Thursday, March 5, 2020

السفر الرابع والعشرون فص حكمة إمامية في كلمة هارونية الفقرة السادسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع والعشرون فص حكمة إمامية في كلمة هارونية الفقرة السادسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

السفر الرابع والعشرون فص حكمة إمامية في كلمة هارونية الفقرة السادسة عشر .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص شرح الشيخ عبد الغني النابلسي 1134 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا في محبة الله إياهم بقوله «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله».
فدعا إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة، ولا يشهد «ولا تدركه الأبصار»، بل «هو يدرك الأبصار» للطفه و سريانه في أعيان الأشياء.
فلا تدركه الأبصار كما أنها لا تدرك أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطيف الخبير» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلي في الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبيل.  )

قال رضي الله عنه :  ( فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصّور لما انتزح عنها رسول الوقت اتّباعا للرّسول طمعا في محبّة اللّه إيّاهم بقوله : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهَ " [ آل عمران : 31 ] .  فدعا إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة ، ولا يشهد ولا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُبلوَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَللطفه وسريانه في أعيان الأشياء . فلا تدركه الأبصار كما أنّها لا تدرك أرواحها المدبّرة أشباحها وصورها الظّاهرة .  "فهو اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " [ الأنعام : 103 ] . والخبرة ذوق ، والذّوق تجلّ ، والتّجلّي في الصّور . فلا بدّ منها ولا بدّ منه .
فلا بدّ أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت ." وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ " [ النحل : 9 ] . )

فأمرهم ، أي أمر ذلك العارف المكمل لعباد الصور بالانتزاح ، أي التباعد والتجنب عن تلك الصور التي يعبدونها من دون اللّه تعالى لما انتزح ، أي تباعد واجتنب عنها ، أي عن تلك الصور رسول الوقت هو المقر للشريعة والدين في ذلك الوقت من الأولياء ميراثا نبويا اتباعا ، أي على وجه المتابعة منه للرسول النبي صاحب الكتاب والشريعة طمعا من رسول الوقت في حصول محبة اللّه تعالى إياهم ، أي عباد الصور بزوال كفرهم الذي اقتضته عبادتهم لها من دون اللّه تعالى بقوله تعالى أي بسبب قوله : ("قُلْ") ، أي يا محمد للكافرين " إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ " وتطمعون في حصول محبته سبحانه لكم (" فَاتَّبِعُونِي") ، أي اقتدوا بي في جميع ما آمركم به وأنهاكم عنه ظاهرا وباطنا (" يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ " فدعا) [ آل عمران : 31].

أي الرسول النبي المأمور بذلك إلى عبادة إله ، أي معبود حق يصمد بالبناء للمفعول ، أي يقصد إليه في تحصيل جميع الحوائج ويعلم بالبناء للمفعول أيضا أي يعلمه المؤمنون به من حيث الجملة ، أي بطريق الإجمال في حضراته وما يجب له من الكمال ولا يشهد بالبناء للمفعول أيضا يعني من حيث ذاته المطلقة وإن شهد من حيث تجليات أسمائه وصفاته ولا تدركه سبحانه من حيث ذاته أيضا الأبصار جمع بصر من حيث هي أبصار (بل "وَهُوَ") سبحانه (" يُدْرِكُ الْأَبْصارَ") [ الأنعام : 103 ] من حيث هو عين الإبصار كما ورد : « كنت بصره الذي يبصر به »  .
وإذا أدرك الأبصار أدرك ذاته حينئذ ، لأنه يكون عين الإبصار لا من حيث هي صور مشتملة على قوى حساسة بل من حيث ما هي موصوفة بالوجود فهي نفس الوجود مثل كل شيء والصور العدمية علامة على الحضرة البصرية المخصوصة للطفه تعالى وكل ما سواه بالنسبة إليه سبحانه كثيف جدا وسريانه بصفة القيومية في أعيان الأشياء من غير حلول لعدم تصوره في حقه تعالى ،

فإن الموجود لا يحل في المعدوم وإن ظهر به وتقيد بقيوده عنده في نفس الأمر (فلا تدركه) تعالى (الأبصار) لأجل ذلك (كما أنها) ، أي الأبصار (لا تدرك أرواحها) ، أي أرواح الأبصار ، المدبرة أشباحها ، أي أجسامها الإنسانية وصورها الظاهرة فالأرواح (المدبرة للأجسام) ألطف من الأبصار فلا تقدر الأبصار أن تدركها لأنها ألطف منها ، والكثيف لا يدركه اللطيف واللطيف يدرك الكثيف .

(فهو) ، أي اللّه تعالى (اللطيف) ، أي الموصوف بكمال اللطف فكيف تدركه الأبصار (الخبير) ، أي الموصوف بكمال الخبرة ، فكيف لا يدرك الأبصار (والخبرة ذوق) ، أي علم كشف ومعاينة وإحساس ، لأنه العلم المستفاد من الاختبار والامتحان كما مر (والذوق تجل) ، أي ظهور وانكشاف (والتجلي) من اللّه تعالى إنما يكون (في الصور) فيتجلى بها فيعرف من يعرف ويجهل من يجهل وينكر من ينكر والأمر في نفسه لا يتغير (فلا بد منها) ، أي من الصور (ولا بد منه) ، أي التجلي فيها (فلا بد أن يعبده) تعالى من رآه في الصور من مقام الإحسان الذي هو أن تعبد اللّه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك (بهواه) ،

أي بميل نفسه إلى عين ما رأى (إن فهمت) يا أيها السالك سر المعرفة الإلهية الذوقية فإن فيها يطيب الهوى وبعدمها عند ظهور المعرفة الخيالية الوهمية في القاصرين يخبث الهوى ، ومن هنا قيل للجنيد رضي اللّه عنه : متى يصير داء النفس دواها فقال : إذا تركت هواها صادر داؤها دواها .

(وعلى اللّه) تعالى فضلا منه ورحمة كما قال سبحانه :"كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ" [ الأنعام : 54 ] ، أي ألزم نفسه لكم بها (قصد) ، أي إرادة المريد بصدق وعزم للسلوك في (السبيل) ، أي طريق اللّه تعالى المستقيم وهو صراط الذين أنعم اللّه عليهم .

وفيه إشارة إلى أنه لا وصول إلى اللّه تعالى أصلا في الدنيا والآخرة ، وإنما هناك سلوك فقط في صراط اللّه المستقيم ، فمن دخل الطريق وسلك فيه فهو الواصل والخروج عنه انقطاع .

شرح فصوص الحكم مصطفى سليمان بالي زاده الحنفي أفندي 1069 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا في محبة الله إياهم بقوله «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله».
فدعا إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة، ولا يشهد «ولا تدركه الأبصار»، بل «هو يدرك الأبصار» للطفه و سريانه في أعيان الأشياء.
فلا تدركه الأبصار كما أنها لا تدرك أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطيف الخبير» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلي في الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبيل.  )

قال رضي الله عنه :  ( فأمرهم ) أي أمر العارف عبدة الأصنام ( بالانتزاح ) أي بالاجتناب ( عن ) عبادة ( تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا في محبة اللّه إياهم الثابتة بقوله قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه فدعا ) الرسول عابد الأصنام ( إلى ) عبادة ( إله يصمد ) على صيغة المجهول أي يحتاج ( إليه ) كل شيء في وجوده وجميع أحواله ولا يحتاج هو إلى غيره .

قال رضي الله عنه :  ( ويعلم ) مبني للمفعول ( من حيث الجملة ) أي من حيث الإجمال أي يعلم كل شيء إجمالا أن لهم إلها وهذا العلم بديهي لذلك لا ينكر أحد وجود الحق وإنما الاختلاف في التعيين فبعضهم عين الأصنام وبعضهم الكوكب وبعضهم النار وغير ذلك ( ولا يشهد ) ذاته كما قال تعالى :" لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ" [ الأنعام : 103].

قوله رضي الله عنه  : ( للطفه وسريانه في أعيان الأشياء ) تعليل لقوله "لا تُدْرِكُهُ" ولقوله "وَهُوَ يُدْرِكُ" ( فلا تدركه الأبصار كما أنها ) أي كما أن الأبصار ( لا تدرك ) قوله ( أرواحها ) مفعول لا تدرك الضمير راجع إلى الأبصار ( المدبرة ) منصوب صفة أرواحها ( أشباحها ) منصوب بالمدبرة (وصورها ) عطف على أشباحها ( الظاهرة ) صفة لصورها فإذا كان كذلك .

قال رضي الله عنه :  ( فهو ) أي الحق ( اللطيف الخبير والخبرة ذوق ) كما ذكر ( والذوق تجلى والتجلي ) لا يكون إلا ( في الصور فلا بد ) لظهور التجلي ( منها ) أي من الصور ( ولا بد ) لظهور الصور ( منه ) أي من التجلي إذ لا يكون الصور أيضا بدون التجلي ( فلا بد أن يعبده من رآه ) قوله ( بهواه ) متعلق بقوله أن يعبده ( إن فهمت ) ما ذكرناه لك ( وعلى اللّه قصد السبيل ) أي بيان الطريق الموصلة إليه .

شرح فصوص الحكم عفيف الدين سليمان ابن علي التلمساني 690 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا في محبة الله إياهم بقوله «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله».
فدعا إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة، ولا يشهد «ولا تدركه الأبصار»، بل «هو يدرك الأبصار» للطفه و سريانه في أعيان الأشياء.
فلا تدركه الأبصار كما أنها لا تدرك أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطيف الخبير» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلي في الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبيل.  )

قال رضي الله عنه :  ( فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا في محبة الله إياهم بقوله «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله». فدعا إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة، ولا يشهد «ولا تدركه الأبصار»، بل «هو يدرك الأبصار» للطفه و سريانه في أعيان الأشياء. فلا تدركه الأبصار كما أنها لا تدرك أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة. «وهو اللطيف الخبير» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلي في الصور. فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبيل.  )

للإنسان، فله أن يحكم فيه بما شاء لأن درجة الإنسان فوق درجة من سواه في قوله تعالى: "ورفع بعضكم فوق بعض درجات" (الأنعام: 165). 
ثم قسم التسخير إلى قسمين: تسخير قهري، وتسخير حالي ومثل التسخیرین.
ثم ذكر أنه لم يبق شيء من الأشياء لم يعبد، إما عبادة تأله وإما عبادة حال وأنه تعالى عين الأشياء لأنه تعالى قضى أن لا يعبد سواه
وذلك نص في قوله: " وقضى ربك ألا تبدوا إلا إياه " (الإسراء: 23) ، أي حكم ولا مرد لحكمه، فإذن هو المعبود من درجات كثيرة ولذلك يسمی تعالی برفیع الدرجات ولم يقل رفيع الدرجة. 
قال وأعظم ما عبد فيه درجة الهوى " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه" (الجاثية:23) ثم بين أنه ما عبد عابد إلا هواه وكلامه واضح.

شرح فصوص الحكم الشيخ مؤيد الدين الجندي 691 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا في محبة الله إياهم بقوله «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله».
فدعا إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة، ولا يشهد «ولا تدركه الأبصار»، بل «هو يدرك الأبصار» للطفه و سريانه في أعيان الأشياء.
فلا تدركه الأبصار كما أنها لا تدرك أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطيف الخبير» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلي في الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبيل.  )

قال رضي الله عنه :  (  فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصورة لما انتزح عنها رسول الوقت اتّباعا للرسول طمعا في محبّة الله إيّاهم بقوله: " إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله ".[ آل عمران : 31 ].  فدعا إلى إله يصمد إليه ، ويعلم من حيث الجملة ، ولا يشهد ، ولا تدركه الأبصار [ الأنعام : 113 ]  ، بل هو يدرك الأبصار [ الأنعام : 113 ] ، للطفه وسريانه في أعيان الأشياء ، فلا تدركه الأبصار ، كما أنّها لا تدرك أرواحها المدبّرة أشباحها وصورها الظاهرة ، فهو اللطيف الخبير [ الأنعام :103 ] ، والخبرة ذوق ، والذوق تجلّ ، والتجلَّي في الصور ، فلا بدّ منها ولا بدّ منه ، فلا بدّ أن يعبده من رآه بهواه ، إن فهمت " وَعَلَى الله قَصْدُ السَّبِيلِ " [ النحل : 9 ] .)   المعنى ظاهر

شرح فصوص الحكم الشيخ عبد الرزاق القاشاني 730 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا في محبة الله إياهم بقوله «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله».
فدعا إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة، ولا يشهد «ولا تدركه الأبصار»، بل «هو يدرك الأبصار» للطفه و سريانه في أعيان الأشياء.
فلا تدركه الأبصار كما أنها لا تدرك أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطيف الخبير» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلي في الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبيل.  )

قال الشيخ رضي الله عنه :  (فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصورة لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا في محبة الله إياهم بقوله :" إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله " ) .
إنما ستر العارف المكمل تعظيما وإجلالا وتنزيها له عما هو مبلغ علمهم من التعين والتشبه ، وتكميلا لمن استعد من الأمم بالطريق له من التقييد إلى الإطلاق ومن المحسوس إلى المعقول ، فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصور الجزئية ليهتدوا إلى المعنى المطلق الذي هو الكلى الطبيعي فيجمعوا بين الإطلاق والتقييد ،

ويتوسلوا بتوسط التخيل والتعقل إلى محض الشهود والتجلي إن شاء الله ، وذلك من الوفاء بصحة متابعتهم الرسول في العلم إذا قرن بالعمل المزكى للنفوس المصفى للقلوب ، فيكمل الناس بالاقتداء بهم ،
وهم بصحة المتابعة ظاهرا وباطنا علما وعملا وخلقا وحالا ناسبوا رسولهم فاحتظوا من ولايته بقدر استعداداتهم فينالون من محبة الله إياهم ببركة متابعة حبيب الله وشفاعته وإمداده إياهم .
"" أضاف عبد الرحمن جامي :
فلا بد منها ، أي من الصورة لأن الصورة ليست إلا تعين تجلى الوجود الحق ، فالوجود الحق من حيث الإطلاق هو المتجلى ، ومن حيث التقييد هو المجلى والصورة ،
فإذا تجلى الحق في الصورة فلا بد أن يعبده . أهـ جامى . ""

قال الشيخ رضي الله عنه : ( فدعا إلى إله يصمد إليه ) وهو الوجود الحق المطلق الذي يستند إليه كل وجود خاص ( ويعلم من حيث الجملة ولا يشهد ولا تدركه الأبصار ) أي يعلم من حيث الإطلاق والإجمال ولا يشهد من حيث التقييد والتفصيل ، إذ لا بد في الشهود من تجلى ومجلى ومتجل ، وكذا الأبصار

قال الشيخ رضي الله عنه : ( بل هو يدرك الأبصار للطفه وسريانه في أعيان الأشياء ولا تدركه الأبصار كما أنها لا تدرك أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة ).
الضمير في أنها ضمير القصة ، كقوله :" فَإِنَّها لا تَعْمَى الأَبْصارُ " وإضافة الأرواح إلى ضمير الأبصار لملابسته ، وإنما لا تدركه الأبصار لأن إدراكها مخصوص ببعض الظواهر فلا تدرك الحقائق وكل ما تحت الاسم الباطن
وإنما لا تدركه الأرواح لأن إدراكها مخصوص بالبواطن فلا تدرك ما تحت الاسم الظاهر من أسمائه وصفاته ولا يجمع بين الظاهر والباطن والتقييد والإطلاق واللاتقيد واللاإطلاق إلا التجلي الشهودي .

قال الشيخ رضي الله عنه : (فهو اللطيف ) أي عن إدراك الأبصار والبصائر ( الخبير ) بالبواطن والظواهر ( والخبرة ذوق والذوق تجل والتجلي في الصور فلا بد منها ولا بد منه ، فلا بد أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت " وعَلَى الله قَصْدُ السَّبِيلِ ")  .
الذوق إنما يكون بقوى وجدانية وذلك إنما يكون بالتجلي في الصور فمن رآه متجليا في أي صورة كانت مال إليه ،
والهوى في العرف ليس إلا ميلا نفسيا فلا شهود إلا بالتجلي ، ولا تجلى إلا في صورة ،
فلا عبادة له شهودية إلا بميل تام نفسي لأن الصورة لا بد لها من ميل إلى ما يوافقها وهو الهوى.
تم الفص الهاروني

مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم القَيْصَري 751هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا في محبة الله إياهم بقوله «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله».
فدعا إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة، ولا يشهد «ولا تدركه الأبصار»، بل «هو يدرك الأبصار» للطفه و سريانه في أعيان الأشياء.
فلا تدركه الأبصار كما أنها لا تدرك أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطيف الخبير» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلي في الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبيل.  )

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأمرهم ) أي ، أمر العارف المكمل المحجوبين . ( بالانتزاح ) أي ، الاجتناب .
( عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول ، طمعا في محبة الله إياهم بقوله : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ) .
فدعا ) الرسول . "إلى إله يصمد إليه. " يحتاج ويفتقر إليه وهو لا يحتاج ولا يفتقر إلى غيره .

قال رضي الله عنه :  ( ويعلم من حيث الجملة ) أي ، يعلم إجمالا أنه إله خالق لما سواه ، ذو الجلال والإكرام.  ( ولا يشهد ذاته ، كما قال : "لا تدركه الأبصار بل هو يدرك الأبصار" . للطفه وسريانه في أعيان الأشياء . ) تعليل للحكمين .

قال رضي الله عنه :  ( فلا تدركه الأبصار كما أنها ) أي ، كما أن الأبصار . ( لا تدرك أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة . ) كما أنها لا تدرك الأرواح المدبرة أشباحها المثالية والصور الظاهرة الحسية .
وفي بعض النسخ : ( كما أنها لا تدركه أرواحها المدبرة ) . فضمير ( أنها ) للقصة . كقوله تعالى : ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) . وفاعل ( لا تدركه ) ( الأرواح ) ، وضمير ( أرواحها ) للأبصار .
( فهو "اللطيف" ) عن إدراك البصائر والأبصار . ( الخبير ) على الضمائر والأسرار .

قال رضي الله عنه :  ( والخبرة ذوق ، والذوق تجل ، والتجلي في الصور . فلا بد منها ولا بد منه )  أي ، الخبرة إنما تحصل بالذوق ، والذوق بالتجلي ، والتجلي يعطى الظهور في صور المظاهر ، فلا بد من الصور التي يتجلى الحق فيها ، ولا بد من الحق المتجلي بها .

قال رضي الله عنه :  ( فلا بد أن يعبده من رآه بهواه . إن فهمت . وعلى الله قصد السبيل . ) أي ، وإذا كان لا بد من المجالي والمتجلى فيها ، فلا بد من الناظر إليها والعابد لها بحكم سريان المحبة في جميع الأشياء بسريان الهوية الإلهية ، فإنه إنما يتجلى بها ليعبد في جميع المراتب الوجودية ، إن فهمت ما ذكرناه من قبل .
وعلى الله إيضاح الطريق وبيان التحقيق .
والله الهادي .
تم الفص الهاروني

خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ علاء الدين المهائمي 835 هـ
:
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا في محبة الله إياهم بقوله «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله».
فدعا إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة، ولا يشهد «ولا تدركه الأبصار»، بل «هو يدرك الأبصار» للطفه و سريانه في أعيان الأشياء.
فلا تدركه الأبصار كما أنها لا تدرك أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطيف الخبير» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلي في الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبيل.  )

قال رضي الله عنه :  ( فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصّور لما انتزح عنها رسول الوقت اتّباعا للرّسول طمعا في محبّة اللّه إيّاهم بقوله : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [ آل عمران : 31 ] ، فدعا إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة ، ولا يشهد ولا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ [ الأنعام : 113 ] ، بل وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ [ الأنعام : 113 ] ، للطفه وسريانه في أعيان الأشياء . فلا تدركه الأبصار كما أنّها لا تدرك أرواحها المدبّرة أشباحها وصورها الظّاهرة ، فهو اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [ الأنعام :103 ] ، والخبرة ذوق ، والذّوق تجلّ ، والتّجلّي في الصّور ؛ فلابدّ منها ولا بدّ منه ، فلابدّ أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت ،وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ [ النحل : 9 ] ) .

قال رضي الله عنه :  ( فأمرهم ) أي : المنكر عابدي الصور ( بالانتزاح عن الصور لما انتزح عنها رسول الوقت ) ، فهذا المنكر وإن أخطأ في المعرفة لم يخطئ في هذا الأمر ، إذ أمرهم ( اتباعا للرسول ) ، وهذه المتابعة بخير ما فاته من المعرفة ؛ لأنه إنما يتبع الرسول ( طمعا في محبة اللّه إياهم ) ، وهي في العبادة لا تقصر عن المعرفة إنما تطلب في محبة اللّه ، وهي حاصلة في متابعة الرسول

قال رضي الله عنه :   ( بقوله : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [ آل عمران : 31 ] ) ، وأعظم المتابعة هي المتابعة في الدعوة إلى عبادة الحق وحده لا في هذه المظاهر والصور ، ( فدعا ) هذا المنكر ( إلى إله يصمد إليه ) أي : يحتاج إليه الكل ؛ لكونه واجب الوجود بالذات ، ولا يمكن ظهوره في مظهر ، وهو بظهوره في هذه المظاهر إنما
قال رضي الله عنه :  ( يعلم من حيث الجملة ، ولا يشهدوه ) لقصور المظهرية ، والدليل عليه قوله :( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ) [ الأنعام : 113 ] ، والمشهود تدركه الأبصار ، ( بل هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ ؛) لظهوره فيها فهو يدرك صورته فيها إدراك الشخص صورته في المرآة ، وإنما يظهر في المظاهر .

قال رضي الله عنه :  ( فللطفه ) بها الموجب لتوجهه إليها وتجليه لها ، وهو سبب ( سريانه في أعيان الأشياء ) وهو يفيدها الصورة الوجودية والتدبير فيها( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ )على نهج المشاهدة في هذه المظاهر ، ( كما أنها ) أي : الأبصار ( لا تدرك أرواحها ) ، أي : أرواح الأشياء ( المدبرة أشباحها ) ، ولا تدرك ( صورها الظاهرة ) من الحق فيها ، فلا تدرك بالأبصار من الأشياء صورة الحق ، وهي الصورة الوجودية ، وكذا الصورة الجسمية والنوعية والشخصية ، بل إنما تدرك هذه الصور بالعقل ، والمدرك بالبصر إنما هو الشكل واللون ،

قال رضي الله عنه :  ( فهو اللَّطِيفُ) من حيث لا يدرك بذاته ولا بصور ظهوره في المظاهر ،( الْخَبِيرُ ) من حيث ظهوره بالأشياء ؛ ليعلم بالذوق ما فيها بعد علمه مطلقا ، وذلك أن ( الخبرة ذوق ) ولا ذوق لمحق في ذاته ؛ لأنه من جملة الحوادث ، فلا يكون له إلا بالاعتبارات تحصل لصورته الظاهرة في المظاهر .

ولذلك نقول : ( الذوق تجلّ ) أي : حاصل من التجلي ، ( والتجلي ) وإن كان له في ذاته ، فهو لا يفيد الذوق الحادث فيه ، بل إنما يفيده التجلي ( في الصور فلابدّ منها ) أي : من الصور لهذا الذوق ، ( ولا بدّ ) للمتجلى ( منه ) أي : من الذوق ، إذ هو المقصود ، وقد علم الحق تجليه في المظاهر بالصورة الوجودية بحيث يتخيل القاصر ظهور ألوهيته فيها ، وهي موجبة للعباد ، فلابدّ أن يحصل ذلك له بالذوق ، وقد أوجب ذلك وظهر ذلك الوجوب في هوية المحبين إذا حجبوا عن المحبوب الحقيقي وتخيلوه فيها ،
( فلابدّ أن يعبده من رآه بهواه ) أي : يحبه بحيث يتخيله على كماله في بعض ما يراه ، لكن عبادته في ذاته مع عبادته في مظاهره إفراط ، والاقتصار على عبادة المظاهر تفريط ،
قال رضي الله عنه :  ( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ) [ النحل : 9 ] .
في عبادته وحده باعتبار ذاته وأسمائه بجمعه جميع الدرجات الرفيعة بلا إفراط ولا تفريط ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .

ولما فرغ عن الحكمة الإمامية التي بها التصرف بالحق على الخلق ، أو إقامة أوامره ونواهيه نيابة عنه فيهم ، شرع في بيان الحكمة العلوية التي بها استعلاء المتصرف بالحق ، والمقيم أوامره ونواهيه على المتصرف بنفسه ، المقيم أوامرها ونواهيها ؛
فقال :فص الحكمة العلوية في الكلمة الموسوية
شرح فصوص الحكم الشيخ صائن الدين علي ابن محمد التركة 835 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا في محبة الله إياهم بقوله «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله».
فدعا إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة، ولا يشهد «ولا تدركه الأبصار»، بل «هو يدرك الأبصار» للطفه و سريانه في أعيان الأشياء.
فلا تدركه الأبصار كما أنها لا تدرك أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطيف الخبير» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلي في الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبيل.  )

قال رضي الله عنه  :  (فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصورة ، كما انتزح عنها رسول الوقت ) الحاكم بمقتضاه ، العارف به ، ( اتّباعا للرسول ، طمعا في محبّة الله إيّاهم ) ،
فإنّ المحبّة التي هي أصل الحركة الوجوديّة التي منها تحصّلت الأنواع وتكوّنت الأشخاص ، متعلَّقها هو الكمّل من الرسل ،
فمن تبعهم من تلك الأشخاص واندرج تحت كليّة أمرهم وإحاطتهم ، نال تلك المرتبة وفاز بمحبّة الله إيّاه ، ومن استقلّ بحكم شخصيّة الجزئيّة بعد عنها ضرورة فمن اعتكف سدّة المحبّة وقرع بابها لا بدّ له من المتابعة حتى يفتح عليه ذلك الباب .

ولذلك ترى المتابعة واقعة بين المحبّتين ، كما أشار إليه ( بقوله : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله ".)

والمتابعة هاهنا هو الانتزاح والبعد عن تلك المجالي المشهودة الظاهرة ، حفظا لعزّة المعبود وجلاله ، ووفاء بخلوص العبوديّة وانكساره ( فدعا إلى إله يصمد إليه ) ويقصد عند الافتقار والاحتياج ، ( ويعلم ) بمثل هذه الصفات بوجه ( من حيث الجملة ، ولا يشهد ) لأنّ المشهود - كان من كان - ليس له ابّهة الغالب في عزه وعظمته .

وإنّك قد عرفت أنّ الكيفيّات والانفعالات وما يجري مجراها - مما يختصّ به الكثائف - لا يناسب المعبود الإله ، وهو لا يتّصف به في لسان الظاهر ،
ولذلك قال : ( " لا تُدْرِكُه ُ الأَبْصارُ “  [ 6 / 103 ] ، بل "هُوَ يُدْرِكُ الأَبْصارَ "  للطفه وسريانه في أعيان الأشياء ) وبيّن أن الساري في الشيء لا يقبل قوّة الإبصار ، فإنّها إنما يتعاكس أشعّتها أو يتمثّل انطباعها في كثيف غير نافذ ولا سار في بطون آخر - كما عرفت أمره في المقدمة.

قال رضي الله عنه  : (فـ " لا تُدْرِكُه ُ الأَبْصارُ "  [ 6 / 103 ] كما أنّها لا تدرك أرواحها المدبّرة أشباحها وصورها الظاهرة ) يعني الحيوانيّ والنفسانيّ والطبيعيّ فإنّ قوّة البصر لا يدرك شيئا منها مع ظهور آثارها وأفعالها ( فهو " اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ") ، فاللطف إشارة إلى كماله في الظهور ، والخبرة إلى كماله في الإظهار ( و ) ذلك لأنّ ( الخبرة ذوق ، والذوق تجلّ ، والتجلَّي في الصور ) ، فإنّ التجلي إنما هو الظهور فلا بدّ له من المظهر ،

قال رضي الله عنه  : ( فلا بدّ منها ) - يعني الصور ، فإنّها مظاهر التجلَّي - ( ولا بدّ منه ، فلا بد أن يعبد من رآه ) في تلك الصور والمظاهر ( بهواه ) أي بحكمه وقهرمانه ، فإنّ الهواء هو الرقيقة بين تلك الصور والمجالي ، وبين من يهيم بها ممن رآه فيها .

ولكن لما كان إظهار هذا لا يوافق كمال العبوديّة وجلال عزّة المعبود - كما عرفت آنفا - طوى عن الإفصاح به ، فالأمر فيه موكول إلى الفهم والفطانة ،

وأشار إليه بقوله : ( إن فهمت ) .
( وَعَلَى الله قَصْدُ السَّبِيلِ ) مطلقا ، سواء ساق إليه الشرع ، أو قاد إليه الهوى.
تم الفص الهاروني.

شرح الجامي لفصوص الحكم الشيخ نور الدين عبد الرحمن أحمد الجامي 898 هـ :
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا في محبة الله إياهم بقوله «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله».
فدعا إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة، ولا يشهد «ولا تدركه الأبصار»، بل «هو يدرك الأبصار» للطفه و سريانه في أعيان الأشياء.
فلا تدركه الأبصار كما أنها لا تدرك أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطيف الخبير» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلي في الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبيل.  )

قال رضي الله عنه :  ( فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصّور لما انتزح عنها رسول الوقت اتّباعا للرّسول طمعا في محبّة اللّه إيّاهم بقوله :قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [ آل عمران : 31 ] .  فدعا إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة ، ولا يشهد ولا تُدْرِكُهُ )

قال رضي الله عنه :  (فأمرهم ) ، أي أمر العارف المكمل المحجوبين ( بالانتزاح ) ، أي الاجتناب ( عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا في محبة اللّه إياهم ) ، الثابتة ( بقوله :قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ[ آل عمران : 31 ].
فدعا الرسول إلى إله يصمد إليه ) ، ويقصد لقضاء الحوائج ( ويعلم من حيث الجملة ) ، أي على وجه الإجمال ( ولا يشهد ) ، لأن المشهود كان من كان ليس له أبهة الغالب في عزه وعظمته ولا تدركه

قال رضي الله عنه :  ( الْأَبْصارُ" بل "وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ" للطفه وسريانه في أعيان الأشياء . فلا تدركه الأبصار كما أنّها لا تدرك أرواحها المدبّرة أشباحها وصورها الظّاهرة . فهواللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[ الأنعام : 103 ] . والخبرة ذوق ، والذّوق تجلّ ، والتّجلّي في الصّور . فلا بدّ منها ولا بدّ منه . فلا بدّ أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت .وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ[ النحل : 9 ] .)

قال رضي الله عنه :   (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُبل ووَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ) فالأول ( للطفه و ) الثاني لمكان ( سريانه في أعيان الأشياء فلا تدركه الأبصار كما أنها ) ، أي الأبصار ( لا تدركه أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة ) ، عطف على أشباحها عطف تفسير .
وقيل : المراد بالأشباح الأبدان المثالية ، وبالصور الظاهرة الأبدان الحسية ، وعطفه بعضهم على أرواحها ، وأراد بصور الإبصار العيون ، فإن العين الباصرة غير مدركة للقوة الباصرة بنفسها بل بواسطة المرآة .

وفي النسخة المقروءة على الشيخ رضي اللّه عنه :
كما أنها لا تدركه أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة ، فضمير أنها للقصة يعني لا تدركها الأبصار كما أنه لا تدركها الأرواح التي ليست الأبصار إلا بعضا من قواها ففي هذه العبارة زيادة مبالغة في عدم إدراك الأبصار له كما لا يخفى
( فهو اللطيف ) لتنزهه عن إدراك الأبصار ( الخبير ) لسريانه في أعيان الأشياء ( والخبرة ذوق والذوق تجل ) ، أي حاصل كالتجلي ( والتجلي ) لا يكون إلا ( في الصور ) ، لأن التجلي هو الظهور ولا بد في الظهور من مظهر والمظاهر هي الصورة ؛

ولذلك قال : ( فلا بد منها ) أي لا بد للتجلي من الصور ( و ) كذا ( لا بد ) للصور ( منه ) أي من التجلي ، لأن الصورة ليست إلا تعين تجلي الوجود الحق فالوجود الحق من حيث الإطلاق هو المتجلي ومن حيث التقيد والتعين هو المجلى والصورة فإذا تجلى الوجود الحق في الصورة ( فلا بد أن يعبده من رآه ) ، في تلك الصور ( بهواه ) الحاكم إليه في عبادة من يهواه هذا سر عبادة الصورة ( إن فهمت وعلى اللّه قصد السبيل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ) .
تم الفص الهاروني
 .
واتساب

No comments:

Post a Comment