المكمّل ) الظاهر بحكم الوقت (من نبيّ ورسول ووارث عنهم ).

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين.
فهم عباد الوقت مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها، وإنما عبدوا الله فيها لحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى، ويستره العارف المكمل من نبي ورسول و وارث عنهم. )  

قال رضي الله عنه :  ( وأمّا العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصّور لأنّ مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرّسول الّذي آمنوا به عليهم الّذي به سمّوا مؤمنين . فهم عبّاد الوقت مع علمهم بأنّهم ما عبدوا من تلك الصّور أعيانها ، وإنّما عبدوا اللّه فيها بحكم سلطان التّجلّي الّذي عرفوه منهم ، وجهله المنكر الّذي لا علم له بما تجلّى . وستره العارف المكمّل من نبيّ ورسول ووارث عنهم . )
قال رضي الله عنه :  (وأما العارفون بالأمر بما هو عليه ) المكملون الذين يرون الكل مجالي الواحد الحق ( فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور ) مع رؤيتهم أنها مجالي للحق ( لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي سموا به مؤمنين . فهم عباد الوقت ) ، أي عباد اللّه على ما اقتضاه الوقت
( مع علمهم ) ، أي العابدين للمجلى ( بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها وإنما عبدوا اللّه فيها بحكم سلطان التجلي الذي عرفوه ) أي العارفون ( منهم ) ، أي من العابدين ( وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى ) الحق بالصور الكونية ( أو يستره العارف المكمل من نبي ورسول ووارث عنهم) . فأمرهم  أي أمر العارف المكمل المحجوبين.
 .
واتساب

No comments:

Post a Comment